مركز الصدرين للدراسات السياسية || المقالات السياسية

الانتخابات الحرة سمة الثورة الاسلامية


يرى كثير من الباحثين في عالم السياسة ان الثورة الاسلامية التي اطاحت بالنظام الاستبدادي الشاهنشاهي في 11 شباط عام 1979 قد حققت خلال ربع قرن من عمرها المجيد انجازات كبيرة على الصعيد الديمقراطي فبعد شهرين على نجاحها دعى الامام الخميني جماهير الشعب الايراني الى اختيار النظام الذي ترغب فيه وجرى استفتاء حر شاركت فيه غالبية شرائح المجتمع الايراني والتي اختارت نظام الجمهورية الاسلامية ليكون بديلا عن النظام الشاهنشاهي القائم على الظلم والجور واستعباد الشعب وبيع ثرواته الطبيعية الى امريكا والدول الاوربية والكيان الصهيوني.
ونص دستور الجمهورية الاسلامية على اجراء انتخابات حرة من اجل اختيار رئيس الجمهورية من قبل الشعب وكذلك اعضاء مجلس القيادة واعضاء مجلس الشورى الاسلامي واعضاء المجالس البلدية، وقد اعترفت وسائل الاعلام العالمية وخاصة وكالات الانباء رغم قيامها بحملة تشويه واسعة ضد الثورة الاسلامية وقيادتها بالمشاركة الجماهيرية الواسعة في كل الانتخابات التي جرت في ايران، وخاصة انتخابات نظام الحكم؛ فقالت وكالة انباء رويتر ان ايران تشهد لاول مرة في تاريخها المعاصر انتخابات حرة وقد اختار الشعب الايراني نظام الجمهورية الاسلامية وبذلك اسدل الستار بشكل نهائي عن نظام الملكية الذي حكم ايران لقرون عديدة. وقد اعتبر العديد من المفكرين في العالم ان اختيار الشعب الايراني لنظام الجمهورية الاسلامية بمثابة موجة المستقبل للحركات الاسلامية في الشرق الاوسط والبر الاسيوي وهزيمة ساحقة للاحزاب والمنظمات العلمانية والليبرالية وضمن هذا الاطار كتب ميشيل جورج في صحيفة اللوموند الفرنسية مقالا قال فيه ان جمهور كبير جدا من الناخبين قد اختار الجمهورية الاسلامية كنظام دائم لايران ويقوم على قاعدة صلبة ومتينة وان ايران الجديدة سوف تلتزم بالدفاع عن الديمقراطية ضد الدكتاتورية وقد انضمت بالفعل الى البلدان المستقرة التي توجد فيها انظمة انتخابية تعتمد على حكومات الاغلبية وانها بذلك قد وجهت هزيمة للاحزاب العلمانية والليبرالية ليس في ايران وانما في منطقة واسعة من العالم واضحت تلك الاحزاب غير مؤمنة ايمانا كافيا بمبادئها.
ان اختيار الشعب الايراني لنظام الجمهورية الاسلامية كان الاختيار الموفق والناجح وحقق له استقرارا سياسيا ونموا اقتصاديا وتطورا ثقافيا رغم الحصار الاقتصادي الامريكي على البلاد والحرب التي شنها صدام على الثورة الاسلامية واستمرت ثمان سنوات وادت الى تدمير كبير في البنى الاقتصادية والصحية والاجتماعية في العديد من المحافظات الايرانية.
وبقى نظام الجمهورية الاسلامية اكثر ثباتا ورسوخا في ظل المتغيرات التي عصفت بالعالم والتي كان من ابرزها تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار الانظمة الاشتراكية في اوربا الشرقية واندلاع حروب شنتها الادارة الامريكية على العراق في عام1991وعلى افغانستان عام 2001 وكلاهما له حدود واسعة مع ايران، ويعتبر المراقبون السياسيون المحايدون ان سبب الاستقرار السياسي في ايران يعود الى التاييد الشعبي المنقطع النظير للقيادة الاسلامية واستعداد الشعب الايراني للتضحية بالدماء القانية للدفاع عن نظامه الاسلامي والذي اختاره طواعية وعبر صناديق الاقتراع، وقد اثبتت التجارب ان النظام الشعبي هو الاكثر ثباتا واستقرارا في العالم.
 

الدراسات السياسية  || المقالات السياسية || الكتب السياسية