خطوات في المسار الشيعي المستقبلي
 الرسالة الأولى
كتابات - شباب آل محمد
 

1. أن يتحول المقدس الشيعي من محور ندور حوله ، إلى طاقة فعالة تحركنا للأمام ، كما هو مفروض في منطق الدين الحنيف . كل الأمم بحاجة الى قيمة مقدسة في حركتها التاريخية ، تمثل المرحلة المثالية ، والشخص المثالي ، والفترة المثالية ، التي تصبح كخط انطلاق لحركتها ، ونحن والحمد لله نملك قيما ً مقدسة وأشخاصا ًمقدسين ، وحوادث مقدسة ، تكفي لكي تحمل العالم بأسره الى مساحات التآلف والعطاء المثالي . لذلك ومن باب أولى أن نستثمر نحن هذه القيم لشحن مفرداتنا الداخلية بالقوة والثبات . المقدس الشيعي مهمٌ وموجود ، لكن سوء التعامل معه حوّله الى عبأ على الطائفة ، فالعالِم المقدس بدل من أن يكون محورا ً للعطاء والتوجيه ، تحول الى مخلوق غيبي لا يُرتجا منه ألا ّ البركة والدعاء . والتاريخ المقدس الذي نملكه لأئمتنا الأطهار بدل أن يكون لنا مدرسة في هضم وقائع الحاضر التهيؤ للمستقبل ، صارَ لحنا ً في أفواه المستثمرين على المنابر ، وخرافات بين طيّات الكتب التجارية . علينا أن نبدأ بداية أخرى مستفيدين من تجاربنا الماضية ، المضيئة منها والمظلمة .
2. تقـنين الصراع بين ا لجيل القديم والجيل الحديث في سياق سجال فكري بنــّاء ، وليس في سياق الرفض المسبق للآخر . إن الطاقات الصاعدة في الأمة هي الخزين الحقيقي لهذه الأمة ، وعِبَر التاريخ تقول ؛ أن كل أمة تهمل جزءا ً من مكوناتها تدفع ثمن هذا الإهمال غاليا . لقد كان أصحاب رسول الله ص والأئمة الأطهار فيهم الشاب واليافع ، والغني والفقير ، والتاجر والكادح . منصهرين جميعا ً في كف الطاعة لخدمة مصالح الأمة . ومثال تولية الصحابي أسامة بن زيد الفتى الشاب على جيش المسلمين وفيهم البالغ والأقدم في الإسلام إلا ّ خير مثال على تمازج الجيل القديم مع الجديد . الأجيال القديمة تمتلك الخبرة في الحياة ، والأجيال الحديثة تمتلك الطاقة لتفعيل هذه الخبرات . والأمة التي تحترم كهولها وتهمل شبابها ، أمة عجوز لا تملك سوى مفردات تتآكل أمام ماكينة الزمن . فعليه تنشيط الوسط الشبابي من أبنائنا باتجاه تنمية القدرات الذاتية ، في سياق خدمة الإنسان والطائفة ، في ضوء قيم الدين والفكر الحر . فلا مناص من استثمار هذه الطاقات الرهيبة ، والتي كما أسلفنا هي خزين الأمة الحقيقي.
3. توثيق العلاقة بين تاريخنا الخاص والتاريخ العالمي ، فلسنا حدثا فريدا في الوجود ، كما يحلو للبعض القول بذلك ، فنحن جزء من صيرورة بشرية عبر أجيال لا تنقطع . كلنا نحيا على هذا الكوكب ، وكلنا بحاجة الى عطاء وخيرات هذا الكوكب ، فلا نعلو عليهم ولا يعلون علينا .
4. توثيق العلاقة بالآخر عبر مقولات الاحترام والتعاون والتعارف ، والتفاعل المتبادل . الآخر ، مهما كان عنوانه ، وتوجهاته ، ولنا في رسول الله أسوة حسنة حين كان مرتبطا ً بشكل رائع بكل ألوان النسيج الاجتماعي . الآخر هو إنسان ، فيه نفحة روح من خالق الكون ، فيه قرابة من دم الأجداد ، فيه عطاء علينا أن نستثمره . في الزمن الصعب تحتاج الى الكثير من الدعم ، وفي زمن الخير تحتاج الى من يحفظ الخير .
5. مهاجرة البنيات التراثية الكسولة ، مثل الحزن و الاستلاب والاستهلاك الروحي كضرورة نابعة من الانتماء للمذهب الشريف . مذهب أهل البيت هو مذهب قوة ، وعزة ، ومذهب شجاعة وإباء ... ولا نرى الحاجة الى هذا الحس المأساوي المؤدي الى حافة اليأس الغير مبرر في التداول الثقافي الموروث . نحن بحاجة الى نفخ التراب من على الأحاديث الرائعة لأهل البيت عليهم السلام ، التي تقوي المهزوم فتجعله منتصرا ً، وتطيب خاطر الحزين فتجعله فرحا ً بحياة أحلى . لقد أثبت التاريخ القريب لشيعة العراق بطلان كل الدعاوى القدرية والخرفة التي دفعنا أثمانا ً خرافية من أجلها .
6.  تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة التي سببت لنا العزلة أو التضحية من أجل التضحية مثل الشهادة والجهاد والتقية وغيرها . فسيأتي اليوم الذي يسأل فيه أبو الشهيد عن سبب استشهاد ولده ، وسيأتي اليوم الذي يسأل المسحوق عن سبب حاله ... وسيأتي اليوم الذي تسأل فيه الأمة { أين أبنائنا يا زعماء الطائفة ؟ } . علينا أن نفهم كيف أهل البيت ضحوا وكيف جاهدوا وكيف اتقوا وكيف أكملوا رسالتهم .
7. : تعميق آلية التواصل بين الوسط والقيادة الروحية على أساس مبدأ الاحترام والمُساءلة والنقد المشروع المتقيد بمبادئ الأخلاق الكريمة .
8. تمرين الشبيبة الشيعية على مفاهيم التسامح والشورى والتعددية والقبول بالآخر من خلال دورات تربوية تجمع بين الفكر والعمل .
9. توثيق رسالة تاريخية بالأحداث التي من شأنها تنشيط الذاكرة الشيعية باتجاه حفظ الذات والكيان والتراث والمبادئ . أن الأمة التي تنسى تاريخها ، ليست بأمة سليمة ، رغم تأكيدنا على ؛ أنّ المستقبل سوف لن يكون للتاريخ فيه قيمة محسوسة ، حيث سيستقر الرهان على العطاء ثم العطاء . لكننا بإمكاننا أن نوظف تاريخنا لخلق هذا العطاء المستقبلي .
10. تعميق الشعور بالانتماء الوطني ولكن في سياق الحفاظ على الحقوق وأداء الواجبات ، وذلك بالنسبة لكل أبناء الوطن . والتركيز على مفردة الوطن التي نعتقد أن مكتبتنا الشيعية تخلو منها .

11/12/2005

الرئيسية  | مركز الصدرين للفكر الإستراتيجي |  العودة للصفحة السابقة