مركز الصدرين لحوار الحضارات والأديان

 المسلمون في الغرب
عن حركة إحياء الإسلام في الأندلس خلال القرن العشرين


يعتبر الأندلسيون المعاصرون بلاس أنفانتي بيريز، الأب لقوميتهم ومفكر انبعاثهم المعاصر، وهو أندلسي ولد في بلدة قشريش (مقاطعة مالقة) في 5/7/1885م من أبوين أندلسيين ينتميان لعائلتين سليلتين للموريسكيين القدماء.
وقد تخرج من كلية الفلسفة والآداب بجامعة غرناطة، حيث تخرج بامتياز في أكتوبر سنة 1906م، وتعرف أنفانتي في غرناطة على التراث الإسلامي الأندلسي، وأخذ شعوره الفطري شكل الهوية الإسلامية الأندلسية.
وأصبح يعتقد أن الهوية الأندلسية ليست هوية عرق أو دم، ولكنها هوية (وجود) و(معرفة).
وفي سنة 1916م أسس أنفانتي أول (مركز أندلسي) في أشبيلية، تبعته مراكز أخرى في مدن الأندلس وقراها، وأصدر مجلة (الأندلس) كلسان حال المراكز الأندلسية، والحركة القومية الأندلسية.
ثم أسس في أشبيلية دار ومكتبة أبانتي (التقدم) للنشر، نشر فيها عدداً من كتبه، كما أسس (مركز الدراسات الأندلسية)، وفي سنة 1920م أصدر كتاب (المعتمد ملك أشبيلية) وهي قصة مسرحية تاريخية عرف فيها أنفانتي بجذور الهوية الأندلسية الإسلامية.
وفي 15/9/1923م قرر إشهار إسلامه في أثناء زيارته لقبر المعتمد بن عباد في أغمات بالمغرب.
وفي 4/1930م انعقد في دلهي بالهند مؤتمر (الشعوب التي لا دول لها)، فشارك فيه عن القوميين الأندلسيين الشاعر المسلم آبل قدرة الذي أوضح في خطبته:
أن نضال تحرير الأندلس هو جزء من نضال شعوب آسيا وأفريقيا المغلوبة على أمرها، وأبان أن جذور القومية الأندلسية هي الإسلام.
وهكذا تحولت أفكار أنفانتي إلى أسس تبناها القوميون الأندلسيون ودعاة هوية الأندلس الإسلامية، وواصل أنفانتي صراعه مع الخصوم حتى سقط شهيداً في يوم الاثنين 10/8/1936م وهو يصرخ مرتين:
عاشت الأندلس حرة.
وفي النصف الثاني من القرن العشرين تأسست الجمعيات الإسلامية في الأندلس على يد المسلمين الوافدين، وأهل الأندلس الأصليين.
وانتشرت بشكل واسع في مدن أسبانيا المختلفة بعد الانفراج الذي حصل بزوال حكم الدكتاتور فرانكو.
إلاّ أن تلك الجمعيات الإسلامية اعتراها داء التشرذم والتناحر والتشتت، فمات بعضها بعد ولادتها، فيما أنجزت أخرى خطوات مهمة على طريق إحياء الإسلام في الأندلس.
وفي عقد الثمانينات المنصرم نشطت جمعيات إسلامية مهمة أسسها مسلمون أندلسيون، كان من أبرزهم عبد الرحمن مدينة الذي ألف كتابين مهمين عن الأندلس هما:
تاريخ الأندلس العام، في ستة مجلدات، والمعجم الأندلسي.
ولم يزل مدافعاً عن الإسلام وحضارته في الأندلس، وداعية نشطاً لأسلمة الأندلس.
 

الرئيسية  | موسوعة الصدرين لحوار الأديان |  العودة للصفحة السابقة