مركز الصدرين لحوار الحضارات والأديان

 المؤسسات الإسلامية في الغرب
دور المراكز الإسلامية في الحوار بين الشرق والغرب


يتحدث الدكتور محمد عبد اللطيف مدير المركز الإسلامي في مدينة بيروجا الإيطالية لبرنامج تلفزيوني عن الدور الكبير الذي تضطلع به المراكز الإسلامية في البلدان الغربية في إرساء أسس الحوار بين الشرق والغرب وتعريف الإسلام الغربيين بصورة صحيحة. ويؤكد أن الأداء الأفضل لهذا الدور يعتمد على مدراء هذه المراكز ومتخصصيها الدينيين الذين لابد أن يكونوا ملمّين إلماماً جيداً بالثقافة الإسلامية.
يقول الدكتور عبد اللطيف: إن مراكزنا الإسلامية لم تنهض بمهمة إقامة الحوار بين الإسلام والغرب لحد الآن كما ينبغي، والواقع إننا لم نستوعب دعوات الأوربيين المطالبة بمعرفة المزيد عن الإسلام. إن المسؤولية التي تواجه مؤسساتنا على هذا الصعيد كبيرة جداً وتتطلب وعياً إسلامياً عميقاً، تتحلى به شخصيات غير قليلة تطرح الإسلام طرحاً صحيحاً وتعالج المغالطات والتشويهات التي وِصُمَ بها الإسلام. إن التعريف بالدين الحنيف مهمة خطيرة وحساسة وإذا لم تؤدي بشكل سليم إنقلبت النتائج إلى الضد.
ويضيف في جانب آخر من حديثه: ينبغي للمراكز الإسلامية أن توسِّع من علاقاتها بالمؤسسات والشخصيات والجماعات الغربية كخطوة أولى لمد جسور الحوار والتفاهم مع الآخر الغربي. ونحن الآن على إتصالات جيدة بالمؤسسات الكنسية وبالنقابات العمالية وحتى بالسياسيين، نحاول أن نفصح لهم عن حقيقة الإسلام الذي تشوّه على أيدي المغرضين ممن وظّنوا تاريخ الصراعات بين الحضارتين الإسلامية والغربية للنيل من صلاة الإسلام، وهذا يزيد من أعباء التواصل مع الآخر. ينبغي أن نطرح الإسلام اليوم طرحاً حضارياً متقدماً ونوضّح للغربيين أن دين التسامح والعلم والتعامل الإيجابي والأخلاق الحسنة، وليس دين هدم أو مواجهة أو عنف.
ويواصل حديثه قائلاً: لابد من برمجة النشاط الحواري، وتنويعه كأن يقام أسبوع للترجمة والكتاب الإسلامي، ولابد من وجود أقسام ثقافية وإعلامية تقوم بمثل هذه المهمات، ولعل أهم ما يمكن أن ينفذه المسلمون تأسيس مثل هذه الأقسام المتخصصة بمحاورة الغرب، فمثلاً يمكن تأسيس دور نشر توزِّع الكتاب الإسلامي وتترجم مختارات من المؤلفات المميّزة إلى اللغات الغربية، وبالإمكان ترجمة القرآن الكريم ترجمة مدروسة دقيقة، إذ أن الترجمات السابقة أنجزها مستشرقون، ونحن اليوم بحاجة إلى ترجمات يقدّمها مسلمون سواء كانوا عرباً أو أوربيين.
وبالتالي فإن إقامة الحوار مع الغربيين يرتبط بالإمكانات الإعلامية للمؤسسات الإسلامية في الغرب، ولابد لهذا الغرض من إصدار المجلات والكتاب وإنتاج البرامج التلفزيونية، وترتيب علاقات وطيدة مع السياسيين ومع النقابات والاتحادات الثقافية والعمالية والمؤسسات الكنسية خصوصاً لأنها القادرة على المقارنة بين الأديان، وهذا مطروح حالياً على الصعيد الأوربي، فالتقارب الإسلامي المسيحي اليوم من المحاور المهمة الشاغلة الذهنية المفكرين هناك.
وحول قضية الحوار مع الغرب ودور المراكز الإسلامية في التأسيس له يقول محمد الهواري مقرر مجلس التعاون الإسلامي في أوربا: من أجل أن يعترف الغرب بالوجود الإسلامي لابد أن نقدم له محاوراً، وهذا المحاور ينبغي أن يكون فمثلاً للمسلمين. ففي ألمانيا على سبيل المثال إذا تقدّمنا بطلب للاعتراف بالدين الإسلامي سيقولون لنا من أنتم ومن تمثلون؟
ومعنى ذلك أننا لابد أن نتحد بإيجاد مؤسسات كبيرة يكون لها قوة تمثيل للمسلمين. وهناك خطوات على هذا الطريق بعض المجالس التي نسميها المجالس العليا، كالمجلس الأعلى للمسلمين في بلجيكا والمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا وفي هولندا وغيرها من الأقطار الأوربية، وهناك اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا، كذلك مجلس التعاون الإسلامي في أوربا. ويمكن التنويع والتفنن في محاورة الغرب، ولعل من أجمل المبادرات ما يسمى بيوم المسجد في ألمانيا والذي اقترحه المجلس الأعلى للمسلمين في هذا البلد واستجاب له أكثر من 800 مسجد فتحوا أبوابهم في يوم واحد لغير المسلمين كي يحاورونهم ويعرفونهم بالإسلام داخل المساجد، حيث قدموا لهم المنشورات الموحدة والإيضاحات اللازمة والضيافات الإسلامية من طعام وشراب وحلوى. ومن إمارات نجاح هذا المشروع أصداؤه وانعكاساته في وسائل الإعلام، إذ كتبت عن الصحافة الألمانية وبثت عنه برامج تلفزيونية وكان عدد زوّار المساجد من غير المسلمين في هذا اليوم الواحد عشرات الألوف.
---------------------------------
المصدر : فضائية "إقرأ" بتصرف
 

الرئيسية  | موسوعة الصدرين لحوار الأديان |  العودة للصفحة السابقة