شيعة ا لعراق ... خطة مقترحة لمواجهة المحنة الجديدة
مدخل أولي
كتابات - شباب آل محمّد
 

بذل علماء الشيعة جهوداً مكثفة ومتواصلة في سبيل ترسيخ عقيدة أهل البيت في الضمير الشيعي ، ولا نبالغ اذا قلنا ان الانسان الشيعي يمتلك رصيداً معرفياً معمقاً ومتميزاً بعقيدته ومذهبه وفقهه وتاريخه ، وقد عرف عن العائلة الشيعية حرصها الشديد على صيانة وحماية ورعاية هذا الانتماء ، بل تعتبره جزءاً من تكوينها الوجودي والمصيري ، فالتشييع هويتها الذاتية والجوهرية ، هذه العائلة تعمل جاهدة على ربط ابنائها بهذا المذهب الطاهر بشكل وآخر ، بدأ من اختيار الاسم ، ومروراً بالممارسات الحياتية اليومية التي تتصل بالمسؤولية التعبدية ، وانتهاء بأحياء التراث وتنشيطه في حاضر الحياة ، وفي المقدمة من هذا التاريخ ملحمة عاشوراء الخالدة.وفي ضوء هذه المؤشرات والمقتربات لا يمكننا ان نعتبر انتماء الانسان الشيعي إلى هذا المذهب مجرد عاطفة ساذجة أو موقف يمليه وجدان تاريخي ، إنه ليس ذكرى ، بل هو انتماء مبرر من داخل عقله وروحه كما انه يتسبب في تشويه الفكر وتشطيره ، بل قد يستفيد العدو في استغلال هذه النقطة الحرجة لينفذ منها للطعن في نزاهة التشيع وعظمته وروعته ، من هنا ينبغي ان يكون يستوعب الاهتمام هذا المركب المزدوج ، أي العقيدة وأهلها معاً ، في اطار من التفاعل الحي النشط الذي يؤول إلى حماية العقيدة وقوة أهلها .
وفي الحقيقة –  ومنذ زمن ليس بالقصير  – بقدر ما كان الجهد كبيراً على مستوى التعزيز العقيدي ، كان العمل على ترسيخ الانتماء الكياني ضعيفاً فاتراً ، لقد كان هناك عمل دؤوب لتمكين العقيدة من ذاتها ومن الاخر ، وقد امتاز الخطاب الشيعي بالقطع الحاد ، بالمتانة ، بالقوة ، بالبيان …ولكن الخطاب الشيعي الكياني العراقي منسي ، مفقود …ولم تتوفر التربية العائلية على مثل هذا الشعور المصيري الذي من شأنه بناء كتلة شيعية عالمية تتحدى كل المحن والصعاب في سبيل الحياة الحرة الكريمة ، بل العكس ، نرى في الايام الاخيرة حالة من التمزق والاحتراب مما ينذر بشر مستطير .في ضوء هذه الحقائق وبوحي من الحاجة الملحة ندعوا إلى كيانية شيعية عراقية !
معنى الكيانية ..
ماذا نقصد بالكيانية الشيعية العالمية ؟
 أنه وجود منظم وفق قواعد تتسم بالمرونة ، من شانها تكتيل الشيعة في العالم على اساس التكافل الاجتماعي ، والتفاهم السياسي والتواصل الفكري ، قواعد متحركة قابلة للتطبيق والفعل ، يتجذب الشيعة من خلالها وبواسطتها مهمة الاستنهاض المتبادل والمتفاعل ، قواعد نظمية تحقق قدراً معينا من التضامن الحي المعطاء ، وذلك بغض النظر عن التخوم الفاصلة من عرق ولون وجنس ولغة ، قواعد في حدود الممكن التي تسمح به الظروف والقدرات ، تتجاوز مسألة تعدد المرجعيات الدينية ، واختلاف التوجهات السياسية ، قواعد تضبط اكبر مساحة ممكنه من آتباع آل محمد عليهم السلام . وفي الحقيقة ان مثل هذه الكيانية كانت موجودة على عهد الائمة الهداة عليهم الصلاة والسلام ، فقد كان موضوع اغناء الفقير الشيعي العراقي مسألة تهم الكيان الشيعي العراقي كله ، وكانت حماية الشيعي المضطهد مسؤولية كل إخوانه ومهما كان مستوى الالتزام الديني لكلا الطرفين المغيث والمستغيث .
الكيانية الشيعية والطائفية
 لا ندعو إلى طائفية شيعية وانما ندعو إلى كياينة شيعية عراقية توفر للشيعة العراقيين الوجود الانساني الفاعل الذي من شأنه رفع مستوى كل شيعي علمياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياًة وذلك في سياق من الاعتراف بالاخر ، والدفاع عن الحق ، وترسيخ قيم العدل في كل انحاء العالم .
ان مشروع الكيانية الشيعية العراقية لا يتضاد مع كل انتماء خير ، بل هي تعزز الانتماء إلى الوطن والامة والقومية والعالم ، اكثر من ذلك ان هذه الكيانية تضمن لهذه الانتماءات شحنة روحية رائعة ، ان الدفاع عن الوطن وانطلاقاً من كوني شيعياً يعطي لهذا الدفاع زخماً روحياً عالياً ، وفكر اهل البيت يركز على الاندماج في صميم الامة وروحها ، وهكذا مع كل الانتماءات الخيرة الاخرى ، وبالتالي فان مشروع الكيانية الشيعية العراقية ليست بديلاً عن الانتماء إلى الامة او الوطن او القومية او الدولة او العالم ، لأنها ضرورية والتجربة الشيعية أثبتت اخلاص الشيعة لهذه الانتماءات عبر كفاحها الطويل في سبيل القضايا القومية والوطنية .
 ان الطائفة الضعيفة تتحول إلى عالة على الوطن ، تخلق المشاكل الاجتماعية الخطيرة للأمة والعالم ، تخون المجتمع .فيما الطائفة القوية ذات المستويات الفكرية والاقتصادية والاخلاقية والاجتماعية المتقدمة تنصهر في خدمة الوطن والامة والعالم ، لأنها لا تعاني من العقد والاوهام .
 ان الطائفة القوية الخيرة بنية جميلة في بناء الوطن والمجتمع ، بل هي تساهم في تعبيد الطريق إلى مجتمع عالمي سعيد وامن ومتعادل .
 ان هذه الكيانية المأمولة تجذر العلاقة بين الانسان الشيعي والدولة كمؤسسة حضارية عصرية تهتم بخدمة الانسان ، ومن المناسب نذكر هنا ان الشيعي لا يمتلك أي عقدة من الدولة .
الكيانية الشيعية والمخاطر الداخلية
واجهةؠ'لمخاطرؠ'لداخليةؠ إذا كانت الكيانية الشيعية ضرورة حتمية لمواجهة المخاطر فأنها اكثر من ضرورة في مواجهة المخاطر الداخلية ، فليس سراً ان الجسم الشيعي ليس منسجماً في داخله ، فهناك طبقية اقتصادية قاتلة في داخل هذا الجسم ، وهو مرض فتاك طالما حذر منه الائمة الاطهار عليهم الصلاة والسلام .
ويفتقد التجار الشيعة إلى ابسط صيغ التعاون ، ولم يخطر ببال أحدهم ان يطرح مثل هذا المشروع المهم ، كما ان المنافي تهدد الملايين من أطفال الشيعة بالضياع والدمار ، فضلاً عن فقدان الهدف المركزي وتشتت الجهود هنا وهناك ، وفي الحقيقة ان فقدان الهدف يشكل كارثة شيعية عراقية نظمية ، لأن ذلك يؤدي إلى التعثر وتفتيت الطاقات .
العلنية والوضوح
الكيانية الشيعية العراقية عبارة عن مشروع علني ، انه مشروع واضح ، لا يعمل في الكواليس والكهوف والغرف المظلمة ، لأنه مشروع حضاري يهدف إلى الخير ، ليس فيه ما يدعو إلى الخفاء او إلى التستر ، فالشيعة لكي تعمل في اطار كياني عالمي لا تحتاج إلى السرية ، إننا لا نضمر ما يخيف او يتضاد مع القيم الحضارية الانسانية ، وتاريخنا معروف على مستوى الانجاز الفكري والسياسي ، فالمشروع يعمل لأهداف مشروعة ، تتمثل أولاً وأخيراً على رعاية الشيعة في العراق ، ايجاد الانسان الشيعي الصالح ، من خلال النهوض بهذا الانسان فكرياً واقتصادياً وأخلاقياً ، وهذا يساهم في أغناء العالم وليس في إرباكه ، وهي تتوسل بالآليات المشروعة لتحقيق أهدافها ، بالفكر المسالم النير ، والحوار مع الانظمة والحكومات ، والتعاون مع المؤسسات العالمية المعترف بها ، واللجوء إلى القوانين والاعراف الدولية ، والاساس طبعاً هو القوانين الداخلية المنظمة للكيان التي هي الاخرى تتسم بالموضوعية والوضوح والشفافية والمرونة ، وسوف نتعرض لهذه القضية لاحقاً .
 النقطة الجوهرية هنا هي التركيز على العلنية والوضوح ، فأنهما من الاركان المكينة في تأسيس هذه الكيانية المرتقبة ، سواء على صعيد المشروع او الاهداف او المعالجة او الآليات .
العناصر الاساسية المكونة للكيانية الشيعية
 في الجسم الشيعي مجموعة مكونات جوهرية وأساسية ، الا ان هذه المكونات رغم اسهامها في تشكيل البنية الخارجية لهذا الجسم تفتقر إلى التعاضد الوظيفي فيما بينها وهذه احدى المشاكل الكبيرة التي تعاني منها هذا الجسم ، فهو جسم عليل ليس في مكوناته العضوية بل في أفتقاد نظرية – ولو في معالم بسيطة – تشخص هذه المكونات ، وتربط فيما بينها بعلائق وظيفية انطلاقاً من اسس شرعية وواقعية ، وفي ضوء أهذاف واضحة كالتي اشرنا اليها مثلاً.
 مكونات هذا الجسم هي التي يمكن ان تشكل الكيانية بغض النظر عن التفاصيل ، ومن أبرز هذه المكونات المرجعية الدينية التي في قلب الوجود الشيعي ، هي امكانية مشحونة بقدرة التواصل مع امتداد الوجود فكراً وتاريخاً وجغرافية وروحاً ولا ولا نغفل الطاقات الاكاديمية المشتتة في كل انحاء العالم طوعاً او كرها وهي مشدودة إلى مذهبها وتاريخاً وايماناً او تراثاً او إعجاباً أو عاطفة ، جغرافية ممتدة تترافد بإمكانات التوافق الاثني والعرقي والأسري ، جغرافية خصبة بالتاريخ وقد وجهته في سياق من العطاء الحضاري المستمر ، وأخيراً هناك الشرائح الشيعية المثقفة ، أي المثقفون من كتاب وشعراء وفنانين ومسرحين …!
 الثاني : أحاديث أهل البيت عليهم السلام ، تلكم الاحاديث التي تعالج موضوع الكتلة الشيعية ، وهي احاديث كثيرة وعميقة وجادة وملزمة ، ونحمد الله أنها حفظت للأجيال عبر هذه الأزمنة القاسية .
 ثالثاً : تجربة أهل البيت العملية ، فأنها مسيرة سخية ومعطاء في تصوير هذه الحقيقة ونظمها في هذا الزمان وكل زمان ، فلقد شهد عصر الائمة وخاصة في حياة الائمة الأ واخر تجربة تكتل رائعة يمكننا تجليتها والاستفادة منها كفكرة وممارسة واحكام وآليات ..
وفي الحقيقة قبل أي بداية عملية على صعيد هذا المشروع العظيم لابد من بداية ضرورية سابقة على أي اجراء ، انها عملية التثقيف الجادة على المشروع ، ذلك بنشر الكتب والنشرات واجراء اللقاءات والحوارات والمناظرات ، وفي عقيدتنا ان المنبر الحسيني يمكن ان يؤدي دورا رائد في هذا الخصوص ، متوسلين إلى ذلك بأحاديث أهل البيت وبالتحليل الدقيق لما يجري في العالم من احداث وتطورات تتصل القضية .
التاجر الشيعي والكيانية
 لا نعتقد ان الحديث عن دور التاجر الشيعي في موضوعة الكيانية الشيعية يدخل في دائرة النوافل ، لأن التاجر ليس مفردة عابرة في ظل الارقام التي تحكم العالم في هذه الايام ، ولم يعد التاجر مجرد ممكن اقتصادي بحت ، بل هو اضافة إلى ذلك موقع اجتماعي وقيمة معرفية ، وربما فضاء سياسي وحركي بشكل وآخر ، وفي مستويات متفاوتة من السعة والفاعلية والعمق ، وقد أدرك زعماء الطوائف والاديان هذه الحقيقة المهمة ، فسعوا على صعيد الاستفادة منها إلى ابعد الحدود الممكنة ، ولم تكن هذه الاستفادة متروكه للمزاج الشخصي الوقتي او مستوحاة من الظروف الطارئة ، بل هو لبنة في تخطيط أي ان التاجر في حساب هذه الطوائف ، بنية تأسيسية ، يمارس دوره المرسوم بفاعلية وقوة بلحاظ كل قدراته المادية والمعرفية والاجتماعية ، وقليل من الاطلاع على احوال اليهود والبهرة والبهائية وغيرها من الطوائف والملل ، تكشف بوضوح على الدور الرائد للتاجر ، حقاً انه الدور المؤسس .
المطلوب من التاجر الشيعي ان يكون بمستوى عال من العطاء ، ان يكون عنصراً مخططاً داخل الكيان ، ان يتحول من كتلة مالية داخل التيار إلى وظيفة قيادية ، تشارك بوعي ومسؤولية في قيادة الطائفة ، وهي تكافح من اجل الحياة ومن اجل التقدم ومن اجل الانتشار ومن اجل الرفعة ، فعلى التاجر الشيعي انم يتحرر من الفهم الساذج لمفهوم إبراء الذمة وينتقل إلى معناه الاعمق ، إلى فضائه الاوسع فإبراء الذمة لا يساوي دفع الحقوق الشرعية وحسب ، بل يعني التطابق بين الممكنات والمسؤولية العراقية .
ان المطلوب من التاجر الشيعي (( ان ينزل بنفسه إلى الميدان ، ان يدرس الواقع الشيعي بكل اشكالياته ومشاكله ، بكل نقاط ضعفه .
البداية المهمة
كيف نبدأ ؟
ان مشروع الكيانية الشيعية العراقية مشروع ضخم ، لا يمكن ان يتحقق من دون مقدمات ، هي بدورها تحتاج إلى زمن ومعاناة وتفكير ، ان مشروع الكيان الشيعي المتكامل والمتناسق والمتفاعل والمتكافل …ان مشروعاً بهذه الضخامة والجسامة يحتاج في الدرجة الاولى إلى نظرية تتناول أصالة القضية وضرورتها القصوى وأهميتها الملحة في هذه الظروف الصعبة ، ويمكننا أن ننطلق في تأسيس هذه البداية من المقتربات التالية .
 الاول : الحقيقة الموضوعية المستقاة من تجربة الحياة وخاصة في هذا الزمن الملتهب المتفجر ، حيث تلعب لغة التكتل دورها الفاعل في صنع الحاضر السياسي والاقتصادي و الفكري في كل انحاء العالم ، التكتل وفق مقاييس قومية عنصرية وطائفية …وقوته يحدد الحاجات والآليات ، بالتعاون مع العلماء الاعلام أهل الفكر والاختصاص وبمراجعة المؤسسات الشيعية من مدارس وجمعيات ، ان يتحرك بنفسه في احياء الشيعية – على الاقل القريبة منه – ثم يدرس الحلول المطلوبة .
ان من المهمات التي تنتظر التاجر الشيعي العراقي هي توسيع القاعدة التجارية الشيعية ، ان تكثير الرقم التجاري الشيعي عملية ضرورية ملحة وحاسمة ، هذه هي الطوائف في كل انحاء العالم ، تسعى إلى توظيف كل من تجد فيه الكفاءة التجارية ، لتجعل منه رقماً جديداً في جملة تجارية ، تضيفه إلى طاقتها المالية المتحركة لينفع نفسه أهله وطائفته ، ان توسيع القاعدة التجارية الشيعية عملية سهلة ، إذ تتوفر كل عناصرها الحية من مال وكفاءات ومجال ، والعملية في عنصرها الجوهري تعتمد على همة التجار الموالين .
 ان توسيع القاعدة التجارية الشيعية العراقية حاجة ماسة ومن صميم الواقع ، فاقتصاد السوق ه الحاكم والمهيمن والسائد ، وهذه القضية من اهم ما يتدارسه تجار الاديان والطوائف مع قادتهم الروحيين . ان العلاقة بين التجار والانظمة في طريقها إلى المزيد من القوة بسبب القيم الاقتصادية الجديدة ، وتناقص دور سادة الدولة ، وكل هذا بدوره يوفر للتاجر دورا في العمل السياسي ، وبالتالي يمكن ان نستثمر كل هذا في خدمة الطائفة .
 ان المطلوب من التجار الشيعة العراقيين ان يسعوا إلى تشكيل التيار التجاري الشيعي العراقي ، التيار الذي من شأنه تبادل الخبرات والافكار ، وتأسيس المشاريع المشتركة التي تصب في تعزيز القوة الاقتصادية لتجارنا ، ان المطلوب من التجار الشيعة تشكيل التيار التجاري الشيعي العراقي الذي يحول دون افلاس هذا التاجر او ذاك من ابناء الطائفة .
 والواقع : اننا لا ندعوا إلى ذلك انطلاقاً من دوافع طائفية فالمعروف عن شيعية آل البيت أنهم مسالمون ، يعطون بلا حساب ، واننا نطرح هذه الافكار لأننا طائفة مجرد من كل حماية وكل سند وكل عون .
الشيء الذي نريد التأكد عليه في هذه العجالة – وهو في غاية الاهمية والخطورة – ان التاجر الشيعي لايكون في مستوى هذه المسؤوليات الرائدة الا اذا كان مثقفاً ، يقرأ النص الشيعي بعمق…يحيط بالواقع الشيعي تفصيلاً …يجيد تحليل الاحداث السياسية العالمية والاقليمية والوطنية …مطلع على الفكر العالمي يجيد لغة النقد العالية.
ان التاجر المثقف يلعب دوراً بنائياً ، ينتقل بالطائفة من الفرقة إلى الوحدة ، من الضعف إلى القوة ، من الجهل إلى العلم …عنصر فاعل …نشط …مخطط …موجه… عدته في ذلك المال والموقع والفكر والعقل والعلاقات والجاه والمعرفة .
لقد عاصرنا وشاهدنا بعض التجار المؤمنين الذين تحملوا شيئاً من المسؤولية تجاه انتماءهم وإخوانهم ، ورغم بساطة ما قدموا كان له التأثير البلغ في تطوير شؤون الطائفة ، ولا يسع المجال هنا لبيان الشواهد ، وبناء على هذا نتساءل عن مدى هذا التأثير في ظل كيانية شيعية – ولو في حدود بسيطة – ليس من شك سيكون التأثر كونياً وعالمياً .
ان التاجر الشيعي المتزود بالوعي يمكن ان يكون من ابرز مؤسسي الكيانية العراقية ، لأنه مجموعة أمكانات مؤثرة على صعيد المرجعية والحوزات العلمية والجمعيات والمؤسسات الشيعية والدوائر الحكومية والنشاطات التجارية ، ومجالات اخرى متعددة ، يمكنه ان يطرح هذا المشروع وآلته المال والفكر والجاه ، وسوف يلقي تجاوباً شعبياً واسعاً ، من العلماء والمثقفين ونظرائه من أصحاب المال وكل الشرائح الشيعية …سوف يجد صدى واسعاً ومؤثراً …فان كلمة التاجر المثقف اكثر من غيرها تأثراً والاسباب ليست خفية على كل ذي لب .
المثقف الشيعي والكيانية
 من المميزات التي تشخص الوجود الشيعي العراقي هذا الكم الكبير من المثقفين ، فالشيعة مثقفون ، وقد ساهمت ظروف كثيرة في خلق هذه الحالة المتميزة بخصوص الشيعة ، ولعل منها الاضطهاد المستمر الذي عانت منه هذه الطائفة ، وجهدها المتواصل للحفاظ على تراث اهل البيت ، والمآثر الرائعة التي عرف بها الائمة عليهم السلام ، فقد كانوا رواد فكر وتضحية وإباء وهم أمثلة نموذجية لكل المسلمين على جميع الاصعدة . فلا عجب وهذه هي الحقيقة ان يكون اعظم الشعراء من الشيعة ، كذلك أشهر الفلاسفة والمفكرين .
الشيعي صديق الكتاب ، ومن المعروف انه ذو قدرة على الجدل الحي ، ويحمل ثقافة تراثية ساخنة تتصل بالمساحة الكبرى للتاريخ الاسلامي ، يتلهف إلى الجديد ، ويتطلع إلى المزيد ، وقد عرف بتسامحه انطلاقاً من روحه الشيعية الشفافة .
 هذا المثقف مشدود إلى تراثه حتى اذا لم يكن ملتزما ، تسري روح علي ودماء الحسين وعلم الصادق ومعاناة الكاظم في شعره ولوحته الفنية ومسرحه وفلمه وروايته وأمثلته ، أنه ذو انتماء تراثي متحرك وحاضر باستمرار .
هذا المثقف عانى من حرمان اقتصادي وسياسي بسبب هذا الانتماء وهذه قضية معروفة ، ولم يحتضنه أصحاب الكلمة الدينية في الجسم الشيعي لأسباب لا محل الآن للتفصيل فيها ، كما انه لم يجد ذيك التجاوب الكافي من قبل الجمهور الشيعي الا بحدود بسيطة ، ولكن رغم ذلك بقي مشدوداً إلى مذهبه اعتزازاً وعملاً واستلهاماً ، وقد ابدى نشاطاً رائعاً عندما نهض العلماء بفكر الاصيل ، وحركوا مكامن القوة في الادارة الشيعية ، وكان هذا المثقف في طليعة المعطاءين ، ولكنه ما زال خائفاً من سطوة الوصاية التي تستمد قوتها من اسباب كثيرة ، يختلط فيها الجهل المتراكم بالقصد الشخصي ومهما يكن من امر ان المثقف الشيعي ملتهب بالفكر والحيوية والتطلع ، سياسي الترعة ، شغوف بالمعرفة ، نزاع إلى الاجتماع والتفاعل ، وليس من شك ان لتعليم اهل البيت التي تلقاها من على المنبر الحسيني ، وعلى لسان امه وابيه ومن اصدقائه واقرانه من العادات الشيعية التي تتسم بالكرم والعطاء والحنان والانتصار للحق ، ساهمت في هذه الصياغة الحية للمثقف المذكور.
هذا المثقف يمكن ان يتحول إلى داينمو الكيانية الشيعية العراقية العصب الحساس ، من خلال القصيدة واللوحة المسرحية والفلم والمقالة ، ومن خلال قدرته على الحركة في الوسط الشيعي .
ان هذا المثقف اذا تزود بالمادة المطلوبة في هذا المجال سوف يحدث حركة نشطة في مشروع الكيانية الشيعية ، والشيء الذي نريد الافصاح عنه في هذه العجالة ان هذه الكيانية تشكل في حد ذاتها مكمن آمان لهذا المثقف ، بل في ظل الاوضاع العالمية الجديدة التي تنطوي علىاغراءات هائلة ، تدعو المثقف إلى التمرد والخروج ، ومما ثبت من خلال التجربة ، ان الانشداد إلى الانتماء لا يستمد قوته من صلاحية المبدأ والفكر فحسب ، بل اضافة إلى ذلك من تماسك المنتمين لهذا المبدأ ، فان تفكك اهله ، وتناقضهم اقتصادياً ، وعدم انسجامهم في اطار نظمي متناسق ومتكافئ وغياب الاهداف الواضحة وانعدام التصور المتقارب من قضايا العالم … كل ذلك يقود إلى الغربة الفكرية والانقلاب العقائدي ، او إلى التحلل المبدئي والانصراف إلى عوالم أخرى ، وهذه القضية سنعود اليها قريباً .
 في الحقيقة ان المثقف الشيعي العراقي يستطيع ان يساهم في طرح موضوعة الكيانية الشيعية بلا فاصل وبفعالية عالية ، فان لوحة فنية معبرة تترجم الواقع الشيعي المؤلم وتطرح البديل …ان انجازاً من هذا النوع يهز الضمير الشيعي العراقي ، ويخلق حالة من الوعي المستنفر ، سيكون سبباً في تولد قيم جديدة على صعيد البنية الشيعية …ان رواية تتعرض لحالة التمزق التي تحكم العلاقات بين مكونات الجسم الشيعي العراقي ، وستنجد الضمير الحر في التصدي إلى هذه الحالة المرفوضة في ضوء قيم اهل البيت ، وبلحاظ قيم القرن الواحد والعشرين السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبمعاينة متطلبات العصر وتعقيداته …
الاكاديمي الشيعي والكيانية
صاحب الاختصاص ثروة وسلطة ، والطوائف الناجحة تسعى إلى الاستفادة من ابنائها اصحاب الاختصاص ، سواء في تأصيل وجودها واستجلاء تاريخها ، او في الدفاع عن سياستها ومواقفها ، او في تجديد فكرها وفلسفتها ، او في طرح مشاكلها والعمل على تذليلها وحلها ، انهم فريق عمل على كل الاصعدة وفي جميع الاتجاهات ، والشيعة طائفة مثقفة متعلمة ، تضم في صفوفها مئات من اهل الاختصاص في العلوم الطبيعية والانسانية ، وهم طاقة مهدرة ، لم يوجد أي سعي جاد للأستفادة من هذا الجيش المعرفي الكبير لصالح هذه الامة المظلومة ، في حين تعمل الطوائف الناجحة على أحتضان هذه الثروة وتضع في خدمتها كل الممكنات ، وتنيط بها مهمة التخطيط للحاضر والمستقبل ، والهدف الجوهري ه الارتقاء بمستويات بالطائفة والارتفاع بقدراتها وإمكاناتها المادية والمعنوية .
ان ذوي المعرفة الاكاديمية في علم المالية والاقتصاد ، يمكن ان يقدموا للوجود الشيعي أطروحة ناضجة عن الرأسمال الشيعي (( الحقوق الشرعية )) وكيفية استثماره وتشغيله ، ليس لتسيير شؤون الحوزة العلمية وحسب بل لعلاج مشكلة الفقر داخل الجسم الشيعي ، كما ان ذوي الاختصاص الاداري والسياسي يمكن ان يقدموا طرحة نظمية تتولى مهمة التكامل الفكري والاقتصادي والساسي والاجتماعي بين مكونات الجسم الشيعي المبعثر والمجزأ والمتعاند ، ويمكن لذوي الاختصاص الاعلامي ، ان يقترحوا خطة اعلامية ناجحة تؤهلنا للدخول إلى العالم ، نتحرك من خلالها للدعوة إلى الاسلام ، ونستعين بها للذب عن حقوقنا وللرد على الشبهات الفكرية السياسية التي تشن على التشيع عن قصد او عن جهل ، ويمكن لذوي الاختصاص وفي كل المجالات المعرفية ان يقدموا منهجاً علمياً وتربوياً للنهوض بشباب الطائفة على جميع الاصعدة والاتجاهات ..
أننا على ثقة ان هذه الجمهرة من ذوي الاختصاص من أهلنا يتفاعلون مع مشروع الكيانية الشيعية وهو على استعداد قديم كل الدعم في هذا الاتجاه الخير ، الا ان هؤلاء في حاجة إلى التفات ذوي الكلمة الحاسمة في الجسم الشيعي ، اقصد المرجعية العظيمة ، فإنهم وبمجرد اشارة سريعة سيضعون كل طاقتهم على هذا الطريق اللاحب .
وفي الواقع ان تجميع أهل الاختصاص من الشيعة لأجل مشاريع ثقافية وتربوية ، تخدم أتباع آل محمد ليست بالفكرة الجديدة ، فقد سبق وان تحرك في هذا الاتجاه مجموعة من الاكاديميين الشيعة في العراق ، وبدعم من المرجعية الدينية العظيمة آنذاك ةوكان اول مشروع فكر به في وقته ، هو جامعة الكوفة ، وقد كان المتصدون خيرة الاكاديميين من أهلنا حيث وجد المشروع اصداء شعبية واسعة ، وتفاعل معه كل الشيعة وابدوا استعدادات هائلة للوقوف إلى جانب المشروع المذكور ، ومنها نعرف جيداً ان الجمهور الشيعي متفاعل مع أي مشروع شأنه ايجاد كيانية خاصة به ، تجمع الشتات وتنسق الطاقات وتؤلف بين الاختصاصات ، بأتجاه النهضة والتقدم والازدهار .
الفقير الشيعي العراقي
يشكل الفقر ظاهرة بارزة في الوسط الشعي بشكل عام ، ولم تاخذ هذه الظاهرة المؤسفة موقعها المركزي من الدرس والبيان والمعالجة من قبل الشيعة بالذات ، وذلك رغم كونها ظاهرة تتضاد مع القيم الانسانية ومنطق الحياة ، فضلاً عن تناقضها الجذري مع بديهيات الفكر الاسلامي الذي اسسه اهل البيت عليهم السلام ، بل قد نلمس احياناً العكس ، حيث طالما يتردد السنة بعض الوعاظ واصحاب المنابر ورجال الدين ، من ان الفقر فضيلة ، وانه من سمات المؤمنين وربما هو قضاء الله الذي لامفر منه ‍‍!
هذه الظاهرة قد يفسرها بعض الدراسين بأنها نتيجة منطقية لأوضاع اقتصادية متردية ، فيما يتصور آخرون انها تشكل حالة انسجام مع اتجاه معين في فهم الاسلام والتشيع ، او هي من ملامح الكسل الفكري والعضلي للمجتمع العربي والاسلامي ، او هو من مستحقات تحريم المدارس والاشتعال بالوظائف الحكومية قبل عقود من السنين !
الواقع ان كل واحد من هذه التصورات لا يصيب كل الاصابة ولا يخطأ كل الخطأ ، ولكن بلا ريب انها تهمل عنصراً اساسياً في الموضوع ، ذلك هو الانتماء المذهبي ، فالانسان الشيعي دفع ضريبة ضخمة بسبب انتمائه إلى خط اهل البيت عليهم السلام ، لقد حورب في رزقه وحياته وطموحاته لأنه كان محسوباً على الائمة الاطهار …هذه حقيقة نلتمسها بوضوح إبان تاريخ الائمة ، ثم تأسست كموقف تاريخي ساري المفعول على مر العصور ! والى هذه اللحظة يضيق على الانسان الشيعي اقتصادياً ، حتى اذا كان غير ملتزم ، لا لسبب الا لكونه شيعياً ، والشواهد على ذلك معروفة .
 تطلع الانسان الشيعي إلى الحكومات الوطنية لحل مشكلته هذه ولكن الحكومات الوطنية كانت نسخة مكررة للعقلية السلفية في الحكم والسياسة والرؤى ، رغم التغير الشكلي في المظاهر العامة فأتخذ أكثرها موقفاً سلبياً من الشيعة ، واتجهت طائفياً في سياستها التعليمية والاجتماعية والاقتصادية .
ان استمرار هذه المشكلة له انعكاس سلبي على الطائفة ، خاصة في هذا الزمن الذي أصبح فيه الدخل الفردي من علامات وأسباب التقدم في الحياة ، كما إننا نعي جيداً ، ان لقمة العيش مذهب ودين ، والبطون الخاوية لا تحمل المعاني السامية ، وليس من شك ان الافكار الهدامة تجد مرتعها في احضان الوسط المعدم ، كما ان الفقر من اكبر دواعي الانحلال الخلقي والديني ، وهذه هي الوهابية تستغل ظاهرة الفقر في بعض الاوساط الشيعية ، لأستمالتهم إلى افكارها الخرافية ..انها بعض النتائج المخفية ..وربما تتوالد وتتناسل في المستقبل الذي يدعو للأسف ان الشيعة كوجود بشري ضخم يمكنه ان يحل هذه المشكلة من خلال التضامن الاجتماعي ، ومن خلال تنظيم رأسمال الطائفة ، تماماً كما تعمل طائفة البهرة وطوائف اخرى ، حتى إننا لم نجد فيهم فقيراً .
ان إغناء الفقير الشيعي العراقي من مهمات الشيعة بالذات قبل الدولة ، انها مسؤوليتنا بالدرجة الاولى ، ونملك كل اسباب الحل الكامل ، ومن الطبيعي ان هذا لا ينفي ضرورة المطالبة بحقوق الشيعة ، وذلك عبر جهاد منظم ومنسق في كل أنحاء العالم انطلاقاً من كونهم بشراً ومواطنين وبناة ، فان هذا العمل لا ينفصل بأي حال من الاحوال عن توظيف الرأسمال الشيعي الشرعي لحل هذه القضية الحساسة ، ولكن وبكل صراحة ، لو وجدت الكيانية الشيعية سيكون حل هذه المشكلة اسهل وايسر ،وسيتخذ صفة الاستراتيجية العامة والمبرمجة ، ان مما يؤسف له حقاً ان يتوزع جزء كبير من الحقوق الشرعية الذي يخصص للفقراء على شكل صدقات ، تستهلك على شكل نفقة يومية او شهرية ، في حين بالمكان ان تتحول إلى عمل وظيفي ، وهو الاسلوب الذي تتبعه الطوائف الاخرى في سياسة المساعدات ، ولو اتبع هذا الاسلوب منذ زمن لحققنا مساحة عريضة من الاكتفاء الاقتصادي في مجال طائفتنا ، ولكن اتباعنا للأسلوب التقليدي تسبب في اهدار كميات ضخمة من المال !
ان مشروع الكيانية الشيعية العراقية ينقذ الرأسمال الشيعي من التبذير ، ومن الطريقة التقليدية في صرف هذا المال العزيز ، انها تحول هذا المال إلى وظيفة ، وينقذه من قانون (( قضاء حاجة )) ، يحول من صدقة إلى مهنة او شهادة او حرفة .
بدايات بسيطة
 قلنا : ان الكيانية الشيعية العراقية عبارة عن وجود منظم ، يسير وفق قواعد مرنة بأتجاه اهداف عامة ، تصب اولاً وآخراً بأستنهاض هذه الطائفة ، اجتماعياً وفكرياً وسياسياً ، يشكل المراجع قوتها الروحية ، والتجارة قوتها المادية ، والاكاديميون قوتها العلمية ، والمثقفون قوتها الفكرية والجامهير الشيعية قاعدتها الشعبية ، والمذهب الاسلامي الجعفري هو الايديولوجيا التي تميز الهوية الاولى ، هي المسؤولة عن تنظيم العلاقات داخل الكيان ، وتحدد المواقف خارج الكيان ، تعين وتشخص شرعية الاهداف والوسائل والاولويات والخطوات والممارسات ، ولا نعتقد ان مثل هذه المنظومة امر مستحيل اذا وضعنا خطة تدريجية تبدأ من مصاديق بسيطة ، من القرية والمحلة لتكون بعد ذلك على مستوى المدينة ثم مستوى الجغرافية الشيعية ككل ، مروراً بهذا البلد وذاك ، ونعتقد ان لبنان جاهز لمثل هذه الاطروحة في ظل ظروفه الحالية ، كما ان دولة المهجر عينات رائعة لأمضاء التجربة خاصة مهاجر الشمال الاروبي ، ولا مجال هنا للأفاضة في هذه المسألة .
 ان الانطلاق من تجارب محلية بسيطة ، توفر فرصة ثمينة لطرح التجربة علمياً ، وربما تتحول إلى تجربة للدراسة على مستوى الفكر والتطبيق ، ومن الطبيعي سيكون من الخطأ الفادح اذا فكر اصحاب التجربة بكسب كل الشيعة إلى المشروع ، بل المطلوب تحقيق الفكرة علمياً ولو في نطاق مجموعة من الانجازات البسيطة الملموسة ذات المردود الحسي ، تتهئ إمكانات التفاعل الايجابي مع المشروع .
 وفي الحقيقة لو ان علمائنا في القرى والارياف والمدن الصغيرة يباشرون هذا المشروع في ظل امكاناتهم العادية ليقدموا خدمة جليلة على طريق الفكرة .
ولكن ماذا لو حصل العكس ؟!
اذا لم يبادر العلماء وكل المعنيين بالشأن الشيعي إلى تبني هذا المشروع المصيري ، قد نواجه مصيراً غير مريح ، اذ ربما تتأكد حالات التصدع داخل الجسم الشيعي وتتفاقم عمليات التشقق في الكيان المهدد أصلاً ، وتطفح على السطح القضايا الهامشية ، وتحتل مركز الاهتمام الفكري والسياسي ، فيما تغيب القضايا الكبيرة التي تتصل بالمصير ، ومن الطبيعي ان تصاحب حالة التمزق الداخلي نتائج سلبية ، ولعل من أخطرها – لا سامح الله – أنحسار العلاقة بين الناس وقادتنا العلماء ، وهو الهدف الذي تخطط لها دوائر الاستعمار العالمي ، وفي هذه الظروف قد تنفرز حالات من الغلو، وفي المقابل قد تنفرز حالات من التميع العقائدي المخيفة ، وبالتالي قد ينشأ جيل غريب على فكر أهل البيت .
ان الكيانية هي الحل الوحيد …الكيانية الشيعية …انها الحل الناجع والوحيد لكل مآسينا وهي الطريق الوحيد لتقدمنا ونهضتنا وانتصاراتنا .
والحمد لله رب العالمين
 العراق
2004 / 5/ 15
 

الرئيسية  | مركز الصدرين للفكر الإستراتيجي |  العودة للصفحة السابقة