الإستراتيجية
الأمريكية في العراق
الحلقة الثامنة
مقدمات حرب الإرهاب في العراق
كتابات - صلاح التكمه جي
غالبية الخبراء الاستراتيجيين الامريكين اعتبروا حرب الارهاب في
العراق ، هي بداية الحرب الكونية للقرن الجديد و ان 11 سبتمبر كان
الشرارة لهذه الحرب وفي هذا السياق أكد الخبير الصيني في شوؤن
الشرق الاوسط (هوى) هو ، (ان الولايات المتحدة تعتبر ان الحرب
الارهاب في العراق مسألة ذات اهمية استراتيجية بالغة . ) و يضيف
(هوى) واكد ان العراق قد اختير كاول هدف لاسباب ثلاثة
:. - اولا انه بالرغم من العراق كان خاضعا لعقوبات الامم المتحدة
لمدة 12 عاما بعد حرب الخليج ، الا انه لم يستسلم. وواصل تحدى تفوق
الولايات المتحدة ، الامر الذى اعتبرته الاخيرة امرا غير محتمل . –
ثانيا تعتقد الولايات المتحدة ان العراق لديه على الاقل القدرة
على تطوير اسلحة دمار شامل ، حيث ان بامكانه الاستفادة من موارده
البترولية الغنية فى هذا الغرض . وان وجود نظام مناهض للولايات
المتحدة يملك اسلحة دمار شامل سوف يشكل تهديدا كبيرا على الولايات
المتحدة . وفضلا عن ذلك فانه يمكن تقديم اسلحة الدمار الشامل
للجماعات الارهابية .
- ثالثا ، ان العراق لديه موارد بترولية غنية . ويوجد حوالى 65 فى
المائة من بترول العالم فى الشرق الاوسط ، ويملك العراق ثانى اكبر
موارد البترول فى العالم . ان البترول مادة استراتيجية ، ويمكن
القول بان الدولة التى تسيطر على البترول ، تسيطر ايضا على
الاقتصاد العالمى . ويتعين على الولايات المتحدة السيطرة على موارد
البترولية لانها ترغب فى تحقيق سيادتها على العالم . المصدر
(لوكالة انباء شيخوا بكين 3 بريل2003).
و الخلاصة ،أن اهداف الاستراتيجية الامريكية في شروع حرب الارهاب
بالعراق بعد أحداث 11 سسبتمبر هي كالتالي:-
1. العراق هو حجر الأساس في تغيير الخريطة السياسية للعالم و للقرن
الحادي و العشرين ، ويذكر في هذا السياق (دانا ميلبانك ومايك آلن)
( استخدام العراق «كحجرة زاوية» لاعادة صياغة منطقة الشرق الاوسط
وبالتالي خفض التهديدات الارهابية للولايات المتحدة.)
2. العراق هو جزء مهم في حفظ الأمن القومي الأمريكي الجديد بعد أن
تلازم الأمن الداخلي للولايات المتحدة مع مصالح الأمريكية في
العالم. وكان بول وولفويتز، مساعد وزير الدفاع الاميركي قال في
مقابلة مع شبكة «ان. بي. سي» التلفزيونية الاميركية ان «معركة ضمان
السلام في العراق هي الآن المعركة المركزية في الحرب العالمية ضد
الارهاب، وهذه التضحيات لن تجعل فقط الشرق الاوسط اكثر استقرارا،
وانما ايضاً بلادنا اكثر امنا)
3. واردات النفط سلاح استراتيجي بيد أنصار القاعدة والأنظمة
القريبة من تفكيره ويجب أن يكون هناك اشراف دولي لنظام العولمة حول
كيفية الاستفادة من واردات النفط ، فمبدأ السيطرة على منابع النفط
ليس مهم عند مفكري نطام العولمة الجديده ، أنما المهم لديهم بعد
احداث 11 سبتمبر هو أين تذهب تلك الموارد ، هل تذهب في تشكيل مدارس
دينية متطرفة و جمعيات خيرية تدعم الارهاب ، ام تذهب في صناعة
اسلحة دمار شامل ، تشكل خطرا استراتيجي على نظام العولمة ، فالمهم
لدى الاستراتيجي الامريكي ، ان لا يظهر من واردات النفط السعودي بن
لادن وايمن الظواهري ، وصالح العوفي و ابو مصعب الزرقاوي ،و المخطط
الامريكي يعلم جيدا انه لا توجد لديه مشكلة من حصول النفط الايراني
او العراقي و لكن المشكلة لديه ان لا يخرج من واردان النفط
الايراني و العراقي ، حسن نصر الله ، ومحسن رضائي ، و رحيم صفوي ،
وغيرهم, ولهذا اصبح من الضروري لدى العقل الاستراتيجي الامريكي هو
في كيفية المراقبة الدقيقة للمليارت الدولارات من واردات النفط و
في اي موارد يستفاد منها .
4. توازن الرعب الاستراتيجي للعراق يجب أن يدمر بكل إمكانياته من
خبرات بشرية و تقنيات و أسلحة دمار شامل ويجب ان لا تقع تلك
الإمكانيات بيد الأصولية الإسلامية باي حال من الأحوال.
5. العراق منطلق للتغيير الفكري و السياسي و الثقافي بعد ان اصبح
الفكر الإسلامي جزء من الإرهاب الدولي ، فالنموذج السياسي الموعود
،يأمل منه الباحث الاستراتيجي منطلق تغيير للشرق الأوسط. قال نائب
الرئيس الاميركي ديك تشيني ان العراق «سيصبح مثالا للشرق الاوسط
بأكمله» وبالتالي «سيساهم مباشرة في امن اميركا واصدقائنا».
6. العراق منطلق مهم لتجفيف منابع التطرف الإسلامي المتمثل في
القاعدة باستدراج كوادره الى حرب الارهاب ، و استخدام العراق ساحة
قتل لكوادر القاعدة و العناصر الاسلامية المتطرفة في المنطقة
والعالم ، فتشير التقارير ان المخابرات الامريكية ساهمت بشكل غير
مباشر بتشجيع الخلايا النائمة للقاعدة المنتشرة في اوربا وامريكا
بالتوجه الى العراق ،بعنوان (محاربة القوات الصليبية الكافرة) ،
هذا ما اكده عميل مخابرات الامريكية في مقابل له للفضائية العربية
، حيث ذكر انه طلب منه انه يتوجه الى البوسنة ، ويقوم بعملية حث
للكوادر القاعدة بالتوجه الى العراق.
الملف العراقي أصبح هاجسا رئيسيا في البيت الابيض الامريكي للاسباب
الانفة الذكر ولهذا كل التسريبات الصحفية أشارت ان حرب الارهاب في
العراق ، اصبحت وشيكة الوقوع و هيئت جميع الاجواء النفسية لهذه
الحرب(وتذكر صحيفة (نيويورك تايمز) انها قد نشرت تسريبات عما يقال
عنه خطة عسكرية امريكية لغزو العراق تنطلق من دول مجاورة له ينفذها
250 الف مقاتل امريكي.هذه التسريبات انطلقت من تقرير ببضعة اسطر،
لكنها باتت اليوم سيلاً جارفاً من الاوراق المطبوعة والمقابلات
المرئية والمسموعة في ارجاء العالم كافة، تحلل وتنظر وترسم ملامح
من نسيج الخيال لما يمكن ان يحدث في الشرق الاوسط. ولادامة زخم هذه
الحملة الاعلامية، تتواصل عملية تغذية الاستعدادات القتالية
للولايات المتحدة الامريكية، عبر صحف ووسائل اعلام محددة. ها هي
صحيفة (لوس انجليس تايمز) علي موقعها في شبكة انترنت تذكر ان
تقريرا سريا لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) طلب من الجيش
الامريكي ان يكون علي استعداد للقيام بضربات وقائية في أي مكان في
العالم وان يكون في وضع يسمح له القيام بعمليات قصف اكثر دقة.
وأوضحت ان هذا التقرير السري الذي يغطي الفترة الممتدة من 2004 الي
2009 يطلب من الجيش التركيز علي مصاريفه في خمسة مجالات : مكافحة
الارهاب بما في ذلك اسلحة الدمار الشامل والمخابرات والحرب
الالكترونية وقدرات الضربات الجوية والانظمة العسكرية المنتشرة في
الفضاء. ويحدد التقرير المنشور في صحيفة لوس انجليس تايمز ايضا
اهدافا محددة مثل تطوير حتي 2012 سرب من 12 مقاتلة بدون طيار
وتطوير حتي 2009 صاروخ متطور جدا بامكانه اجتياز مسافة 1300 كلم
خلال 15 دقيقة وقادر علي ازالة قاذفات صواريخ متحركة قبل ان يتم
تحريكها. ويشدد التقرير أيضا علي بعض القدرات مثل قصف محدد بكثافة
قوية ويطلب تطوير قنابل قادرة علي إصابة أهداف مدفونة تحت الأرض
مثل المجمعات المبنية حسب ما قالت الصحيفة. وأشارت إلي ان هذه
الاسلحة ستتيح شن هجمات وقائية ضد بلدان مثل العراق).
المصدر: (جريدة (الزمان) العدد 1262 التاريخ 2002 - 7 – 17
بتلك التسريبات وغيرها هيئت الاجواء النفسية للشروع حرب الارهاب في
العراق واصبح قضية حتمية ، وتيقن النظام العراقي السابق بهذه
الحتمية ولهذا سارعت الدوائر العسكرية والمخابراتية لوضع خطط
لمواجهة تلك الحرب التي من اهمها
1. تقسيم العراق الى خمس قيادات غير مركزية تكون كل منطقة لها
قيادة مطلق الصلاحية في مواجهة تلك الحرب
2. استخدام ورقة الحرب الدينية لكسب التأييد العربي والإسلامي في
تلك الحرب ، فالمصطلحات الإعلامية التي كان يستخدمها الصحاف في
تصريحاته و البيانات الرسمية للقيادة العسكرية كلها تصب بجعل تلك
الحرب حربا دينيا .
3. وضع قيادات بدبلة في مناطق امنة خارج العراق تكون مؤهلة لقيادة
المعركة في حالة سقوط الدولة
4. تهريبه لكميات ضخمة من أموال العراق الى الخارج للاستفادة منها
فيما بعد .
5. اطلاق المجرمين و العصابات من السجون العراقية وهذا يدل على
استخدامهم في عمليات ا لفوضى بعد انهيار النظام.
6. فتح السفارات العراقية للمتطوعين العرب والإسلاميين و تشجيعهم
بالتوجه للعراق ، هذا إضافة بفتح المعسكرات في داخل العراق و
تهيئتهم لتلك الحرب.
كل تلك الاستعدادات سواء من الطرف الأمريكي او النظام السابق تشير
الى قرب ساعة الصفر للحرب الارهاب في العراق التي سنتحدث عن
تفاصيلها بالمرحلة القادمة