مكانة العلماء في فكر السيد الخميني
لا يخفى على كل مراقب للساحة السياسية الإسلامية أو كل متتبع ومُطَّلِع على
الأوساط الحوزوية ما مدى الجرأة والشجاعة التي تميز بها سماحة السيد روح
الله الموسوي الخميني(قد) وتحديداً في نقد العلماء ومحاولاته الجادة في
تجديد وإصلاح الحوزات والأجهزة المرجعية ، ولكن وبرغم ذلك كله كان حريصاً
أشد الحرص في الحفاظ على مقام العلماء المقدس وسأنتقي بعضاً مما ورد عنه
رضوان الله عليه بما يناسب المقام لكي لا يكون ما بدر منه من نقدٍ بناء
ذريعة لبعض الجهلة والمنافقين والمندسين ومدعاة لهم في التجاسر على مقام
العلماء فلنصغ له رضوان الله تعالى عليه وهو يستعرض جهاد وتضحيات العلماء
على مر العصور إذ يقول(قدس الله خَفِيُّه)((لمئات السنين كان علماء الإسلام
ملجأ للمحرومين وقد ارتوى المستضعفون دوماً من كوثر زلال معرفة الفقهاء
العظام فإلى جانب جهادهم العلمي والثقافي الذي هو حقاً أفضل من دماء
الشهداء في بعض جوانبه فقد تحمل أولئك في كل عصرٍ من العصور المرارات من
أجل الدفاع عن المقدسات الدينية والوطنية وتحملوا الأسر والنفي والسجون
والأذى والمضايقات والكلام الجارح وقدموا في الحضرة المقدسة شهداء
عظام))(مكانة العلماء في فكر الإمام الخميني/ص19) ،
ثم يوضح رضوان الله تعالى عليه في مقام آخر كيف أن العلماء والحوزات
العلمية كانت تمثل الدرع الحصين الذي حفظ الإسلام من الإندراس والضياع إذ
يقول (قدس الله خَفِيُّه)((إن الحوزات العلمية هي التي حفظت الإسلام حتى
الآن ولولا وجود العلماء لما بقي للإسلام ذكر فإن الذي أحيى الإسلام في
الظروف السوداء والأزمنة المظلمة هم العلماء))(مكانة العلماء في فكر الإمام
الخميني\ص25) ،
وفي مناسبة أخرى يؤكد رضوان الله تعالى عليه أن الذي حمل راية الجهاد ضد
الظلم والطغاة هم العلماء وعلى مر التاريخ إذ يقول(قدس)((إنَّ كُلَّ مَنْ
يعرف التاريخ يعلم أن مَنْ قام ضد التسلط طوال التاريخ هم العلماء ))(مكانة
العلماء في فكر الإمام الخميني/ص30) ،
وإذا كان الأنبياء (ع) مبعوثون من قبل الله تعالى فالسيد الخميني رضوان
الله تعالى عليه يرى أن العلماء مبعوثون من قبل الأنبياء فيقول(قدس الله
خَفِيُّه)((إن العلماء الذين يربّون البشر هم ورثة الأنبياء إنهم مبعوثون
من قبل الأنبياء)) (صحيفة النور/ج7ص181) ،
وفي مقام آخر يُصور لنا السيد الخميني(أعلى الله مقامه) أن العلماء هم خير
من يجسد الإسلام والنبي الأعظم(ص) إذ يقول (قدس الله خَفِيُّه)((أولئك
العلماء هم مظهر الإسلام إنهم مبينّوا القرآن إنهم مظهر النبي الأكرم))(
صحيفة النور ج4ص93) ويكرر(رضوان الله تعالى عليه) تصويره للعلماء على أنهم
السور المنيع الذي حفظ الإسلام وصانه في مختلف الأزمنة والعصور إذ يقول
(قدس الله خَفِيُّه) ((لولا وجود هؤلاء العلماء لإنمحى الإسلام فأولئك هم
خبراء الإسلام ولقد صانوا الإسلام حتى الآن ويجب أن يبقوا ليبقى الإسلام
مصوناً))/(صحيفة النور/ج15 ص150) ،
وفي العصور المتأخرة بدأت تظهر بعض الصراعات بعد وفاة ورحيل المرجع الأعلى
للشيعة وهذه الخلافات هي حول من يخلف مقام المرجعية العليا وتُثار هذه
النزاعات من قبل حواشي المراجع عادةً وتستغل الدوائر الإستكبارية عادةً هذه
الأجواء لإشعال نار الفتنة ولكننا نرى النظرة الثاقبة التي كان يتمتع بها
السيد روح الله الموسوي الخميني (سلام الله عليه) قد أفشلت كل هذه المخططات
الخبيثة فنرى بعد رحيل المرجع الديني السيد البروجردي أُثيرت قضية الأعلمية
والمرجعية ورأت الأعداء أن السُبُلْ مُمَهَّدة لتضخيم هذه الأفكار المنحرفة
ولإذكاء هذه النزاعات والصراعات فكان الرد حازماً من السيد الخميني(قدس
الله خَفِيُّه)الذي قضى على هذه الضجة وأطفأ نار هذه الفتن لأن البعض حاول
أن يُصور السيد الخميني على أنه يسعى إلى التصدي لزعامة المرجعية فكان جواب
السيد الخميني (قدس الله خَفِيُّه) قاطعاً إذ قال ((إني أحد طلاب العلوم
الدينية وإني لأقبل أيدي الطلبة والعلماء وليعلم كل مَنْ يتعرض إلى المراجع
بأنه خارج عن ولاية الله))(لمحات من حياة الإمام الخميني/ص220) ،
وبإشارة واحدة ومن دون إسهاب وإطناب أختم بكلمة واحدة لهذا العارف الكبير
إذ يقول (قدس الله خَفِيُّه)((المُعَمّمْ يعني الإسلام))(صحيفة النور/ج21
ص93) .