إرضاء الناس غاية لا تُدْرَك و لا
خَلاص إلاّ بالإستشهاد
إني أعلم أن إرضاء الناس وإقناعهم كافة
غاية لا تدرك وقديماً قال أحد الأشخاص لصاحبهِ لا تتأثر لكلام الناس لأنك
لا تسلم من لسانهم على كل الأحوال وأراد أن يثبت ذلك ليخفف عنه وطأه
الإحباط النفسي الذي تَسّبَبَ به كلام الناس فأتى بشخص مع ولده ومعهما
حماراً وجعلهم يمشون على الطريق العام ثم جاء هذا الشخص صاحب هذه الفكرة
والشخص الذي يعاني من الإحباط فسارا بالقرب من الناس لينصتوا إلى كلامهم
فبدأ الشخص الذي يمشي مع ولدهِ والحمار بالمسير وفي بادئ الأمر صعد الرجل
على ظهر الحمار وجعل ولده يمشي على قدميه فقال الناس أن هذا الرجل ليست
لديه رأفة كيف يجعل ولده يمشي على قدميه ويركب هو على الحمار ، ثم بعد حين
نزل الرجل عن الحمار وأركب الولد بدلاً عنه فقالت الناس أنظروا لهذا الولد
الذي لا يحترم والده ثم بعد حين ركب الإثنان (الوالد وولده) على الحمار
وبدئوا يسيرون فقالت الناس أنظروا إلى هذين اللذين ليس عندهما رحمة لأنهما
قد أثقلا على الحمار ثم بعد حين نزل الاثنان (الوالد وولده) عن الحمار
وبدئوا يسيرون مشياً على الأقدام،فقالت الناس انظروا إلى هذين الأحمقين
الذين يسيران مشياً على الأقدام ومعهما حماراً لا يركبانه ثم بعد حين رفعا
الحمار على كتفيهما بدلاً من أن يركباه فقالت الناس أنظروا إلى هذين
المجنونين فعندئذٍ قال صاحب الفكرة لصاحبه ألم اقل لك بأنك لا تسلم من كلام
الناس على كل حال ، وها نحن اليوم عدنا من جديد ففي هذا العصر تبقى
الجماهير وبعض النخب القيادية تشكك في إخلاص ونزاهة ومصداقية بعض المخلصين
مهما تقدم هذه النماذج المخلصة من تضحيات إلى أن يتم اعتقاله من قبل
الطاغوت المقبور سابقاً المتمثل بحزب البعث الكافر وجهاتهِ الأمنية أو من
قبل قوى الاحتلال الأميريكي وأذنابهم حالياً وفي حالة الإفراج عن هؤلاء
المخلصين أيضاً يتم التشكيك بهم ويُشاع عليهم أنهم أصبحوا عملاء وإلا لما
أُفرِجَ عنهم وهكذا إلى أن يتم اغتيالهم وعند ذلك فقط يسمونهم بالشهداء
ولكن بعد أن حاربوهم وهيئوا الأرض الخصبة لقتلهم وحتى بعد قتلهم فهناك من
يصّر على موقفهِ العدائي هذا،أما الذين يندمون على مواقفهم تلك فأقول لهم
نعم من تاب فقد تاب الله عليه ولكن هذه المغفرة هي عفوٌ عن الحق العام أما
الحق الخاص لهؤلاء المخلصين الشهداء الذين تم شتمهم وإسقاطهم واغتيابهم
وبهتانهم فلا تنازل عن حقهم ومن أين أجيء بهم لكي يبرئونكم الذمة ولكن فقط
أقول لكم أمران:
1. إنه ورد عن أهل البيت (ع)أن الولد قد يكتب عاقاً في حياةِ والديه ولكنه
قد يكتب باراً بعد وفاتهما وذلك بأن يؤدي عنهما الحقوق والواجبات ويدعو
لهما ويستغفر ويرد عنهما المظالم ويفعل المستحبات وهكذا .
2. أقول لكم إتقوا الله في الباقي من المخلصين وليكن لكم فيما مضى درسٌ
وعبرة ولا تفرقوا المسلمين وساندوا وادعموا المخلصين ولا تكونوا أداةً
لإضعاف شوكة المسلمين وإحباط معنويات قياداتهم .