فما هي الماسونية تاريخياً؟ وما رموزها ومبادئها وغاياتها؟
الكاتب: الدكتور رياض سليمان عواد
1ـ ماهيتها ونشأتها التاريخية:
جاء في تعريف دائرة المعارف عن الماسونية أنها (مؤسسة بشرية تحاول تحقيق حياة
اجتماعية وهي رابطة أو مؤسسة متأثرة بجمعيات القرون الوسطى العمالية، والمتزهدة
القديمة التي نظمت في القرن الثامن عشر بآفاق أوسع. والماسونية ليست جمعية سرية،
ولكنها مغلقة فقط. فقواعدها الأساسية وأنظمتها وتاريخها وأسماء أعضائها معروفة).
فلو كان الأمر هكذا لكانت الماسونية عرفت منذ زمان طويل، ولما أثارت الاهتمام
الزائد وأحدثت ضجة كبرى. ولكنها في الواقع تحير الأذهان وتبلبل الضمائر وقد تستهوي
مشاعر القلوب.
وبالرغم من حوالي 60 ألف دراسة عالجت الماسونية وبحثت فيها، وتحدثت عنها، فإن
أعماقها ما تزال مجهولة، غامضة، خصوصاً في أوروبا والأميركيتين ولبنان. وكثيرون من
الناس يكونون عنها آراء راسخة وأفكاراً مغلوطة، ومعلومات جاهزة ومفاهيم سلفية
جمعوها من الكتب، وعن الرواة بتناقل الألسن، وتساقط الأخبار، وقراءة مقال في هذه
الجريدة أو تلك المجلة.
والفرماسون أسم مركب من لفظتين: (الحر غير المقيد) (الباني)، فيكون الإسم كاملاً:
(البناة الأحرار). ودعيت الماسونية أيضاً بالقوة السرية، وأصحابها دعوا أيضاً
بالخفيين أو بالهيكليين نسبة إلى هيكل سليمان الحكيم.
يعطينا الأديب الروائي والمؤرخ الماسوني جرجي زيدان لمحة خاطفة عن نشأة الماسونية
في كتابه (تاريخ الماسونية العام) الصفحة الخامسة، مطبعة المحروسة مصر 1889 قائلاً:
(للمؤرخين في منشأ هذه الجمعية أقوال متضاربة: فمن قائل بحداثتها، وأنها لم ترق إلى
أبعد من القرن الثامن عشر بعد الميلاد ومنهم من سار بها إلى وراء ذلك فقال: أنها
نشأت من جمعية الصليب الوردي المؤسسة عام 1616، ومنهم من أوصلها إلى الحروب
الصليبية وآخرون تتبعوها إلى أيام اليونان في الجيل الثامن قبل الميلاد، ومنهم من
قالوا أنها نشأت في هيكل سليمان ومنهم من أوصلوها إلى الكهانة المصرية والهندية
والى أبعد من ذلك).
البناؤون الأحرار يعتمدون أدوات البناء، فالمثلث الزوايا لديهم ليس إلا تعبيراً عن
درجة تطور زمني ورمزاً إلى الألوهية. مثلث التكريس الشكلي والعملي يتمثل في الحكمة
والقوة والجمال لخلق الإنسان الجديد وتبديل معالم الإنسان القديم بفعل متجانس.
الزاوية القائمة ترمز إلى الأدب والتهذيب وحسن القصد والميزان يدل على المساواة
وخيط الشاقول على العدالة والإستقامة. ولهذا تنادي الماسونية بالحرية والإخاء
والمساواة.
لقد نشأت الماسونية التي عرفت عام 1717 في محفل لندن الكبير حيث نظم الكاتب أندرسون
هذا المحفل وقوانينه القديمة ودساتيره عام 1723. ولم تكن هذه البدعة وقتئذ معروفة
كخلق آني، كبديل لمؤسسة يضيع أصلها في غياهب الزمن، فأندرسون نفسه أرجعها إلى آدم،
لأن أصلها يكتنفه الغموض وهي منظمة قديمة قائمة على التدريبات والتأهيلات التي تركت
أثراً حياً بدون أن تبقي آثاراً هامة مكتوبة.
فالتأهيل أو التدريب يرتكز على التقليد، وهذا حسب رأي مورو أحد الماسونيين يرتقى
إلى الله عينه، فمنذ زمن برج بابل خلق الله النور، فهو الماسوني الأول. وتذكر
تقاليد ماسونية قديمة: (إن جمعيتنا وجدت قبل خلق الكرة الأرضية من خلال الأنظمة
الشمسية المختلفة). ويضيف مورو في كتابه (الكون الماسوني) باريس 1837 صفحة 21 ما
يلي:
(إنّ هذه التقاليد الساذجة تمت إلى الخرافة وتخفي عادة معنى مجازياً. تقول إحدى هذه
الأساطير مثلاً بأن آدم قبل كبناء حر، بحسب الطقوس، شرقي الجنة، وبواسطة الأب
الأزلي، وهذا يعني أن الماسونية وجدت قديماً إن لم يكن بالفعل، فبالقوة على الأقل
وهي تلبي حاجة أساسية في النفس البشرية.
ولعل أسطورة احيرام بين الأساطير جميعاً، تشكل القصة الأساسية التي نبحث عنها،
ونشرحها شرحاً رمزياً عميقاً.
ومراجع هذه الأسطورة تعود إلى سفرين هما: (سفر الملوك الأول) و(سفر أخبار الأيام):
فقد أرسل الملك سليمان فأخذ احيرام من صور، وهو ابن أرملة من سبط نفتالي وأبوه رجل
من صور، صانع نحاس، وكان ممتلئاً حكمة وفهما ومعرفة في عمل كل صنعة من النحاس، فوفد
على الملك سليمان وعمل كل صنعته( وقد وجهت احيرام رجلاً ماهراً من صور، خبيراً بعمل
الذهب والفضة والنحاس والحديد).
فالنصوص القديمة كمخطوطات كوك المنقولة إلينا من القرن الخامس عشر، والقرن السابع
عشر، تشير إلى بناء الهيكل، وإلى احيرام بن احيرام ملك صور المتضلع من فن الهندسة،
الذي كلف بإدارة الأعمال العليا.
ومضت الماسونية الحديثة توسع الأسطورة التوراتية، والأسطورة المهنة، بخلقهما موت
احيرام المفجع، وإليك الأسطورة موجزة في أقدم رواياتها:
(إن احيرام الذي سلمه سليمان الملك إدارة أعمال هيكله كان يملك عدداً كبيراً من
العمال الذين يدفع لهم أجورهم مما جعله لا يستطيع التعرف عليهم جميعاً. فكان يعتمد
للتمييز بينهم من كلمات وإشارات ومداعبات مختلفة.. وقد قرر ثلاثة رفاق، حصولاً على
مدفوعات الأستاذ أن يسألوا احيرام عن كلمة الأستاذ(يهوه) عندما يستطيعون الإنفراد
به، أو قتله.
واختبأوا لتلك الغاية في الهيكل، واحد منهم في الجنوب وآخر في الشمال، وثالث في
الشرق.
ولما دخل احيرام من الباب الغربي على مألوف عادته، وحاول الخروج من الباب الجنوبي،
طالب منه أحد الرفاق كلمة الأستاذ، رافعاً عليه بيده عصا أو مطرقة، ولما أعلمه
احيرام بأنه لم يحصل على كلمة الأستاذ بالطريقة المماثلة، عالجه الرفيق بضربة عصا
أو بمطرقة، وبما أن الضربة لم تكن عنيفة هرب احيرام ناحية الباب الشمالي فوجد
الرفيق الثاني الذي عالجه بالمثل، وبما أن ضربة الرفيق الثاني لم تقض عليه، حاول
الخروج من الباب الشرقي، غير أنه وجد الرفيق الأخير الذي استطاع القضاء عليه بضربته
المحكمة. ثم اجتمع الرفاق لدفنه، لكنهم لم يجرؤا على نقل جسده حالاً، لأن الشمس
كانت ما تزال طالعة، فاكتفوا بإخفائه تحت كومة الحجارة، ولما هبط الليل نقلوه إلى
جبل حيث دفنوه. وحتى يتمكنوا من معرفة المكان، قطعوا غصناً الماسياً وزرعوه على
حفرته. والأستاذ هنا هو ملقن التقليد وكاشف الأسرار، ومنظم المحافل وشارح الرموز،
وله معرفة واسعة بالفلسفة واللاهوت والهندسة.
وبقي سليمان سبعة أيام بدون رؤية احيرام، فأمر تسعة من رجاله بالبحث عنه، فنفذ
هؤلاء أوامر سيدهم، وبعد بحث طويل، مضى ثلاثة منهم يستريحون في المكان الذي دفن فيه
احيرام. فقام أحدهم وجذب غصن الأكاسيا الذي ظل بين يديه مما حدا بهم إلى أن يلاحظوا
أن الأرض في تلك النقطة قد قلبت حديثاً، ولما حاولوا معرفة السبب نبشوا الأرض،
فوجدوا جثة (احيرام). فقد أشاروا إلى الآخرين كي يساعدوهم فأخذ أحدهم الجثة بإصبع،
غير أن الجلد أنفصل وبقي في يده، كذلك حل بالثاني الذي حاول الشيء نفسه وانفصل
الجلد أيضاً عندما حاول الثالث أخذ الجثة بالمعصم، فصرخ (ماشناك) التي تعني في نظر
البنائين الأحرار: (اللحم يترك العظم، الجسد فاسد). حينئذ قرر الثلاثة أن كلمة
أستاذ سوف تردد هنا من الآن فصاعداً. فأسرعوا إلى سليمان وأخبروه بالأمر، فتأثر
جداً. ولكي يظهر الاحترام الذي يكنه لاحيرام، أمر جميع الأساتذة بجلب الجثمان ونقله
الهيكل حيث تم دفنه بأبهة. وقد لبس جميع الأساتذة، خلال الإحتفال، مآزر وكفوفاً
بيضاء ليلحظوا أن أحداً منهم لم يغسل يديه بدم زعميهم.
ب ـ رموزها، مبادئها، غاياتها:
تبقى أسطورة احيرام هذه حجراً رمزياً للماسونية الحالية وهذا الحجر يدخل في بناء
الهيكل بمفهوم الماسونية اليوم. ويذكر انطوان ماكي في كتابه (رمزية الماسونية): إنّ
دفن بناء العمارات المادية قد توقف بالنسبة لنا، فإننا كماسونيين نظريين نطمح إلى
بناء هيكل روحي في قلوبنا، هيكل نقي، بلا عيب يليق بأن يكون مسكن خالق النقاوة. إن
هذه الروحانية لهيكل سليمان هي الأولى بين تعاليم الماسونية وأهمها وأعمقها.
إنّ لغة الماسونية هي لغة رموز، أصبحت بعد مدة من الزمن، قديمة العهد، عالم سيطر
عليه الوضوح والمنطق. لكن المدهش حقاً هو أن نرى الرمزية في أيامنا الحاضرة تعود
إلى الظهور، وتحدث تأثيراً عملياً لا يستهان به، وتغدو في حقول الأدب والفن والعلم،
وسيلة تعبير فكري ملحوظ.
وبديهي أن نلاحظ هنا أن الرمزية هي من أصل يهودي ـ مسيحي ـ وعليه فإن إنجيل يوحنا
ورؤياه ورسائله متأثرة، ولا شك بالرمزية البعيدة كل البعد عما يسمى بالباطنية لدى
الفاطميين والدروز والعلويين. فالرمزية قديمة قدم البشرية عينها، وهي أول محاولة
قام بها الإنسان تعبيراً عما يجول في باله، معتمداً الرموز والتشابيه.
إنّ جل الجمعيات الماسونية تعترف بأن هدفها البحث عن الحقيقة، وهذا يعني اهتماماً
ما ورائياً في التفتيش عن المطلق. وطالما وصفت حفلات التدريب الماسوني في تصور موت
الجاهل وقيامة المتصوف إلى حياة جديدة، بعد أن يمر في تجارب العناصر الأربعة
المختلفة: الأرض، النار، الماء، الهواء. والغرض من هذا التدريب هو قيادة الفرد
المنضوي إلى المعرفة بإشعاع داخلي، يشكل بدوره إسقاطاً نفسياً، وإدراكاً إشراقياً
للنور المفارق، داخل الأنا الإنسانية.
والرمز أيضاً، مزيج من العقل والإيمان، بل هو صورة حسية تستخدم تبياناً لفكرة خفية
تشابهية. لقد اعتمد الماسون اسم (أبناء النور) كما تبنوا مرادفات أخرى: كالحب
والعقل والخلود، والسعي إلى الكمال المطلق. لكن هذه الألفاظ تتميز عن أساليب باقي
الأديان والأنظمة الفلسفية، لأن التدريب الماسوني يساعد المريد على عمل جماعي،
وظهور الرمز المشع، فتكون الماسونية بنائية الأصل والمنشأ فليس من الضرورة إذن أن
يحمل المبتدئ المنضوي إليها معه حجراً لبناء هيكل سليمان المادي، بل يقدم حجراً
أدبياً، فكرياً، رمزياً، هو الإسهام في بناء ذاته وتكوين شخصيته بغية تقدم
الإنسانية.
خلاصة أولى:
يمكننا أن نستخلص مما تقدم:
إنّ الماسونية قديمة العهد وحديثة في آن معاً، وأنها تمت بصلة وثيقة وعميقة إلى
اليهودية وبصلة غير مباشرة إلى من يحالفها.
إنّ صنعة البناء هي الوسيلة المادية، ولكن الغاية القصوى هي تلقين عقيدة جديدة تجمع
بين الفلسفة واللاهوت والقضايا الاجتماعية.
إنّ الأديب والمؤرخ يوسف الحاج، والد المرحوم الشهيد الدكتور كمال الحاج، بعد أن
بلغ درجات متقدمة في الماسونية ثم تنكر لها في أواخر حياته، يقيم مقارنة بين
الماسونية الرمزية وبين الماسونية الكونية فيقول:
1ـ يسمي الماسون الرمزيون المكان الذي يجتمعون فيه محفلاً أو هيكلاً، رمزاً للمكان
الذي هو هيكل الله بينما يرمز به اليهود إلى هيكل سليمان الذي يرى فيه الصهيونيون
شعار وطنهم القومي.
2ـ يعتمد الماسون النور رمزاً إلى نور العقل الإنساني، أما اليهود الماسون
والملوكيون، فيرمزون به إلى النور الذي كان يتجلى به الله للنبي موسى، وإلى عامود
النور الذي رافق بني إسرائيل لدى خروجهم من مصر.
3ـ إنّ السيف الذي يحمله الماسونيون الرمزيون يدل على دعوة إلى الجهاد في سبيل الحق
والعدل والحرية، وكل ماسوني مكلف به أكثر من غيره. أما الماسونيون الملوكيون، فهم
يشيرون بالسيف إلى ذاك السيف الذي عمله بنو إسرائيل دفاعاً عن المدينة المقدسة
عندما كانوا يبنون الهيكل والسور مرة ثانية بعد خروجهم في سبيل بابل.
4ـ البناية الحرة في نظر الماسونيين الرمزيين تدل على البناء في عالم الإنسان،
نظراً لتقديم البشر فيه تدريجياً، ولكن هذه البناية تركز في نظر الملوكيين إلى بناء
الهيكل.
5ـ الأنوار السبعة هي رمز للأعضاء السبعة الذين بدونهم، لا قيام لجلسة المحفل
الرمزي القانونية وفي نظر الماسون الملوكيين ترمز إلى عدد السنوات السبع التي أتم
فيها الملك سليمان بناء الهيكل العظيم. إن فريق الماسونية الكونية لا يعرفه إلا
القليلون من أبناء الماسونية الملوكية، وهؤلاء يهود رومانيون، هدفهم استخدام
الماسونية الرمزية والملوكية إشاعة للفوضى في العالم طبقاً للمثل السائر (فرّق
تسد).
6ـ هناك شعار يوضع فوق كرسي رئيس المحفل الرمزي على شكل نجم ذي خمس زوايا وفي وسطه
حرف ( ) وهذا الشعار مضاء بنور خفي، من ورائه صورة ثانية يجعلونها إلى جهة الشرق،
ويدعونها الكوكب الساطع، وكوكب الشرق الذي يستمد الشرق منه نور المعرفة، ولكن هذا
الشعار يرمز إلى هيكل سليمان نفسه عند الماسون الصهيونيين.
ينتج من ثم: في رأي الماسونية الرمزية أن هيكل سليمان رمز لحضور الله، والنور رمز
للمعرفة الإنسانية، والسيف رمز للدفاع عن القيم الإنسانية، والبناء رمز لتقدم وتطور
الإنسان، وفي رأي الماسونية الملوكية هيكل سليمان شعار لجمع اليهود المشتتين
وعودتهم إلى وطنهم القومي إسرائيل. والنور تلميح إلى وحي الله إلى موسى والأنبياء،
والسيف جهاد في سبيل استعادة أورشليم. والبناء إشارة لبناء الهيكل. والأنوار السبعة
عبارة عن السنوات السبع التي أتم فيها سليمان بناء هيكل الرب. وهنا يلتقي الرمزيون
بالملوكيين، وكأنما الملك رمز لوحدة الأمة، والهيكل رمز لجمع شتاتها، والمدينة
أورشليم عاصمة الكون أجمع. وقد تلتقي هنا أيضاً الماسونية الكونية بالصهيونية
الكونية أو الملوكية، وكلتاهما غير بعيدتين عن السياسة.
قال جرجي زيدان في (تاريخ الماسونية العام) (إنّ العلم لا ينمو ولا ينشر إلا بواسطة
الجمعيات السرية، ومنها الماسونية). وجاء في كتاب (نظامات الماسونية العمومية)
المطبوع سنة 1890 الصفحة 10 لمترجمه إلياس بك منسي رئيس مجمع الكرنك الأكبر ومجمع
ترقي مصر ما يلي: (إن غاية الماسونية مقاومة الجهل تحت جميع أشكاله، وهي مدرسة
تعاون وصداقة متحاربة، تمنع في محافلها كل مجادلة سياسية أو دينية، ولا تحرم أحداً
من ممارسة ديانته، وتقصد تعليم الجيش البشري، بل وتحظر في اجتماعاتها كل مشادة أو
مناظرة سياسية.
فحصيلة كلام زيدان ومنسي وسواهما أن الماسونية هي: مؤسسة خيرية غايتها خدمة البشر
عموماً وخدمة ذويها خصوصاً ساعية إلى مكافحة الجهل ونشر العلوم، بعيداً عن العداء
للدين أو الأنسياق وراء غاية سياسية.
بينما نرى الأب أنطوان يمين في مؤلفه (المؤامرات اليهودية على الشعوب) والأستاذ عوض
الخوري في كتابه(تبديد الظلام) الصفحة 240، ونقرأ في (بروتوكولات حكماء صهيون)
لمترجمه محمد خليفة التونسي وفي سفر آخر بعنوان: (ارثوذكسي أم ماسوني) المحفوظ بدار
الكتب الوطنية في بيروت تحت رقم 6 خلاصة عقائد وأهداف الدين الماسوني، إذا صح أن
نسميه ديناً وهي موجزة في ست نقاط:
الركن الأول: إنكار وجود الله: فلا إله إلا الإنسان، ولا سيد ولا معبود إلا
الإنسان، فهو سيد الوجود المتصرف بنواميسه. وليس علينا أن نذل أعناقنا لنير ديانات
مختلفة بل علينا أن نترفع فوق كل إيمان بأي إله كان. علينا أيضاً أن نسحق القبيح
الفظيع وهو ما يدعونه الله، لأن الإعتقاد بوجود إله والسجود له حماقة.
الركن الثاني: مناهضة الأديان وتخريبها لأنها آلة يتذرع بها رجال الدين. إن تدريس
الدين الإسلامي أعظم حاجز لصد الصغار عن النمو والترقي. فغايتنا القصوى ملاشاة
الكثلكة، بل كل روح إسلامية فلنشتغل بأيد خفية نشيطة، ولننسج الأكفان التي سوف تدفن
بها جميع الأديان.
الركن الثالث: محاربة رجال الدين، فلنكسر نفوذ رجال الدين والفقهاء، ولنخلق
الانتقادات مستعينين بـ(فشنو) وأذرعة المئة، جاعلين كل ذراع برأي و(فشنوا) هذا أحد
الأقانيم الثلاثة للدين البرهمي.
الركن الرابع: الإباحية والإفساد: لننشر الرذيلة بين الشعوب، فإن الفساد أمنيتنا.
الركن الخامس: كره الوطن، لأن الوطن نرذله.
الركن السادس: هدم البشرية، فكل شيء يجوز لنا استئصالا لشافة من ينكر مبادئنا، وكل
أمة تنقسم على ذاتها تقع في حوزتنا.
فهل تلك هي كنيسة الإلحاد المنظمة؟ وهل ذاك هو الدين الماسوني المزعوم؟.
إذن: تدعي الماسونية في الظاهر والوهم ترقية البشرية، وأنها ليست معادية للأديان
ولكن في الحقيقة والواقع، هي في مسعى دؤوب إلى تقويض أسس الأديان وزعزعة الأوطان،
ولا سيما الدين الإسلامي. تريد هذه المرة زعزعته من الداخل وليس من الخارج،
والبشرية حيال عقائد الماسونية تمسي في ارتباك.. وتعقيد وغموض، وعرضة لتدني الأخلاق
والإنهيار.
وتفيدنا الإحصاءات الحديثة بأن عدد الماسون اليوم أكثر ستة ملايين عضواً نظامياً في
العالم قاطبة منهم أكثر من أربعة ملايين في الولايات المتحدة الأميركية، و 750
سبعمائة وخمسون ألفاً في إنگلترا وقد أنشأ في لندن 1687 محفلاً.
وقد أدت معارضتها لأشكال الحكم الجبرية فمنعت في الأنظمة الإستبدادية وتم انتشارها
في جميع الدول الليبرالية.
وهكذا منعت في إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية وأسبانيا الفرنكوية، وهي محظورة
اليوم في البلدان الشرقية.
وتجتمع محافل الماسونية النظامية في محافل كبيرة أو مشارق كبيرة، وهناك شيعة واحدة
في الدولة الواحدة أساساً. وهي تحترم عدداً كبيراً من القواعد التقليدية كأساس
لاعترافها المتبادل، ومنها مثلاً: الإعتقاد بالله المهندس الأكبر للكون، والإعتقاد
بإرادته الظاهرة في شريعته المقدسة، وذلك لا يشير على الإطلاق إلى ضرورة ممارسة
الأخ لشعائر معينة.
وفي باريس، اعتمدت الجمعية العمومية للشرق الكبير في 5 حزيران 1865 المادة الأولى
التالية من دستورها: (إنّ مبدأ الماسونية هو في وجود الله وخلود النفس والتعاون
الإنساني. وهي تجد في حرية الضمير حقاً خاصاً بكل إنسان، ولا تستثني أحداً بسبب
معتقداته) هذا ما تزعمه في الظاهر والوهم ولكن في الواقع والحقيقة، تهدف إلى إبعاد
الإنسان عن الإيمان بالله وتنسيه العمل لخلاص نفسه والتعاون الذي تدعيه يرمي إلى
غاية سياسية، وتكبل حرية الضمير.
ويرتكز الشرق الأكبر لتأكيد التسامح المطلق على دساتير أندرسون لعام 1723 التي مرَّ
ذكرها وخلاصتها: إنّ مشكلة المصير الماورائي للإنسان، وخاصة علاقاته مع (اللامحدود
والخفي) يجب أن تبقى خارج الأبحاث الماسونية. فالماسونية مؤسسة إنسانية تقدمية
وعقلانية. أما طقوسها ورموزها التي يقلل اليوم من أهميتها فلم تعد سوى وسائل محسوسة
للماسون تحريضاً لهم على العمل الروحي والأخلاقي الذي بموجبه يدينون أنفسهم وسواهم.
إنّ الماسونية العصرية تهتم بالمجتمع المثالي عام الألفين ومعضلاته الكبرى:
كالتربية، والإعلام والبيئة، ومنع الحمل والإجهاض، وأزمة الحضارة... ولم يأخذ الشرق
الكبير موقفاً من انتخابات عام 1974، بل ذكر بتمسكه بالمثال العلماني الديمقراطي
الاجتماعي.
أما ميشال بارون الأستاذ الكبير الجديد، فقد صرح للإذاعة الفرنسية حول انتخابات سنة
1978 بما يلي: (نحن لا يهمنا مشاكل الأكثرية والمعارضة، بل مشكلة مكان الإنسان
ودوره ومستقبله في مجتمع يجتاز أدق أزمة عرفها منذ القرن الثامن عشر). واعتمد الشرق
الكبير في مجمعه الإستثنائي في 28 كانون الثاني 1979 نصاً يعرف(أزمة الحضارة)
بركائز الخاطرة، فإن (أي مؤسسة أو ديانة أو سلطة لا يجب أن تحل محل الضمير
الإنساني) وتنحو محافل أوروبية كثيرة منحى هذا الشرق الكبير.
وتسعى الشيع الماسونية جميعاً إلى تحقيق وحدة ترتكز على حرية الضمير الكافلة، وفق
مقررات اجتماع استراسبورغ عام 1971 هادفة إلى احترام حقوق الإنسان والعدالة
الاجتماعية والديمقراطية السياسية مسخرة وسائل الإعلام لتحقيق تلك الغايات.
هذا في الظاهر، ومن حيث المبدأ العام، ولكن في الواقع لا نفهم معنى الضمير الإنساني
الفردي، ولا من يردعه، وكيف ولماذا؟ ولا نفقه دليلاً ومرشداً لذاك الضمير الغامض.
لقد تيقن الصهاينة الأشرار أن خير وسيلة لهدم الأديان السماوية هي (الماسونية) لأن
تاريخها يشابه تاريخ اليهود في الإعتقاد بربط كيانها بخمسة آلاف سنة بل ومنذ بدء
الخليقة كما يدعي أنصارها. ولأن شعارها ـ أي الماسونية ـ هو نجمة داود المسدسة،
ويعتبر الصهاينة والماسونيون أنفسهم الأبناء الروحيين لبناة هيكل سليمان وأن
الماسونية التي تزيف الأديان الأخرى تفتح الباب على مصراعيه لإعلاء الصهيونية
وانتصارها وقد استفاد الصهاينة من بساطة الشعوب وحسن نيتها فدخلوا في الماسونية
واحتلوا فيها المراكز الممتازة وبذلك غدت وسيلة اجتماعية وسياسية وثقافية مدمرة
لتحقيق أهداف الصهاينة. وبذلك نفث الصهاينة (الروح التخريبية) في العالم عبر
المحافل الماسونية وسخروها لأغراضهم، يقول الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ *
أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ﴾.
وقد كتب أحد كبار الماسونيين (تريان بارانوف) يقول: (إنّ الماسوني وإن لم يكن
صهيونياً بالولادة إلا أنه رجل متصهين).
أما (هولت زنكر) فقد عبر عن هذا الرأي بقوله:
(إن بين كل مئة من الماسونيين مئة وإثنان من اليهود).
ويقول (جول ليمتر): (إن التساند والإتحاد الملحوظين بين ماسونيي العالم يرجع إلى
كثرة العناصر الصهيونية بينهم) وقد علق (كوجين كوهين) على رأي (ليتمر) قائلاً: (إنه
ليس بمخدوع).
ويتضح من التدقيقات التي أجريت بحق الماسونية أن في محافلها أعضاء كبار من الصهاينة
الذين ينتمون إلى الجمعية السرية وأن وظيفة هؤلاء هي توحيد المساعي وتنسيقها بين
مختلف المحافل وتوجيهها لخدمة اليهود الصهاينة ويتبين من هذا أن الماسونية هي آلة
لخدمة جمعية سرية أعلى منها هي الصهيونية وأن الماسونية هي واجهة ظاهرية لتنظيم سري
كامن خلفها.
ولقد أدرك الإمام الراحل(آية الله الخميني) رضوان الله عليه بوعيه الإلهي مكمن
الداء والخطوط الطاغوتية المعادية للبشرية فراح يتتبعها في حياته ويدرس مظاهرها
المتنوعة ومن ثم يصمم على (ضرب أوكارها الموبوءة) وكانت الصهيونية الأفعى السامة
التي أفرزها الحقد اليهودي لتضرب أمن الإنسانية وتفرز سمها في مناحي الحياة، لأنها
وليدة الحقد والحقارة وكل ما في قاموس الشر من تعابير، يقول(قدس سره): (ذكروا الناس
دائماً بخطر إسرائيل وعملائها) وكأن الإمام الخميني (قدس سره) يكشف للعالم أن الذين
يديرون دفة السياسة في العالم ليسوا الذين هم في سدة الحكم ظاهراً، إنما هم أولئك
الذين يكمنون وراء (الكواليس).
وفي هذا إشارة واضحة إلى أن الكلمات الإلهية التي نطقها الإمام(قدس سره) إنما كانت
تعبر عن وعيه السياسي العميق ورؤيته الثاقبة للأمور فهو القائل: (إنني أدعو كافة
المسلمين في جميع أنحاء العالم والدول الإسلامية إلى أن يتحدوا من أجل قطع يد
الغاصب ومساعديه).
لقد كان الإمام الخميني(قدس سره) يؤكد بأقواله وأفعاله ومواقفه العلاقة الشرعية بين
الإستكبار العالمي والكيان العنصري الصهيوني فمنذ الستينات حيث تزايد نفوذ
الإستكبار الغربي في إيران وبدأت حملة تخريب المجتمع الإيراني المسلم وانتشرت
المظاهر والمراكز المخلة بالأخلاق والمتعارضة مع الدين اندفع الإمام (قدس سره) ضد
هذه الحملة وهو في الحوزة الدينية في قم ولكن سرعان ما وطد الشاه المقبور علاقته
بإسرائيل وأخذ يعتمد على البهائيين والماسونيين واليهود الصهاينة الذين زاد نفوذهم
وقويت شوكتهم وقد اعتبر الإمام (قدس سره) منذ البداية أن الصهاينة هم وراء هذه
الأعمال بعد أن سيطروا على (عقل الشاه المقبور) وجعلوه ينفذ مآربهم.
وهكذا فإننا نجد أن:
الماسونية هي الإسم الجديد للشريعة اليهودية المقنعة ورموزها وتقاليدها
يهودية(كابالا) وأن معالم الماسونية هي رجعية مضحكة لأنها قد التحمت بماضي مظلم
وتدثرت بضباب قاتم من الأكاذيب الخانقة، وأن ارتباطها مع الصهيونية والتوراة
المحرفة من الوضوح بحيث إنها تستند على آيات التوراة المحرفة لتعظيم مثلها الأعلى
المتمثل في الأستاذ(حيرام) وها نحن ندرج أدناه تلك الآيات مع بيان أن الوثائق التي
لا تدع شكا ولا تقبل تأويلا.
وإن الإمعان في دراسة هذه الوثائق يمكن المسلمين من إصدار قرار حاسم بحق الماسونية
المجرمة ولنبدأ بما ورد في التوراة:
وأرسل الملك سليمان وأخذ حيرام من صور، وهو ابن امرأة أرملة من سبط نفتالي وأبوه
رجل صوري نحاس وكان ممتلئاً حكمة وفهماً ومعرفة لعمل كل عمل في النحاس فأتى إلى
الملك سليمان وعمل كل عمله، وصور العمودين من نحاس وطول العمود الواحد ثمانية عشر
ذراعاً وخيط اثنتي عشر ذراعاً يحيط بالعمود الآخر، وعمل تاجين ليضعهما على رأسي
العمودين من نحاس مسبوك وطول التاج الواحد خمسة أذرع وطول التاج الآخر خمسة أذرع،
وشباكاً عملاً مشبكاً وظفائر كعمل السلاسل للتاجين اللذين على رأسي العمودين سبعاً
للتاج الواحد وسبعا للتاج الآخر، وعمل للعمودين صفين من الرمان.
ولقد سردنا في هذه الآيات من التوراة التي حرفها الأحبار الصهاينة والتي ورد فيها
ذكر (حيرام) التي تقدسه الماسونية الماكرة وتقدس المعبد الذي شيده والذي اتخذ
نموذجاً للمحافل الماسونية في العالم وكفى هذا دليل على صهيونيتها وها هي الوثائق
تنطق بذلك:
الماسونية من وثائقها
* إنّ عقائدنا ورموزنا وإشاراتنا ودرجاتنا هي مصرية فرعونية ولكنها انتقلت إليها
بواسطة بني إسرائيل.
* إنّ الماسونية مذهب سري لم تدون معالمها جميعاً وأكثر أمورها تجري على نهج سري
شفوي.
* وبعد عودة الهيئة اجتمع سليمان مع الملك لتهويد الطريقة.
*يجب ألاّ تقتصر الماسونية على شعب دون غيره ولتحقيق الماسونية العالمية يجب سحق
عدونا الأزلي الذي هو(الإسلام) ومع إزالة رجاله (تصفيق).
* إن رجال الدين عن طريقه يحاولون السيطرة على أمور الدنيا وعلينا أن لا نألوا
جهداً في التمسك بفكرة حرية العقيدة وألا نتردد في شن الحرب على كافة الأديان سراً
وعلناً لأنها العدو الحقيقي (لحيرام)، ولابد لنا أن نكافح بجهد أكبر لإدامة
القوانين والنظم اللادينية لأن السلطة المطلقة(لحيرام) والسلطة التي صنعها
(المسلمون) قد قاربت النهاية لا بل آلت إلى الزوال.
وإن غايتنا قبل كل شيء هي إبادة هذا الدين.
بعد هذا الإستعراض السريع لبعض أفكار الماسونية الهدامة لا ريب أن الشعوب الإسلامية
بحاجة ملحة إلى استعادة شخصيتها الإسلامية السياسية والاجتماعية والتربوية وأن تقف
موقفاً حاسماً أمام التيارات المدمرة والملحدة الوافدة من خارج العالم الإسلامي كي
لا يجد المستعمر مجالاً لزرع الأفكار الإلحادية الهدامة.
من مزاعم الماسونية
* لقد اتخذت الماسونية منذ القديم حفظ الأسرار عادة لها.
* الماسونية هي اتفاقية تفوق كل الأفكار والفرق والأديان علواً وقوة.
* إنّ الماسونية تزعم أنها مؤسسة فلسفية تحب الخير للإنسانية وترجو لها الرقي
والتقدم وتهدف إلى البحث عن الحقيقة وترمي إلى تحقيق الأخلاق الدنيوية وتطبيق أسس
التعاون والتآزر وتتخذ من وسائل الرقي المادية والمعنوية أساساً للتعامل الاجتماعي
والفكري للإنسانية ومن مبادئ الماسونية: التسامح المتبادل واحترام الغير وحرية
الضمير وترك ما يتعلق بما وراء الطبيعة للقناعة الشخصية وتصرف النظر عن الحماس
الديني والمذهبي وأن دستورها هو الحرية والمساواة والإخاء وأنها بالرغم من احترامها
لأديان أفرادها وعقائدهم إلا أنها تحترم في محافلها إجراء المناقشات الدينية، كما
أنها توصي أتباعها برعاية عقائد وأنظمة البلد الذي يعيشون فيه باعتبارهم مواطنين،
وأن غاية الماسونية هي تعميم الأخوة الماسونية السائدة بين أعضائها كي تشمل البشرية
كلها وتكليفهم بنشر الدعاية عن طريق الكلام والكتابة والأعمال ومد يد المساعدة إلى
إخوانهم الماسونيين في جميع الظروف والأحوال.
* إن الماسونية اتفاقية دنيوية تهدف إلى التساند وتقصد الرفعة الأخلاقية ودستورها
الحرية والمساواة والإخاء ولا تتخذ من اختلاف الدين والعرق واللغة أساساً للتفريق
بين أعضاءها وهي بلك لا تشجع التزام الأديان (بحيرام) وأن كل ماسوني حر يعمل بدافع
ذاتي.
بهذه الأفكار الكاذبة الهدامة بدأ يتغلغل الصهاينة الأنذال بين طبقات الشعب المسلم
حتى استطاعوا أن يجندوا بعض ضعاف النفوس في محافلهم الماسونية الحقيرة منذ الأزل
وحتى اليوم، ولقد شاء الله تعالى أن يبرز الخطر الإسلامي على الساحة السياسية في
وقت هزيمة الخطوط الفكرية والسياسية الأخرى، يقول الإمام(قدس سره): (أيها المتأثرون
بالغرب، أيها المغتربون بالأجانب، أيها الفاقدون الألباب راجعوا أنفسكم لا تجعلوا
صبغة الغرب تستولي على كل ما لديكم، لاحظوا الأشياء التي في الغرب، الأشياء الجيدة
التي في الغرب لاحظوا جمعية حقوق الإنسان الموجودة في الغرب، أنظروا إلى هؤلاء
الأشخاص الموجودين هناك وما هي الأهداف التي يرمون إليها.
هل يطالبون بحقوق الإنسان ويجعلونها نصب أعينهم أم أنهم يريدون حقوق القوى العظمى
ويريدون تحقيق أهداف هذه القوى).
وسائل الماسونية
* الماسونية تحاول تحقيق مفاهيم الحرية والإستقلال الشخصي عند غير
الماسونيين أكثر من محاولتها لتحقيق تلك المفاهيم عند المنخرطين في محافلها لأنها
جهاز كفاح يفضل (النظام) لأنه ألزم للجدال والنضال.
* إن التسامح ليس صفة فطرية في الإنسان إنه يكتسب بالتربية والممارسة ولتسامحنا
تجاه الأفكار السليمة فإننا نأمر بإتباع نظام خاص في تكوين العلاقات الإنسانية.
* لقد لعبت الماسونية بكل قواها وإمكانياتها دوراً خطيراً ومؤثراً في ميدان السياسة
الأوروبية.
*يجب ألا يغيب عن الأذهان أن الماسونية هي التي دبرت الثورة الفرنسية في محافلها
لأجل تحقيق أهدافها الخاصة.
* إنّ الماسونية يجب أن تكون على أهبة الإستعداد للقيام بأية ثورة إلحادية منتظرة
في المستقبل.
*كنا ندعي بأنه لا علاقة لنا مع الدين والسياسة وهذا تمويه خشية مطاردة القانون نحن
نشتغل بالسياسة فقط في محافلنا وديننا هو حيرام.
* لا يقبل المتدينون من غير (الحيرام) في المحافل الماسونية لأن الذي ينخرط في
المحافل يجب أن يكون حراً والماسوني الحقيقي إن لم يكن (حيراماً) لا يكون متديناً.
ونلاحظ دائماً وجود كلمة (حيرام) التي هي تعريف البنائين في بناء هيكل سليمان في
القدس.
* إنّ المشرق الأعظم يعتبر حفظ الأسرار من أهم واجبات الماسونية.
* ويمنع منعاً باتاً كل النشرات المتعلقة بالأفعال والحركات الخاصة بالماسونيين.
* إنّ كل شيء عندنا قد أسدل عليه ستار من السر وبقوة الوحدة والكتمان ننتصر في
المعارك الفاصلة.
* إن جميع ما يكتب أو ما يلقى من قبل الإخوان الماسونيين يجب عرضه قبل كتابته أو
نشره أو إلقائه على الرقابة الماسونية.
* من أهم وظائف الماسونية كتمان السر، وعلينا أن نقتدي بالأقدمين ونعض على السر
بالنواجذ، ولذلك لابد من الإستعانة بالسر في خدمة الماسونية العالمية وبذلك تنال
الصيت الذائع.
* في وسع الماسوني أن يكون مواطناً على أن يكون ماسونياً قبل كل شيء وفي وسعه أن
يكون بعد ذلك موظفاً أو نائباً أو وزيراً أو رئيس جمهورية وعليه أن يستلهم الأفكار
الماسونية ومها علت مكانته الاجتماعية فإنه يستوحي مفاهيمه من المحفل الماسوني لا
من مكانته ويجب على الماسونيين الذين بيدهم زمام الأمور أن يأتوا بالماسونيين إلى
دست الحكم وأن يقربوهم من كراسيه وأن يكثروا من عددهم فيه.
نشاط المحافل الماسونية
* في سبيل دعم النظام الجمهوري على محافلنا أن تتلاءم مع مقتضيات الحياة
اليومية وعلى الماسونية أن تتفق مع كل أولئك الذين لا يدعون إلى الدين أمثال دعاة
حقوق الإنسان والجمعيات المتحررة الأخرى.
*على الإخوان الماسونيين أن ينفذوا عبر صفوف الجمعيات الدينية وغيرها لا بل عليهم
إن احتاج الأمر أن يقوموا بتأسيس تلك الجمعيات على أن لا تشم منها أية رائحة حقيقية
للدين، عليكم أن تلموا شمل قطيعكم أينما كنتم وعليكم أن تولوا أمورها السذج من رجال
الدين (وخاصة الإسلامي) ولتطعموا خفية ذوي القلوب الكبيرة من الرجال بقطرات من
سمومكم وبغية التفرقة بين الفرد وأسرته عليكم أن تنتزعوا الأخلاق من أسسها، وعليكم
أن تنتزعوا أمثال هؤلاء من بين أطفالهم وزوجاتهم وتقذفوا بهم إلى ملاذ الحياة
البهيمية.
*المرء مجبوب بفطرته على العصيان والتمرد وعليكم أن ترفعوا درجة حرارة هذه الصفة
فيه إلى حد الإتقاد والإنفجار ولكن احذروا من توهجه تماماً، إنني أتعجب شخصياً من
بلاهة أكثر بني الإنسان.
* عندما تنفذ الماسونية إلى المراكز. فإن جموعاً غفيرة من الماسونيين تفوقها عدداً
تلتف حولها وأن هذه هي (الغلبة) التي تمكن الماسونيين من رقاب غيرهم.
* إنّ الجمعيات الرياضية والفرق الموسيقية وغيرها من المؤسسات التي تربي الناشئة
عقلياً وجسيماً هي المرتع الخصب لنمو الماسونية فيها.
يقول الإمام الخميني (رحمه الله) وقد فهم كل هذه الأمور الدخيلة ووضع النقاط على
الحروف بقوله: (إننا دفعنا ثمن هذه الثورة غالياً فلا يجب أن نتركها عرضة للأطماع
والألعاب السياسية وحفنة من رجال السياسة المحترفين في اللعبة الدولية).
ويقول(قدس سره) في موقع آخر: (إنني أواجه اليوم وجوها بريئة أيتمتها وشردتها جرائم
القوى الكبرى على أيدي عملائها، الإدعاءات اليوم كثيرة الكل يدعي الإسلام.
حكام الدول الإسلامية كلهم يدعون الإسلام والحكام في جميع أقطار العالم يدعون حبهم
للبشرية وتأييدهم لحقوق الإنسان مثل هذه الإدعاءات ليست حديثة العهد ففي صدر
الإسلام أيضاً كانت الإدعاءات كثيرة ولكن عند الإمتحان تباينت أعمالهم على
إدعاءاتهم)...
الأهداف القريبة للماسونية
* الماسونية هي الجمعية التي تعمل في الخفاء للإستيلاء على العالم عن طريق
بث أفكارها وأن غايتنا هي تطعيم أكبر مجموعة من الكتل البشرية بأفكارنا.
* إنّ الماسونية هي سيدة الأحزاب السياسية لا خادمتها.
* بعد فترة ستكون الماسونية هي السيدة في العالم تسيره حسب مشيئتها.
* إنّ الغاية من وجود الماسونية هي النضال ضد الجمعيات الدينية المستبدة من مسلمة
ومسيحية ولأجل هذه الغاية يقاتل الماسونيون من أجل مناهضة الأديان والقوميات
والتقاليد حسب (حيرام).
وهكذا نلاحظ أننا وبكل بساطة مهددين كمسلمين شئنا أم أبينا في عقر دارنا بهذه
الأفكار المسمومة التي يبثها عملاء الصهيونية والماسونية في الداخل والخارج.
التالي