سياستنا تجاه محاكمة صدام الكافر وأعوانه


قال تعالى (( َالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ))(يونس / 92)
إنَّ جبار السماوات والأرض كان قد حفظ بدن فرعون لترى الإنسانية مصير المتجبرين والمستكبرين الذين نصَّبوا أنفسهم آلهة للناس فإستعبدوا العباد وعاثوا في الأرض فسادا وليكون بذلك عبرةً لكل مَنْ تسوّل له نفسه أن يسير في مسالك الظلم والعدوان ، وها هو فرعون العصر الحديث الغادر الفاجر العميل لأسياده من قوى الإستكبار العالمي صدام الكافر اللعين ، قد نجّاه الخبير الحكيم ليجعله يحيا حياة الذل والخزي والعار قبل وروده على مصير المحتوم في نار جهنم و سائت مصيرا والحمد لله الحكيم العليم الذي أبقى على حياة هذا الطاغية اللعين فلو كان قد قتل في المعركة لضلَّ الإعلام المأجور الضال والمضلّل يصوره على أنه الرمز القومي والشهيد الخالد الذي قتل أثناء دفاعه عن وطنه ، لقد أثيرت بعض الشبهات العقائدية حول أصول الدين وما يهمنا ذكره هنا هو إحدى الشبهات التي أثيرت حول عدل الله تعالى ، ومضمون هذه الشبهة هو أن الإنسان العاصي قد يرتكب من الذنوب طيلة حياته ولتكن ثمانين عاما كمعدل لعمر الإنسان ، فهل من العدل بأن يكون مصيره في جهنم خالداً فيها ، أليس من العدل بأن يعاقب ذلك الإنسان العاصي لنفس المدة التي عاش فيها في الحياة الدنيا ، وجواب ذلك هو أن هذا الإنسان العاصي لو قدر الله وأمد في عمره إلى ملايين السنين لبقي يرتكب نفس الذنوب والجرائم لملايين السنين وهذه الإجابة تتجسد لنا ولكل متابعٍ لمحاكمة صدام الكافر وأعوانه الذين نراهم مصرّين وغير نادمين على كل تلك الجرائم البشعة التي إرتكبوها بحق الإسلام والإنسانية والوطن فإننا نرى وبوضوح تام بأن هؤلاء المجرمين لو عادوا إلى سدّة الحكم لأستمروا إلى النهاية بنفس الجرائم وبقناعة تامة ، وليكن واضحاً بأننا لا نسعى إلى إعدام صدام الكافر مادياً بل نريد إعدامه معنوياً ليظهر على صورته الواقعية البشعة فلا معنى لإعدامه مرة واحدة وهو ما مستطاع في هذه الحياة الدنيا ولكن الإعدام في نهاية المطاف ولمرة واحدة هو إمتثال لقوله تعالى (( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب )) لكي تحافظ الشريعة الإسلامية المقدسة على المنظومة الإجتماعية ولتردع الطغاة والمتجبرين ولتقر بذلك عيون أمهات الشهداء والمضطهدين و إلا فإن كل قطرة دم سفكها هذا الطاغية اللعين من دماء العلماء الأعلام والمراجع الكرام ومن الشهداء المؤمنين تقتضي إعدام الملايين من أمثال هذا المجرم اللعين وأعوانه ولآلاف المرات ولكنه هوَّن علينا أنه سينال جزائه العادل عند المنتقم الجبار وفي كتاب لا يضلُّ ربي ولا ينسى فالله تعالى يقول (( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً ))( النساء / 6 5) ويقول جلَّ وعلا (( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ))( النساء / 93 )ويقول عز وجل (( إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيى ))( طه / 74) ولذلك فإننا نؤيد وندعم إستمرار المحاكمة العلنية بشرطي العدالة والحزم ، كما لا ينبغي للمحكمة أن تعامله على ضوء القاعدة القانونية التي تنص على أن المتهم بريئ حتى تثبت إدانته ، فجرائم صدام الطاغية اللعين يشهد على إثباتها كل العراقيين الشرفاء وأدلتها دامغة وأوضح من الشمس في رابعة النهار ، كما نرى وجوب تأخير إصدار وتنفيذ حكم الإعدام بصدام اللعين حتى تنتهي جلسات كافة القضايا الموجَّهة ضده والبالغ عددها إثنى عشر قضية نوعية ونحذّر من صدور وتنفيذ حكم الإعدام بعد الإنتهاء من أول قضية مباشرة ، بل يجب الإستماع إليه مباشرة في كافة القضايا ، فإننا نرى بأن المهم في محاكمة صدام الكافر وحزبه العميل وأعوانهم هو أن تتعامل معهم المحكمة بالصورة التي تجعل هؤلاء الطغاة يظهرون على حقيقتهم أمام الرأي العام المحلي والإقليمي والعالمي ليسقط هذا الصنم الرمز بأعين الأمة التي انخدعت به وسلّطت الأضواء عليه وأظهرته كفارس لها لأسباب طائفية وسياسية واقتصادية، والأسئلة التي توجه له يجب آن تكشف عن ثلاث محاور في شخصيته الحقيقية وهي :
المحور الأول: عمالته للغرب والمستوى العميق في علاقته الباطنة مع بريطانيا وأميركا وكيفية تجنيده في الستينات من القرن المنصرم في مصر كما هو مذكور في مذكرات نجل الرئيس المصري الراحل خالد جمال عبد الناصر وكما بثَّت ذلك التقارير السياسية للفضائيات العربية والأجنبية من خلال لقائاتها المباشرة والمصورة مع مسئولي وكالة المخابرات الأميركية ال C.I.A في تلك الفترة .
المحور الثاني : هو جبنه وخسته وانهزاميته وضعفه لكي تنهدم تلك الصورة التي طبعها في عقول ومخيلة الملايين من الأمة العربية والتي يظهر فيها كأنه فارس همام لا يخشى الأهوال وأهدر معظم أموال العراق في سبيل ذلك فاشترى ذمم الفضائيات العربية والإعلاميين العرب الذين كانوا يمثلون أبواق الشياطين .
المحور الثالث: هو حقده على الإسلام وطائفيته ويركز في هذا المحور بسؤاله تحديداً عن السيد الشهيد محمد باقر الصدر والشهيدة العلوية آمنة حيدر الصدر والسيد الشهيد الصدر الثاني وما هي أسباب إعدامهم والكيفية التي قتلهم بها ويكون التركيز أكثر على آمنة الصدر التي قتلها بيده لعنة الله عليه .
المحور الرابع : هو فسقه وفجوره وفساده ولهوه وانغماسه في شهواته وملذاته وهو الذي كان يدعي بأنه صاحب الحملة الإيمانية والإسلام منه براء ،
وكذلك نرى بأن محاكمة وإعدام صدام يجب أن تكون علنية واكرر و أؤكد بأن الإعدام يجب أن يكون علني وعلى شاشات التلفاز وبحضور جمهور غفير لكي لا نعطي أية فرصة للتشكيك في هذا الأمر فقد يشاع بان أميركا قد دبرت أمر تهريبه والى غير ذلك هذا من جهة ومن جهة أخرى لكي يتحطم الصنم الذي كان يعبده هؤلاء المرتزقة الذين يعبثون في العراق ويحاولون تدميره على أمل أن يعود إليهم صنمهم من جديد وبذلك ستنكسر شوكة هؤلاء المجرمين وتقرُّ بذلك عيون أمهات الشهداء المؤمنين وليكون ذلك عبرة لكل متجبر ومستكبر، وإلى المغرر بهم من أبناء أمتنا العربية الكريمة أعاتبهم شعراً :


أُمَّتي كَـم صَنَم مجَّدتِه لم يكن يَحمل طُهْر الصَنم
لا يُلام الذئب في عدوانه إنْ يكُ الراعي عدوَّ الغنم
 

              

 

الرئيسية