مركز الصدرين للدراسات السياسية || المقالات السياسية

هكذا تفاعل المغرب مع الثورة الإسلامية والإمام الخميني (قده)
خالد توفيق


الحبيب التوشكاني في الجزء الثاني والأخير من الحوار خالد توفيق
تركَّز هذا الجزء من الحوار مع الدكتور محمد الحبيب التوشكاني من المغرب الشقيق على الآفاق التي شقتها الثورة الإسلامية في الوجدان المغربي, وكيف تفاعل الشعب مع هذا الحدث وفكر الإمام الخميني كما انتقل في أجزاء أخرى إلى هموم الساحة الإسلامية وشجونها على المستويين الرسمي والشعبي ليرسوا في نهاية المطاف عندما يراه ضيفنا الكريم من حقوق متبادلة بين الثورة والمسلمين.
ينهض هذا الجزء من الحوار والذي سبقه الأسبوع الماضي برسم ملامح لقضايا بارزة في المشهد الإسلامي نأمل أن تساهم في إثراء الوعي وشحذ الهمم لما يقود إلى المزيد من التفاعل والتكامل في الساحة الإسلامية وسط المخاضات الصعبة التي يعيشها المسلمون.
* * أود أن أتطلع من خلال الأستاذ محمد الحبيب التوشكاني إلى كيفية تفاعل الشعب المغربي المسلم مع حدث انتصار الثورة الإسلامية, فيكف تلقى الحدث عام 1979 وكيف تفاعل معه؟
ـ التوشكاني: لما سمع الناس بالثورة الإيرانية اعتبروها حدث القرن واعتبروا الخميني عليه السلام (هذا هو نص التعبير الذي استخدمه ضيفنا في الحوار) مجدد القرن, حتى أن رابطة العلماء في المغرب, عقدت مؤتمراً سريعاً فور الإعلان عن نجاح الثورة, وشكروا الإمام الخميني وأعلنوا أنهم واقفون وراءه في إعادة مجد الإسلام, ولكن ما حدث بعد حوالي ثلاثة أيام من هذا المؤتمر جاء أمر أن يقولوا كلاماً آخر في الإمام الخميني.
على المستوى الشعبي وفي المراحل الأولى كان هناك كتاب "الحكومة الإسلامية" فالكتاب كان موجوداً في مكتبات المغرب فتهافت عليه الناس, بحيث نفد في ثلاثة أيام تقريباً, أنا اشتريت نسخة لنفسي, وذهبت لأشتري أخرى لأخي فوجدت أن الكتاب قد نفد.
بعض الصحف خاصة صحف الاستقلال الفارسي نشرت تحليلاً مهماً وافياً للحكومة الإسلامية وموقف ولاية الفقيه في فكر الإمام الخميني وغير ذلك.
الشباب بالخصوص تفاعل مع هذه الثورة بخير, وعندما كان الشاه في المغرب في طريقه إلى أميركا كان يجد في الشوارع أينما ذهب: نحن لا نقبل بالشاه, اخرج من هذه الأرض, لا مكان في المغرب للخيانة والخائنين, كانت هذه الكتابات تظهر في شوارع الرباط قريباً من القصر الملكي, فتكتب في الليل, ثم تتابع الشرطة هذه الكتابات لكي تزيلها وبالتالي لم يستطع الشاه أن يخرج في الرباط, طوال المدة التي بقي فيها.
علم المغرب أن الطائرة كانت في مطار سلا في الرباط, وكانت هذه هي طائرة الشاه الخاصة, وكان يقال أن فيها الكثير من الذهب, ولما أخذ الإيرانيون الطائرة من مطار سلا فرح الشباب المغربي جداً لذلك حتى يقال أن ضباط من القوات المسلحة الملكية هم الذين عملوا على خروج هذه الطائرة, ولم تعلم بها الدولة حتى وصلت فوق التراب الجزائري قريباً من قسنطينة عندئذ علمت بها, فرح الشعب المغربي لهذه الحادثة كثيراً واعتبر أن القوات المسلحة الملكية هي من أبطال الإسلام.
ثم جاءت الحرب العراقية الإيرانية وقد عرف الشعب المغربي منذ اللحظات الأولى أن صداماً هو عمل لأميركا, وأن أمريكا تريد الوصول إلى البترول, فسخّرت هذا الشخص لتحطيم القوة الإسلامية لكي تصل إلى هذا البترول, لأن الاقتصاد الأمريكي كان منهاراً, وانهياره آت من الطاقة, إذن عليه أن يصل إلى الطاقة العربية في المنطقة.
ثم جاءت أحداث الهجوم على الكويت فتأكد الاستنتاج انه شخص عميل تحركه أميركا لأغراضها, وها هي قد وصلت إلى أغراضها, كان البترول, وكان ما يهم أمريكا أن تدخل لتستحوذ على الأموال الخليجية, وقد استحوذت عليها الآن. لقد خرّبت وهي الآن تبني, أصبح الحكام الخليجيون يبيعون ملابسهم لكي يؤدّوا للجيش الأمريكي, هذه هي نظرة المغاربة عموماً.
عندما قامت الحرب بين العراق والكويت قام المغاربة بمظاهرات مهمة جداً كبيرة وتاريخية تؤيد العراق, ولكن ليست لتأييد صدام, فكانت بعض اللافتات تميّز بين العراق وبين صدام, والتحليلات الصحفية كانت تميز بين الشعب العراقي الذي يتعرض للإبادة, ويتعرض للتجويع ويتعرض لتحطيم البنية الأساسية وبين شخص معين, فكل الذي جرى متفق عليه مع الغرب ومع "إسرائيل" هذا هو التحليل بالنسبة للمسلمين في المغرب.
* * هل تقترح نقاط عملية محددة لزيادة التواشج والتواصل بين الثورة الإسلامية والشعب المغربي, على الصعد الثقافية والفكرية والاجتماعية؟
ـ التوشكاني: في الواقع لما تمزق العالم الإسلامي : أصبح لقمة سائغة للأعداء من مختلف الجنسيات, ولن يعود إلى وضعه بأن يحافظ على حقوقه ووجوده كهوية متميّزة إلاّ بالوحدة, وطبيعي هذه الوحدة التي فقدناها على مراحل يجب أن تعود إليها على مراحل, ما فُقد عِبر خمسمائة أو سبعمائة سنة لا يمكن أن يعاد بين عشية وضحاها أو بين يوم وليلة, ولهذا علينا أن نبني الوحدة من جديد وأول لبنة في بناء الوحدة الإسلامية هي الوحدة الثقافية, عندما يوجد الأشخاص الذين يفكرون بتفكر واحد, ويعيشون بوجدان واحد يسهل علينا أن نقترح, ومن ثم يستطيعوا أن يستجيبوا لكل ما نطرحه عليهم.
أول شيء إذن هو أن نوحد برامج التعليم, أو نقارب فيما بينها على الأقل, على مستوى الجامعات والمستوى الثاني من الثانوي.
وكذلك أن نضع لبنات التواصل على مستوى وسائل الإعلام, بحيث نقدم رؤية متقاربة للجماهير, كذلك نكثر من تبادل الزيارات بالنسبة للأساتذة والطلبة, أن نتبادل فيما يخص المطبوعات , الكتب والمجلات والجرائد وما إلى ذلك, أن نكثر من وسائل اللقاء حتى يتعرف بعضنا على بعض جيداً.
توجد الكثير من القواسم المشتركة التي تحقق الوحدة وتؤمنها بالنسبة للمسلمين, أن توجد المؤسسات الاقتصادية المشتركة كالبنوك الإسلامية أو التعاون بين البنوك, مؤسسات التأمين الإسلامية وان يصار للتعاون بينها, والكثير من المنظمات التي تتصل بالفلاحة, أو التي تتصل بالصيد البحري, بالمعادن توأمة المدن مثلاً, ثم الكثير من وسائل التقارب التي يتم فيها تبادل المعلومات وتبادل الخبرة, حتى تساهم في إيجاد الفكر المشترك والوجدان المشترك, وحينئذ إن شاء الله ستكون الأرض ممهدة للاستجابة لأي طرح يتصل بالوحدة الإسلامية.
* * سأثير قضية محددة, ثم الآن في العالم الإسلامي الكثير من التيارات الفكرية والثقافة التي تحاول أن ترفع راية التطبيع بهذا القدر أو ذاك, بديهي الوجدان الشعبي الإسلامي يرفض التطبيع ويقاومه عفوياً, ولكن مع ذلك علينا أن نتساءل عن الحلول العملية التي تحد منه في ظل التطور الخطير المتمثل بتقارب النظام السياسي العربي مع تل أبيب, فكيف يتأتى للإسلامي ولغيره تحصين الجبهة الثقافية والفكرية ومن ثم تحصين واقع المسلمين أنفسهم من مؤثرات الغزو الثقافي الصهيوني في ظلال واقع تتصالح فيه الأنظمة مع العدو؟
ـ التوشكاني: في الواقع أصيب المسلمون بالاستعمار, وكان الاستعمار يريد أن يمحو تماماً ملامح هويتهم الخاصة فلجأوا إلى التعليم الخاص, عندما وجدت المدارس الفرنسية في المغرب مثلا وراح يتخرج منها أبناء المسلمين المتمسحين والمتغربين, أسس الغيارى مدارس حرة تعلم الدين الإسلامي واللغة العربية, فحافظوا على الإسلام وعلى اللغة العربية.
إذن التجربة نفسها يمكن أن نستفيد منها في مواجهة التطبيع, فعلى المسلمين أن يبذلوا جهوداً كبيرة في التوعية,عليهم أن يبذلوا الجهود في تحصين المنظمات الشعبية, لنأخذ من مصر نموذجاً, فنقابة المسرحيين قررت أن كل شخص يتعامل مع "إسرائيل" أو يزور "إسرائيل" يطرد من هذه المؤسسة, ومن ثم لا يمكن لمسرحي مصري أن يزور "إسرائيل" بمثل هذه المقاومة البسيطة يمكن أن تقضي على المسألة.
ثم أن الحكام العقلاء عندما يرون أن شعوبهم ضد التيار, فهم لا يسبحون ضده, أي حاكم عاقل لا يسبح ضد التيار, لأن السباحة ضد التيار ليست من مصلحته على المستوى البعيد.
وعندما تنكتل الشعوب وتقف بإيمان وبصمود فلا بد أن تتغير الأمور على مدى زمني معين بنسبة أو بأخرى, خاصة وأن الحكام ليسوا كلهم مقتنعين بهذا, فليس الحكام مجردين من الوطنية, وليسوا مجردين من الإسلام, وليسوا مجردين من أي خير, هم في أغلبهم واقعون تحت ضغط يهدد كراسيهم. وهذه المرحلة للتهديد المباشر القوي ليست دائمة, هي مرحلة مؤقتة, لذلك يستطيع الشعب أن يعمل بمجهوده الخاص, ويستطيع الحكام أن يتغاضون عن شيء من هذا القبيل, فهم لا يواجهون الشعب بالدبابات لأنه عارض التطبيع ولا يمكن لحاكم عاقل أن يقوم بهذا, لأنه يهدد مصلحته أكثر مما يهددها عدم التطبيع, ولابد من نوع من التحمل ونوع من الصراع, وفي النهاية سينتصر الحق.
هذه هي سنة الحياة, هكذا يصفها لنا القرآن "ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره أن الله لقوي عزيز".
إذن بنوع من الحكمة والصبر, بنوع من الثبات والاستقامة من تجارب الآخرين على مستوى العالم الإسلامي نستطيع أن نفعل الكثير لمواجهة التطبيع.
* * لقد زرت إيران وشاركت عام 1994 بمؤتمر الشيخ الأنصاري, وقد لوحظ أن الدكتور محمد الحبيبي التوشكاني توفر على إحاطة وافية بحياة الشيخ الأنصاري وربما أيضاً بلفتات تعز على قادم من بعد آلاف الأميال عن دار الشيخ الأنصاري وحاضرته العلمية في النجف الأشرف فكيف استطعت أن تتوفر على ذلك؟
ـ التوشكاني: هذه قضية علمية طبيعية, عندما تبحث في المصادر التاريخية أو الفكرية التي تعالج فطرة معينة تستطيع بمقارنة بين الأرقام وبين المعلومات, أن تضع شخصاً في إطار معين, خاصة أن ترجمة شخص ليست ترجمة فرد وإنما هي ترجمة حياة لمجتمع ولبقعة واسعة من الأرض يتحرك فيها الشخص بعوامل هذا المجتمع, فالشخص لا يتحرك بوحده, إذن من الضروري أن تعود لمكونات البيئة ككل, فالشخص هو نتيجة تفاعل بينه وبين واقعه المحلي الخاص وواقعه العام الذي يؤثر في المحلي كذلك.
هذه النظرة جمعتها من المعلومات البسيطة وكونت رؤية للشيخ الأنصاري الذي لعب دور التجديد في الفقه والأصول وفي مواجهة الاستعمار, يكفي الشيخ الأنصاري انه أعطانا الشيخ جمال الدين الأفغاني الذي كان يقول للفلاح المصري: كيف تفلق الأرض ولا تفلق راس الإنجليز, وأيضاً: اطلب الموت توهب لك الحياة, هذه الكلمات في الواقع ذات وزن سياسي كبير.
* * هل ثم جدوى غير الجدوى العلمية لهذه المؤتمرات؟
ـ التوشكاني: فيها جداوى كثيرة في الواقع, التعرف على الواقع المحلي وعلى الاتجاهات الثقافية, التعرف على الأشخاص, ربط الصلات العلمية, والصلات البشرية الإنسانية, اكتشاف عناصر تقارب الوحدة بين المجتمعات, زيادة الثقة بالواقع الإسلامي, بالمستقبل الإسلامي, هذه كلها عناصر مهمة جداً, وقد تكون "الفائدة الثقافية في أدنى سلم الأولويات الكبرى التي تجاوز الهدف الثقافي.
* * هل تفكر شخصياً بمشروع كتابة معينة حول الفقه الشيعي أي مفردة من مفردات الواقع الإمامي العلمية وغير العلمية, بالأخص بعد زيارتك لإيران؟
ـ التوشكاني: الموضوع المطروح على ذهني قريباً هو قضية التوفيق يعني إيجاد سبل عملية للتقارب كمقدمة للوحدة بين المذاهب الإسلامية الشيعية والسنية وحتى الخارجية (الاباضية). عندي مشروع لكتابة الفقه المقارن بدأت فيه منذ سنوات, منذ حوالي ست سنوات تقريباً, أعرض فيه منهجية المذاهب الفقهية الشيعية والخارجية والزيدية وغيرها, وإيجاد النقاط المشتركة, بالطبع هدفي أن يسير الطلبة للتعرف على هذه المذاهب, ثم أن لا ينظروا إلى مذهب آخر انه غريب ولا علاقة له بالإسلام بل أن ينظروا إلى أن هذه كلها مذاهب واحدة تستقي من نبع واحد, وأنها كلها تفسير للقرآن, والقرآن هو الذي يحكم الجميع, فعن هذا الطريق تتوحد الرؤى, وتتوحد المشاعر وتتوحد الاتجاهات.
* * تبادر لذهني خاطر معين, أنت عضو في رابطة المستقبل الإسلامي, هي يأست من الحاضر الإسلامي حتى ذهبت إلى المستقبل؟ وهل في ذلك دلالة على ضرب من الهروب من الحاضر إلى المستقبل؟
ـ التوشكاني: بالعكس هو انطلاق واستغلال لمواقع الحاضر.
* * ما هي دلالة انتخاب اسم "المستقبل الإسلامي " إذاً؟
ـ التوشكاني : دلالة الاسم تكمن في إننا يجب أن نؤمن أولا أن مستقبل البلاد هو الإسلام لا الشيوعية ولا الاشتراكية ولا اليسارية ولا الليبرالية, مهما كانت الموجات السائدة, إذن هذا هو المستقبل الوحيد للمسلمين في دنياهم أو في آخرتهم بدلالة القرآن " فأما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى" و "من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى ونحشره يوم القيامة أعمى" إذن هي معطيات الحاضر التي نستغلها للوصول إلى هذا المستقبل, فالمستقبل هو الهدف والحاضر هو المنطلق واستقراء مقومات الحاضر واستغلالها وتنميتها والعمل بها للوصول إلى هدف معين, هو المستقبل الإسلامي الذي يحصننا من جديد.
* * بعد اشهر قليلة تكون الثورة الإسلامية على مشارف عقدين من انتصارها, هل هناك منظور خاص أو قراءة معينة للدكتور محمد التوشكاني؟
ـ التوشكاني: في الواقع إن الثورة الإسلامية هي محط أنظار المسلمين وهذا شيء متفق عليه لدى الجميع, الكل يرى أن هذه الثورة يجب أن تحمى بكل الوسائل حتى تضل نموذجاً لدولة تطبق الإسلام, وهي تحظى بالنموذجية على مختلف المستويات, حتى عندما يتحدث الناس إلى الشباب الإسلامي, يقولون ليس (المشروع الإسلامي) نظرية فقط, لكن هذا هو النموذج الحقيقي الذي تفوق على ما تسمعونه عن الغرب وغيره.
لهذا فالمرجو من الثورة الإسلامية في إيران أن تحافظ على هذا المسار, أن توجد صناعة متقدمة وتقنية عالية, فهذا هو الذي ينقص العالم, لتكون في المستقبل بحول الله هي التي تلبي الحاجيات الصناعية التقنية في العالم الإسلامي عندما يقاطعه الغرب, سيأتي مستقبل ما يقاطع فيه الغرب العالم الإسلامي, فعندما لا تتماشى المصلحة الغربية مع واقع بلد معين لمشكل ما يقطع عليه قطع الغيار فيستسلم.
إذن فالمرجو من الثورة الإسلامية أن تحصل على مستوى صناعي عال يلبي حاجياتها, ويكون لها استقلالها وذاتيتها, وفي نفس الوقت يساهم في تصنيع العالم الإسلامي واستغنائه عن الغرب.
طبيعي هذا أمر من أوامر القرآن "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم".
ثم عليها بعد ذلك أن تعمل كذلك في اتجاه التقارب مع المسلمين على مختلف المستويات, وأن كانت هناك بعض ردود الفعل التي ليست في المستوى من بضع المسلمين الذين لا يفهمون مغزى هذه المرحلة التي تجتازها, ينبغي على الثورة أن تحافظ على قوة المسيرة ثم أن تعمل من جهة أخرى على تجميع عناصر التقارب والوحدة بين المسلمين حتى تصل بعد سنوات, بعد عشرات السنين في المستقبل البعيد إلى وحدة المسلمين لكي تضمن حماية الهوية الإسلامية وحماية مصالح المسلمين سواء في داخل العالم الإسلامي أو في خارجه كما في البوسنة والهرسك وغيرها. إذن الاحتفال بذكرى انطلاق الثورة سيكون مناسبة لمحاسبة الذات, ونظرة مستقبلية لتحقيق المزيد, ولتقريب الأهداف ليس فقط بالنسبة للمسلمين في إيران, بل بالنسبة للمسلمين في كل مكان.
* * تحدثت عن مسؤوليات معينة لما ينبغي أن تقوم به الثورة, هل تجد ثمة إمكانية للحديث عن مسؤوليات المسلمين إزاء الثورة؟
ـ التوشكاني: طبعاً هناك مسؤوليات, أولها بالتعاون باعتبار أن الثورة ثورة للمسلمين وليست لإيران, إذن عليهم أن يحموها بكل ما يستطيعون, عليهم أن يستفيدوا منها لتحقيق استقلالهم, وأن يساعدوها للتحرك في أي ميدان.
كما عليهم أن يبذلوا لها التأييد وان يشجبوا بعض العناصر أو بعض الأفكار التي تحول دون التقارب أو دون الوحدة والتعاون, إلى آخر هذه الأمور, يعني أن يعتبروا أن إيران هي جزء لا ينفصل عن جميع المسلمين, فكما يدافعوا عن أنفسهم عليهم أن يدافعوا عن الثورة الإسلامية, فهي تدافع عن الجميع وهم بدورهم عليهم أن يدافعوا عن جزء من جسمهم, فلا يمكن للإنسان أن يدافع عن اليد اليمنى دون أن يدافع عن اليد اليسرى. فالمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً كما يقول الرسول"ص".

الدراسات السياسية  || المقالات السياسية || الكتب السياسية