مركز الصدرين للدراسات السياسية || المقالات السياسية

إيران الثورة انجازات علمية وصناعية هامة
صحيفة الانتقاد اللبنانية


28 عاماً من الإبداع.. والتحدي المستمر ـ كل هذا الضجيج الغربي المفتعل حول المسألة النووية الإيرانية له هدف واحد: منع إيران من التقدم العلمي والتقني، ولو استطاعوا لطلبوا منا وقف كل الأبحاث العلمية وإغلاق الجامعات أيضا!".‏
كلمات الرئيس الإيراني احمدي نجاد التي لا تخلو من التهكم والسخرية من "الذين ما زالوا يتعاملون مع الشعوب بعقلية مستعمري القرون الوسطى التي ذهبت من غير رجعة"، تعبّر عن قناعة رائجة في الأوساط الإيرانية السياسية والعلمية والصناعية التي تعاني من حصار مفروض منذ انتصار الثورة على المواد الأولية (200 مادة علمية وصناعية ممنوع على الإيرانيين شراؤها من الغرب!), إضافة إلى طمس إعلامي مستمر لانجازات إيرانية تؤمّن الاكتفاء الذاتي وتصدّر إلى بلدان صديقة, تنافس وتبشر بنهضة علمية تتناسب مع الثورة وشعاراتها وأهدافها.‏
"أفق السنوات العشرين المقبلة" هو برنامج طموح أطلقه قائد الثورة الإمام الخامنئي وبدأ العمل به منذ سنتين، ويشمل تطوير البحث العلمي والتحقيقات والصناعة والطاقة والتعليم والرفاهية وما شابه كي تصل إيران في العام 1404 هجري شمسي (2025م) الى الريادة في العالم الإسلامي والشرق الأوسط في جميع هذه المجالات.‏
الإيرانيون يستعملون دائما تعبير "اللطف الخفي"، فالحصار والعقوبات والضغوط المستمرة قد ساهمت بشكل كبير ومؤثر في الاعتماد على الذات والإبداع والصناعة المحلية وحالة التحدي التي تدفع العالم والباحث والطالب الجامعي والصناعي الى مضاعفة الجهد لإثبات قدرته وتفوقه وهويته الوطنية والدينية.‏
ذكرى "عشره الفجر" أي عودة الإمام الخميني إلى إيران وانتصار ثورة الشعب الإسلامية, هي مناسبة سنوية للإعلان عن بعض الانجازات الجديدة كجزء من الاحتفالات بالمناسبة التاريخية, يتم افتتاح مئات المشاريع الخدماتية والإنمائية والصناعية والثقافية والعمرانية. هذا العام تتوجه الأنظار لحفل الانتصار النووي ومفاجآته في 22 بهمن (11 شباط/ فبراير).‏
لصعوبة استعراض كل ما أعلن عنه حتى الآن، نورد هنا نماذج من نتائج الجهد والتحدي العلمي وما يسميه قائد الثورة "نهضت نرم افزاري" أي "نهضة البرمجة" التي تأتي بعد تثبيت القواعد الأساسية والعامة للتنمية والتطور "لإنشاء مجتمع إنساني سعيد ينعم بالرفاهية والمعنويات والعدالة ويكون نموذجا يحتذى به":‏
- الإعلان عن إنتاج دواء للايدز باسم IMOD يضبط انتشار المرض بدون عوارض جانبية ويقوي جهاز المناعة عند المرضى، وقد أثبت فعاليته بعد ست سنوات من التجارب والأبحاث المستمرة، ويمتاز هذا الدواء النباتي بقيمته المناسبة في مقابل اللقاحات الغربية الغالية التي لا تتمكن غالبية المرضى في أفريقيا وغيرها من شرائها، وهي لم تثبت نتيجة عالية، وبعضها اخرج من الاستخدام لضرره. ويقود فريق البحث في هذا المجال الدكتورة مينو محرز.‏
- أسلوب جديد لعلاج التلف الدماغي، وهو مرض مميت بحسب التعريف العالمي، وهناك مليونان وخمسمئة ألف مريض يضاف إليهم سنويا 130 ألفاً ولم تستطع سوى 3 دول إيجاد علاجات أولية له نجحت بنسبة 20 في المئة بينما العلاج الإيراني الجديد اثبت نجاحا بنسبة 40 في المئة، ويأمل العلماء الإيرانيون أن ترتفع النسبة الى 65 في المئة بعد افتتاح 3 مراكز أبحاث جديدة.‏
- عالم إيراني آخر هو البروفسور مهدي تفتي توصل الى اكتشاف الجينات المسببة لاختلالات النوم، وهو ما سيحل مشكلة عالمية في مجال النوم الطبيعي وإيجاد العلاج لأنواع من الأرق المرضي وعدم انتظام النوم، ويرتبط اكتشافه بنوع من الجينات المتلقية للفيتامين D.‏
- على صعيد تقني آخر افتتح أول خط لإنتاج أجهزة التلفون الخلوي الإيراني بعد انتاجات سابقة مشتركة مع شركات عالمية. وسيتم صناعة الأجهزة الجديدة بمواصفات عالمية وسعر اقل وبداية بخط إنتاج 500 ألف قطعة في السنة الأولى.‏
- عسكرياً بعد الانجازات الكبرى في مناورات الرسول الأعظم (ص) بدأت الأربعاء (7/2/2007) مناورات صاروخية وجوية باسم الصاعقة ورعد, كان أول عروضها الجديدة لنظام صاروخي حديث من نوع تورم 1 ذي مدى 12 كلم, مع إمكانية وصوله للعشرين كلم وتغطية 48 هدفاً، والاشتباك مع 8 أهداف في الوقت نفسه. حرس الثورة الإسلامية أعلن أن المنظومة الصاروخية هذه يمكنها تعطيل الرادارات وتحقيق دقة أهداف بواسطة التوجيه الالكتروني، وتغطية مساحات واسعة ومواجهة الهجمات الالكترونية.‏
- تكريم مجموعة كبيرة من العلماء والمحققين جاء في مهرجان الخوارزمي السنوي العشرين للتحقيقات العلمية والذي منح جوائز لـ31 محققاً وعالماً وباحثاً إيرانياً، وأيضا 7 علماء أجانب من أميركا والصين وماليزيا والهند وبلغاريا والبوسنة، ولعالمة إيرانية مقيمة في استراليا, وذلك لتقديمهم مشاريع إبداعية في مجال الطب والعمارة والميكانيك والكيمياء والكهرباء وسائر الاختصاصات العلمية التجريبية. وقد شارك في تحكيم مسابقات المهرجان 250 عالما ناقشوا 773 مشروعا جديدا من 42 بلدا ليختاروا منها 85 للمرحلة الأولى و38 للمرحلة الأخيرة.‏
- وكذلك في تقنية النانو الجديدة فقد أعلن في مؤتمر جامعة شيراز للنانو, أن إيران تمهد للاستفادة الشاملة من هذه التقنية خلال السنوات العشر القادمة، وهو علم لم يتجاوز عمره الـ20 سنة.‏
- في مجال صناعة الأدوية البروتينية التركيبية الحديثة المعتمدة على التقنية البيئية افتتح مصنع هو الأكبر في الشرق الأوسط، ويمكنه إنتاج أغلب أنواع الأدوية التركيبية البيئية.‏
غيض من فيض التقدم العلمي الجريء والطموح لافتتاح "قمم العلم والمعرفة " كما يردد الإمام الخامنئي مكرراً شعاره "إننا قادرون".‏
 

الدراسات السياسية  || المقالات السياسية || الكتب السياسية