مركز الصدرين لحوار الحضارات والأديان

 شرفات غربية
لمحة مقتضبة عن أضخم نتاج موسوعي للإستشراقي وأبرز الكتاب المساهمين فيه


كُتبت دائرة المعارف الاسلامية _وهي أوسع انتاج موسوعي استشراقي _ من قبل مجموعة كبيرة من المستشرقين من جنسيات أوربية مختلفة. وكان المشرف على معظم موادها هو المستشرق "فنسنك" أو "ونسنك" المعروف بأنه من أكبر المتعصّبين ضد الاسلام، والذي يدّعي أن الرسول (ص) ألّف القرآن من خلاصة الكتب الدينية والفلسفية التي سبقته، وقد نشرت هذه الدائرة باللغة العربية مرتين، الاولى عام 1932م الى حد الحرف (ع) والمرة الثانية في السبعينات دون أي تغيير في موادها.
وفيما يلي إستعراض سريع لابرز المستشرقين الذين ساهموا في كتابة موادها، مما يشف عن نسقها المعرفي المتسم بالإنتقاص من الديانة الاسلامية وعناصرها الاساسية المكونة لها، وذلك عبر معرفة أن معظم كتّابها كانوا من الصنف المعروف بلا حياديته في تناوله للقضايا الاسلامية:
1_ لويس ماسينيون (1883_1962) اكبر مستشرقي فرنسا المتأخرين.
2_ جوزيف شخت (1902_1970) مستشرق هولندي من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق.
3_ هنري لامنس اليسوعي (1862_1937) مستشرق بلجيكي المولد فرنسي الجنسية، من علماء الرهبان اليسوعيين.
4_ رينولد ألين نيكلس (1868 - 1945) من اكبر مستشرقي انجلترا المتأخرين. تخصص في التصوف الاسلامي والفلسفة.
5_ دافيد صموئيل مرجليوث (1858_1940) وهو ابن حزقيال الانجليزي البروتستانتي، متعصّب ضد الاسلام، ومن كبار المستشرقين، من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق.
6_ دانكن بلاك ماكدونلد (1943 _ ) مستشرق أميركي من أشد المتعصبين ضد الاسلام. يصدر في كتاباته عن روح تبشيرية متأصلة.
7_ إجناس كولد صيهر (1850_1921) مستشرق مجري موسوعي، عرف بعدائه للاسلام وبخطورة كتاباته عنه.
8_ أ.ج. أربري. مستشرق إنجليزي معروف بالتعصب ضد الاسلام والمسلمين، عمل إستاذاً بجامعة كمبردج.
9_ كارل بروكلمان (1868_1956) مستشرق الماني يعتبر أحد أبرز المستشرقين في العصر الحديث. عالم بتاريخ الأدب العربي.
10_ كريستيان سنوك هرجروينيه (1857_1936) مستشرق هولندي ولد في استرهوت وتعلم بليدن وإستراسبورج.
11_ جودفروا ديمومبين (1862_1957) مستشرق فرنسي كان استاذ العربية في مدرسة اللغات الشرقية بباريس.
12_ توماس ووكر آرنولد (1864_1930) مستشرق إنجليزي من أهل لندن.
13_ رينيه باسيه (1855_1924) مستشرق فرنسي من أعضاء المجمع العلمي العربي.
14_ إيفارست ليفي بروفنسال (1894_1955) مستعرب فرنسي الأصل كثير الإشتغال بتصحيح المخطوطات العربية ونشرها، ولد وتعلم في الجزائر.
15_ كارل فلهلم سترستين (1866_1953) مستشرق سويدي من العلماء وأحد أعضاء جمعيات علمية كثيرة، منها المجتمع العلمي العربي.
16_ جورجيوليفي دلافيدا (1886_1967) من كبار المستشرقين الايطاليين مولده ووفاته بروما وكان استاذ العربية واللغات السامية المقارنة في جامعتها.
17_ كارل فلّرس (1857_1909) مستشرق ألماني تولّى إدارة المكتبة الخديوية (دار الكتب المصرية) مدة من الزمن.
18_ فرانتس بوهل (1850_1932) مستشرق دنماركي من أعضاء المجمع العلمي العربي.
19_ جاكب بارت (1851_1914) مستشرق ألماني كان يدرّس العربية في الكلية الاكليركية في جامعة برلين.
20_ ج. ه‍. كريمرز، مستشرق هولندي كثير الطعن في الاسلام وصاحب ميول تبشيرية سافرة.
21_ أدوين كالفرلي، مستشرق أميركي متعصب، رئيس تحرير مجلة "العالم الاسلامي" الامريكية فترة من الزمن.
22_ پاول كراوس (1904_1944) مستشرق ألماني من أصل تشيكوسلوفاكي تعلم في جامعة برانج، وتلقّى العلوم الشرقية بجامعة برلين.
بعد هذا الاستعراض السريع لأبرز المستشرقين، الذين تصدّوا أو ساهموا تحت إشراف المستشرق "فنسنك" في كتابة وتحرير مواد دائرة المعارف الاسلامية، نلحظ بوضوح أن الجامع فيما بين توجهاتهم وأبرز الخلفيات التي تتحكّم في عقولهم وأقلامهم هي معاداة الاسلام، والتعصب ضده باعتباره ديناً سماوياً، لذا فان بعضهم ينكر بصراحة أصل سماوية الدين الاسلامي، والبعض الآخر يحاول نسف الأساس الذي يقوم عليه القول بسماويته. وبذلك نستطيع أن نخرج برؤية كلّية عن كتّاب ومحرّري هذه الدائرة، مفادها أنهم يفتقدون النزاهة والموضوعية في تناول اُمهات القضايا الاسلامية، خصوصاً ما يمتّ الى اُصوله العقائدية بصلة، وأنهم في طريقة تناولهم لها يهدفون الى زرع الشكّ بصحة سماوية الدين الاسلامي، وصحة نزول الوحي الإلهي فيه على النبي محمد (ص)، وهذا ما نجده طافحاً في الكثير من مواد ومطالب دائرة المعارف الاسلامية.
ودعماً لما ألمحنا له في بيان هوية وخلفيّة كتّاب هذه الدائرة والمشرفين على تحريرها، نشير إلى أن الكثير من الباحثين المنصفين والمحققين المتخصصين قد تصدّى لدراسة دائرة المعارف الاسلامية، وأشاروا الى أنها تحوي مجموعة من الاخطاء والدسائس الناشئة عن التعصّب الأوربي، وأن أغلب كتّابها قساوسة مبشرون لا يهمهم سوى الافتراء على الاسلام وتشويه حقيقته. وقد اجمعت آراؤهم على أن دائرة المعارف الاسلامية تضم مجموعة من المحاذير التي يجب التنبه لها والتصدي للرد عليها وكشف اهدافها وهي:
1_ سيطرة البدع الدخيلة في الدين الاسلامي على مواد الموسوعة باستفاضة مثيرة، وباستخدام اساليب الكذب المتقنة، حتى ليظن الباحث انها من اصول الاسلام، وقد أمعن مؤلفو الدائرة في تسجيلها وشرحها وكأنها حقائق ثابتة ومن الاصول المقررة والمسلم بها وليسَ من الدخائل.
2_ القصد المتعمد في الجمع بين اساطير البدع التي ما انزل الله بها من سلطان وحقائق الشريعة.
3_ جمعت دائرة المعارف هذه خلاصة ما كُتبَ عن الاسلام في الكتب التي ألّفها المستشرقون، والتي كانت السمة الغالبة عليها الهجوم بشراسة على الاسلام خلال السنوات الطويلة، وكانت متفرقة في هذه المؤلفات التي لم يكن يقرأها إلاّ بعض الغربيين الذين يختارون للعمل في البلاد الاسلامية، ثم جاءت الدائرة لتظمّ هذا كلهُ وتجعل منهُ مصدراً اسلامياً يرجع اليه بسهولة ويُسر بعد ان تُرجم أغلبها الى العربية.
4_ اصرار القائمين على هذه الدائرة على عدم التصحيح _ولو بالتعليق الهامشي _ للاخطاء والمطاعن التي انكشف أمرها جلياً، وهذا اكثر ضرراً من أشرّ كتب المبشرين والمستشرقين وصحفهم، لأنّ هذه كلّها لا تخدع أحداً من أهل الحقيقة والمعرفة، إنّما خطر تلك يكمن في نشوء جيل من المتعلمين يعتبرها مراجع موسوعية أساسية تظافرت عليها جهود عشرات العلماء والمفكرين، فيستقي منها ويعتمد عليها دون أن يفرق بين الحق والباطل فيها، أو يعلم أن مؤلفي هذه الدائرة من ألدّ خصوم الاسلام والمسلمين.
 

الرئيسية  | موسوعة الصدرين لحوار الأديان |  العودة للصفحة السابقة