الهدف الإستراتيجي هو إقامة حُكم الله
في الأرض
وفي ختام هذه العجالة أودّ أن أقول أنّ الهدف الاستراتيجي لكل الرسالات
السماوية والأنبياء هو رعاية الإنسانية وهدايتها إلى جادة الصواب وذلك
بإقامة حكم الله في الأرض وأن تكليفنا الشرعي في مرحلة الغيبة الكبرى
للقائد المعصوم المهدي المنتظر يمكن أن أختصره بعبارة واحدة وهي إعداد
المجتمع لاستقبال واستيعاب الأطروحة الإلهية المهدوية العادلة وتارةً هذا
الإعداد يتم عن طريق تسلم مقاليد الحكم السياسي في إقليم ودولةٍ ما إن أمكن
ذلك وتارةً يكون بتطبيق نظرية ولاية الفقيه وتارةً بنظرية الشورى وتارةً
بنظرية وأطروحة المرجعية المؤسسة ويكون المعيار والمقياس والضابط الذي من
خلاله يتم اختيار أي من هذه النظريات هو درجة وعي واستقبال واستجابة وتعاطف
الجماهير مع هذه الأطروحة أو تلك فأيٍّ من هذه الأطروحات تلتفُّ حولها
الجماهير يجب تبنّيها وتفعيلها ضمن مسارات شرعية وذلك لتحقيق الهدف المنشود
ومن الجدير بالذكر أن السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس الله خَفِيُّه)
كان قد تبنّى في بادئ الأمر نظرية الشورى ثم عدل عنها إلى نظرية ولاية
الفقيه وفي أواخر حياتهِ تبنّى الجمع بين النظريتين وكانت هذه التنقّلات هي
بسبب درجة وعي واستجابة الجماهير كما ذكر هو رضوان الله تعالى عليه .