سياستنا تجاه الفيدرالية


هنالك العديد من الأشكال الإدارية التي يمكن للحكومات أن تتبناها في عملها وتتدرج إنفراطاً مركزية وقوة تحكم الحكومات إدارياً من اليمين إلى اليسار كما يلي ( الإدارة المركزية للمحافظات – الإدارة اللامركزية للمحافظات – فدرالية المحافظات – فدرالية الأقاليم – الكونفدرالية ) ولقد سمعت الكثير من الأصوات تتعالى لتتداول اصطلاح ومفهوم الفيدرالية وعلى أكثر من صعيد وبدأ كلٌ يدلوا بدلوه بما يتناغم مع الرؤية التي يتبناها تجاه العملية السياسية وبما يتناغم مع مصالح الجهات التي ينتمي إليها وحاول الكثير أن يصطاد في الماء العكر ليصوّر مفهوم الفدرالية على انه البذرة التي ستثمر مشروع التقسيم للأوطان نتيجة لجهل الجماهير بهذه الاصطلاحات والمفاهيم السياسية بل وحتى جهل بعض الكيانات السياسية علماً بأنَّ هذه الاصطلاحات والمفاهيم هي ليست حديثة العهد بل هي مفاهيم ضاربة جذورها في أعماق تاريخ وتجارب الشعوب ولانّ (( الناس أعداء ما جهلوا )) كما قال امير المؤمنين (ع) ولانّ لغتنا العربية الأم لديها من الثراء والحيوية والديناميكية ما يجعلها قادرة على احتواء كافة المفاهيم والمضامين ولتفويت الفرصة على الحالمين بعودة النظام الديكتاتوري الاوتوقراطي الاوليكارشي الشمولي الذي استعبدنا طيلة عقود من الزمن فانني ارى بأنه لا بد من توضيح حقائق منها انّه من المتعارف عليه سياسياً بأن الأقليات هي التي تطالب عادةً بإقامة النظام الفدرالي لكي تتجنب تسلط الأغلبية ولكننا نرى في العراق ومما يدعوا إلى الإستغراب بأن الغالبية العظمى من الشعب هي التي تطالب بالفدرالية وهذا إن دلَّ على شئ إنما يدل على ضعف القيادات السياسية المطالبة بذلك لأنه كان من المفترض أن تطالب بالحكم المركزي إن أرادت السيطرة على البلاد بأسرها لأن غالبيتها الساحقة تؤهلها إلى ذلك ديمقراطياً ولكن هذه القيادات ومع شديد الأسف لا زالت تتصرف وكأنها معارضة وليست هي التي تحكم الآن وكذلك مما لا يخفى على كل مراقب للساحة السياسية العراقية بأن أول من تبنّى مفهوم الفدرالية ( النظام الاتحادي ) في العراق هو برلمان كردستان العراق عام 1992م وكذلك ورد هذا المفهوم في قانون إدارة الدولة المؤقت وأخيرا ورد في القرار الدولي رقم 1546 وليست القوى الإسلامية هي التي تبنّت ذلك .
ولذلك لا بد إبتداءً من استثمار القنوات الإعلامية عبر الإعلام المسموع والمطبوع والمرئي والندوات والمؤتمرات لشرح وتوضيح حيثيات وجزئيات مفهوم وأنواع الفدرالية فمنها :
أ- الفدرالية القومية : وهي التي تجمع أبناء القومية الواحدة كالقومية العربية – الكردية – الفارسية – التركية -……
ب- الفدرالية الدينية : وهي التي تجمع أبناء الديانة الواحدة كالديانة الإسلامية – المسيحية – اليهودية .
ج- الفدرالية المذهبية : وهي التي تجمع أبناء المذهب الواحد ضمن الديانة الواحدة كالبروتستانت أو الارثوذوكس أو الكاثوليك بالنسبة للديانات غير الإسلامية أو أبناء المذهب الإمامي أو الطوائف والمذاهب والفرق الأخرى بالنسبة للديانة الإسلامية وهكذا .
د- فدرالية الأقاليم : وهي التي تجمع أكثر من إقليم ضمن رقع جغرافية متقاربة أو متجاورة .
هـ - فدرالية المحافظات : وهو نظام الإدارة الذي يسمح لأبناء المحافظة الواحدة لإدارة شؤونهم بدأً من الحاكم الأعلى لإدارة المحافظة وحتى مدير اصغر وحدة إدارية في المحافظة. ولأننا نمتثل لقول أمير المؤمنين ( ع ) حيث يقول (( نحن قوم نؤمُّ النمط الأوسطا ولسنا كمن قصَّر أو أفرطا )) فلذلك سنتبنى الشكل الإداري الأوسط الذي يحول دون تقسيم الوطن من جهة ويمنع تسلط المركز واستئثاره بمصدر القرار الرسمي من جهة أخرى وهي فدرالية المحافظات فإنها الأنسب والاهم والأكثر نفعاً وامتيازاً وذلك للأسباب التالية :-
 

              

 

الرئيسية