السيستاني في الميزان
الحلقة الأولى
 دراسة نقدية
كتابات - زهير الأسـدي 


ملاحظة: جميع ما جاء في هذا البحث يمثل وجهة نظر الكتاب الشخصية .
تمهيد
المرجع عند الشيعة عنوان كبير, من المفترض ان يكون نائباً للمعصوم عليه السلام ومرجعاً للأمة في كل شؤونها الآنية والمستقبلية ,الدينية والدنيوية, باعتباره الخبير في استنباط الحكم الشرعي من مصادره الأصيلة في الشريعة التامة الخاتمة التي ليس من بعدها شريعة ولا كمال , وفي زمان غيبة المعصوم لا يترك الشيعة مكانه شاغراً ولا يجمدون طاقاتهم الإبداعية ويكتفون بنصوص الماضي ويراوحون عندها, ويأبون أن ينظروا إلى الواقع المعاش بعيون الماضي , بل يحاولون قدر الإمكان ملأ الفراغ بمحاولاتهم الاجتهادية التي تظهر للعامة أحكام الله وتكاليفهم الشرعية إزاءها ضمن الواقع المعاش, وغالباً ما يظهر المجتهد الواعي الذي يعيش عصره مهارات إبداعية في حركات تجديدية في فهم النص ضمن سنن الله في النمو والتكامل , وبلغ كمال بعضهم - رضوان الله عليهم -في أخلاصه وتفانيه في خدمة الأمة درجة نيل الشهادة في سبيل الله , وما أدراك ما الشهادة لا ينالها إلا ذو حظ عظيم , (أوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) الواقعة(11, 12) حيث درجة الشهادة تفوق عند الله وعند الأمة أي درجة ممكن أن يطمح بها فقيه نحو آية الله العظمى أو الصغرى أو مقاسات أخرى ما أنزل الله بها من سلطان, (..إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ..) الحجرات13
ومع كل تلك المميزات والمظاهر فإن المرجع ليس معصوماً مفترض الطاعة, بل هو عبداً لله شأنه شأن بقية الناس الذي يمارسون وظائفهم في مؤسسات الأمة قد يصيب في أمر ويخطئ في آخر بما في ذلك أمور الشريعة , ولما كان المرجع غير معصوم من الأخطاء والعيوب , فإنه ليس من الغريب أن يتعرض للنقد والتصويب من أي جهة ترى عيوبه وأخطاءه لأجل مصلحة الجميع . بل الغريب أن لا يتعرض للنقد والمساءلة وكأنه معصوم كامل العصمة ,ولأجل ذلك أكتب هذه الدراسة النقدية التي أرجو من خلالها أن أبين لأبناء قومي الحقائق التي أوثقها فيه لعلها تكون لهم مرشداً ودليلاً في بعض مسائل محنتهم, إن كشف العلة نصف العلاج.
مسؤولية المرجع
 إن من يعيش في هذا الزمان ( زمان الأحتلال, العولمة, دكاكين الأحزاب , بسطات المشاريع المستوردة ) ويشهد الأحداث الجارية في الساحة لا بد أن يصاب بالذهول - إن لم أقل المرارة والحيرة والاشمئزاز – للصمت غير المبرر لبعض المراجع التي من بينها مرجعية ( السيستاني) أزاء ما يجري للعراقيين بأيدي قوات الأحتلال والمرتزقة المتعاونين معهم وفئات اخرى , فمن المفترض برجل الدين الذي هذّبه القرآن الكريم وسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و المعصومين عليهم السلام أن يكون من أول الشاعرين بمأساة إخوانه المسلمين, ومن السبّاقين بمد يد العون والمساعدة إليهم وقت الحاجة , والمدافعين عنهم وقت الشدة والأزمات بمواقفه وفتاواه التي تحرّم قتلهم واستباحة أعراضهم ومقدساتهم وممتلكاتهم , وتحرّم التعاون مع أعداءهم ضدهم, وينبغي بالمرجع أن يكون أبعد الجميع عن اللامبالاة والاستهتار بدماء المسلمين ومصيرهم , حيث حرمة دم المسلم أكبر من حرمة الكعبة نفسها كما هو مؤكد وثابت.
 ولكن للأسف الشديد لم نر أو نسمع من مرجعية السيستاني ما يشير إلى أنه في الصورة المفترضة تلك , حيث أنه إلى الآن لم يصدر فتوى واضحة تحّرم قتل العراقيين , ولا فتوى تحرّم الركون إلى الذين ظلموا ( اعني التعاون مع قوات الأحتلال) , ولا بيان شجب أو ادانة للجرائم والانتهاكات التي يمارسها الأحتلال والمرتزقة بحق العراقيين ومقدساتهم , حتى بات المتابع يتساءل هل هذا القتل وانتهاك الحرمات حلال أو مباح من وجهة نظر مرجعية السيستاني التي بات الصمت سمة مميزة لها طوال محنة الأحتلال ؟؟.
إن ما يجري اليوم في العراق – وكل محنة- إنما محك واختبار حقيقي لإظهار معادن الناس وبيان حقيقة إيمانهم بمواقف عملية بعيداً عن المهاترات والمراوغات التي يجديها البعض , ولا يكفي أن يدّعي المرء أنه مؤمن أو تقي أو ذو معرفة بالأحكام الشرعية ما لم يثبت ذلك بالعمل والموقف الواضح من قضايا الأمة وبالذات فيما يخص حياتهم وأمنهم .
السيستاني كما غيره يعلم أن العراقيين اليوم يعانون من احتلال ظالم غير شرعي, وأن هناك أحداثاً كثيرة جرت وتجري عليهم نحو قتلهم وانتهاك مقدساتهم وانتهاك حرمات إنسانيتهم في السجون (كما حدث في أبو غريب) يجب عليه كمسلم فضلاً عن كونه مرجع أن يظهر موقفه ويمارس دوره من موقع المسؤولية في الدفاع عنهم ووضع الحواجز الشرعية التي تحول دون استسهال قتلهم , وأن ويسارع في صف الصفوف في مواجهة الأزمة التي تمس أهم ما يمت إليهم من صله (أرواحهم ,إنسانيتهم , مقدساتهم) .
وهناك هم آخر يضاف للمسلم المؤمن التقي وهو: كيف يصلّي ويعبد الله كي يضمن المستقبل الأبدي الذي يبشر به القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وسيرة المعصومين, فهذه من أهم المسائل التي يفترض بالمرجع الاهتمام بها وإظهار أحكامها الشرعية للعامة الذين يرغبون بالامتثال لأمر الله ويؤدون ما عليهم من تكليف .
ولكن الذي يطالع الرسالة العملية التي قدمها السيستاني للمسلمين للعمل بها , يجد أموراً في غاية الغرابة والدهشة لا تقل عن صمته أزاء ما يحدث للعراقيين اليوم وهذا ما يفسر لنا شخصيته الغريبة العجيبة التي نبحث عن فك شفرتها وطلاسمها خلال هذه الدراسة, منها كثرة الاحتياط بصورة ملفتة للنظر وغياب أهم ركن من أركان الإسلام وهو الجهاد في سبيل الله وتكاليف الدفاع عن النفس والعرض والوطن والمقدسات, والتوزيع غير العادل للحقوق الشرعية سيأتي بيانها بالتفصيل.
 فعند قراءتنا لموضوع الصلاة مثلاً في رسالته العملية نجد مصطلح (على الأحوط ) قد تكرر في جميع أركان الصلاة ومقدماتها ولواحقها دونما استثناء ابتداء من الآذان وحتى التسليم , و شمل أيضاً لواحق الصلاة مثل صلاة الشك وسجود السهو ونحو ذلك , فقد ذكر كلمة (الأحوط) 113 مرة , وهو رقم قياسي كبير جداً جداً جداً لا يمكن أن يصدر عن مجتهد يتقن عمله في مجموع رسالته التي يقدمها للأمة , فكيف والأمر يتعلق بالصلاة فقط وهي عمود الدين ؟؟
وكما يعلم الجميع – من الملتزمين- ان هذه الكلمة (الأحوط) تعني أن الفقيه لم يستطع أن يستنبط الحكم الشرعي الأكيد في المسألة التي يبحثها فلجأ إلى الاحتياط ريثما يظهر له الحكم الأكيد , وهذا قد يحدث لتلميذ في بداية مشواره الفقهي أو في مسائل مستحدثة صعبة للغاية و لا يليق أبداً بفقيه تجاوز السبعين من عمره وفي مسائل الصلاة التي هي من بديهيات الدين وعموده كما هو شائع, والغريب أن هذه الاحتياطات ( 113) التي وجدتها في رسالته العملية , قد أطلعت عليها من خلال تحديثها في موقعه الشخصي بتاريخ : 7- 12- 2004 , مما يعني أن أبحاثه الفقيهة إلى اليوم لا تزال في وضع الاحتياط في مسائل الصلاة -وفي مسائل أخرى بالطبع وهي مئات - ولم يبلغ الحكم الشرعي الأكيد الذي يظهر اجتهاده ويجعل مقلديه يطمئنون إليه كحكم شرعي يقيني . وإليك إحصائية باحتياطاته التي يسجلها في رسالته العملية (المسائل المنتخبة) في مسائل الصلاة (عمود الدين) فقط :
 في مسائل لآذان والإقامة = 2 احتياط
أجزاء الصلاة و واجباتها:
1- في مسائل النية = 1 احتياط
2- في مسائل تكبيرة الإحرام = 7 احتياط
3- في مسائل القراءة = 24 احتياط ( حسبي الله ونعم الوكيل )
4-في مسائل الركوع = 16 احتياط
5- في مسائل السجود = 18 احتياط
6- في مسائل التشهد = 7 احتياط
7- في مسائل السلام = 2 احتياط
8- في مسائل القنوت = 1 احتياط
9= في مسائل مبطلات الصلاة = 10 احتياط
10- في مسائل الشك في عدد الركعات = 2 احتياط
11- في مسائل صلاة الاحتياط = 5 احتياط
12- في مسائل قضاء الأجزاء المنسية = 9 احتياط
13- في مسائل سجود السهو = 9 احتياط
 مجموع الاحتياط = 113 . ما شاء الله ... هل هذا شأن فقيه مرجع في العقد السبعين من عمره يتقن عمله أم شأن تلميذ محتاط في بداية مشواره الفقهي ؟؟ إنها لمصيبة كبرى لا تقل عن مصيبة رفع فريضة الجهاد من أركان الإسلام التي سجلها هذا المرجع في كتبه, ولا عن مصيبة الاحتلال الذي نعاني منه اليوم , وهذه من أوضح علامات الساعة ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
والشيء الآخر المهم الذي نجده في رسالته العملية هو غياب أهم ركن من أركان الشريعة الإسلامية الذي يحفظ حياة وأمن وكرامة المسلمين وهو الجهاد في سبيل الله والدفاع عن النفس والوطن والمقدسات ولم يعتبره من واجبات المسلمين ولا من أركان الإسلام الذي يستحق ذكره ولو بمسألة واحدة ( واجبة أو مستحبة), حيث لم يشر إلى أي مسألة تتعلق بحياة وأمن المسلمين وكأنه لا يعيش في هذا الزمان على الرغم من التحديثات التي نجدها بين آونة وأخرى في كتبه , إذ يقول في الصفحة19 ما يلي:
 (( ( مسألة 23 ) : من أهم الواجبات في الشريعة الإسلامية:
1 ـ الصلاة.
2 ـ الصيام.
3 ـ الحج.
وهذه الثلاثة يتوقف أداؤها على تحصيل الطهارة بتفصيل سيأتي بيانه.
4 ـ الزكاة.
5 ـ الخمس.
6 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.))
هكذا دون أن يذكر أن الجهاد من ضمن الفرائض الواجبة على المسلمين سواء كان ابتدائي أو دفاعي , ولم يذكره أيضاً في أي مسألة من المسائل التي يبحثها في كتبه الفقهية كلها ( وهي خمسة فقط), على الرغم من عشرات الآيات القرآنية التي تأمر بالجهاد وتلوّح بأشد العذاب في حال تركه عند الأستطاعة, وقد مارسه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , و جُرِحَ جسدهُ الشريف في مرات.
 يبدو أن التغييرات التي أجراها السيستاني على رسالة أستاذه الخوئي وقدمها للمسلمين باسمه الشخصي كانت في رفع فريضة الجهاد التي ذكرها الخوئي في رسالته مع بعض التغييرات الأخرى منها كثرة الاحتياط التي تملأ رسالته التي يقول في مقدمتها :
(( ان رسالة المسائل المنتخبة للسيد الأستاذ آية الله العظمى المغفور له السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي قدس سره لما كانت مشتملة على أهم ما يبتلي به المكلف من المسائل الشرعية في العبادات والمعاملات فقد استجبت لطلب جمع من المؤمنين أيدهم الله تعالى في تغيير موارد الخلاف منها بما يؤدي إليه نظري مع بعض التصرف في العبارات للتوضيح والتيسير وتقديم بعض المسائل او تأخيرها فالعمل بهذه الرسالة الشريفة مجزء ومبرئ للذمة و العامل بها مأجور ان شاء الله تعالى.))
في هذه المقدمة البسيطة مسائل هي :
1- إذا كانت رسالة الخوئي مشتملة على أهم ما يبتلي به المكلف في المسائل الشرعية -كما يقول السيستاني في المقدمة أعلاه- فإن مسائل الجهاد والدفاع عن النفس والوطن والمقدسات التي ذكرها الخوئي وهي موضع ابتلاء العراقيين اليوم يجب أن تكون من ضمن الرسالة التي نقلها لنا هذا المرجع عن أستاذه الخوئي ولا يجوز إهمالها أبداً ,لأنها من أهم المسائل التي تهم العراقيين في زمان الأحتلال , وفي زمان الطاغية صدام حسين أيضاً, ولا شيء اعز من حياة وأمن المسلم وأن حرمة دم المسلم أكبر عند الله من حرمة الكعبة نفسها , فلماذا قام بحذف تلك المسائل الأهم عند الله وعند المسلمين من الرسالة التي قدمها للمسلمين باسمه ؟ ما هو الغرض من وراء ذلك ؟؟ هل هذا هو الاجتهاد ؟؟
أرى أنه قد غش أتباعه ومقلديه ولم ينصح لهم حينما أخبرهم – في مقدمة رسالته أعلاه - انه ينقل لهم عن الخوئي مسائل بأهم ما يبتلى به المكلف , ثم حذف منها المسائل التي فيها أمنهم وحياتهم ومستقبلهم , إلا إذا كان يعتبر أرواح وأمن ومستقبل المسلمين ليست من المسائل الضرورية , وأن مسائل أحكام ماء البئر, تذكية الجرادة والحية , بلع السمكة وهي حيّة (التي نجدها في كتبه) أهم عنده من تلك التي تخص أرواح وأمن ومستقبل المسلمين.
2- إذا كانت رسالة السيستاني التي بين أيدينا هي في الأصل للسيد الخوئي ودوره هو - كما يقول في المقدمة أعلاه - يكمن في تأخير وتقديم عرض بعض المسائل والتوضيح والتيسير وتغيير موارد الخلاف , فأين اجتهاد المرجع الكبير ؟؟ إن هذا العمل يستطيع أن يقوم به أي طالب حوزة عمره 20 سنة ولا يليق بمرجع كبير أبداً, وأكاد أجزم ان هذا العمل لو قام به تلميذ حوزوي بسيط سوف لن نجد في رسالته 113 احتياط في ركن الصلاة , بل لا نجد هذا العدد من الإحتياطات في مجمل الرسالة التي يلفقها عن مصدرها الأصلي .
3-إن رسالة الخوئي لم تكن تتضمن 113 احتياط في مسائل الصلاة , وكانت تشتمل على مسائل فريضة الجهاد الذي يقسّمه إلى قسمين جهاد ابتدائي يرى أن الإمام المعصوم (عليه السلام) يأمر به , وجهاد دفاعي يأمر به مرجع التقليد ,أو يقوم به المكلف تلقائياً دونما الرجوع إلى مرجع, وهي اليوم موضع ابتلاء العراقيين .
4- إن هذا العمل يكشف لنا بوضوح الفرق بين المجتهد الذي يقدّم للأمة رسالة من جهده الخالص وبين المحتاط, والفرق بين الحريص على أرواح وأمن ومصلحة المسلمين وبين اللا أبالي الذي يتجاهل أهم فريضة من فرائض الإسلام التي تهم أرواحهم وأمنهم ومستقبلهم ولم يعتبرها من ضمن الواجبات ولا حتى من المستحبات, على الرغم من ابتلاء المسلمين بمسائلها هذه الايام , ثم يقول لهم – في المقدمة أعلاه- إن العمل بهذه الرسالة – التي لم تتضمن شيئاً عن مسائل الدفاع عن أمنهم وأراحهم ومقدساتهم ومستقبلهم- مجزء ومبرئ للذمة و العامل بها مأجور ان شاء الله تعالى.
عجيب أمر هذا المرجع ..! هل يعتقد أن الله يشاء و يرضى بدين من بضعة أركان ليس فيه فريضة واجبة فيها أمن وحياة ومستقبل المسلمين قد صرّح بها كتابه المجيد في عشرات الآيات , وأكدها رسوله الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الأطهار عليهم السلام طوال حياتهم الشرعية ؟؟؟ وقد ذكرها أستاذه الخوئي في رسالته وكل الفقهاء ما سواه .
 و ماذا سيكون موقفه إن لم يشأ الله ولم يقبل بدين ناقص ليس فيه تلك الفريضة التي يصرّح بها كتابه العزيز ومارسها رسوله الأمين صلى الله عليه وآله وسلم ؟؟ بالتأكيد إن مصيبة كبرى أبدية سوف تحدث له يوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ,لأنه قد أسقط أهم ركن من أركان الإسلام ولم يعتبره من واجبات المسلمين ولا فريضة واجبة ولا حتى مستحبّة تستحق الذكر في كتبه وهذا ليس من حقه كما يعلم ويعلم الجميع , أنا هنا أتحدث عن الجهاد الذي يضمن أرواح وأمن ومستقبل المسلمين كفريضة واجبة وركن من أركان الإسلام يجب على من يدعي الاجتهاد بيان أحكامه للمسلمين -ولو من باب المسائل الكلاسيكية القديمة- وليس عن فتوى إعلان الجهاد- مع أهميتها هذه الأيام بشروط- فهذه غير تلك كما هو بيّن.
الرجولة
يجمع كل الفقهاء والمراجع – ضمنهم السيستاني– دونما استثناء على أن الرجولة من بين الشروط الشرعية الواجب توفرها بمرجع التقليد, ولعل السبب الشرعي في ذلك هو أن المرجع الرجل ينبغي ان يصلّي بالناس جماعة , وأن يخطب فيهم بالمناسبات العامة والخاصة , وأن يخالط الناس أصحاب التأثير وقيادي المجتمع الذين هم في الغالب من الرجال, وأن يجاهد في سبيل الله وقت الجهاد ويحرّض المؤمنين عليه , وأن يدافع عن مصالح المسلمين في المحافل الرسمية التي غالباً ما تكون من عمل الرجال .
وحينما نبحث عن هذه الشروط الشرعية (الرجولية) الواجب توفرها في المرجع, لا نجدها في سلوك السيستاني حيث لم نرَ له موقفاً جهادياً واحداً في حياته الفقهية كلها, لا كلمة حق أمام سلطان جائر -وما أكثرهم – ولا فتوى تحرّم قتل المسلمين, سواء كانوا في العراق أو فلسطين أو أي مكان آخر , ولا بحث فقهي يبيّن للمسلمين أحكام الجهاد و الدفاع عن النفس والأرض والمقدسات , بل تجاهل فريضة الجهاد والدفاع في كتبه الفقهية كلها (هي خمسة فقط) ولم يذكر مسألة واحدة تخص أمن وحياة المسلمين, وهذا السلوك لو مارسته أنثى بحجة أن الجهاد واجب على الرجال من دون الإناث وهي غير معنية به, وكانت في موقع فقيه مجتهد لما سوّغ لها ذلك, و لكانت مأثومة أمام عدالة الله لأنها أسقطت ذاتها ( أنوثتها) على شرع الله وقدمته للمسلمين على أنه هو الحق, فكيف يصدر ذلك عن فقيه رجل الجهاد من ضمن واجباته الشرعية ؟؟
أنا هنا لا أتعرّض لذكورة المرجع بل لمواقفه الرجولية وشتان بين الأثنين .
وهو – السيستاني- طوال عمره الفقهي لم يصلِ مع الناس جماعة لا إماماً ولا مأموماً , ولم يخطب في حياته( 73 سنة) خطبة واحدة بين جموع الناس , وقد قضى أكثر من عشرين سنة معزولاً في بيته عن الناس ولم يخرج خلالها حتى لزيارة مرقد الإمام على( عليه السلام) الذي لا يبعد عن بيته سوى أمتار وهو يدّعي حبه ومولاته , وهذا سلوك لا تمارسه حتى الأنثى المؤمنة التي تعتز بخدرها وتصون عفتها بالعزلة عن عالم الرجال , بل نجدها تشارك في صلاة الجماعة والزيارات والأنشطة الدينية والاجتماعية وحتى المسيرات الوطنية, وتهتم بأمور المسلمين تشجب وتدين وتحرّم قتلهم وتبدي رأيها من خلال القنوات التي تحافظ على خصوصيتها كأنثى مؤمنة , بل وحتى تجاهد وتُقتل في سبيل الله من أجل النفس والوطن والمقدسات, فما بال الرجل -المحتاط حتى في صلاته- لا يمارس ذلك ؟؟
 أرى أن المشرّع الذي فرض أن يكون القيادي الشرعي رجلاً وليس أنثى , ليس له موقفاً سلبياً من الأنثى بقدر ما يريد أن يضع الأمانة الشرعية بيد من هو كفواً لها , يستطيع ان يتحرّك في المجتمع طوال الوقت بلا موانع بيولوجية (حمل, ولادة , دورة شهرية, خجل ), وأن تكون لديه جرأة وحضور في مجتمع المسلمين الذي هو مؤتمن على دينهم وحياتهم , وأمنهم القومي أيضا فيما يتعلق بالجهاد والدفاع عن ,الوطن, النفس ,العرض, المقدسات .
 وعلى حسب هذه الحقائق الموضوعية فإنه لا يجوز شرعاً وعقلاً من كان لا تتوفر فيه الجرأة الاجتماعية والحضور الدائم في المجتمع والشجاعة في مواجهة أعداء الدين والملة وكانت صلاته كلها احتياط, أن يكون مؤتمناً على الشريعة ومرجعاً للمسلمين , لأن في ذلك مفسدة كبيرة, فضلاً عن مَنْ أسقط الجهاد من رسالته العملية التي يقدمها للمسلمين , في زمان باتت فيه النساء والفتيات يجاهدن في سبيل الله ويقمن بعمليات بطولية في غاية الشجاعة والنبل والحس الإنساني العميق, وقد تقتل من أجل حياة المسلمين بعزة وكرامة.
ما يثير الدهشة حقاً ان مسألة رفع فريضة الجهاد التي فيها أمن وحياة ومستقبل المسلمين , من أركان الإسلام ليست عارضة أو سهواً, بل سعى إلى تثبيتها في جميع كتبه الفقهية, على الرغم من التحديثات والطبعات الجديدة التي تجري عليها بعض التغييرات الشكلية الطفيفة بين آونه وأخرى , إلا أنه يصر في كل مرة على ألا يتناول الجهاد كفريضة واجبة ( ولا حتى مستحبّة) ولم يذكر مسألة واحدة قط تخص حياة وأمن المسلمين وحقهم في الدفاع ولو من باب المسائل الكلاسيكية القديمة, ولا حتى مجرد التعليق على آية قرآنية ذكر فيها أسم القتال في جميع كتبه وفي كل الطبعات والتحديثات , فالذي يطالع كتبه في طبعاتها القديمة والأقراص المدمجة ( c d) وما يصدر في هذه الأيام من تحديث لها يجد بعض التغيرات الطفيفة جداً التي لا تذكر , ويجد إصراراً مدهشاً على تجاهل فريضة الجهاد وعدم ذكرها في أي من كتبه والأقراص المدمجة ومواقع الانترنت التي تتحدث باسمه وتجيب عن بعض الاستفتاءات وتظهر المستجد من الفتاوى والبيانات, على الرغم من أبتلاء المسلمين – خصوصا العراقيين- بالاحتلال وما ينجم عنه من مآسي , مما يعني أن موقفه من فريضة الجهاد واضح وأكيد وقد عاشه طوال عمره الفقهي ولا يزال وهو يعيش في بلد محتل من قبل الشيطان الأكبر وأعوانه (كما يقول البعض من القوم) .
يؤلمنا جداً هذا الوضع البائس , وأن يصدر هذا البتر للشريعة المحمدية ويجري رفع أهم بند من بنود الإسلام من بعد الصلاة , فضلاً عن تقديم صلاة تتضمن 113 احتياط, من قبل أكبر المراجع في الحوزة و يصر على تثبيته في جميع إصداراته الفقهية وتحديثاتها وكأن شيئاً لم يكن على الرغم مما يشهده العراقيون اليوم من احتلال يوصف بالهمجية والكفر , وهم بحاجة إلى التفقّه ومعرفة تكليفهم الشرعي في هذه الأيام .
أرى أن سكوت السيستاني على مثل هذه الأمور التي تمس أمن و حياة المسلمين لم ينفع إتباعه ومقلديه فهم لا يعلمون رأيه في الجهاد وشروطه واجباته , والبعض منهم يجهل حقه في الدفاع عن النفس والوطن والمقدسات, و يجهل أن الركون إلى الذين ظلموا خيانة عظمى لله وللرسول وللمسلمين تستوجب سخط الله والعذاب الشديد , لأن مرجعهم لم يذكر لهم مسألة واحدة لا في كتبه ولا في بياناته, وهذا تقصير واضح بحقهم , إن لم يكن غشاً شرعياً واستهتاراً بما يجري لهم في دنياهم وفي آخرتهم.
والسؤال هو:
على أي أساس وأي حجة شرعية قد سوّغ تجاهل فريضة واجبة صرح بها القرآن الكريم بعشرات الآيات و مارسها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طوال حياته النبوية الشريفة, وهي موضع ابتلاء  المسلمين اليوم وهو يدّعي أنه نقل– عن الخوئي- للمؤمنين أهم ما يبتلى به المكلف ؟
أعني هنا فريضة الجهاد والدفاع الواجبة التي يصرح بها القرآن الكريم لا عن فتوى إعلان الجهاد فهذه غير تلك كما أسلفت.
والسؤال الآخر: مَنْ المسؤول أمام الله تعالى مجده عن هذا الذي يحدث للعراقيين وللأمة اليوم ؟؟ هل هو وحده باعتباره تجاهل حق الدفاع عن النفس والوطن والمقدسات ولم يعتبره من واجبات المسلمين ولم يظهر لهم أحكامه , وصمت طويلاً ولم يحرّم ولم يشجب قتل العراقيين وانتهاك مقدساتهم ... أم آخرون غيره؟؟
 أرى أنه – دونما قصد- قد غشّ إتباعه ومقلديه ولم ينصح لهم حينما فقهتهم وشغلهم بمسائل اقل ما يقال عنها انها مضيعة للوقت بما لا ينفع, نحو أحكام ماء البئر و كيفية تذكية الجرادة والحية وكراهة ذبح الذبيحة أمام الحيوانات الأخرى وجواز بلع السمكة وهي حيّة ..الخ, ولم يذكر لهم مسألة واحدة تتعلق بحياتهم وأمنهم وكرامتهم كمسلمين على الرغم مما يجري لهم اليوم من قبل قوات الأحتلال والحكومة العميلة , وكأن ذبح الدجاجة وتذكية الجرادة والحية وبلع السمكة وهي حية في رأيه أهم من ذبح وقتل المسلم وبلع وطنه وتاريخه وهو حي , فقد أخذت تلك المسائل( غير الضرورية) فصول ومسائل كثيرة في كتبه الفقهية , بينما قتل المسلمين واحتلال بلدهم وهدم مساجدهم والاعتداء على مقدساتهم لم يذكرها ولو بكلمة واحدة إلى اليوم, لا في مسألة ولا فتوى ولا حتى في بيان على الرغم من مرور عشرون شهراً على ابتلاء العراقيين بالاحتلال , وهذا الأمر لا يمكن أن يكون مصادفة أبداً فقد سعى إلى تثبيته في جميع كتبه الفقيهة وتحديثاتها , ولم يجب على الاستفتاءات التي وجهناها له عن مسائل ابتلاء العراقيين بالاحتلال وتبعاته ورأي المرجعية مما يجري اليوم .
العدالة
 تعتبر العدالة من أهم الشروط الواجب توفرها في الفقيه وهذا الشرط يقره السيستاني في كتبه واستفتاءاته, وحينما نطبّق هذا الشرط عليه في مسألة توزيع الأموال الشرعية على المستحقين ( الذي يعلن تفاصيله هو في مواقعه على الإنترنت) نجد أن عدالته قد أسقطها هو بنفسه , من خلال بيانه كيفية توزيعه وصرفه للأموال الشرعية.
فمن خلال موقعه على الأنترنت www.sistani.org نجد العجائب:
 ( أنا هنا استخدم النسخ من موقعه واللصق في هذا البحث مع الاختصار لكي لا يمل القارئ ولمن أراد التفاصيل فليذهب للموقع من خلال الرابط أعلاه , أو هذا الرابط www.seestani.com )
الموقع يقول: (( لقد أولت المرجعية الدينية لآية الله العظمى السيد السيستاني ... جل اهتمامها بالحوزات العلمية والمدارس الدينية(...) فأولته بالغ الأهمية ورفيع المنزلة، بحيث تنفق سنوياً على رواتب الحوزات العلمية مبالغ كثيرة في داخل إيران وخارجها , فيجري تأمين الرواتب الشهرية لأكثر من 300 حوزة علمية كبيرة وصغيرة في شتى أنحاء إيران ، لاسيما في مدينة قم المقدسة التي يقطنها أكثر من 35000 طالب علوم دينية، ومشهد التي يسكنها أكثر من 10000 طالب واصفهان التي تضم أكثر من 4000 طالب بالإضافة إلى سائر الحوزات العلمية والمدارس والمراكز الدينية المنتشرة في شتى مناطق إيران. ( المجموع49000 طالب).
كما يجري دعم هذه الحوزات بمختلف ما تحتاجه من الوسائل العلمية كإنشاء المكتبات والشبكات الكومبيوترية، ووسائل الراحة من أجهزة التدفئة والتبريد وبرادات الماء والأفرشة وغيرها، وسائر ما تفتقر إليه من مواد ولوازم يتم توفيرها عبر التنسيق مع مكاتب سماحته (دام ظله). ....
... كما يجري دعم الدورات التربوية والثقافية والمسابقات العلمية والقرآنية والرياضية ( انتبه إلى الكلمة الحمراء أرجوك) التي تنعقد بشكل مكثف ومستمر طوال أيام السنة في مختلف المدن الإيرانية.
هذا، ويقوم بين الفترة والأخرى وفد من مكتب سماحته (دام ظله) بزيارة الحوزات العلمية والمراكز الدينية المنتشرة في شتى مناطق إيران، لأجل الإطلاع على برامجها ونشاطاتها والاستماع لمشاكلها واحتياجاتها والسعي لدعمها وتطويرها مع إيجاد حالة من التواصل والمتابعة لغرض تنفيذ ما يمكن من خلاله تنمية هذه الحوزات وتوسعتها هذا على صعيد الجمهورية الإسلامية في إيران.
أما على صعيد الخارج فتتوزع على الدول الآتية:
1 ـ سوريا: ويجري فيها صرف أكثر من 000/700 دولار سنويا على رواتب طلبة العلوم الدينية.
2 ـ لبنان: ويجري فيها بين الفترة والأخرى توزيع هدية سماحة السيد( دام ظله) ( أنتبه إلى كلمة هدية)على كافة طلبة العلوم الدينية هناك والتي تبلغ في كل مرة حوالي 000/130 دولار.
3 ـ باكستان: ويصرف فيها أكثر من 000/500 دولار سنويا على رواتب طلبة العلوم الدينية.
4 ـ الهند: ويصرف فيها أكثر من 000/500 دولار سنويا لتغطية رواتب طلبة العلوم الدينية.
5 ـ آذربايجان: ويصرف فيها أكثر من 000/300 دولار سنويا لتغطية رواتب طلبة العلوم الدينية واحتياجات الحوزات العلمية والمراكز الدينية والمبلغين وتأسيس المكتبات ودور الترجمة.
هذا مضافا إلى ما يتم تقديمه من الدعم والتواصل مع مختلف الحوزات العلمية والمراكز الدينية والثقافية الشيعية المنتشرة في مختلف بقاع العالم من آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا بشتى الطرق والقنوات.
انتهى النقل عن موقعه :
 أقول: هنيئاً لإخواننا المسلمين في إيران ورياضييهم بهذا الاهتمام من قبل مرجعية السيستاني ولكل المسلمين في العالم, ولكن هل قرأت شيئاً عن النجف وحوزات النجف التي يقطنها السيستاني أو أي شيء عن العراق في السطور السابقة ؟؟ قم بنفسك بزيارة صفحته على الانترنت لتتأكد من عدالة فقيهنا , سوف لن تجد شيئاً أسمه العراق ومؤسساته الدينية ومساجده , من الأموال الشرعية التي يصرفها هذا الرجل.
والسؤال هو : هل من العدالة هذا الاهتمام المفرط في شؤون إيران( مسقط رأسه) حيث 300 حوزة علمية و49 ألف طالب و21 مجمع سكني ومدينة كاملة بكل متعلقاتها تحمل أسمه الشخصي ( سيأتي بيانها), بالإضافة إلى سوريا ولبنان وباكستان والهند وآذربيجان ( ومختلف بقاع العالم من آسيا وأفريقيا وأوربا وأمريكا- كما يدعي هو) ويترك العراق وحوزاته العلمية ومسلميه دونما أي أشارة أو اهتمام ولو بدينار واحد لعراقي تحت أي عنوان أو مسمى؟؟
أقرأ الفقرة السابقة (2- لبنان) جيداً واحكم بنفسك على عدالة فقيهنا( ذو113 احتياط في صلاته), هل من العدالة أن يعطي الأموال الشرعية 130 ألف دولار في كل مرة , ليس بعنوان راتباً شهرياً إلى طلبة العلم أو حق الفقراء والمساكين وأبناء السبيل, بل بعنوان هدية , في الوقت الذي يعاني فيه العراقيون ويلات الاحتلال الظالم وتبعاته ؟؟ ولا ندري ماذا يقصد في كل مرة يعطي فيها هدية , هل في كل يوم أم كل شهر أم كل سنة , أو غير ذلك؟؟ الكل يعلم أن هناك الكثير من العراقيين اليوم بأمس الحاجة إلى حقوقهم الشرعية سواء كانوا طلبة علوم دينية أو فقراء مستحقين أو مرضى أو مجاهدين في سبيل الله من أجل الدين والأرض والأمة والإنسان.
 وهل من العدالة أن يدعم هذا الفقيه المسابقات الرياضية في إيران ويترك مساكين وفقراء العراق يعانون تحت ويلات الاحتلال ؟؟؟ هل سمعتم يوماً أن الأموال الشرعية تستخدم لدعم الدورات والمسابقات الرياضية وتمنح بعنوان هدايا ؟؟ لو كان هذا الأمر في زمان السلم والرفاهية بحيث لا يوجد احتلال ولا فقر ولا مأساة لكانت من أكبر المحرمات الشرعية لأنه لا يجوز صرف الأموال العامة للمسلمين بمزاج شخصي, فكيف يأتي ذلك التصرّف في زمان يعاني فيه المسلمون الاحتلال والفقر الحاجة؟
و إليك الآن صفحة أخرى من موقع فقيهنا السيستاني ( نسخ ولصق كما السابق مع الاختصار) :
تحت عنوان : مدينة آية الله العظمى السيد السيستاني
 بعد المقدمة والحاجة لهذه المدينة يقول:
(( وللوقوف على حجم هذا المشروع، لا بأس باستعراض نبذة مختصرة عن أهم ما يضم من أبنية وملحقات.
يقام مجمٌع آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) على أرض تبلغ مساحتها حوالي 40 ألف متر مربٌع في أحدى المناطق الواقعة وسط المدينة.
تمٌ وضع الحجر الأساس في 3 شعبان المعظٌم سنة 1416هـ.، ذكرى ولادة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) وذلك بحضور ثلة من العلماء والأفاضل الكرام.
ويحتوي هذا المجمٌع على حوالي 320 وحدة سكنية، بعضها بمساحة 115 متراً مربعاً، وبعضها الآخر بمساحة 100 متر مربع، وتضمٌ كلٌ وحدة سكنية منها كامل المرفقات الضرورية ووسائل التدفئة والتبريد وما شاكل ذلك.
وأهم ما يلحق بهذا المجمٌع السكني الكبير:
1 ـ سوق عصري تتوفٌر فيه مختلف الاحتياجات والمتطلٌبات اليوميٌة الضرورية.
2 ـ قاعات مختلفة للبحث و التدريس.
3 ـ صالات لإقامة المجالس و الاحتفالات للرجال والنساء كل على انفراد.
4 ـ نادٍ رياضيٌ. ( انتبه لهذه العبارة )
 العنوان: ايران ـ قم
ساحة الامام الخميني ـ شارع كارگر
انتهى النقل عن صفحة السيستاني
 نبدأ بالسؤال عن الفقرة (4- نادٍ رياضي ) كم هي يا ترى تكاليف بناء وتجهيز هذا النادي من الدولارات ؟؟ وعلى أي مصدر شرعي استند في توزيع الأموال الشرعية في بناء وتجهيز ناد رياضي من أموال الفقراء , هل هذه عدالة ؟؟ ثم أين نصيب العراق -الذي يعيش فيه هذا الفقيه- وحوزاته العلمية من ذلك الكرم الحاتمي من الأموال الشرعية ؟؟ من أي دين يستمد فقهينا عدالته في توزيع تلك الأموال الشرعية ؟؟
لا حظ أنه قال : تمٌ وضع الحجر الأساس في 3 شعبان المعظٌم سنة 1416هـ.، ذكرى ولادة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام). مما يعني أنه قد بنى هذه المدينة في نفس الفترة التي أصدر فيها فتواه( الشهيرة) التي يبيح بها للعراقيين أكل الميتة في زمان حكم صدام حسين وايام الحصار . ليست هذه عدالة... في العراق يصدر فتوى يبيح للمسلمين فيها أكل الميتة , وفي إيران يبني لأبناء قومه مدينة تحمل اسمه ( على غرار مدينة صدام , مدينة فهد , مدينة مبارك, مدينة القذافي ,, ونحو ذلك) والكثير من المجمعات والمرافق المجهزّة بأحدث التجهيزات كما يقول هو وسيتضح ذلك خلال الفقرات اللاحقة.
قم بزيارة مواقعه على الانترنت -بعد أن تنتهي من قراءة هذا البحث- لتعرف عدالة هذا الفقيه على حقيقتها.
 ليست هذه المدينة التي تحمل اسمه الشخصي هي المشروع الوحيد الذي يصرف عليه الأموال الشرعية, بل هناك العشرات غيرها, فمن خلال زيارتنا إلى مواقعه على الانترنت نجد أنه قد باشر في بناء المشاريع التي ليس فيها نصيب للعراقيين الذين يعيش في نجفهم هذا الفقيه , ما بين مجمعات سكنية ومستشفيات ومراكز ومؤسسات دينية وعلمية مجهزة بأحدث التجهيزات العصرية الحديثة على حد قوله, ولا نعترض على أي شيء يستفيد منه المسلمون في أي مكان إذا كان بعدالة وبحق , بل اعتراضنا إنما على عدم العدالة والنظرة العنصرية في توزيع الأموال الشرعية , وعدم الصدق في تصريحاته التي يدعي انه يخالف الحكومة الإيرانية بينما يعمل على إقامة المشاريع والمؤسسات بالنيابة عنها من الأموال الشرعية للمسلمين.
فمن المشاريع التي قام ويقوم بها الفقيه من بعد تلك المدينة الكبرى التي تحمل اسمه هي :
2- مركز إغاثة اللاجئين العراقيين في إيران ديزل فول , وهو مشروع قديم على ما يبدو كان من أيام الحرب العراقية الإيرانية وأيام حكم صدام حسين , أرى أن هذا المشروع يساعد الحكومة الإيرانية بالدرجة الأولى في تحمّل مسؤلياتها بحق اللاجئين في أراضيها, كان أولى بهذا الفقيه أن يغيث العراقيين داخل العراق ويعطي لفقرائه حقهم الشرعي بدلاً من أن يبيح لهم أكل الميتة أيام الحصار في حكم صدام حسين, أما مسألة اللاجئين فهي من شأن الحكومة الإيرانية ينبغي أن تصرف عليه من أموالها الخاصة ( البترول ,المعادن التبادل التجاري,السياحة, الصناعات, الحقوق الشرعية لولاية الفقيه ونحو ذلك).
3- مركز مساعدة الفقراء والمحتاجين ومتضرري السيول والزلازل:
العنوان: ايران ـ دزفول
الهاتف: 5252281 641 0098
البريد الالكتروني: maay2000@hotmail.com
هذا المشروع أيضاً ينبغي أن يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه يخص رعاياها كمواطنين .
4- مركز مساعدة المهاجرين الأفغان..
 العنوان: مدينة زابل الواقعة جنوب شرقي إيران. هذا أيضاً كما الأول والثاني ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية .
5- مستوصف الإمام الصادق ( عليه السلام) الخيري .
العنوان: ايران ـ قم
شارع نيروگاه ـ ساحة اميني بيات ـ اول شارع شاهد
الهاتف: 2 - 8844040 251 0098
الفاكس: 8844422 251 0098
هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .
6- مستشفى العيون
العنوان: ايران ـ قم
ساحة الامام الخميني ـ شارع كارگر ـ جنب مدينة آية الله العظمى السيد السيستاني .
هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الدولة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .
7- مستوصف الإمام الحسن المجتبى( عليه السلام) الخيري- ايلام .
العنوان : ايران ـ إيلام ـ شارع الولاية .
الهاتف: 3331289 841 0098
3339447
3354726
الفاكس: 3354724 841 0098
هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .
8- المستوصف الخيري في منطقة حاجي آباد.
العنوان: ايران ـ قم ـ حاجي آباد
هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .
9- مستشفى رقية (عليها السلام) الخيرية للولادة
العنوان : ايران ـ إيلام ـ شارع الولاية .
الهاتف: 3331289 841 0098
3339447
3354726
الفاكس: 3354724 841 0098
هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .
10- مجمع المهدية السكني .
العنوان: ايران ـ قم
شارع اصفهان ـ حيّ المهدية
الهاتف: 2952968 251 0098
هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .
11- مجمّع الزهراء ( عليها السلام ) السكني.
العنوان: ايران ـ قم
آخر شارع يزدان شهر ـ اول شارع 15 خرداد
الهاتف: 2938553 251 0098
هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .
12- مجمع ثامن الحجج ( عليه السلام ) السكني – مشهد
العنوان: إيران ـ مشهد ـ أول شارع قوچان
الهاتف: 6650573 511 0098
هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .
13- مجمع السكني في طريق سراجة ـ قم
العنوان: ايران ـ قم
ساحة پليس ـ ساحة آسايشگاه ـ ابتداء شارع سراجة
الهاتف: 7221199 251 0098
هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .
انتهى النقل عن موقع السيستاني.
أقول : نلاحظ مما سبق أنه يبالغ في بناء المشاريع والمؤسسات في إيران( مسقط رأسه) وتجهيزها بأحدث التجهيزات والمتطلبات العصرية, بما في ذلك المجمعات السكنية والأندية والمسابقات الرياضية بالأموال الشرعية للمسلمين الشيعة , في الوقت الذي صدرت منه فتوى شرعية يبيح فيها للعراقيين- الذين يعيش بينهم- أكل الميتة في زمان صدام حسين أيام الحصار, ولم يفعل لهم شيئاً يذكر أيام الاحتلال الأمريكي , لا مدينة تحمل اسمه الشخصي, ولا مستشفى, ولا مستوصف يعالج المصابين بقنابل الأحتلال , ولا حوزات مجهّزة بأحدث التجهيزات , ولا هم يحزنون , بل ولا حتى فتوى لا تكلف سوى سطرين وختم تحرم قتلهم .
 مع العلم ان إيران ليست النجف التي يعيش فيها هذا الفقيه , بل إيران دولة مستقلة لها دخلها الخاص من النفط والمعادن والصناعات والتبادل التجاري ,ولها أيضاً أموال شرعية تصل لفقهاءهم الكثيرون وإلى (مرشد الجمهورية السيد على خامنئي ), فتلك المشاريع التي شملها كرم فقيهنا السيستاني (القابع في النجف) إنما من مسؤوليات الإيرانيين ينبغي تمويلها من أموال الدولة الإيرانية ومن أموال الفقهاء في إيران و ليست من أموال شرعية من فقيه يعيش في النجف على مرمى بصره آلاف العراقيين والكثير من المؤسسات بأمس الحاجة للمساعدة من حقوقهم الشرعية , علماً أن الكثير من الأموال الشرعية التي تصل إلى السيستاني من العراقيين أنفسهم .
إن من يزور العراق هذه الأيام يجد أموراً تدمي فؤاد حتى الكافر فضلاً عن المسلم حزناً وكمداً على أوضاع البعض من الفقراء حيث يسكنون -وقد رايتهم بعيني - في مدارس وحسينيات وفرق حزبية ومعسكرات الجيش التي خلفها النظام المقبور , إنهم بأمس الحاجة لحقوقهم الشرعية وبناء المجمعات السكنية والمستشفيات التي تعالجهم على غرار تلك التي يبنيها السيستاني في إيران, بل هم – على حسب نظرية التزاحم -أولى من الإيرانيين باعتبارهم عانوا طويلاً من حصار جائر كانوا هم الضحية , ومن بعد ذلك احتلال أجنبي وحكومة عميلة , بينما الإيرانيون لم يعانوا تلك المعانات ولديهم حكومة إسلامية وولاية فقيه لديه أموال شرعية كما السيستاني.
 فهل ينبري أحد ممن يدعون التديّن أو الوطنية أو العمل من أجل العراقيين تحت عباءة السيستاني أن يفسر لنا هذا التوزيع غير العادل لأموال المسلمين ؟؟ وأن يخبرنا بدليل واضح وأكيد عن مؤسسة أو مجمع أو مستشفى أو بيت أو مشتمل أو غرفة صغيرة بناءها السيستاني في العراق لمصلحة عراقي واحد , وأن يخبرنا بوضوح عن موقف مرجعية السيستاني من هؤلاء الفقراء والمساكين ( الشيعة) الذي يقطنون الحسينيات والمدارس والفرق الحزبية و ومعسكرات الجيش التي خلفها النظام المقبور ؟؟؟ وهل أعطاهم حقهم وبنى لهم مدن ومجمعات سكنية ومستتشفيات كما فعل للإيرانيين ؟؟. بل هل أعطاهم السيستاني حقهم عليه من الفتوى وحرم بصورة واضحة قتلهم لكي يضع حاجزاً شرعياً يحول دون استسهال قتلهم أو التعاون مع أعداءهم ؟؟؟ لا نريد شعارات زائفة لا تسمن وتغني من جوع , بل نريد أشياء واقعية ملموسة يستفيد منها العراقي كتلك التي تعملها مرجعية السيستاني في إيران.
يا مرجعية يا رجال الدين يا قابضي أموال الخمس باسم السيستاني , يا سياسيون,...هل من مجيب ؟؟
نريد أن نعرف أين حقوق العراقيين ( الشيعة) من تلك الملايين التي يدفعها التاجر و المقلد ( العراقي) الطيب والتي تصرف باسم المرجعية بتلك الصورة التي يعلنون عنها بكل وقاحة ودونما خوف من الله ؟؟
البقية في الحلقة القادمة ( إنشاء الله تعالى )
 الحلقة الثانية
المؤسسات الثقافية
 في الحلقة السابقة تحدثنا عن بعض من سمات مرجعية السيستاني , والتي كان ضمنها صرفه للأموال الشرعية بطريقة غير عادلة , حيث بالغ كثيراً في صرفها على ابناء قومه في إيران في مشاريع ومجمعات سكنية ومدينة كاملة تحمل اسمه الشخصي ( مدينة السيستاني) ومستشفيات ونوادي رياضية ومستوصفات دون أن يقابل ذلك مشروع واحد ولو صغير أو حتى غرفة صغيرة يستفيد منها عراقي واحد في العراق على الرغم من تباين ظروف كلا البلدين بصورة واضحة, وفي هذه الحلقة أكمل البحث وأقول :
 ليست تلك المشاريع والمؤسسات وحدها التي تصرف عليها مرجعية السيستاني في إيران من الأموال الشرعية للشيعة التي تقدر بالملايين ( بل المليارات) بصورة غير عادلة, بل هناك العشرات غيرها التي ليس للعراقيين فيها من نصيب, وإليكم صفحة أخرى من موقع السيستاني أنقلها هنا ( نسخ ولصق كما السابق ) لأضع بين يدي الجميع الحقائق التي تبين عدالة السيستاني بأوضح صورة .
( أريد من القاري اللبيب الذي يتابع معنا هذه السطور أن ينتبه فقط إلى كلمة إيران , قم, طهران, شيراز, مشهد, و نحو ذلك )
1-مركز الرسالة للدراسات والبحوث
العنوان: ايران ـ قم
بداية شارع سمية
ص. ب 737 / 73185
الهاتف: 7732013 251 0098
الفاكس: 7730020 251 0098
البريد الالكتروني : resala@rafed.net
3-مركز المصطفى (صلى الله عليه وآله) للدراسات الإسلامية
العنوان: ايران ـ قم
شارع فاطمي ـ اول فرع 9
الهاتف 7744374 251 0098
الفاكس: 7731612 251 0098
ص.ب: 3665 / 37165
العنوان على الإنترنت: www.almarkaz.net
البريد الالكتروني: info@almarkaz.net
5-مؤسّسة الإمام علي (عليه السلام)
العنوان: ايران ـ قم
صفائية ـ ممتاز ـ رقم 30
الهاتف : 7743996 251 0098
الفاكس: 7743199 251 0098
فاكس لندن : 8306858 181 0044
فاكس بيروت : 541431 11 0096
العنوان على الانترنت: http://www.alimamali.com
البريد الالكتروني: webmaster@alimamali.com
7-مؤسسة الإمام علي (عليه السلام) ـ بيروت
العنوان:
لبنان ـ بيروت
تلفاكس: 009611541431
9 مكتبة علوم الحديث المختصّة
العنوان: ايران ـ قم
شارع فاطمي ـ فرع 17
هاتف: 7733026 251 0098
11- مكتبة الفلسفة والكلام المختصّة
العنوان: ايران ـ قم
شارع الامين ـ مقابل مؤسسة الاذاعة والتلفزيون ـ فرع وكالة الانباء الايرانية
الهاتف: 2933206 251 0098
13-المكتبة التاريخيّة المختصّة
العنوان: ايران ـ قم
شارع سمية ـ شارع رجايي
هاتف: 7738081 251 0098
البريد الالكتروني: taryx@rafed.net
15-دار الزهراء (عليها السلام ) الثقافية
العنوان : ايران ـ قم
شارع سمية ـ مقابل شارع رجايي
الهاتف : 7737623 251 0098
العنوان على الانترنت: http://www.rafed.net/alzahra
البريد الالكتروني : darozahra-org@aalulbayt.org
17-مركز الإمام الصادق (عليه السلام) لبحوث الطب الإسلامي
العنوان: ايران ـ قم
شارع نيروگاه ـ ساحة اميني بيات ـ اول شارع شاهد
الهاتف: 2-8844040 251 0098
19-المركز الثقافي ـ بيت آية الله الشيخ الحائري (قدس سره)
العنوان: ايران ـ قم
شارع الانقلاب ـ فرع آية الله العظمى الگلپايگاني (قدس سره)
الهاتف: 7722291 251 0098
21- مركز آل البيت (عليهم السلام) العالمي للمعلومات
العنوان : ايران ـ قم
شارع فاطمي ـ رقم 294
الهاتف : 7745111 251 0098
الفاكس : 7742073 251 0098
العنوان على الانترنت :www.al-shia.com ، www.al-shia.org ، www.al-shia.net
البريد الالكتروني:info@aalubayt.org
23- شبكة يا زهراء (عليها السلام)
العنوان: ايران ـ اصفهان
الهاتف: 3-2651041 311 0098
العنوان على الانترنت:http://www.yazahra.net
البريد الالكتروني: info@yazahra.net
25- شبكة الامام الصادق (عليه السلام)
العنوان: ايران ـ طهران
الهاتف: 9-8502818 21 0098
العنوان على الانترنت: http://www.imam-sadiq.net
البريد الالكتروني:info@imam-sadiq.net
27- شبكة الامام الرضا (عليه السلام)
العنوان: ايران ـ مشهد
الهاتف: 8513700 - 8511010 - 8513820 511 0098
الفاكس: 8513708 511 0098
العنوان على الانترنت:www.imamreza.net
البريد الالكتروني: info@imamreza.net
29- شبكة الامام الجواد (عليه السلام)
العنوان: ايران ـ ايلام
الهاتف: 3341801 841 0098
الفاكس: 3341802 841 0098
العنوان على الانترنت:http://www.imamjawad.net
البريد الالكتروني: info@imamjawad.net
31- شبكة الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)
العنوان: ايران ـ اصفهان
الهاتف: 3-2651041 311 0098
العنوان على الانترنت: http://www.montazar.com
البريد الالكتروني: Info@montazar.net
33- شبكة الهدى
العنوان: پاكستان ـ لاهور
العنوان على الانترنت:www.alhoda.org
البريد الالكتروني:alhoda@alhada.org
 2- مركز الابحاث العقائدية
العنوان: ايران ـ قم
صفائية ـ فرع ممتاز ـ رقم 34
ص. ب: 3331 / 37185
الهاتف: 7742088 251 0098
الفاكس: 7742056 251 0098
العنوان على الانترنت :www.aqaed.com ، www.aqaed.org ، www.aqaed.net
البريد الالكتروني: info@aqaed.com
4-مركز احياء التراث الإسلامي
العنوان : ايران ـ قم
شارع الامين ـ مجاور دائرة المرور
الهاتف: 2936311 251 0098
الفاكس: 2936312 251 0098
ص.ب: 159 / 37185
العنوان على الانترنت: http://rafed.net/turathis/index.html
البريد الالكتروني: turathis@rafed.net
 6- مؤسّسة الإمام علي (عليه السلام) ـ لندن
العنوان: انكلترا ـ لندن
الهاتف : 02084598164 0044
الفاكس: 02084511072 0044
العنوان على الانترنت: http://www.najaf.org
البريد الالكتروني: post@najaf.org
8- مكتبة التفسير وعلوم القرآن المختصة
العنوان : ايران ـ قم
شارع فاطمي ـ زقاق 17
هاتف : 7736149 251 0098
10- المكتبة الفقهية الاُصولية المختصّة
العنوان: ايران ـ قم
شارع سمية ـ جنب منشورات مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)
الهاتف 11-7732010 251 0098
12- المكتبة الأدبيّة المختصّة
العنوان: ايران ـ قم
شارع سمية ـ جنب منشورات مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)
ص ب : 513 / 73185
هاتف : 7732015 251 0098
فاكس : 7732014 251 0098
البريد الالكتروني: adab_lib@aalulbayt.org
14-مكتبة المحقّق الطباطبائي (قدس سره)
العنوان: ايران ـ قم
شارع سمية ـ جنب منشورات مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)
هاتف: 7732055 251 0098
16- مركز البحوث والدراسات الفلكية
العنوان: ايران ـ قم
شارع الامين ـ جنب دائرة المرور ـ رقم 81
الهاتف : 5-2936313 251 0098
الفاكس : 2913555 251 0098
العنوان على الانترنت: http://rafed.net/arc/index.html
البريد الالكتروني:arc@rafed.net
18-مركز تأليف ونشر الكتب الدراسية الحوزوية
العنوان: ايران ـ قم
شارع صفائية ـ شارع ممتاز ـ التقاطع الاول
الهاتف: 7742850 251 0098
20- بنك المعلومات الإسلامية
العنوان: ايران ـ قم
شارع زنبيل آباد ـ فرع 11 ـ رقم 72
الهاتف : 6-2910705 251 0098
الفاكس : 2931356 251 0098
العنوان على الانترنت: http://www.islamicdatabank.com
البريد الالكتروني : info@islamicdatabank.com
22- شبكة النجف الاشرف
العنوان:العراق ـ النجف الاشرف ـ ساحة شارع الرسول
الهاتف :
0096433332690
0096433332691
0096433332692
العنوان علي الانترنت :www.holynajaf.net
البريد الألکتروني :admin@holynajaf.net
24- شبكة الامام الباقر (عليه السلام)
العنوان: ايران ـ شيراز
العنوان على الانترنت: www.imambaqer.net
البريد الالكتروني : info@imambaqer.net
26- شبكة الامام الكاظم (عليه السلام)
العنوان: ايران ـ مشهد
الهاتف: 8513820 511 0098
العنوان على الانترنت: http://www.imamkazem.net
البريد الالكتروني : info@imamkazem.net
28-مركز الإمام الرضا(عليه السلام) للبرامج الكومبيوترية ـ لندن
العنوان: انگلترا ـ لندن
العنوان على الانترنت: www.imam-reza.com
البريد الالكتروني : web@imam-reza.com
30- شبكة الامام الهادي (عليه السلام)
العنوان: ايران ـ ايلام
الهاتف: 3341801 841 0098
الفاكس: 3341802 841 0098
العنوان على الانترنت:www.imamhadi.net
البريد الالكتروني : info@imamhadi.net
32- شبكة الصراط
العنوان: پاكستان ـ كراچي
العنوان على الانترنت:www.alsiraat.com
البريد الالكتروني : webmaster@alsiraat.com
أنتهى النقل عن موقع السيستاني .
أقول: إن اغلب تلك المؤسسات التي يصرف عليها السيستاني من أموال المسلمين(الشيعة) يستفيد منها الإيرانيون على حساب العراقيين الذين لا نجد لهم نصيبا ًمن تلك المشاريع والمؤسسات , وهي التي من المفترض أن تنهض بها الحكومة الإيرانية من أجل رعاياها في بلادهم ومن الأموال العامة للدولة, وليس من واجب المرجع الذي يقطن في النجف أن ينهض بتلك المشاريع والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية من الأموال الشرعية, فهناك الكثير من العراقيين ( الشيعة) بأمس الحاجة إلى تلك المدن والمشاريع السكنية والمستشفيات والمؤسسات التي تهتم بشؤونهم من الحقوق الشرعية .
ولما كانت تلك المشاريع التي أشرنا إليها تقدّر بالملايين من الدولارات إن لم تكن أكثر وهي جميعها من الأموال الشرعية , فإن  من أسباب فقر الفقراء ومعاناتهم وحاجات المؤسسات العلمية والدينية في العراق, هو هذا التوزيع غير العادل للأموال الذي يصرّح به السيستاني في مواقعه على الانترنت دونما خجل أو خوف من الله , إنه بتلك المشاريع يساعد الحكومة الإيرانية – التي يزعم انه يخالفها -ويتحمّل المسؤولية بالنيابة عنها من الأموال الشرعية التي جعلها الله حق للفقراء والمساكين وأبناء السبيل , والعراقيون الذين عانوا حكم صدام والحصار في الماضي والاحتلال اليوم هم أولى بحقوقهم الشرعية وبالمساعدة من غيرهم سواء كان ذلك أيام الحصار في زمان الطاغية أو اليوم في زمان الأحتلال.
على حسب الذي علمناه عن هذا الفقيه إلى الآن- والآتي أعظم- , من إسقاط فريضة الجهاد من دين المسلمين عن سابق تصوّر وتصميم, وتقديم رسالة عملية تتضمن 113 احتياط في مسائل الصلاة وهي عمود الدين, وتوزيع غير عادل للأموال الشرعية , وعدم تحريمه قتل العراقيين ,ولا الركون إلى الذين ظلموا , ولا شجب و لا إدانه .. أرى أن لا عدالة لهذا الفقيه , وعن نفسي فإن تقليد هذا الفقيه ودفع الأموال الشرعية إليه من بعد هذا العلم -الذي هو مصدره- محرّم شرعاً ,لأنه يعد مشاركة فعلية معه في تلك المظاهر غير العادلة ( الظالمة) , أما الإنسان البسيط الغافل عن تلك الحقائق فإن الله غفور رحيم .
إن الذي جعلني أطلق ذلك الحكم – وإن كان بصورة شخصية- هو اننا نقرأ في المصادر الإسلامية- ضمنها رسالة السيستاني- انه محرّم تقليد من لا عدالة له ولا يجوز دفع الأموال الشرعية إليه , وغير العادل يعتبر ظالم في الفقه الإسلامي , وعلى هذا فإن الذي يحجب حقوق الفقراء والمؤسسات في العراق ويصرفها على أبناء قومه ( إيران) بصورة مبالغ فيها كتلك التي يعرضها على صفات الانترنت التي تتحدث باسمه وتحمل صوره الشخصية, يعتبر من ظالمين , والتعاون مع الظالمين من أكبر المحرمات الشرعية كما هو معلوم, ألسنا نكره الحُكّام الظالمين لأنهم يحرمون الفقراء من حقوقهم ويصرفون الأموال العامة على حسب أهواءهم ومصالحهم الشخصية ؟؟ فما الفرق بين هذا الفقيه وذلك الحاكم الظالم ؟؟ ألسنا ضد الدكتاتورية وحكم الفرد الذي يجعل نفسه فوق القانون ؟؟ فما الفرق بين هذا الفقيه الذي لا يرغب أن يجعل على سلوكه رقابه ولا يُسأل يوماً عن مسؤولياته وواجباته وبين ذلك الحاكم الظالم المستبد؟؟؟ أليست هناك سمات مشركة بين الأثنين؟؟
لقد بات الكثير من أتباع هذا المرجع (السيستاني) بعد أحداث النجف يقارنون بين الآثار المترتبة بين سلوك الحاكم الظالم والمرجع الظالم , وصاروا يرون أن تأثير الدكتاتور الظالم ينحصر على حياة الناس المظلومين الأولى فحسب ولا يتعدى إلى آخرتهم , بينما الفقيه الظالم الذي يعلّم الناس صلاة فيها 113 احتياط , ودين من أربعة أركان ليس فيه فريضة الجهاد الواجبة, ويصرف أموالهم الشرعية بطريقة غير عادلة ويتخلّى عنهم في محنتهم(يهرب على لندن) ويستهين بدمائهم بصمته وسكوته ولم يعطهم حقهم ولو بورقة صغيرة من سطرين تحمل ختم مرجعيته يحرم شرعاً قتلهم , قد يتعدى إلى آخرتهم أيضاً لأنهم يشاركوه من حيث يعلمون بالتقليد ودفع الأموال الشرعية , فالمؤمن يعلم أن الله يتعبّد الناس بالعقل ,( تفكّر ساعة خير من عبادة سنة- حديث شريف) ولا يرضى أبداً أن يتحوّل الإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم إلى ببغاء يقلّد الآخرين تقليد أعمى  أو ينظر للواقع بعيون الآخرين ويلغي عيونه, فالله يحاسب على هذا السلوك الذي يذمه بصراحة في كتابه المجيد, حيث يقول :
 ( بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (23) الزخرف
 على حسب علمي لم يعد أحد ممن يقرؤون كتب هذا الفقيه ويطلعون على نشاطاته في مواقعه على الانترنت وفي الواقع , يحتملون ممارساته غير العادلة وسكوته المريب مما يجري بحق أخوانهم العراقيين واستهتاره بالدين الذي يقدمه لهم, فأصحاب الغيرة على الدين لا يرضون ولا يسمحون لأي إنسان وإن كان من أصحاب الألقاب الكبيرة أن يسقط ركن من أركان الإسلام ( وهو الجهاد) ويصرف الأموال الشرعية بتلك الصورة التي يعلن عنها في مواقعه على الانترنت, أن يكون مرجعاً أعلى لهم , أليس إظهار الشهادة واجب وكتمها من المحرمات الشرعية المنصوص عليها بصراحة في القرآن المجيد ؟؟ (..وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) (283) البقرة (..وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ..) (2)الطلاق إنه لأمر في غاية الغرابة هذا الذي يحدث للدين وللناس في هذا الزمان العجيب , إنها من أكبر العلامات على اقتراب الساعة ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
مواقف الدفاع عن الأمة
يقول حديث الصادقين عليهم السلام: ( لتغربلن غربلة وليتبلبلن بلبلة حتى يكون أعلاكم أسفلكم وأسفلكم أعلاكم )
 قد يدّعي الكثير من الناس الإيمان والتقوى والزهد والعدالة والحرص على مصالح المسلمين ..الخ , ولكن ليس كلهم يثبتون ما يدّعون , وتظهر الحقيقة جلية واضحة من خلال الاختبار الذي يسميه القرآن الكريم أبتلاء , فالبعض يسقط من القمة إلى الأسفل باختبار بسيط يكشف هشاشة ادعاءاته ومواقفه, والبعض يعلوا إلى أعلى عليين مع الشهداء والصديقين من خلال موقف, وهذا ما حصل فعلاً وظهر بوضوح في إحداث النجف الأولى والثانية التي كانت اختباراً حقيقياً كشف حقيقة المراجع القابعين في النجف الذين صمتوا في الأولى وهربوا بأنفسهم في الثانية وتركوا المسلمين ومقدساتهم تحت نيران الاحتلال وعملاءه, وفي المقابل أظهرت حقيقة معدن المؤمنين (المجاهدين الشجعان) الذين دافعوا عن أنفسهم ومقدساتهم بكل بسالة وبطولة دونما على الأحوط.. لا وجوبا ولا استحباباً , بل ذهبوا بأنفسهم إلى ساحات المواجهة وأثبتوا أصالة إيمانهم وحبهم وتفانيهم لمقدساتهم .
أما عن المرجع الذي تمارض وهرب بطائرة خاصة إلى لبنان ومن ثم إلى لندن , فقد أخبرني احد العارفين-صاحب كرامات- ممن يتشرفون كثيراً بلقاء الإمام صاحب الزمان والخضر عليهما السلام , أنه غادر النجف بناء على طلب أفراد من حكومة الاحتلال العميلة , وكذلك بقية مراجع النجف الكبار الذين اختفوا طوال أيام محنة النجف فهم كما كبيرهم كانوا على علم مسبق بما سيجري في النجف , وكانت لهم غايات ومصالح لا يفكّر بها حتى الكافر فكيف تصدر عن مراجع كبار ؟؟. ( احتفظ هنا بالتفاصيل المذهلة)
باعتباري مسلم شيعي – وغيري ملايين- اشعر بالعار من هذا السلوك المشين سواء صدر من مرجع كبير أو إنسان بسيط وأعتبره خيانة عظمى لله وللرسول وللمسلمين , وأعلن البراءة منه ومن كل شخص يتجاهل دماء ومقدسات المسلمين وهو في موقع المسؤولية ويهرب إلى أحضان أعداءنا أو يصمت على هذا الذي يحدث للعراقيين اليوم , فالساحة والحمد لله مليئة بالمخلصين لأمتهم والساعين لتوحيد صفوف الأمة وتحرير العراق مهما كلف الأمر.
 وإذا كنت تبحث عن تفسير لسلوك السيستاني مما يجري, فانظر كيف يصرف الأموال الشرعية , وهل جعل للعراقيين لها من نصيب ؟؟ أم كلها في مصلحة الإيرانيون ؟؟
 وأنظر أيضاً مصالح الحكومة الإيرانية في العراق وكيف هذا الفقيه يتحمل مشاريعها الكبرى بالنيابة عنها ويصرف عليها من الأموال الشرعية التي جعلها الله حق للفقراء والمساكين. واعلم أن هناك مشروع خفي ابشع من مشروع الصهيونية في المنطقة , وهناك خطوط خفية تتحكم في سلوك السيستاني وأمثاله (سوف أكتب عن كل ذلك في حينه إن شاء الله تعالى), فأنتبوا يا أولي الألباب .
ومن المفارقات التي تلفت الانتباه أن السيستاني يخبر الناس- في كتبه الفقهية- ان من المكروهات الشرعية ذبح الذبيحة أمام الحيوانات الأخرى, ولكنه لم يخبر أحداً بفتوى أو بيان أو حديث خاص ان ذبح العراقيين بقنابل ورصاص الأحتلال أوالمرتزقة أمام عيون البشر محرّم أو حتى مدان, على الرغم من كل تلك الفضاعات التي ارتكبها الأحتلال بحق العراقيين ومقدساتهم, و كان من الأوائل الذين أدانوا وشجبوا تفجير الكنائس في بغداد والموصل التي راح ضحيتها 11 من إخواننا العراقيين (مسيحيين ومسلمين اختلطت دماءهم الزكية), هذا موقف جيد لو عممه على جميع الحالات المماثلة التي تصيب العراقيين بغض النظر عن دينهم أو عرقهم لأنهم أبرياء, ولكنه عاد إلى صمته حينما قصفت الطائرت الأمريكية حسينية في الكوت قتلت وجرحت عدداً كبيراً من المصلين فيها ( اكثر من سبعين), وأستمر سكوته طوال فترة أزمة النجف ( وأزمات في مدن عراقية أخرى), إلا تصريح واحد طالب فيه الأطراف المتحاربة إنهاء الأزمة بأسرع وقت ممكن ... هكذا بكل برود, لا تحريم ولا شجب ولا إدانة , وكأنه تصريح صادر من دبلوماسي مراوغ بشان قضية لا تعنيه ولا يكترث بالدماء وقداسة المكان المتحارب فيه .
 وحينما زحف العراقيون إلى النجف لحل أزمتها كما طلب منهم , قصفت قوات الأحتلال ومعهم الحرس الوطني مسجد الكوفة ( وما أدراك ما مسجد الكوفة- الذي سيكون مركز قيادة المهدي ع للعالم أجمع) وقتلت وجرحت عدداً كبيراً من المتواجدين فيه الذين كانوا يستعدون للزحف , وقد صوّر مراسل (العربية) قوات الاحتلال وهي تمارس تلك الجريمة, و تكرر نفس المشهد على الزاحفين العزّل في أبو صخير والحلة وأطراف النجف , كل الشرفاء أدنوا وشجبوا هذه الجرائم بحق الأبرياء إلا هذا الفقيه ( السيستاني) لاذ بالصمت كعادته مستهيناً بحرمة المساجد ودماء الابرياء وكأن شيء لم يكن, وبعد عدة أيام طالب بإجراء تحقيق , هكذا دونما تحريم لزهق الأرواح البريئة أو شجب أو إدانة للجرائم البشعة .
 ومع ذلك نحن هنا نتساءل أين نتائج التحقيق الذي طالبت به يا سيستاني ؟؟ الايام تمر ولم تظهر نتيجة التحقيق كما لم تظهر نتائج التحقيق في قضية اغتيال السيد محمد باقر الحكيم والعشرات معه رحمهم الله .
بعد أحداث النجف مباشرة, اجتمع الهاربون الأربعة (كما يسميهم ذلك العارف الذي يتشرف بلقاء المهدي والخضر عليها السلام ) في النجف وقد نقلت وسائل الإعلام عنهم, أن المراجع يحرّمون استخدام المواجهات المسلحة مع قوات الاحتلال ( يبدو انه مطلب الأحتلال كما في قضية هروبهم), ثم جاء خبر على لسان أحدهم يقول: أن الأمر ليس كذلك, بل أن المرجعية ترى أن الوسائل السلمية مع الاحتلال لن تستنفذ بعد , وليس هناك داعي للمواجهة المسلحة في الوقت الحاضر ولم يوضحوا ما هي الوسائل السلمية وما الغرض منها , ذلك التصريح ( البارد) جاء والدماء الطاهرة التي سالت في صحن مرقد الإمام على (عليه السلام) لم تجف بعد , وما زالت العوائل تبحث بين أنقاض حسينية الكوت ومسجد الكوفة وفي النجف عن أشلاء الاحبة الابرياء والمجاهدين .
 هكذا أظهر المراجع مواقفهم بلا اكثرات لأرواح المسلمين ومقدساتهم , لا حلال ولا حرام ولا شجب ولا ادانة ولا استنكار , ولا حتى كلمة تعاطف تشعر العراقيين أن هناك من يدافع عنهم أو على الأقل يتعاطف معهم في محنتهم أمام الاحتلال وأعوانه , بل لولا تواطؤ المراجع الأربعة وقبولهم طلب الاحتلال – بواسطة الحكومة العميلة- بترك النجف والصمت على ما يجري لما جرت أحداث النجف الأولى والثانية, ولو كانت لدينا مرجعية صالحة عادلة ونزيهة في صرف الأموال الشرعية وأمينة في ممارسة مهنتها أمام الله وتدافع عن الإسلام والمسلمين بجرأة وحزم , لما استمر احتلال العراق بهذه الصورة وما استسهلوا قتل العراقيين وانتهاك مقدساتهم بتلك الصورة الواضحة للقاصي والداني .
إن ذات المواقف المخزية تكررت في أحداث النجف وكربلاء الأخيرة التي راح ضحيتها العشرات من المسلمين الأبرياء , ولم تصدر من مرجعية السيستاني فتوى تحرّم قتل العراقيين , ولا حتى شجب أو إدانة, كما هو متوقع من كل مرجع في مثل هكذا ظرف ليحول دون استسهال قتلهم ويظهر تعاطفه مع الضحايا , والسؤال هنا لماذا لم تصدر فتوى التحريم من مرجعية السيستاني ؟؟ هل هذا الصمت يعني علامة الرضا , أم أنه يريد استمراره الوضع على ما هو عليه ؟؟ فإذا كان حريصاً على حقن دماء المسلمين , فإن من واجبه أن يعلن فتوى تحرم صراحة قتل العراقيين ليضع حاجزاً شرعياً يحول دون استسهال قتلهم , ويبرئ ذمته أمام الله انه قد قال كلمته وأعلنها ولم يكتم الشهادة.
أمام واقع مرير كهذا صار الكثير من الناس يشك في سلوك السيستاني ويفسر صمته وعدم تحريمه قتل العراقيين أو على الأقل إدانته او شجبه , أو إعلان تعازيه للضحايا , على أنه راضي عنه وبدوافع عنصرية كتلك الدوافع التي جعلته يصرف الأموال الشرعية على أبناء قومه ( الإيرانيون ) ويبني لهم العشرات من المجمعات السكنية ومدينة كبرى تحمل اسمه الشخصي و مستشفيات ومستوصفات طبية و مؤسسات ثقافية ومكتبات, دون أن يبنى مشتمل واحد لعراقي مسكين أو يعطيه حقه من مال الله , أو يضع حجراً واحداً في بناء ما في العراق, أو يتكرم على العراقيين بفتوى مجانية لا تكلف سوى سطرين وختم تحرم على أعداءهم قتلهم , وقد استمر على ذلك النهج عشرات السنين دونما خوف من الله أو وازع من ضمير .
من المؤسف حقاً ان يصبح حال المرجعية التي قدمت خيرة فقهاءها وعبقريتها شهداء في سبيل الله ومن أجل الإسلام بهذه الصورة المزرية .. فإذا كانت مواقف هؤلاء من قضايا المسلمين كما في صلاتهم ( على الأحوط وجوباً ), فإن الاستهتار بدماء المسلمين والسكوت على الظلم من أكبر المحرمات الشرعية , وهذا حكم مؤكد بلا احتياط يقره الجميع.
 ومن خلال هذه المواقف – وغيرها كثير لن نذكرها للاختصار– يظهر لنا أن شخصية هذا البحث ( السيستاني), ليس محتاطاً في صلاته وأحكام الدين فحسب , بل في جميع مواقفه مما يجري في الواقع أيضاً, بل لو لم يكن محتاطاً ( متردداً) في حياته وسلوكه لما انعكس ذلك على ابحاثه الفقهية وصلاته ودينه الذي يقدمه للآخرين , والدليل على ذلك إنه لم يصدر منه موقفاً واضحاً وصريحاً بحق الكثير من القضايا التي تحدث للمسلمين ومقدساتهم طوال حياته الفقهية.
لن ننقاش مرجعية كهذه عن أحكام إعلان الجهاد والدفاع الخاصة بالمسلمين فمواقفه معروفة سلفاً من خلال توزيعه للأموال الشرعية وصرفها بتلك الصورة التي يعلن عنها في مواقعه على الانترنت دون خجل خوف من الله , بل نسأله باعتباره رجل دين يدّعي المعرفة بالأحكام الشرعية وعمله ينحصر في هذا حلال وذاك حرام ..
أقول : متى يمارس مهنته بأمانة وإخلاص ويحرّم قتل العراقيين ويقول هذا حرام كي يساهم في وضع حاجزاً شرعياً يحول دون استسهال قتلهم ؟؟ متى ينصح للمسلمين ( الشيعة) من مقلديه ويحرمّ عليهم الركون إلى الذين ظلموا كي لا يدخلوا جهنم وبئس المصير ولا يخرجوا عن ولاية الله كما يصرح القرآن الكريم (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ) (هود 113) أعني ان يعلن حرمة التعاون مع الاحتلال الذين يقتلون ابناء قومهم وينتهكون حرمات مقدساتهم. لماذا يغشهم بهذا الصمت الآثم ؟ . متى يشجب ويدين ممارسات الباطل بحق العراقيين أصحاب الحق في أرضهم كي نقول: أن المرجع متعاطف معنا وحريص على دمائنا الغالية وأنه شجاع لا يهرب أو يتمارض وقت المحنة .
والسؤال الأهم: على أي أساس وأي حجة شرعية يطالب السيستاني إقامة الانتخابات مع وجود قوات الاحتلال الموصوفة بالهمجية والظلم والكفر في البلاد؟؟ ألم يسمع كلام الله الواضح الصريح في تلك الآية – وعشرات غيرها- ويعلم أن هذا تهديد واضح بالخروج عن ولايته في حال حدوث ذلك ؟؟ فكيف يطلب من اتباعه الركون والاعتماد على قوات الأحتلال ( الظالمة) بإقامة الانتخابات التي تحدد مصير العراقيين و مستقبل الأمة ؟؟
الجواب واضح :
إن طريقته في توزيع الأموال الشرعية –التي لم يجعل للعراقيين نصيباً يذكر - واستمراره طوال سنوات بإقامة المشاريع الكبرى في إيران من الأموال الشرعية على حساب العراقيين, يجعلنا ندرك مواقفه من العراقيين بكل وضوح , ونعلم أي دافع عنصري يقف من وراء ذلك , وما الدعوة الحميمة لإقامة الانتخابات والصمت الآثم إزاء قتل العراقيين إلا مظهر من مظاهر التوجهات العنصرية التي يبطنها السيستاني , فهو يظهر موقفه منهم بتلك الصورة التي لا يرضى عنها الله ولا ورسوله وحتى أي إنسان يحتفظ بأبسط مقومات الإنسانية , فالذي يغدق الملايين من الأموال الشرعية على أبناء قومه ( إيران) ويبنى لهم المشاريع والمؤسسات الكبرى والصغرى ولم يذكر شيئاً عن الفقراء والمساكين وممن يسكنون المدارس والحسينيات والفرق الحزبية في العراق دونما خوف من الله أو وخزة ضمير , ويتجاهل الطلبات المتكررة التي وجهناها له ( ندعوه فيها للالتفات إلى محنة العراقيين وإعطاءهم حقوقهم عليه أو إصدار بيان يشجب قتلهم) ولا يجيب عليها , يقدر على أن يفعل ما هو أكبر من ذلك بشأن الانتخابات أو غيرها .
إن الانتخابات هامة ولكن ليس بوجود وإشراف الأحتلال الذي لفق أكاذيبه وشن حرباً باطلة شرعاً وقانوناً على بلادنا, وليس ضمن قانون الانتخابات الذي سنه الاحتلال الظالم الموصوف بالكفر, بل في الحرية أولاً وضمن قانون إسلامي صرف لا دخل لأي جهة أجنبية فيه وبإشراف جهات نثق بنزاهتها وليكونوا من المسلمين, وإن دماء وأمن ومقدسات المسلمين أهم عند الله وعند كل إنسان يحتفظ بأبسط مقومات الإنسانية , وهذا الاهتمام المفرط من قبل السيستاني بأمور الانتخابات والصمت المريب إزاء أرواح ومقدسات المسلمين وتوزيعه غير العادل للحقوق الشرعية, ووجود 113 احتياط في مسائل الصلاة التي يطرحها في رسالته العملية, واسقاط فريضة واجبة من تكاليف المسلمين ( الجهاد) ولم يذكرها حتى من باب المسائل الكلاسيكية القديمة, يكشف لنا حقيقة المرجع بأوضح صورة, فانتبهوا يا أولي الألباب .
السيستاني لا يصدق القول حينما يظهر انه لا يتفق مع الحكومة الإيرانية وطموحاتها, بل هو منسجم معهم إلى ابعد حدود الانسجام والدليل على ذلك تلك المشاريع والمؤسسات الكبرى والصغرى التي يقيمها في إيران بالنيابة عن الحكومة الإيرانية التي هي من مسؤوليتها الرسمية وليست من مسؤولية فقيه يقطن النجف , فهو عملياً يدعم الحكومة الإيرانية بكل مقدرات الحوزة من الأموال الشرعية ويحجب الفتوى التي تحرّم قتل العراقيين ربما ليعطي غطاءً شرعياً لاستمرار الفوضى في العراق ليستفيد منه الإيرانيون ويأمنون من التفات الأمريكان إليهم من بعد الفراغ من العراق, وما أدرانا لعل أبناء قومه الإيرانيون هم الذين يقومون بتلك التفجيرات في العراق أو بعضها وهو لا يريد أن يحرّم عليهم ذلك أو ربما يباركه , وإلا فما تفسير صمته مما يجري؟؟ , فهل نكذّب الواقع وما يفعله عملياً بطريقة صرفه للأموال الشرعية وموقفه من العراقيين , ونصدّق ادعاءاته وعدم انسجامه مع الحكومة الإيرانية ؟؟ هذا غير ممكن ولا يصدر عن عاقل وإن حاول البعض .
نكرر القول إن البحث يمثل وجهة نظر الكاتب الشخصية ولا نريد منه إلا أن يكون شهادة لله تعالى مجده أمام الأمة العراقية ومن أجل حقوقهم من الأموال الشرعية والفتوى التي في ذمة السيستاني , ما ضاع حق وراءه مطالب.
الحلقة الثالثة
لن أنشر تكملة البحث ...!!
كان من المفترض في هذه الحلقة أن أكمل ما بدأته في الحلقتين السابقتين وأظهر المزيد من الحقائق التي تخص المرجعية وتوابعها وطريقة تعاملهم مع الطائفة وصرفهم للأموال الشرعية, ثم الخّص النتائج النهائية التي خرج بها الباحث , ولكنني لن أفعل واكتفي بما نشرته في الحلقتين السابقتين على الرغم من الرسائل التي جاءتني تشكرني على التنوير وتطالبني أن انشر المزيد عن المراجع وحواشيهم ليعرفوا الحقيقة التي قد يغفل عنها البعض , وبعضهم تبّرع وإعطاني معلومات تفصيلية وأرقام لم أكن أعلم بها من قبل .
لن أنشر تكملة البحث لأن من بين الرسائل التي جاءتني وسببت لي ألماً كبيراً ,هو أن أحد الأخوة المؤمنين البسطاء الطيبين ( لم يذكر اسمه ), وبعد أن اطلع على تلك الحقائق المنشورة التي يصفها أنها دليل قاطع , كتب لي أنه لم يعد بعد اليوم يثق بأحد من المراجع الأربعة في النجف ولا يريد أن يقلّد أي منهم , ووضع دينه بين يدي , وأخذ موقفاً انفعالياً من أخواننا المسلمين في إيران وتصوّر – خطأ- أنهم يسرقون الحقوق الشرعية .
 ولأنني لا أريد تلك التصورات أن تتسلل إلى العقول المؤمنة الطيبة الطاهرة بالإيمان الفطري , لن أنشر المزيد من البحث لأحفظ لأخواني إيمانهم الفطري الطاهر الذي اعتبره أنبل وأفضل من إيمان بعض أصحاب العمائم , حاشا للعمائم الشامخة التي لم تنحنِ للمال ولم تركن إلى الذين ظلموا, فتلك تيجان من نور على رؤوس أصحابها و هنيئاً لهم بمكانتهم العالية عند الله وعند الأمة .
أقول : ليس كل الفقهاء بتلك الصورة التي يظهر فيها السيستاني, وليس للشعب الإيراني المسلم دخل في تلك المظاهر غير العادلة في صرف الحقوق الشرعية وهم لا يتحملون تصرفات المرجعية أو حواشيها في طريقة صرف الأموال الشرعية وهم أخواننا في الدين والملة نحبهم ونحترمهم كما يحبوننا ويحترموننا , وإنني لم أكن أقصد من البحث إلا أن أدافع عن حقوق الفقراء والمساكين العراقيين الذين رايتهم بعيني يسكنون المدارس والفرق الحزبية والحسينيات, ورأيت الكثير من تلك المشاهد المؤلمة التي تحز في النفس وتدمي الفؤاد التي صورت أحداها عدسة الفنان ( إحسان الجيزاني) المنشورة في أسفل هذه الصفحة ووثقته لتكون شاهداً ودليلاً أمام الجميع على حقيقة الوضع لكي لا يقول أحد منهم لا نعلم .
وأردت أن اطرح حاجات العراقيين إلى المؤسسات الثقافية والعلمية والتربوية أسوة بغيرهم ممن ينعمون بها بفضل مرجعية السيستاني, بل حاجتهم الضرورية اليوم إلى المياه الصالحة للشرب والمستشفيات والمجمعات السكنية التي تأويهم وتحفظ كرامتهم , بالإضافة إلى حقهم الشرعي على الفقيه أن يصدر فتوى يحرّم فيها قتلهم ليحفظ حياتهم وأمنهم ومستقبلهم, ومن خلال علمي أن هناك مليارات من الدولارات مكنوزة عند المرجعية قد جعلها الله من حقوق هؤلاء ولا يجوز حبسها يوماً واحداً , حيث كانت سيرة الإمام عليه السلام أن يوزع جميع ما في بيت المال ويكنسه ويصلي ركعتي شكر لله ويذهب لينام قرير العين مرتاح الضمير.
 قمت بمراسلة المرجعية ولمرات كثيرة الفت أنظارها إلى تلك الأمور وحاجة الفقراء والمساكين في العراق إلى حقوقهم الشرعية وأرسلت إليهم بعض التقارير الصحفية المنشورة في وسائل الأعلام التي تظهر الوضع البائس لبعض العوائل العراقية لألقي عليهم الحجة , لكي لا يقولوا لا نعلم ,, ولكنني لم أتلق الجواب ولم يظهر في الواقع ما يشير إلى أنهم يعطون للناس حقوقهم كما ينبغي , واستمر ذلك الامر أكثر من ثلاثة شهور , إلى أن وصل الحال أن نترجى منهم ورقة صغيرة لا تكلّف سوى سطرين وختم المرجعية يحرم فيها ( السيستاني ) قتل العراقيين أو يصدر بيان يشجب عمليات القتل بحق العراقيين في بلدهم, ولكن لا حياة لمن تنادي , فقررت نشر تلك المعلومات التي مصدرها المرجعية نفسها لعل في نشرها فائدة في تغيير النهج الذي سارت عليه المرجعية طوال تلك السنوات وتلتفت إلى العراقيين في محنتهم . والمرجعية في تصوري ليس السيستاني فحسب بل هناك حواشي وحلقات محيطة بها , لعلهم عند اطلاعهم على تلك الحقائق التي تظهر أخطاءهم يتلفتون إلى أداء مسؤوليتهم أمام الأمة بما يرضي الله والضمير .
 ولكن بعد اطلاعي على رسالة الأخ الذي أشرت إليه في بداية هذا المقال تراجعت عن نشر باقي البحث حفاظا على الإيمان الفطري السليم عند أخواننا المؤمنين , ولا أريد ان يتصورا تصورات بعيدة عن الصواب .
 وإنني ادعوا كل مؤمن شريف غيور على الدين والملة ولديه معرفة أو اتصال بالمرجعية أو احد حواشيها أن لا يبخل بالسعي من أجل هؤلاء الفقراء والمساكين في العراق وإيصال صوتهم للمرجعية وحواشيها ولفت أنظارهم لمعانات إخواننا في العراق , وبارك الله في كل عمل ومسعى لأجل هؤلاء المساكين , وجازى عاملها خير الجزاء في الدنيا والآخرة .
  الحلقة الثالثة - بعد التعديل
بناء على طلبات الأخوة القراء الأعزاء وإدارة هذا الموقع الشريف ( كتابات) من خلال رسائلهم التي تطالبني أن انشر تكملة البحث ,وكان كثير منهم ذوي اختصاصات ثقافية وعلمية عالية, ومنهم من يعاتبني على عدم التكملة, وطبعاً هناك من اعترض وهم قلة قليلة لا يتجاوز عددهم أصابع الكف الواحدة, قمت بتغيير بعض الفقرات , لكي لا يفهم البعض منها غايات بعيدة عن القصد , وقررت أن انشر هذه الحلقة ( الثالثة) بهذه الصورة . وكنت اتمنى على الذين كتبوا نقداً لموضوعي في ( كتابات) أن يذكروا انجازا ًمادياً واحدة أو أكثر قامت به مرجعية السيستاني من خزينة المرجعية ( وهي مليارات)لأجل العراقيين نحو المجمعات السكنية أو المستشفيات أو نحو ذلك و ولكنهم للأسف لم يفعلوا.
المواقف السياسية
إن من يتابع مواقف السيستاني السياسية بمعزل عن مواقفه الفقهية لا بد أن يصاب الذهول - ولا أقول المرارة والخيبة- لما يراه من تناقض واضح في مواقفه المعلنة, فهو يطالب بشيء ونقيضه في آن وأحيانا يظهر مواقف لا يبدو أنها شرعية ولا تليق بفقيه مثله ابداً , ولكن الوطأة تخف على اللبيب الذي يطلع على رسالته العملية وما فيها من الاحتياطات الكثيرة , وبالذات في عمود الدين ( الصلاة) حيث نجد 113 احتياط في مسائل الصلاة أما في مجمل الرسالة فهي أكثر بكثير , ليستنتج بعدئذ أن التردد وعدم اليقين (الاحتياط) هو السبب.
ولما كان الاحتياط يعني تردد الفقيه أمام المسألة التي يبحثها وعدم يقينه بمعرفة الحكم المؤكد فيها وإلا أظهره كحكم مؤكد وما لجأ إلى الاحتياط , ويعني أيضاً عدم جرأته على اتخاذ القرار الحازم في المسألة التي يناقشها فيحكم بالاحتياط ريثما يظهر له اليقين ليجزم به, فإن ذات الأسباب هي التي تجعل الفقيه يظهر الشيء ونقيضه أو يظهر تردده أو صمته إزاء قضايا الأمة السياسية .
 فإذا كان السيستاني محتاطاً (متردداً) في أهم المسائل الشرعية على الإطلاق وهي مسائل الصلاة , ولديه فيها 113احتياط فلا عجب ان يظهر نفس السلوك ( الاحتياط) في مسائل اقل أهمية من الصلاة -من وجهة نظره هو على الأقل -وهي المسائل السياسية , فالشخصية التي لم تستطع أن تحسم أمر مسائل الصلاة وجعلت فيها 113 احتياط هي ذات الشخصية التي تظهر المواقف السياسية وتناقش مسائلها أمام المعنيين وتظهر للأمة وجهة نظرها, ولما كانت 113 مواقف غير يقينية في صلاة السيستاني التي يقدمها للأمة وهي أهم شيء بالنسبة له كمسلم وكفقيه متخصص بالفقه قضى جل عمره في ميدانه , فإننا نتوقع أن نجد ما يفوق ذلك العدد من أحكام غير يقينية في المسائل السياسية التي يتعاطى معها السيستاني الذي لا يؤمن بولاية الفقيه ولا يعتبر أن من مسؤوليته التعاطي في الشؤون السياسية .
 وعلى هذا فإننا من خلال رسالته العملية التي قدمها للأمة التي تخلو من فريضة واجبة( الجهاد) صرحت بها عشرات الآيات القرآنية ومارسها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, ومن خلال وجود 113 احتياط بأهم المسائل الشرعية ( الصلاة), ومن خلال سلوكه ( المنزوي) غير القيادة ولا الجماهيري , لا نستطيع أن نطمئن بأن هذا الرجل قادر على التعاطي بالأمور السياسية ومؤهل للإفتاء بمسائلها بأحكام ومواقف يقينية, باعتباره لا يؤمن بولاية الفقيه ولا يعتبر أن من مسؤوليته التعاطي بشؤون السياسة ولم ينشأ علاقة جماهيرية مع الرعية ولم يخطب لهم خطبة واحدة ولا حتى أقام لهم صلاة جمعة واحدة لأنه لا يؤمن بإقامتها في زمان الغيبة , و من وجهة نظرنا كما لم يستطع السيستاني أن يحسم لنا مسائل الصلاة (عمود الدين) وقدم لنا من خلال رسالته العملية 113 موقفاً غير يقيني , كذلك الحال في مسائل السياسة قدّم لنا مواقف وفتاوى كثيرة غير يقينية سوف نستعرض نماذج منها .
1- انه قبل أيام من شن العدوان على العراق واحتلال أراضيه أفتى السيستاني بالجهاد , وقد عرض تلفزيون بغداد السيد عدنان البكاء وهو يقرأ نص الفتوى , ان هذه الفتوى من المفترض أن تمثل حكم شرعي مقدس يجب احترامه والعمل به, ولكنه تجاهله تماماً بعد سقوط النظام الظالم ( صدام حسين) واحتلال بغداد , ولم تظهر له أي فتوى أو بيان لفترة الثمانية الشهور الأولى , وكأنه هنا في وضع (على الأحوط ) كما في الصلاة ومسائل اخرى .
2- بعد (مرحلة الاحتياط ) الأولى وثمانية شهور من احتلال العراق , طالب السيستاني من موقعه كفقيه بالانتخابات, ثم ألغى طلبه ومكانته الشرعية في آن حينما ربط مطلبه ليس بمصدر ديني أو بشخصه كفقيه شرعي بل بجهة خارجية وطلب أن تكون الأمم المتحدة حكماً يقرر إذا كان بالإمكان إجراء الانتخابات أو عدمها , إنه هنا يظهر موقفاً متناقضاً , يقول بالشيء ونقيضه في آن, بل هو من خلال ربط مطالبه كفقيه بموافقة جهات خارجية ينقض المبادئ الشرعية كلها التي تسمح له من خلالها كفقيه مجتهد أن يقول راية في مصير الأمة أو أن يفتي بشؤونهم العامة , فهو بذلك السلوك يلغي دوره كمجتهد يعمل برأيه الاجتهادي-الذي يخوله أن يقول كلمته بأهم الشؤون التي تخص الفرد والجماعة في الأمة الإسلامية- ويعطي الآخر حق تقرير المصير في المسألة التي يريد تعميمها على الأمة , ويا ليت الآخر كان من المجتهدين أو حتى من المسلمين بل هو الأمم المتحدة التي تميل لصف العدو في الكثير من القضايا المصيرية للمسلمين نحو أصوات الظلم الأمريكي (الفيتو) فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وغيرها, فكيف فاتته تلك الحقائق واخذ يعطي للظالم حق أقامة انتخابات أو عدمها وهو يعلم أن الظلم الأمريكي يمر من خلال الأمم المتحدة ؟؟ ولماذا لم يجعل الحاكم هو الشرع (الله أو رسوله الأمين (ص)) من خلال نص قرآني أو حديث شريف يستنبط منه حكم شرعي فيما يخص الانتخابات أو تقرير المصير ويصر على أنه هو الحق الذي يجب أن نطالب به , ويتوكل على الله ويعتمد على جماهير الأمة, لا على أعداء الله و أعداء الأمة (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ..) (الطلاق3)
 أقول : بما أن المطالبة بالانتخابات حق طبيعي مشروع , فإنها بالتأكيد ذات ارتباط سببي بالحق تعالى مجده باعتباره هو الحق ولا يصدر عنه إلا الحق ( حاشاه من الباطل ), وعلى هذا فإن الجهة التي تتولى مظاهر الحق التي تعيّن مصير الأمة ومستقبلها يجب ان ترتبط بالله تعالى مجده وما انزله من حق مبين, ولا يمكن أن يرتبط الحق ومظاهره بمصادر غير شرعية ( الأحتلال أو الأمم المتحدة أو غيرها) ثبت مراراً أنها دوائر لتمرير الباطل بحق الكثير من قضايانا المصيرية ضمنها احتلال العراق وفلسطين وتكريس حق الفتيو ونحو ذلك , فالأمم المتحدة وكما هو بين لها توجهاتها الخاصة ، التي تتجنب الاصطدام بإرادة القوة المستكبرة (أمريكا) ، التي تستضيف الهيئة العامة بكل موظفيها على أرضها ، وهذا مصدر تأثير على موظفيها وصانعي القرار ظاهر للعيان يجب ان ينتبه له كل من يريد ان يتعامل مع الأمم المتحدة.
 وعلى هذا فإن الفقيه الذي يتقن عمله ويريد مصلحة الأمة يجب عليه أن لا يربط مطالبه- من موقعه كفقيه- بأي صورة من صور التبعية أو السيطرة أو الوصاية الأجنبية , فكما المسائل الشرعية ( الصلاة, الصوم , الزكاة ,الحج ,..الخ ) تكون مستقلة عن أي وصاية أو ولاية أجنبية وتتبع ولاية الله ورسوله (ص) كذلك المسائل التي تخص مصير الأمة والأفراد نحو الانتخابات والإشراف والتحكيم, يجب أن ترتبط بولاية الله ورسوله لا بأعداءه والتبعية لهم.
 ومن هنا نستطيع القول إن الانتخابات إذا لم ترتبط بولاية الله وتستمد شرعيتها منه وبقيت تابعة للاحتلال وإذنابه فإنها باطلة من الناحية الشرعية والقانونية . وأن توكيل أمرها إلى جهة خارجية (خارجة عن ولاية الله ورسوله) هي اقرب للخصم من المناصر , ينم عن عجز عن إدراك الحق ومشروعية المطلب , وهذا لا ينسجم مع مباديء الشريعة ولا مع مباديء الاجتهاد التي تعطي للفقيه حق الكلمة العليا دونما الاعتماد ( الركون) إلى جهات خارجية.
 3- ارتكب السيستاني نفس الخطأ أزاء ما سموه بـ (قانون الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية) الذي صرح السيد عبد العزيز الحكيم والجلبي وآخرون ، بأن هذا القانون فُرض عليهم فرضا وقد جاءتهم صيغته جاهزة ومعلبّة من اميركا دون ان يكون لأي عراقي دور في كتابته او اقتراح البعض من فقراته , فبدلاً من أن يمارس السيستاني وظيفته كفقيه مجتهد له كلمته في أهم القضايا التي تهم الأمة والأفراد ويصدر فتوى يبين فيها بطلان ذلك القانون ويكوّن قوة جماهيرية واعية ببطلانه تعمل على مناهضته أو عدم القبول به , ترك الامة و أرسل برقية شكوى إلى كوفي عنان يطالبه بعدم تأييد القانون أو تكريسه , وكأنه يشكوا إلى جهة عادلة أو ذات مكانة أعلى من مكانة فقيه يستمد قديسته من السماء , لقد جعل كلمة العدو أعلى من كلمة الله الواجب على الفقيه أن يظهرها ويجعلها هي العليا من خلال الفتوى التي تحرّم الباطل الذي اعترض عليه .
 وبعمله هذا لم يظهر كلمه الله بل طالب أن تكون كلمة عنان هي العليا وهي التي تحكم الأمة وتقرر نعم أولا , وها هنا خطأ كبير , كانت النتيجة المترتبة عليه أنهم تجاهلوا شكواه وعملوا بالقانون , ولا يزال القانون الذي اعترض عليه يعمل ولم يصدر الفتوى التي تحرّمه وتحصن الناس من قبوله بل زاد على ذلك وصار يحث الناس على الانتخابات في ظل الاحتلال وضل ذلك القانون, وهنا هنا تقصير واضح بحق الأمة عليه كمرجع مسؤول عن أظهار حكم الله للعامة .
4- عندما حصلت التفجيرات الإجرامية في العاشر من محرم ( عاشوراء) في كربلاء والكاظمية , لم تصدر من السيستاني فتوى تحرّم الفعل ألأجرامي وتدين الفاعل ذاته ليضع حاجزاً شرعيا يحول دون تكراره أو على الأقل , ليظهر كلمه الله ( حكم الله ) للناس, بل أصدر فتوى بحرمة دخول الأراضي العراقية دون أذن السلطات , والسلطات هم الأحتلال بالطبع , وها هنا خطأ شرعي وقانوني كبير أكبر من ذلك الذي اشرنا إليه في الفقرة السابقة ,إنها فتوى تعطي الشرعية للاحتلال بكل وضوح وكأنه هو صاحب الحق والسيادة في العراق يجب على الناس احترام إرادتهم وقوانينهم وعدم مخالفتهم, وفي نفس الوقت تخفف عن الأحتلال الضغوط الخارجية التي تأتي من الجوار وتحاربه , وما أدرانا لعل الاحتلال هو الذي قام بتلك التفجيرات , وصوّر للسيستاني وللناس من خلال أبواق الإعلام إنها من فعل الغرباء الوافدون من الخارج , ليصدر السيستاني تلك الفتوى التي تصب لصالح الأحتلال . كان الأولى به أن يحرم الأحتلال ذاته , ويحرّم فعل التفجيرات الإجرامية ذاتها , لا أن يقدم خدماته للاحتلال بتلك الفتوى .
5- حينما ارتكب الاحتلال جرائمه الأخلاقية بحق السجناء المسلمين في أبو غريب ثارت ثائرة كل الشرفاء والخيرين في العالم بل وحتى العاهرات في الكثير من دول العالم وأدانوها بشدة, إلا السيستاني صمت وكأن شيء لم يكن, لم يحرّم هذا الفعل ولم يطالب بمعاقبة الفاعلين , ولم يدين ولم يشجب كما فعل الآخرون , إن موقعه كفقيه مرجع يدعي انه نائب للمعصوم عليه السلام يحتم عليه أن يمارس دور المعصوم بالنيابة ويقوم بواجبه بالدفاع عن المسلمين ولو عن طريق الرفض والاستنكار, وأن الصمت في مثل تلك المناسبات يعطي إيحاءات خطير في جميع الاتجاهات , وقد يفسرها العدو والصديق بتفسيرات كثيرة تحط من منزلة الإسلام كدين حضاري يرفض تلك الممارسات الإجرامية الشاذة البشعة وتحط من منزلة المرجع نفسه باعتباره لا يكترث بمثل تلك الأمور, فإذا كان الأمريكيون أنفسهم هم الذين كشفوها للعالم وأدانوها وطالبوا بمعاقبة المذنبين وحاكموهم, فماذا كان سيخسر السيستاني لو اصدر بياناً لا يكلف سوى بضع سطور و ختم المرجعية ؟؟ وما السبب يا ترى من وراء صمته ؟؟
 يبدو أنه يريد أن يظهر انضباطه التام أمام الأحتلال وهذه فرصة مناسبة ليظهر لهم تفرده المميز عن الآخرين ,حيث كل العالم تشاغبوا ونغصّوا على الأحتلال فعلته وأحرجوه بما فيهم الأمريكيون أنفسهم ما سوى السيستاني الذي اظهر انضباطه وحسن سيره وسلوكه في حضرتهم .( إن الله أولى من الأحتلال بذلك ).
6- بعد تنصيب قوات الأحتلال العميل أياد علاوي الذي يتفاخر أمام وسائل الإعلام بكل وقاحة أنه يتعاطى مع الكثير من أجهزة الاستخبارات العالمية( يقال أن عددها 16) وكان بعثي سابق مشهور بجرائمه, بدل أن يحرّم السيستاني التعاون مع هذه الحكومة ورئيسها سارع إلى تأييده وحكومته بأسرع ما يمكن, وهذا لا يليق بفقيه مثله أبداً بل هو محرم عليه شرعاً بنص قراني واضح وصريح يهدد المخالف بعذاب النار والخروج من ولاية الله (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ) ( هود113) أي لا تعتمدوا على الظالمين في شؤون حياتكم ومن يفعل ذلك يخرج عن ولاية الله وله عذاب النار .
أقول : إن تأييد السيستاني من موقعه كفقيه لرجل لم يصلِ بحياته ركعة واحدة لله تعالى مجده بل مشهور بالفسق يركع ويسجد لـ 16صنم من أصنام الاستخبارات العالمية, يعطي إيحاءات خطيرة تفسد على العامة والمقلدين النسب والمفاهيم الثابتة التي كرستها الشريعة الإسلامية من خلال القرآن والأحاديث الشريفة وسيرة المعصومين عليهم السلام , إنه تأييد يشرعن الباطل على حساب الحق الواجب على الفقيه إظهاره للعامة .
7 - إثناء التحرشات الأمريكية بالنجف وأبناء النجف وقبل الاقتراب منها اعتبر السيستاني النجف خطاً احمراً لا يجوز تجاوزه من قبل قوات الأحتلال , و لكنه لم يحفظ كلمته تلك من موقعه كمرجع أمام الأمة ولا أمام الاحتلال وصمت على تجاوزات خطوطه الحمراء بل وعلى جرح قدسية قبة الإمام علي عليه السلام من قبل قوات الاحتلال دون أن يعلن موقفا ًواضحاً إزاء ذلك سوى أنه طالب الجهات المتحاربة ( الطرفين) أن تخرج من النجف, هل هذه مسألة في الصلاة كي يبنى حكمه على الاحتياط أم مسالة واضحة وضوح الشمس فيها طرفان حق وباطل , يجب عليه ان يقف مع الحق مهما كلف الأمر , ويجب عليه ان يتمسك بالدفاع عن خطوطه الحمراء ولو ببيان شجب أو إدانة ولكنه للأسف لم يفعل.
انه من خلال تلك الممارسات يثبت للناس انه لا يصلح أن يكون مرجعاً أو قائداً لمجموعة مهما كانت صغيره لأنه يخذلهم ولا يدافع عنهم, ولا حتى يظهر تعاطفه معهم بفتوى أو بيان أو كلمة موجهة, وهذا الموقف لا يزال يتكرر إزاء التفجيرات والاعتداءات التي ضحيتها من العراقيين وأطراف اخرى, فإذا أراد أن يقنعنا أن آراءه السياسية صائبة في مسالة الانتخابات أو غيرها فليحسم لنا أولاً مسائل الصلاة التي هي في صميم اختصاصه كفقيه قضى جل عمره فيه, ومن بعد ذلك يحاول إقناعنا انه قادر على التعاطي بمسائل السياسة التي هي طارئة عليه وليست من ضمن اختصاصه ولا حتى ضمن مسؤوليته باعتباره لا يؤمن بولاية الفقيه ويرى ضرورة عزل الدين عن السياسة .
ملاحظة : كان من المفترض ان أضع هنا نموذجاً عن الاتفاق الذي جرى بين السيد مقتدى الصدر وبين السيستاني بعد أحداث النجف الثانية الذي كان يتضمن إطلاق سراح جميع منتسبي جيش المهدي وعدم ملاحقتهم والسماح لهم بالصلاة في مسجد الكوفة وممارسة فعالياتهم كقوة جماهيرية فاعلة, ولكنني لن أفعل بسبب حساسية الموضوع الذي يجعل الناس ما بين مؤيد ومعارض .
( اللهم عجل لنا بظهور وليك المهدي عليه السلام ليظهر كلمتك ويجعلها هي العليا ويدحض كلمة الباطل ويجعلها السفلى واجعلنا أول المؤمنين به والناصرين له أنك سميع مجيب ) 
الحلقة الرابعة
تطرقت في الحلقات السابقة إلى أهم الأخطاء التي وجدتها في مرجعية أكبر المراجع ( السيستاني ) وهناك الكثير غيرها تحتاج إلى فرص اخرى لإظهارها في مناسبات وعناوين أخرى في سبيل تطوير واقعنا المعاصر وتجاوز الأخطاء الشائعة ما أمكن , أما في هذه الحلقة فأحاول أن أعمم النقد لفقهاء آخرين غير السيستاني ( دون ذكر الاسم) وأبيّن الأسباب التي تجعل الأختلاف بين وجهات نظر المجتهدين والمراجع في المسائل التي يفتون فيها ظاهرة للناس بصورة واضحة .
غياب النظرية العامة
حينما تطرح مسألة واحدة على عدة فقهاء فإنك لا تتلقى جواباً وحداً ولا حتى متقارباً إلا فيما ندر , فأحدهم يقول لك حلال , والثاني يقول حرام , والثالث يقول واجب , والرابع يقول مستحب , والخامس يقول مكروه , والسادس يقول على الأحوط وجوباً , والسابع يقول على الأحوط استحباباً , وأمام واقع كهذا لا يمكن أن يكون جميعهم على صواب , بل واحد منهم فقط على صواب والآخرون على خطاً , فنسبة الصواب هنا واحد من سبعة , وهي نسبة كبيرة و فضيعة للغاية لا يجوز أن تكون في الشؤون الدينية أبداً لأن الدين أنزله الله تاماً كاملاً بلا نواقص , والنواقص هنا من شان المفتي.
ومن بين تلك الأجوبة المتناقضة في المسألة الواحدة لا يستطيع اغلب الناس تمييز الأعلم منهم الذي أجاد الصواب في جوابه لكي يطمئن إليه ويأخذ منه أحكام دينه ودنياه, ستة مخطئون يخوضون في دين الله على هواهم مقابل واحد مصيب وقد يتكرر هذا في كل مسألة, ولعل هذا هو السبب في كل البؤس والواقع المرير الذي يعيشه المسلمون في العالم, ولو ترجع إلى المصادر التي يدرسونها هؤلاء الفقهاء (جميعاً) تجدها واحدة لا تختلف بين هذا وذاك, بل حتى الظروف الموضوعية التي تحيط بالجميع مثل البيئة والثقافية تجدها متقاربة جداً وأحيانا تجدهم جميعاً قد درسوا في حوزات النجف أو قم ( بالنسبة للشيعة) .
 والسؤال هو: إذا كانت المصادر التي يدرسونها والظروف البيئية التي يعيشونها واحدة فما هو السبب ياترى في أنتاج ذلك الأختلاف في الرؤية والفتوى ؟؟
للجواب نقول : إن هناك عوامل وسمات ذاتية ( شخصية) تتعلق بكل واحد من هؤلاء , على حسب تلك السمات يكون فهم المصادر التي يستنبطون منها الأحكام الشرعية , هذا أولاً , أما ثانياً -وهو المهم جداً من وجهة نظرنا – فهو غياب النظرية الدينية التي تتضمن القوانين العامة التي توحد جميع وجهات النظر في إحاطتها وقيمومتها, ففي جميع ميادين العلوم والمعارف توجد نظريات عامة وخاصة , وعلى ضوء تلك النظريات يجري تفسير العناصر والمفردات المبحوثة في كل مجال , نحو الفيزياء, الكيمياء, الرياضيات , الأحياء , علم النفس , علم الاجتماع, علوم المستقبل و نحو ذلك , أما في الحوزات العلمية فإلى اليوم لم نجد أن هناك نظرية علمية موحدة ذات قوانين عامة أو خاصة تُدرّس لتحكم طريقة التكفير وتقلل من احتمالات الخطأ , وقد تُرك الأمر لمزاج واجتهاد كل مجتهد يقول برأيه دونما رقابة من قوانين عامة تحكم شطحات تفكيره وآراه , ولعل هذا هو السبب في انك تجد اختلاف في الفتوى إلى حد التناقض في مسألة واحدة, حلال ,حرام , واجب , مستحب , مكروه , على الأحوط وجوباً , على الأحوط استحباباً ونحو ذلك , بينما في ميادين العلوم الأخرى من المحال أن تجد هذا الاختلاف في مسألة واحدة وإن اختلفت طرق الحل فإن النتيجة تكون واحدة .
ولما كان الله واحد أحد والقرآن واحد والرسول واحد , فإن الحقيقة الشرعية واحدة ولا يمكن أن تتعدد أبداً , وعلى هذا فإن أجوبة المجتهدين المختلفة في مسألة واحدة ( حلال, حرام , واجب, مستحب, مكروه على الأحوط وجوباً , على الأحوط استحباباً) يكون واحد منهم فقط على صواب والآخرون مخطئون . وهذه حقيقة مؤكدة لا يمكن أن يشكك بها أحد , لأن الشيء لا يمكن أن يكون حلال وحرام في آن , أو غير ذلك.
من هو الأعلم ؟
هذا السؤال على حسب الواقع الذي نشهده والمعايير المتبعة عند ما يسمون بأهل الخبرة وتحكم أمزجتهم الشخصية وقوتهم الإعلامية من المحال أن تجد له جواباً شافياً ,و ربما يوصلون لك شخصاً في غاية البساطة في العلم إلى درجة الأعلم والمرجع الكبير بقوتهم الإعلامية كما حصل للسيستاني الذي لديه في مسائل الصلاة فقط 113 احتياط والعدد يتضاعف أضعافاً كثيرة في مجمل رسالته العملية, بل الجواب الشافي تجده في المعايير العلمية التي لا يسلك الرأي الشخصي إليها من سبيل, حيث القوانين العامة والخاصة هي التي تحكم المسائل وليس المزاج والرأي الشخصي , فالرياضيات مثلاً قوانيها صارمة تحكم جميع العقول ولا تترك لها مجالاً للقول بالرأي أو المزاج الشخصي أبداً فمثلاً (1- 1 = صفر) حقيقة مؤكد تفرض نفسها على الجميع دونما نقاش أو تمرد من أحد عليها . هكذا نريد أن نبحث عن الأعلم والأجدر بالقيادة , والأكثر كفاءة الذي نعتمد عليه في شؤون ديننا ودنيانا, نريد حقائق مؤكدة تظهر حقيقة الشخص والحقيقة الشرعية لا أراء شخصية فيها من المصلحة والمطامع وهوى النفس ما يحول دون بلوغ الحقيقة .
 فكما قال الإمام علي عليه السلام (( أعرف الحق تعرف رجاله)) , كذلك يمكننا القول ((أعرف العلم تعرف رجاله)) .
 أنا أعلم - وكل المؤمنين - أن صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصلاة المعصومين عليهم السلام من المحال أن تكون فيها على الأحوط لا وجوباً ولا استحباباً بل كانت صلاتهم يقينية 100 %, وعلى هذا فإن الفقيه الذي يقدم للناس رسالة عملية تتضمن 113 احتياط في مسائل الصلاة لا يمكن أن اعتبره أعلم الفقهاء بل لا يمكن أن اعتبره فقيه أبداً , بل هو جاهل لا يفقه شيئاً بأمور دينه وصلاته , ولو كان يفقه لما لجأ إلى الاحتياط . والأعلم عندي وكل مؤمن عاقل يحترم عقله ويرفض أن يكون ببغاء يردد ما يقوله الآخرون هو الفقيه الذي يقدم للناس صلاة ليس فيها احتياط أبداً , وإذا تعذر ذلك يكون الأقل احتياطاً في مسائل عمود الدين ( الصلاة).
ولما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم النموذج التام الكامل للكمال الإنساني الذي بلغ مقام (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى)( النجم 9) من كمال الحق تعالى مجده , وهو (ص) كان نموذج لله في الأرض في مقام العدالة وتوزيع الحقوق , والمدافع عن المظلومين والمجاهد الشجاع في ساحات المواجهة مع الأعداء ,,الخ , فإن الأعلم والأجدر بالقيادة هو الأقرب إلى صفات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , يجب ان يوزع الحقوق الشرعية للمستحقين ولا يحبسها يوماً واحداً عنهم , كما كان يفعل رسول الله ( ص) والإمام علي (ع) وهناك حيث مشهور للرسول (ص) يقول فيه ( ما ظن محمد بربه إن أدركه الموت وفي يده هذه الأساود) الأساود كانت أربع دراهم ,هذا الكلام يصدر عن أشرف الخلق اجمعين وسيد المرسلين يخاف من الله خوفاً شديداً لأن في يده أربع دراهم لم يعطها بعد للفقراء, وسيرة الإمام علي ع كانت كذلك , حيث في إحدى المرات جلبوا له الغنائم وكان الوقت عند غروب الشمس , قال لهم : ابقوا معي ريثما انتهي من تقسيمها وتوزيعها على المستحقين , قالوا له: لقد أمسينا يا أمير المؤمنين ( أي دخل علينا المساء اتركه للغد ) قال: وهل تضمنون لي أن أعيش إلى الغد ؟؟ اطرقوا برهة وقالوا له لا .. هذا أمر بيد الله وحده , قال لهم إذاً تبقون معي ريثما انتهي من توزيعه ..
 هذه نماذج للعدالة يفعلها بشر وهي ليست معجزات بل مقدور عليها من قبل جميع الناس.
ونحن نقول: (( ما ظن السيستاني بربه إن أدركه الموت وفي حوزته مليارات الدولارات , وفي العراق آلاف الفقراء والمساكين الذي يسكنون المدارس والحسينيات , ومعسكرات الجيش القديمة ؟؟ وهناك الأيتام والأرامل وأبناء الشهداء والمعتقلين ,و ,و الخ ؟؟ ولماذا أنجز في إيران كل تلك المؤسسات والمشاريع السكنية والمستشفيات ومدينة كبيرة تحمل اسمه التي يتفاخر بها ويعرضها في صفحات الانترنت وترك العراق وأهله دونما واحدة مثل تلك ؟؟ وكيف يبات قرير العين وفي ذمته تلك المليارات ؟؟
 (نريد جواب عن هذه المسألة دون غيرها من الذين يؤمنون بعدالته )
 معيار الأعلمية
لما كان الله تعالى مجده هو العلم المحض المطلق, فإن جميع مظاهر العلم والأعلم في الكمال الإنساني يجب ان تنتزع من هوية الله تعالى مجده , ومن غير ذلك لا يكمن أن نصل إلى حقيقة العلم والأعلم أبداً, فالإنسان بالفطرة مهيأ أن يحمل سمات هوية الله الوجودية بما في ذلك سمات العلم , قال (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) (30) الحجر إن هذا الروح الذي نفخه الله في الإنسان هو هوية الله تعالى مجده , يظهر كماله في النشأة على حسب الامتثال لقوانين الله الحاكمة في الوجود وهي الشريعة المنزلة من السماء إلى الأرض بواسطة الوحي ( ويضمن ذلك الإيمان ,العدالة , الصلاة, العلم الحكمة,,الخ ) , حيث كل شيء في الوجود ينبثق عن الله يكون حاملاً لهويته تعالى مجده بما في ذلك الشريعة المنزلة , ولهذا السبب كان القرآن الكريم يتضمن كل الحقيقة في جميع المجالات لأنه منتزع من هوية الله العالم بكل شيء (..وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ )(النحل89)
ولما كانت هناك مسافة غير محددة ما بين الله المطلق والإنسان العبد المحدود , فإن القرآن الذي نزل من جهة الصدور ( المطلق) إلى جهة الوصول (الإنسان) يعتبر رابطة سببية ما بين الحق والخلق ( وها هنا سر كبير يا أولي الألباب) بشرط اعتبار القرآن روح من الله حي كريم عظيم عليم حكيم فاعل... الخ ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا ...)(الشورى 52) فالقرآن إذاً ليس مجرد كلمات في قرطاس بل روح من أمر الله كما الروح الذي نفخه في آدم عليه السلام , وهو يتضمن علم الله وحكمته (يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) (يس1-2) وهو روح فاعل ذو إرادة يمكن أن يشفي الأمراض الروحية والجسدية (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارا)(الإسراء82) بل هو فاعل ذو إرادة عظيمة يكمن أن تحرك به الجبال من مكان إلى آخر و تقطع به الأرض وتكلم به الموتى (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً..) (الرعد 31)
ولما كان القرآن كذلك وهو بين أيدينا يمكن أن نقرأه متى نشاء وكان مصدره الحق تعالى مجده ( العالم بكل شيء) فإنه بالتأكيد واسطة سببية للعلم ولفعل معجزات في الأرض كما يصرّح هو في آياته المباركة تلك. والإنسان الأعلم في المجتمع الإسلامي هو الأعلم بالقرآن الكريم الذي يتضمن تبياناً لكل الحقيقة وأخبار الدنيا والآخرة (..مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ..)(الأنعام 38) والإنسان الأكثر قدرة على استنباط القوانين العامة والخاصة منه , هو الذي يستطيع أن يرتبط روحياً به ليصل بالنهاية إلى مصدره ( الروح المطلق ) تعالى مجده . وهذا هو شأن العرفان الذي يجمع كل المعارف والعلوم في حقل واحد وباب واحد يفتح على جميع الأبواب كما يقول مولى المتقين وإمام المؤمنين على بن أبي طالب ( علمني رسول الله باب من العلم يفتح على ألف باب , وكل باب يفتح على ألف باب) باب يفتح على مليون باب ,هكذا انتزاع العلم من هوية الله (العليم) وليس باب الاحتياط , فالمعصوم لا يذهب للمدرسة أو الحوزة العلمية أو إلى شيخ أو أستاذ ليأخذ منه العلم بل يأخذ علمه مباشرة من الله (العليم) الذي فتح باب الوصول إليه لجميع الناس باعتبارهم حاملي الهوية ( روح الله التي نفخها في آدم عليه السلام) ويكون ذلك عن طريق العرفان , حب الله , عشق الله , إلى درجة العبودية , (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (آل عمران31) ( والذين أمنوا أشد حباً لله )
 ولما كان العليم (الله) تعالى مجده ظاهر وباطن (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (الحديد3) وهو تعالى مجده هوية واحدة بلا تمايز أو اختلاف , فإن طريق الوصول إليه ( إلى العلم ) يجب أن يكون من الظاهر ومن الباطن في آن , وها هنا الأسس التي تبتني عليها نظرية المعرفة في الإسلام , انه طريق للمعرفة أوسع وأشمل من ذلك الذي يحصر المعرفة في المظاهر المادية فحسب .
وعلى ضوء تلك الحقائق المنتزعة من هوية الحق تعالى مجده , فإن الأعلم هو الذي يستلهم مفردات العلم من الله في مقامي الظاهر والباطن , أما مقام الظاهر فهو القرآن الكريم الذي بين أيدينا والسيرة النبوية الشريفة والتراث الغني الذي خلفه المعصومون عليهم السلام , وأما مقام الباطن فهو العلاقة العرفانية مع الباطن.. البطون المطلق( الله) تعالى مجده ويكون ذلك عن طريق الصلاة الخاشعة , العشق , العبودية , وهذا هو الأسلوب الأمثل لاستحصال العالم الذي يرجع في النهاية إلى العليم الحكيم تعالى مجده ,هو أسلوب المعصومين عليهم السلام ,يستطيع أي إنسان أن يخوض فيه ويستحصل ما شاء الله من العلم والمعرفة .
وأمام حقائق موضوعية كهذه  , فإن السبب في وجود اختلاف في الآراء والفتاوى ( حلال,حرام , واجب ,مستحب, مكروه, على الأحوط وجوبا, على الأحوط استحبابا,,الخ ) هو الأسلوب الخاطيء في التدريس والمادة العلمية التي يتناولها طالب العلم في الحوزة العلمية من نتائجه أن يخرج إلينا فقيه تجاوز السبعين من عمره برسالة عملية يقدمها للأمة تتضمن 113 احتياط , وهذا أمر كارثي يا قومي لو كنتم تعلمون ,إنها مصطلحات ابتدعوها ما أنزل الله بها من سلطان , وليس لها وجود أصيل في الشريعة ولم تكن من ضمن مفردات النبي الأمين صلى الله عليه وآله وسلم ولا من أسلوب الأئمة الأطهار عليهم السلام , بل هي بضاعة الذين لا يبلغون اليقين , الذين يعتمدون على الكتاب والرواية والحديث وقال فلان وعلان من دون طرق باب الله وطلب العلم منه وهو القائل (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة282) (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق 4-5) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (29) وعنى هذه الأخيرة هو أن الذين يتقون الله (كما كان يفعل رسول الله ص والإمام علي ع , في أعطاء حق الفقراء والمساكين) يجعل الله لهم في قلوبهم فرقاناً لا يخطئ أبداً يفرق بين الحق والباطل والصواب من الخطأ ,لا يسلك الشك إليه من سبيل نحو على الأحوط وجوباً أو استحباباً ,او مستحب أو مكره أو نحو ذلك من المصطلحات التي ما انزل الله بها من سلطان , فكل ما يأتي من الله حق يقين , وكل ما يأتي من الطاغون شك وعدم يقين .
 وإليكم يا قومي وصفة علمية وطريقة لاستحصال العلم من الله يقولها لكم في قرآنه المجيد بكل صراحة ووضوح , انتبهوا لما يقول إن كنتم تريدون الفوز بالعلم والجنة ورضوان الله : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة22) فالآية الكريمة تتضمن شرطان مهمان من يحرزهما يكون مصداق حقيقي لها, لأن الله لا يقول شيء ويوثقه في القرآن إلا وله وجود حقيقي في النشأة, ومن أصدق من الله قيلا ؟؟, والمعنى كما هو بيّن , إن الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر , ولا يوادون الذين يحادون الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ( فكيف إذا كانوا قوات احتلال أو حكومة عميلة أو منافقين أو مرتزقة ,,الخ ؟؟), فإن الله يكتب في قلوبهم الإيمان , وهو علم يقني بلا على الأحوط لا وجوباً ولا أستحباباً , لا تستطيع اكبر قوة مستكبرة في الأرض أو الجاه أو المال أو الاستخبارات,,الخ أن تؤثر عليه لأن كتابة الله لا تنمحي ولا تتأثر بشيء, ويؤيد هؤلاء المؤمنين بروح منه تعالى مجده ( عقل إضافي نور على نور) ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ولا يخرجون منها أبداً , رضي الله عنهم بإيمانهم وتقواهم وطاعتهم, و رضوا عنه بما أعطاهم من نعيم مقيم , أولئك هم حزب الله الداخلون في ولاية الله العاملون له وليس لغيره .
فالعلم الحقيقي إذاً لا ينحصر في قراءة الكتب والرواية وقال فلان وعلان , بل في تقوى الله والعمل لأجله بصدق وإخلاص , وأن ذلك يستجلب العلم من الله والرضوان والخير والبركة , وهو طريق حقيقي موثق في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ( من أخلص لله أربعين صباحاً جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه – حيث شريف) وهذا هو شأن العرفان الذي هو علم وعمل وباب يفتح على ألف باب وكل باب يفتح على ألف باب كما يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام .
* باحث في علوم المستقبل
 

الرئيسية  | مركز الصدرين للفكر الإستراتيجي |  العودة للصفحة السابقة