يسلط هذا البحث الضوء على واحد من أخطر القضايا الإستراتيجية
وأكثرها خفاء وتأثيرا. وهو موضوع الغزو الثقافي الذي يقوم به
الاستكبار منذ عشرات السنين، وقد ازداد قوة واتساعا وعمقا وخبرة
بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران. وسوف تتم دراسة هذه القضية
على ضوء توجيهات وأوامر سماحة الإمام القائد فيما يتعلق بجميع
أبعادها ومسائلها، حيث نجول في رحاب كلماته وبياناته طيلة السنوات
الأولى لتحمله مسؤولية قيادة الأمة الإسلامية وتوجيه سفينتها في
بحر المؤامرات المتلاطمة.
وقبل بيان الهيكل العام لهذا البحث المختصر، نشير إلى أن اختيار
كلمات الإمام القائد و توجيهاته المختلفة في هذا المجال لا يخل من
قيمتين أساسيتين : الأولى، العمق الفكري والإحاطة التامة بهذه
القضية عند القائد بما لان جله مثيلا أو نظيرا. والثانية تتعلق
بالجهة العملية، حيث تتحول كلماته إلى برامج عملية عند العاملين في
خط الولاية الأصيل.
في البداية ينبغي أن نعرف ماهية ((الغزو الثقافي)) بحدودها العامة
التي تميزه عن أنواع الغزو الأخرى. ثم ننتقل إلى البحث عن وجوده
ومدى ومقدار هذا الحصول قبل أن ندخل في بيان أساليبه ووسائله
لمعرفة أهدافه وغاياته، وحينها نعبر إلى استكشاف آثاره ومخاطره وما
هي الانجازات التي حققها داخل مجتمعنا وأمتنا الإسلامية.
وبمعرفة هذه النقاط الرئيسية يتعرف العاملون على خطر جديد يداهم
الأمة الإسلامية ويتهددها بالفناء والدمار الذي يفوق بدرجات خطر
الغزو العسكري والحصار الاقتصادي. ولهذا سيشعرون بضرورة الإعداد
والاستعداد للمواجهة.
وتوجيهات الإمام القائد تأتي هنا أيضا لتعرفنا على عناصر المواجهة
والبرامج الأساسية راسمة لكل الحريصين الخطوط العامة لخوض هذا
الصراع المصيري. وباختصار، ربما لا ننتهي من قراءة هذا البحث إلا
وتكون خريطة هذا المصرع قد رسمت بكل أبعادها في أذهان القراء
الأعزاء بفضل قيادة هذا الإنسان الرباني الذي لم يعرف في حياته إلا
شيئا واحدا، وهو خدمة الإسلام والدفاع عن حريمه المقدس والتضحية في
سبيله بكل غال ورخيص.
حدود وتعريفات
يقول سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) :
((إن الثقافة تشبه الماء والهواء، فهي تلك الرسوم والآداب الحاكمة
على حياتنا جمعيا، إنها تلك الاعتقادات والأمور التي تتفاعل معها
الحياة الفردية والاجتماعية لأبناء المجتمع في كل الأمكنة))
وبهذا التعريف الأولي للثقافة يبين سماحته موقعيتها الحساسة في
حياة الناس بأنها حاجة ضرورية لا غنى عنها، كالماء والهواء. وليست
العادات والتقاليد والأفكار والاعتقادات المحركة للمجتمع إلا
ثقافته. فالثقافة هي الروح غير المرئية للمجتمعات البشرية، وعلى
أساسها تتخذ الأمم قراراتها المصيرية ومواقعها داخل النظام
العالمي. وهذا التعريف يخرج الثقافة من دائرة النظرية البحتة
والرؤية الكونية العقائدية إلى أوسع ترتبط بحركة المجتمع وأفراده
في كل مجالات الحياة.
ولأجل هذا العمق والنفوذ وتلك الشمولية والسعة التي للثقافة، يصبح
موضوع الغزو الثقافي حساساً واستراتيجيا، يرسم مصير الأمم التي
تتعرض له، كما حدث في هذا الشرق لحقبات عديدة. إلا أن انتصار
الثورة الإسلامية في نهاية العقد الثامن من هذا القرن جعل هذا
الموضوع يرتفع إلى الدرجة التي لم يبلغها من قبل. ذلك لأن الثورة
طرحت الثروة العقائدية كقدرة إستراتيجية لم تكن الشعوب الإسلامية
ملتفتة إليها في السابق. حتى أضحت إيران دولة عقائدية تمتلك قدرة
لا مثيل لها، تواجه بها القوى العظمى الاستكبارية وتحقق انجازات
متميزة على صعيدها. وليست المقاومة الإسلامية في لبنان وغيرها من
النهضات المشرفة في العالم الإسلامي إلا دليلا على هذا المدّعى.
وعليه يكون الغزو الثقافي عبارة عن " ذلك الغزو الذي تقوم به جماعة
سياسية أو اقتصادية لأجل تحقيق مآربها وأسر شعب ما من خلال الهجوم
على أسسه الثقافية. فيدخلون أشياء جديدة قسرا ويستبدلون بها ثقافة
ذلك الشعب وتراثه القومي ".
ومن الواضح أن الغزو الثقافي هو عملية إلغاء لشعب ما، من خلال
القضاء على تراثه الثقافي الذي يشكل هويته وعنوان موجوديته. ومن
المناسب في هذا الإطار أن يلتفت القرّاء الأعزاء إلى العلاقة
القائمة بين الغزو الثقافي والعولمة (وهذا ما سيكون له بحث خاص في
المستقبل إن شاء الله).
إن أبعاد الغزو الثقافي وحدوده تعرف جيدا بعد الاطلاع على أهدافه
ووسائله. إلا أننا سنقدم الحديث عن وجوده وتحققه، كما يفعل
الباحثون في السياق المنطقي بعد " ما الشارحة " حيث يأتي دور " هل
البسيطة "، وذلك لنكتة أخرى تتعلق بالجهة العملية. لأن بحثنا ليس
نظريا بحتا، بل يتعلق بالغزو الذي يمارس على أمتنا الإسلامية بشكل
عام وعلى الشعوب المناضلة والمقاومة للاستكبار بشكل خاص.
ويقول سماحة الولي:
((لقد قام أعداء الإسلام اليوم، وبالاستفادة من أساليب ماكرة جدا
وشيطانية، بشن حرب ثقافية بمختلف الأعيرة ضد أمتنا)).
كما يقول:
((إن ثورتنا الثقافية وأساس تراثنا الفكري والإسلامي يتعرض لتهديد
الأعداء.. واليوم فإن مظاهر الغزو الثقافي الخطر جدا ضد الثورة
تشاهد بوضوح، لأن عالم الإسلام أصبح يقظا وصاحيا. لهذا فإن الغزو
الثقافي الذي يقوم به العدو اختلف عن السابق كثيرا واتخذ شكلا
جديدا، ولأجل مواجهته ينبغي أن نعمل بوعي ومعرفة تامة)).
((في هذا العصر حيث أصبح للمسلمين حكومة، فإن العدو يسعى أكثر من
أي عصر آخر للقضاء على المفاهيم الإسلامية في الأذهان)). ((وفي
يومنا هذا، وخصوصا بعد سقوط الماركسية كليا. فإن الاستكبار الغربي
يستفيد بشكل أساسي من الأساليب الثقافية لأجل توسعة وبسط نفوذه
السياسي وسيطرته الإلحادية على الشعوب الثورية)).
والنقاط المستفادة من هذه الكلمات الولائية هي :
1ـ إن أعداء الإسلام يشنون حربا ثقافية لا تقف عند حد.
2ـ إن الغزو الثقافي اتخذ شكلا جديدا وأقوى من السابق.
3ـ إن ازدياد عنف الغزو الثقافي يعود إلى وجود دولة إسلامية وتحرك
ثوري لدى الشعوب.
ولعله يستفاد منها، إن أخطر ما في هذا الغزو وأحدث أشكاله تتوجه
إلى الحكومة والثورة. وهذا ما ينبغي أن يلتفت إليه العاملون
ويفكروا فيه جيدا.
غاياته وأهدافه
لا شك بأن الهدف النهائي للغزو الثقافي هو استعباد الأمم المغزوة
واستغلال ثرواتها. ولأجل الوصول إلى هذا المأرب يمر الغزو الثقافي
بأهداف مرحلية عديدة.
ويقول ولي أمر المسلمين :
((اليوم تقوم مئات الأجهزة والمحطات الإذاعية والتلفزيونية
والمجلات والجرائد _ على مستوى العالم بأكمله _ بالسعي لأجل تغريب
الشعوب عن القيم والفضائل الإنسانية بنشر وترويج ثقافة الاستكبار
العالمي، وتبديلها (الشعوب) إلى مخلوقات كاذبة، مطيعة، غافلة عن
ذكر الله. ذلك لأن تؤمن إلا بهذه الطريقة)). ((إن أعداء الثورة
والإسلام _ بالإضافة إلى سرقة الأدمغة والقابليات والقيام بالتبليغ
السيئ من خلال تكبير العيوب الصغيرة وتغطية المحاسن الكبرى
والتطورات _ يسعون لغرس بذور عدم الإيمان في الساحات العلمية
والثقافية والمعرفية وتروجيها. ذلك لأن الاستكبار العالمي اليوم لا
يخاف إلا من الإيمان العميق عند الشعوب الغيورة والمعتقدة بالأصول
والقيم)).
((إن هدف القوى الاستكبارية من الغزو الثقافي للثورة الإسلامية سلب
اعتقاد الجيل الجديد بالدين والأصول الثورية والفكر الفعال الذي
ألقى الرعب في قلوب أعداء الإسلام وهدد نفوذهم وقدرتهم. ونحن اليوم
شاهدون على المواجهة الواضحة والعنيفة للإسلام في الجزائر والمناطق
الإسلامية الأخرى)).
((..... ولكن في الغزو الثقافي القومي يكون الهدف القضاء على جذور
الثقافة والتراث الفكري القومي للشعوب ...)).
لقد حدد سماحته أهداف الغزو الثقافي الأساسية المتوجهة إلى عمق
الاعتقاد والإيمان بالدين الإسلامي الحي والمتحرك الذي لا يقبل
الظلم، و إلى عمق القيم والفضائل الإنسانية التي تجعل الإنسان
عزيزا لا يقبل الذل والاستعباد.
فهذه هي السلطة الحقيقية للاستكبار والتي يسعى لتحقيقها من خلال
الغزو الثقافي _ يقول سماحته:
((.. وإن السلطة الحقيقية للقوى السلطة الثقافية، أي أن الأمة التي
تستطيع أن تدخل ثقافتها وعقائدها ورسومها وعاداتها وآدابها، ومن ثم
لغتها وحروفها إلى أمة أخرى فإنها ستسيطر عليها، وهذه السيطرة تكون
واقعية)).
الوسائل والأدوات
نذكر هنا جملة من الوسائل والأدوات التي يستخدمها الاستكبار في
غزوه الثقافي، مع الإشارة إلى خفاء الطريقة التي تعتمد في
استخدامها.
يقول الإمام القائد :
((إن كتابة المقالات والكتب وإعداد الأفلام المهينة للإسلام ونشرها
في المجتمعات الإسلامية وغيرها، من النماذج العديدة للمواجهة
الثقافية ضد الإسلام)).
((للأسف، فإن هناك العديد من الكتاب والفنانين الذين باعوا وجدانهم
الفني والأدبي لأجل خدمة الأهداف المشؤومة للقوى العظمى)). ((...
لقد استفادوا (لأجل الوصل إلى أهدافهم) من التطورات العلمية
والصناعية والابتكارات الجديدة للوسائل كالسينما والراديو
والتلفزيون..)).
((في بحث الغزو الثقافي ينبغي الثقافي ينبغي أن نشبه الأمة التي
تتعرض للغزو بالمريض الذي سقط أرضا ولا يستطيع حراكا، ثم يأتي
العدو ليقدم له حقنة مساعدة شافية! من الواضح إذا. كيف سيكون هذه
الحقنة التي يقدمها العدو !)).
((هناك قضية تتعلق بثقافة المجتمع، فبنظر هذا العبد، كما شعرت
وفهمت من مجموع النشاطات التي تحصل ان هناك هجوما منظما من جميع
الجهات...)).
ويعلم من مجموع هذه التوجيهات أن أعداء الإسلام الذين يوجهون حراب
غزوهم الثقافي نحو الأمة والشعوب الإسلامية، ويستفيدون من عملاء
داخليين مأجورين قد خبروا الساحة جيدا، ويكتبون بلغة ظاهرها
النصيحة والإصلاح، وباطنها بيع الأمة للاستكبار. وكما يعبر سماحته
فإن المرء عندما يقرأ لهم يشعر بأن السماء نزلت على الأرض. وحتى
تقوى فعالية هؤلاء ويصبح اتصالهم بالمركز الأم نشيطا جعلوا عملهم
منظما ضمن مؤسسات مختلفة تقوم بأنشطة على كافة الأصعدة.
إن أهم الوسائل التي ينفذ من خلالها الغزو الثقافي هي وسيلة تقديم
المساعدات الثقافية والعلمية. فاليوم، ولأول مرة تتحول الجامعة
الأمريكية إلى مركز مباشر لإعداد كوادر لرجل سياسي وسلطوي نافذ يقف
على رأس حكومة بلد صغير. وقد قام هذا الرجل بتقديم المنح منذ أكثر
من عشرات السنوات، وما زال، لتعليم الشباب ضمن مواصفات واضحة
ومعلومة، وعندما ندرس شخصية أكثر المتخرجين من هذه الجامعة فإن
الجامع المشترك هو التغرب عن الهوية الإسلامية، واختيار نمط الحياة
الأمريكية، والشعور بالإستعلاء وتقديم حق النفس في العيش الكريم
على حق الآخرين مما يؤدي إلى نشوء طبقة نافذة بشكل حزب يصعب القضاء
عليه.
وفي كل سنة نشاهد عشرات المؤسسات والبعثات الأمريكية والأوربية في
بلدنا، تأتي تحت عناوين تنمية المدارس والجامعات، وتقديم المساعدات
الثقافية والتعليمية والتربوية. فظاهر هذه الأعمال هو تقديم العون
والمساعدة إلا أن من خبر عدوه على مر السنين يعلم ماذا تخفي هذه
المساعدات!
البرامج والأساليب
تتنوع الأساليب والبرامج التي تستفيد من الوسائل المذكورة آنفاً.
ويمكننا أن نتعرف على مجموعة أساسية منها كما يأتي في كلمات الإمام
(دام ظله):
((لقد قام شياطين بالغزو الثقافي، وحملوا عميلهم الشيطاني على
إهانة الرسول الأكرم (ص) ليؤلف الكتاب الشيطاني ذلك...)). ((إن
أصول وجذور هذه الثقافة المبتذلة في يد أولئك الذين يرسمون للشعوب
المستضعفة سلوكياتها ومعارفها ونمط حياتها وكيفية لباسها ويعينون
للجميع مثلهم العليا)).
((علينا أن نتيقن بأننا عرضة لغزوات الأعداء الثقافية، والتي تتمثل
بصورة خلط الثقافة الثورية بأشياء تخرجها عن صفائها وانتاجيتها
وبصورة إيجاد الموانع أمام تربية الأفراد الفاعلين والمتخصصين
الذين يمكنهم إدارة البلد. ولا شك أبدا بأن العدو قد أعد الخطط
والبرامج لتحقيق هذه الأمور)).
((لقد خطط الاستكبار العالمي لأجل جذب واستقطاب الأدمغة والقابليات
المهمة من جميع بلدان العالم الثالث وخصوصا من بلدنا الثورة
الإسلامية والأخطار التي تمثلها له _ وأعد البرامج الخاصة
والميزانيات الهائلة، لكي لا تنشأ الاستعدادات الجيدة وتتحقق ولكي
لا تبقى في بلادها...)).
((نحن نواجه عدوان. أعدائنا الأساسين وأعداء ثقافتنا. سواء في مجال
الثقافة العامة وصناعة الأذهان وفي مجالات العمل الثقافي والتربوي
وفي مجال بناء الإنسان لكي لا نستطيع الوصول إلى أهدافنا)).
((لقد صدّر الغرب هذه الثقافة والعادات إلى جميع البلاد الأخرى..
ففي البلدان الإسلامية، وحتى غير الإسلامية، لم يكن هذا الأمر
موجوداً (تحلل الروابط والعلاقات بين المرأة والرجل))).
" قام المستعمرون ولأجل فصل الجيل الجديد عن الدين بإطلاق عنان
الشهوات. ولقد أدركوا أن الإطلاق لن يبقى مجالا لتكامل روح
الإنسان. لهذا فإنهم في محاربتهم للإسلام وباقي الأديان في أي
مجتمع، يسعون لفتح باب الشهوات. ومن أهم ما فعلوه في هذا المجال
نزع الحجاب، ويتبعه : ترويج المسكرات وتحطيم حدود العلاقة بين
الرجل والمرأة ..))
((يسعى الأعداء لانتزاع الشباب الذين ربّاهم الإمام كما يربي
الورود من حضن الثورة. وهم يضعون الخطط المختلفة لأجل ترويج الفساد
بين الشباب وينفذونها من خلال عملائهم)).
((إن ثقافة الفساد والفحشاء التي تروج من قبل الأيادي الاستعمارية
بين الشعوب، وثقافة الاستهلاك و... كل هذه وأمثالها مظاهر الشرك
وعبادة الأوثان التي تقف مقابل النظام التوحيدي والحياة التوحيدية
التي أرادها الإسلام لأتباعه)). ((إن المستكبرين قلقون وخائفون من
رجوع الشعوب إلى الماضي الذي يذكرهم بالعزة والعظمة، ويفتح
الإنسانية، ويجعل الله والقرآن محور حياتهم ويقطع عنهم أيادي
الطواغيت المستكبرين .. إن الأعداء يخافون كثيراً من الرجوع إلى
مثل هذا الماضي..)).
((إنهم يستخدمون الوسائل المتعددة، وإنني عندما أنظر إلى سعة وسائل
العدو أعرف كم تمثل هذه القضية لهم من أهمية. وإحدى أعمالهم تحقير
وعزل مسيرة الأدب والفن والثقافة الثورية في البلد.)).
((وأظن بأن هذه المؤسسات قد تصل إلى حد إعطاء جائزة نوبل لأحد
المثقفين المعادين للإسلام والثورة، لأجل إبرازه وتكبيره، ولأجل
عزل الأفراد الثورين. أو ليس هذا عزوا ثقافيا)).
((ما يريده العدو هو بقاء حركة وتيار الثقافة المرتبطة بالاستكبار
ولتكتب ما تشاء دون أن تواجهها الأقلام المرتبطة بالنظام الإسلامي
والتيار الإسلامي. فإذا ردّت عليها يصرخون قائلين : لا يوجد حرية،
لقد أرعبونا وأخافونا. و انظروا كيف يوجد العدو هذا الجو. ينخدع به
مجموعة من البسطاء..).
((ما يفعله العدو في الغزو الثقافي هو أنه يستغفل الناس أولاً، ثم
يحمّلهم كل ما يريد)).
((وعندما سيطر الغرب على التكنولوجيا والعلم، وأراد أن يحكم قواعد
نفوذه في إيران فقد دخل عن طريق الثقافة)).
((فالتحلل الجنسي هو الحاكم في المجتمعات الغربية.وقد أصبح ثقافة
هناك. فالشهوات الجنسية في الثقافة الغربية أمر مباح دون قيد أو
شرط)).
وهكذا نتعرف على مجموعة من البرامج الأساسية للغزو الثقافي، وهي :
1ـ إهانة المقدسات وإسقاطها من قداستها ومنزلتها.
2ـ مزج ثقافة الثورة بما يخرجها عن صفائها.
3ـ إفراغ البلاد الإسلامية من الأدمغة.
4ـ تحطيم القابليات والاستعدادات.
5ـ ترويج الفساد والفحشاء والتحلل الجنسي
6ـ مواجهة خط الإمام الخميني.
7 ـ نشر ثقافة الشرك وعبادة الأوثان الجديدة.
8 ـ تحقير الماضي المجيد للشعوب.
9ـ تحقير الأدب الإسلامي والفن والثقافة الثورية.
10ـ إيجاد أجواء الرعب والقلق بين المثقفين.
11ـ استغفال الناس
فعلى العاملين في خط المواجهة الثقافية أن يتلمسوا جميع مظاهر
وأشكال هذه البرامج والمخططات في جميع الوسائل والأدوات التي
يستخدمها العدو من تلفزيون وإذاعة ومجلة وجريدة وغيرها...
الآثار والعواقب
عندما نتعرف على طبيعة هذه البرامج وأهدافها لن نكون بعيدين عن
استشراف عواقبها وآثارها الوخيمة. والأهم أن ندرك بوضوح حجم
الخسائر والأضرار ونقيسها مع الخسائر التي تنجم عن الغزو العسكري
والاقتصادي والأمني.
يقول سماحة القائد :
((ان أنواع وأشكال الفساد والانحطاط التي ابتليت البشرية بهما
اليوم، كلها ناشئة من الصادرات الثقافية الغربية والتمدن
الاستعماري والاستكباري)).
ثم يحذر الجميع قائلاً :
(( إن اللامبالاة والتساهل مقابل هذا الغزو وأيها العاملون
الثقافيون، فإن صوت سقوط القيم المعنوية _ لا سمح الله _ بسبب
الغزو الخفي والماكر للأعداء سيسمع حين لا يبق أي مجال للعلاج)).
وهذا التحذير الأخير الموجه إلى كافة الناس، وخصوصاً العاملين في
مجال الثقافة، هو من الشدة بمكان بحيث يحمّل الجميع مسؤولية كبرى،
لأن نتائج الغزو الثقافي، إذا وصلت إلى حد سقوط القيم المعنوية لا
يمكن جبرانها وإصلاحها.
المواجهة
من الملاحظ أن حجم المواجهة للغزو الثقافية ما زال محدودا وضعيفاً،
رغم الإمكانيات المتاحة والذخائر الكبرى التي نمتلكها فالإسلام هو
الدين الوحيد الذي يستطيع أن يجيب عن حاجات كافة الناس والمجتمعات،
ويقدم الحلول لكل المشكلات العالم، كما أنه يتمتع بأروع خطاب وأقوى
بيان. وتراثه الفكري يفوق جميع التراثات الفكرية الإنسانية حجماً.
وطوال المراحل الماضية كان العمل الثقافي محصوراً في نطاق ضيق، ولم
يتخذ شكل المواجهة الشاملة، مما جعلنا دائما في موقع ردة الفعل،
نلملم جراحتنا التي تحدثها الغزو.
فالحاجة اليوم أكبر من أي وقت مضى إلى فهم طبيعة الغزو الثقافي و
أساليبه وبرامجه. وينبغي أن نمتلك نظرة عالمية إلى القضية ولا
نحصرها في المجالات المحلية. وبالتالي نصنع جسرا ثابتا إلى
المواجهة في مواقع الأعداء.
لقد كانت عملية التثقيف العام تصنع من الأحداث الكبرى كالثورة
والحرب والمقاومة. وبعض المهتمين بهذا الشأن أصبح لديهم قناعات
راسخة في هذا المجال، بحيث أهملوا العمل المنظم والدقيق المبني على
المؤسسات والبرامج البعيدة المدى. وان من شأن هذه النظرة أن تؤدي
إلى كوارث لا تجبر عندما يتجه سهم الأحداث نحو الجهة المقابلة
كالانفتاح والسلم والهدوء الأمني والازدهار الاقتصادي النسبي.
وباعتقادي أن هذا النمط الحاكم اليوم _ والذي يمثل توجهاً واسعاً
عند كثيرين (ويعود إلى قلة الاطلاع وضعف الثقة بحجم تأثير العمل
الثقافي وأهميته) _ سيكون مرحلة أولى من مراحل المواجهة الثقافية
التالية :
أولا: مرحلة ردة الفعل وتلقي الضربات التي تؤدي إلى إدراك خطورة
وفداحة تأثير الغزو الثقافي.
ثانياً: العمل من موقع ردة الفعل بطرق تقليدية تلملم الجراح على
مستوى مساحات محدودة.
ثالثاً: نشوء المؤسسات المركزية ذات المخططات البعيدة المدى
وازدياد الخبرة على ضوء الدراسات المستفيضة وتراكم التجارب في
المواجهة.
رابعاً: الغزو المضاد القائم على خبرة واسعة واطلاع دقيق وبرامج
ذكية ولغة حضارية عالمية.
هذا ما نقرأه في توجهات وتوجيهات سماحة الولي الذي يمتلك معرفة
واسعة واطلاع دقيق ومتابعة مستمرة لهذه القضية الحساسة والمصيرية.
وحول المرحلة الأولى يتحدث سماحته قائلاً:
((.. هذا التحول الثقافي الذي يعود إلى أوائل سنوات انتصار الثورة.
في ذلك التوجه الخاص، الذي كان موجوداً في ضمير شعبنا نحو الإسلام
والثقافة والأخلاقيات الفاسدة. ففي تلك الفترة عاد ذلك التوجه
الخاص، الذي كان موجوداً في ضمير شعبنا الحياة مجدداً. ولكن هذا
التوجه لم يكن عميقاً. فلكي يأخذ عمقه المطلوب ينبغي العمل عليه
لعدة سنوات، ولكن للأسف، لم تسنح الفرصة لهذا العمل. فعاد الغزو
الثقافي مجدداً. وفي سنوات الحرب بواسطة وسائل الإعلام والكلام
المغلوط والأفكار المنحرفة التي كان للترسبات الذهنية والروحية
للناس تأثيراً فيها، ولكن حرارة الحرب كانت تقف مقابل هذا الغزو
نوعاً ما)).
ثم يعلن سماحته من موقع مسؤوليته العظمى عن الدفاع المقدس أمام هذا
الغزو البغيض قائلاً :
((إن قيم الثورة وثمارها والجو الإسلامي للمجتمع هي من مقدسات كل
آحاد شعبنا، وسندافع عنها، ويجب أن يكون ذلك بكل غيرة وتمام القوة
والقدرة)).
((لقد رفضت الجمهورية الإسلامية الثقافة الغربية. وقالت نحن لدينا
ثقافة إسلامية مستقلة. فالإسلام قد حدد للمسلمين واجباتهم في
العلاقات، ونمط الحياة، والطعام والشراب واللباس والدراسة وتعاملهم
مع الحكومة. ونحن لا نريد أن نتعلم هذه الأمور من الغرب ونقلده
فيها)).
وقد نشر مؤخراً خطاب للقائد الإمام أكد فيه على الأولوية المطلقة
للثقافة واعتبر بأن أي برنامج سياسي أو إقتصادي أو عسكري لا يضع
الثقافة في أولوياته فهو برنامج فاشل وغير صحيح. ويقول سماحته :
((إن المواجهة المناسبة للغزو الثقافي الغربي, وفي كافة الأبعاد,
ينبغي أن تكون على رأس برامج وسائل الإعلام)).
وهكذا أعلن القائد المفدّى المواجهة وجعلها على رأس الأولويات. وهو
يشير إلى عمق الصراع وباطنه. فالعدو بعد أن عجز عن القضاء على
الثورة بالأساليب العسكرية والأمنية والاقتصادية شن غزواً ثقافياً
واسعاً. وقد أدرك بعد تلك المحاولات الفاشلة, أن سبب هذا الصمود
والبقاء يعود إلى نقطة جوهرية هي ما ذكره سماحته قائلاً:
((إن سدنا في المواجهة ضد التسلط الاستكباري العالمي عبارة عن
ثقافتنا. ونطاق هذا السد هو الأخلاق الإسلامية، التوكل على الله،
الإيمان بالإسلام والتعلق به)).
((لم يكن عدواً أعمى، فقد رأى كل هذا ودرسه، ثم فهم أن هذه بالحصار
الاقتصادي والعسكري وغيره، لهذا ينبغي أن يدمر. ينبغي أن تزول
الثقافة. والأخلاق والإيمان والإيثار والاعتقاد بالدين والاعتقاد
بالقيادة والقرآن والجهاد والشهادة من بين الناس. لهذا شرع، وكان
الجو مناسباً له بعد الحرب. لأن حمى الحرب كانت شاغلة للشباب
وجاذبة لهم لا تجعلهم يستمعون إلى الأعداء. ولكن عندما خمدت نيران
الحرب وصار الجو مناسباً لهم وبدأوا بالعمل على نطاق واسع)).
وفي هذا الخطاب, بيّن الإمام القائد (أرواحنا فداه) ما نمتلكه من
ذخائر أساسية للمواجهة الثقافية، وهي
* ثقافتنا الأصلية القائمة على الروح المعنوية
* والأخلاق
* والاعتقاد بالولاية
* وحب الجهاد والشهادة
* والتعلق بهذا الدين
* والارتباط الدائم بمبدأ العالم.
ثم يشير سماحته إلى مجموعة من الشروط الأساسية التي ينبغي تحصيلها
في هذه المواجهة. وقبل ذكرها لا بد من الالتفات إلى هذه النقطة،
وهي أن ما نقدمه للقارئ العزيز لا يمثل إحصاءً دقيقاً وشاملاً لكل
آراء وتوجهات وأوامر وخطط سماحة القائد العظيم. وبالتالي يبقى
الكثير مما لا نعرفه أو لم نحصه، وربما نوفق في مناسبات أخرى
للتعرف عليه والعمل به. رزقنا الله توفيق طاعة الولي والذوبان في
إرادته.
يشبه سماحة القائد المواجهة الثقافية العسكرية فيقول : ((إنها مثل
الحرب العسكرية ! ففيها إذا لم يتعرف الخصم على مواقع عدوه ويرصدها
بدقة وسار إلى المعركة بأعين مغلقة فإنه ليهزم. وفي الحرب الثقافية
كذلك, فعليكم أن تعرفوا ماذا يفعل العدو, وإذا علمتم ولكن لم
تقرروا أو أنكم لم تأخذوا الأوامر من القائد, أو أن القائد لم
يستفد من قواتكم, ولم ينظم القوى بشكل صحيح فالهزيمة تنتظره)).
ويقول دام ظله :
((يجب على جميع المهتمين بالثقافة في المجتمع، مهما كانوا، وأينما
كانوا، سواء كانوا من الجامعات أو الحوزات العلمية أو غيرهم، يجب
عليهم أن يعرفوا أن العدو اليوم قد وضع أكثر جهوده وإمكانياته في
الغزو الثقافي... فاليوم تقع حرب بينكم وبينه, وليس في الأمر أي
مزاح)).
((إن العدو ويمارس حرباً ثقافية بشكل منظم ومؤسساتي ضد جمهورية
إيران الإسلامية. وإذا لم يكن ردنا في المقابل منظماً وقائماً على
أساس التنظيم فإن خطر غزو والأعداء سيزداد. ولهذا ينبغي الالتفات
جدياً إلى هذه القضية، وينبغي متابعتها. وفي هذا المجال على
المؤسسات المهتمة استخدام الأساليب والوسائل المختلفة والتعاون
والتعاضد لأجل إحباط هذا الغزو الثقافي)).
ونختصر هذه الشروط الأساسية بالتالية :
1ـ الوعي والاطلاع على مخططات الأعداء في هذا المجال.
2ـ الاستعداد اللازم للمواجهة.
3ـ التنظيم والعمل البعيد المدى.
أما عناصر المواجهة فهم بالدرجة الأولى المؤسسات المهتمة والعاملون
الثقافيون. إنهم الكتّاب والفنانون وأصحاب القلم : ((في هذا
الميدان (ميدان المواجهة الثقافية) يعتبر الكتّاب والفنانون أهل
الثغور الأساسيين، أولئك الذين ينبض قلبهم لأجل الإسلام وهم على
علم بحقد وعداء أجهزة الاستكبار للإسلام)).
ثم نستفيد من بعض توجيهاته المقدسة لتحديد أهم البرامج في مواجهة
الغزو الثقافي, وهي:
1ـ الثورة وإقامة حكومة الإسلام.
2ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
3ـ التربية والتعليم.
((لقد جاءت الثورة الإسلامية وبقبضتها المحكمة ضربت العدو الغازي
وأرجعته القهقرى وأوقفته. فقد شاهدتم الأيام الأولى للثورة فجأة
كيف أن شعبنا في مدة قصيرة عاين تغييرات أساسية في أخلاقياته. لقد
زادت روحية الإيثار، وقل الحرص والطمع و...)).
ويفهم جيداً, أن الثورة ونتائجها العظيمة من أعظم البرامج التي
ينبغي العمل عليها في المواجهة الثقافية. ذلك لأن من أكبر أهداف
الغزو الثقافي الوصول إلى السيطرة السياسية على الشعوب وسلبها
إرادة تقرير مصيرها بنفسها. وهنا تأتي الثورة والسعي للاستقلال
الذي يستلزم الجهاد والشهادة. والجهاد أفضل ساحة لإحياء الروح
المعنوية والرجوع إلى الله تعالى ومعانية شدة عداوة المستكبرين.
الحديث عن هذا البرنامج ودوره في مواجهة الغزو الثقافي طويل
ومتشعب، نكتفي في هذا البحث بالإشارة إلى كلياته.
((إن هذا الشباب المخلص هو الذي يستطيع أن يدافع عن الثورة
والإسلام والفضائل والقيم الإسلامية. لهذا فقد ذكرت قبل مدة، أن
على الجميع أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر. والآن أقول
أيضاً. إنهوا عن المنكر، فهذا واجب. فاليوم، الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر مسؤولية شرعية ومسؤولية ثورية وسياسية ملقاة على
عاتقكم)).
كذلك، فإننا لا ندخل الآن في تفاصيل هذا البرنامج الثاني. وهو من
الوضوح الثالث الذي يتعلق بالتربية والتعليم، فإننا نستنبطه بعناية
من كلمتين لسماحته : الأولى, حينما يتساءل فيما إذا كان الجيل
الجديد قد اطلع على تاريخ الغزو الثقافي لبلاده. ويؤكد على ضرورة
قراءة هذا التاريخ. ومن الواضح أن مثل هذا القراءة تتم في المدارس
التعليمية. والثانية، حينما يحمّل المعلمين مسؤولية كبرى في
المواجهة الثقافية.
((لقد بدأ الغزو الثقافي لأمتنا في عصر رضا خان (والده الشاه
الثاني) بالتحديد. بالطبع كانت مقدمات هذا الغزو وقد أعدت قبله..
ولا أعرف، هل اطلع شباب جيل الثورة على تاريخ القرنين الأخيرين
جيداً أم لا ؟! كل ما يقلقني هو أن لا يتعرف شباب الثورة اليوم على
ما يجري في إيران من حركة عظمية يجب على شعب إيران أن يقرأ تاريخ
القرنين الماضيين..)).
((أنتم أيها المعلمون متراسكم محدد. ومسؤوليتكم كبيرة جداً. فالجيل
الذي لم يشاهد النظام الفاسد والمفسد والظالم والمنحط، الجيل الذي
لم يعاين مقدمات الثورة، ولم يقاس يلمس بيده ذلك، هذا الجيل يدخل
اليوم بدوره تحت أيدكم. وأنتم تريدون أن تبنوا من هذا الجيل ذلك
الإنسان عمل ضخم، فاعتنوا به على قدر ضخامته ..)).
وسائل المواجهة
أما عن وسائل المواجهة فإننا نجد تأكيداً واضحاً على الكتابة التي
أهملت كثيراً في مجتمعاتنا وبيئتنا، بالإضافة إلى سائر الوسائل
الأخرى.
يقول سماحته:
((إن إعداد المقالات والكتب والآثار الفنية لتبيين معالم الإسلام،
وفضح مؤامرات الأعداء، والدفاع عن الحقوق العالمية للمسلمين، هي
تكليف عام وعظيم..)).
((وإن الحرب الثقافية يمكن الرد عليها بالمثل. فلا يصح أن نرد
عليها بالسلاح. بل أن سلاحها هو القلم)).
((واليوم، فإن حديثنا وعملنا تحت مجهر أعداء الإسلام. وفي مثل هذه
الظروف، ينبغي الالتفات إلى الخطاب الموثق والمنطقي والابتعاد عن
الخطاب الضعيف حتى يحصل مخاطبونا على الحصانة مقابل الغزو الثقافي
والفكري لأعدائنا)).
توجيهان
وفي الختام نشير إلى توجيهين مهمين من سماحة القائد (دام ظله) فيما
يتعلق بالغزو الثقافي والمواجهة : الأول، يبين الفرق ما بين الغزو
الثقافي والتبادل الثقافي الذي يعتبر ايجابياً ولازماً في النظام
الدولي. والثاني حول ضرورة الاعتناء بالعالمين في المجال الثقافي
الحريصين على الإسلام وقيمه.
الأول: ((الغزو الثقافي يختلف عن التبادل الثقافي. فالتبادل
الثقافي أمر ضروري، ولا يوجد أية أمة ليست بحاجة إلى الأمم الأخرى
في نقل المعارف في جميع المجالات الثقافية والاستفادة منها..)).
الثاني: ((لقد قلت هذا الأمر، وأكرره، وهو أن من يستطيع الوقوف
مقابل الغزو الثقافي هم عناصرنا المؤمنة. وعليكم أن تكرموهم أينما
كانوا. وإنني أقول للمسؤولين الثقافيين في الدولة من وزارة التربية
والعليم إلى وزارة الرشاد الإسلامي، إلى منظمة الإعلام وباقي
المؤسسات والمراكز الثقافية، أقول لكم : اعتمدوا على عناصركم ..
نحن نقول، لا تسمحوا، ولا تقوموا بعمل يؤدي إلى عزلة هؤلاء العناصر
المؤمنين..)).