مؤلفات العلوية الشهيدة آمنة الصدر

ليتني كنت اعلم


كانت القصة والحكاية في الأيام الدابرة هواية بحتة للشباب والفتيات وترف أدبي يلتجىء إليها بعض الأدباء والقصاصين للترفيه على الإنسان الذي يرزح تحت أعباء مشاكل الحياة والتسلية للهارب عن الواقع المعاش الكئيب.
ولكنها غدت فناً جميلاً يفصح عن مغزىً يهدف إليه الروائي من ثنايا الرواية والقصة فكم من فلاسفة قد أعربوا عن وجهات نظرهم الفلسفية عبر القصص ؟ وكم العابثين والمستهزئين بالقيم والاخلاق أو التقاليد والأعراف قد حققوا رغباتهم وميولهم في الكتب الروائية ؟ وكم من المخلصين والمرشدين قد وجهوا المجتمع وانقذوا الشعب من الانحطاط والرذائل من خلال الحكايات والأحاديث العذبة الروائية ؟
لقد أصبحت القصة مدرسة هادفة يقصدها كثير من الكتّاب المعاصرين لبلوغ مآربهم الاجتماعية والفلسفية والأدبية.


( 228 )

إن الفاضلة الكاتبة بنت الهدى من المؤلفات التي انتهجت هذا المنحنى لرسم طريق الهدى في كتبها الإسلامية . وقد وضعت مجموعة من القصص الصغيرة الرائعة ذات المضامين الاجتماعية والاخلاقية للجيل الناشىء الذي لا يبصر إلا الظواهر ولا يدرك إلا البريق الخاطف.
وفي هذا اليوم أقدم لكم هذا السفر الهادف لهذه الكاتبة القديرة لعل الله بهاته ينقذ هذه الطليعة من التيه والفساد.
الناشر

التالي || الفصول