لكِ مني أصدق الاخاء والوفاء وأجمل
التحيات والدعوات والآن... دعيني
لكي أقول الحمد لله ، نعم ، الحمد لله
فإن هذا ما كنت أتمناه. أن يكون الانسان
الذي طالما تمنى الموت أصبح يرغب بالحياة
هذا ما كنتُ أتمناه مهما كانت الأسباب
التي تدفعه إلى ذلك ما دامت صالحة
ومثمرة ، وهذا ما كنت أهفو إليه أن أجد
روحك يغمرها شعور الرضى بكل ما
حولك من أسباب الحياة ، صحيح أن
الحياة قد تقسو أحياناً ولكن هذه هي
طبيعتها فلنسلم بالأمر الواقع ونحاول أن
نكيف أنفسنا بشكل نتمكن معه من
الصمود أمام قساوتها مهما كانت مرة...
ستكون سطورك هذه شاهدة لك يوم
القيامة في أنك استجبت لنداء الايمان.
(
ربنا إننا سمعنا مُنادياً ينادي للايمان أن
آمنوا بربكم فآمنا ) وما أسعدني بهذا
القلب السعيد الذي انطلق نحو رحاب
الله بعزم شديد ووعي جديد تاركاً خلفه
( 331 )
حياة المادة ودنياه اللعوب. فتقبلي فائق
دعائي وصادق إخائي وأستودعك الله
الذي لا يخون الودائع.
وفاء
أختي الغالية وفاء لا عدمتك
في حياة مصدر هداية ومشكاة نور يا اختي
سأكون قوية.. سأكون أقوى من الألم
وأقوى من الحيرة... سأُبيد الألم وأسلوه
من دون شوق ، سأفارقه دون رجعة بعد
أن اشتد ساعدي بسلاح الايمان سأهدم
صرح الألم الشامخ ذاك الذي أقمته على
أنقاض راحتي وسعادتي ، لقد صحوت من
بعد غفلة ، صحوت لكي أنطلق في مسيرة
النور نحو العفو الإلهي ، نعم نحوك يا
إلهي ، فما أروع رحمتك حين يتحسسها
العباد وما أهون الصعاب في سبيلك يا
رب وما أروع العذاب من أجلك ما أيسر
العسير في طريقك وما أحلى المر في
الوصول إليك ، هانت يا إليهي دمعة لا
تذرف إلا من أجلك وبعدت يا مناي
( 332 )
غاية لا تؤول إليك ، إلهي أن تظافرت في
حياتي طرق الشقاء فإن لي في طريقي
إليك سعادة لا تدرك وإن أطبقت علي
سماء الدنيا فإن لي في ذكرك أُفقاً أرحب
وأوسع إلهي ما أروع أن أسعى اليك
فأحجب عنك فتنطلق إليك روحي من
قيود أسرها وتهرب إليك نفسي من ثقل
حديدها إلهي ما عدت أرغب إلا في
رضاك ولا أطمع إلا في عفوك ولا أسعى
إلا إلى فنائك.. إلهي. ما الدنيا إلا
ساعة شوق إلى لقائك وما الحياة إلا ممر
درب إلى فنائك ، وما العمر إلا لحظات
كفاح من أجلك وفي سبيلك ، فاجعل
حياتي يا رب كلمة رضا واجعل أعمالي يا
إلهي ساعة جهاد واجعل روحي يا سيدي
خفقة أمل ورجاء ترنو إلى عفوك وتشتاق
إلى رفدك وتحن إلى رضاك.
إلهي ما باتت الصعاب تقربني إلا اليك
وما برح العذاب يشدني إلى إلى الأمل
بك ، وما طفقت الدموع تنطلق إلا في
سبيلك لعلك رب ترضى ؟ فما أحوجني
إلى رضاك واخيراً وليس آخراً استودعك
( 333 )
الله يا أختي ولك مني مزيد الشكر ومن
الله الثواب والأجر واسلمي لي.
رجاء
عزيزتي رجاء سلامي ودعائي وصادق ودي وإخائي
بروحي أنت ما أغلاك عندي وما أروع
بلورة روحك الحبيبة وما أروعك يا غاليتي
وأنت في حديثك عن الرجاء في الله تبارك
وتعالى ، هذا الرجاء الذي يمكن الانسان
أن يقف باسماً وسط الدموع ويجعله
يضحك بين الآهات ، أنه رجاء برضاء
الله وثوابه أن هذا الرجاء إذا نور جنبات
قلب الانسان جعل وجهه يشرق بشعاع
الأمل وهو في معترك الوحدة والوحشة ،
وإن هذا الرجاء هو الذي يساعد الانسان
المؤمن أن يفتح صدره للآلام برحابة وأن
يمهد قلبه لمرامي السهام برضا واقتناع
وليس عن طريق اليأس والاستسلام ، وان
هذا الرجاء هو الذي يحيل مرارة الحياة
لدى المؤمن إلى حلاوة وعلقمها إلى بلسم
وشدتها إلى لين ودعة وقساوتها إلى رحمة
( 334 )
وحنان ، وان هذا الرجاء هو الصفة التي
يتصف بها المؤمن كما وصفه الامام ( عليه السلام )
عندما قال : صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها
متعلقة بالمحل الأعلى. فما أصعب الحياة
عند من لم يتطلع إلى مصدر هذا الرجاء
وما أوعر مسالكها بالنسبة لمن لم يمهد له
هذا الرجاء منعطفاتها ( سبحانك ما
أوحش الطرق على من لم تكن دليله )
فالايمان يا اختاه جنة وارفة الظلال يلجأ
إليها الانسان هرباً من سموم الحياة
وقيظها. الايمان هو ذلك المنبع العذب
الذي يمدنا بالنور والسعادة والنعيم
والايمان هو ذلك المعين الذي لا ينضب
أبداً والذي يبقى للانسان زاداً في الدنيا
وذخراً في الآخرة ، سيري في طريقك يا
اخيتي واطرقي بيدك الضعيفة باب الرحمة
الالهية. واستودعك الله واسلمي لي.
وفاء
أختي الغالية وفاء لا عدمتك
سلام الله عليك ورحمته وبركاته ... كيف
( 335 )
أنت يا أعز أخت أرجو أن تكوني بخير...
منذ مدة لم أكتب اليك يا عزيزتي وما
كنت في ذلك قالية ولا ساهية ولكن
الكلمات كانت تعوضني عن السطور وما
زلت والحمد لله رافلة في سعاد الايمان
ولكنني أشعر بالحاجة إلى مزيد من
الاطمئنان. فأنا أخشى أن لا يقبلني الله
عز وجل في عبيده ؟ نعم أنني أخشى أن
يطردني عن رحابه ؟ لشد ما يقلقني هذا يا
أُختاه افتراك مجيبة عنه ولو بكلمات...
هذا واسلمي لي دائماً وأبداً أُختاً رحيمة هادية.
رجاء
غاليتي رجاء يا أُختي المصطفاة
حرسك الله بعينه التي لا تنام ، وبعد
متى كان الله عز وجل يطرد عن بابه من
طرق تلك الباب بيد الثقة والرجاء ؟ ومتى
كان الله عز وجل يصرف عن رحابه قلوباً
ساقها الشوق إليه وقادتها العبودية المطلقة
إلى التطلع نحو فيض حنانه والتماس
( 336 )
غفرانه ؟ نعم كيف يكون ذلك والحديث
الشريف يقول ـ من تقدم نحو الله خطوة
تقدم الله نحوه عشر خطوات والآية
المباركة تقول : ( من جاء بالحسنة فلهُ
عشرُ امثالها ) حاشا لله أن يتجاهل
النغمات التي صاغها الايمان لترتفع إليه
نقية خالصة متبلورة... هذا وإليك مني
أصدق الاخاء والدعاء واستودعك الله
الذي لا يخون الودائع واسلمي.
وفاء
السابق || الفصول
السيرة
الذاتية || المؤلفات ||
الصور
|| ما كتب حولها |
![](http://alsadrain.com/images/print1.gif.pagespeed.ce.bgA9pip7Cr.gif) |