الشاتم الأول و الشاتم الثاني عِلّةٌ و معلول ، فِعْلٌ و رَدُّ فِعْل


لكل فعلٍ رد فعل يساويه بالمقدار ويعاكسه بالاتجاه ويقع على خط فعل واحد هذا ما نصّ عليه أحد القوانين الحركية الثلاث التي نظّر لها العالم الفيزيائي نيوتن ويمكن لي أن أقول أن الفعاليات الإنسانية والعلاقات الاجتماعية تخضع في أحيان كثيرة لهذا القانون إلا أن الأهم والأخطر في الموضوع أن عملية رد الفعل الإنساني على فعل معين قد لا يساويه بالمقدار وحسب ، كما نصّ القانون بل قد يزيد عليه ويتضاعف بأضعاف كثيرة ، وقد لا يقع رد الفعل على نفس خط الفعل كما نَصّ القانون بل قد يتداعى الموقف باتجاهات مختلفة وخطيرة ،
ومن هذا أقول أن الذي يبدأ بالتجاسر والتطاول على العلماء بالسوء سيكون هو العلّة الرئيسية لكل التداعيات التي تحدث بعد ذلك والتي قد تؤدي إلى تصدع في وحدة البنية الاجتماعية الإسلامية فكل ما سيحصل بعد ذلك سوف يكون مجرد معلول لتلك العلة التي صدرت من الذي قام بشتم أحد العلماء أو الرموز المرجعية والقيادات الإسلامية والتي تمتلك بطبيعة الحال قاعدة جماهيرية مؤمنة بها كقيادات إسلامية وبالتالي يكون لزاماً على هذه الجماهير الدفاع عن قياداتها مما يحدث هذه الفرقة والتنابذ والتناحر الذي يؤدي إلى إضعاف شوكة المسلمين بدلاً من رصّ الصفوف أمام العدو الحقيقي ،
ومن الجدير بالذكر أن الله سبحانه وتعالى قد نهى المسلمين عن التعرض ليس للعلماء المسلمين فقط بل وأمر جل جلاله بعدم سب الذين يدعون من دون الله أي نهى عن شتم الكافرين وآلهتهم لكي لا يكون ذلك سبباً ومدعاة للتطاول والتجاوز على الله سبحانه وتعالى وعلى رسوله وعلى الإسلام والمسلمين وذلك بقوله تعالى((وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ))(الأنعام/108) ،
وبذلك سيكون من يبدأ بالسبّ والشتم أولاً هو الذي يتحمل الوزرين لأنه كان السبب الرئيسي في كل التداعيات التي تحصل فيما بعد .
 



 

              

 

الرئيسية