الخطاب الإرتجالي الذي ألقاه الأستاذ أسعد تركي
في
مؤتمر أبي ذر الغفاري
حول
الوضع السياسي والأمني في العراق
ودعماً للمقاومة الإسلامية في لبنان
الذي عقدته
مؤسسة الصدرين للدراسات الإستراتيجية
بتأريخ 24 / 7 / 2006 م
www.alsadrain.com

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين وعلى أصحابه الأوفياء المخلصين ،
أساتذتنا الكرام ، سادتنا الأفاضل وشيوخنا الأجلاء ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لكم حضوركم المبارك سائلاً الله العليّ القدير أنْ يتقبَّل منا ومنكم وأن يرشدنا لما فيه الخير والصلاح ولكلّ ما يعزّ الإسلام والإنسانية والوطن ،
أيّها الأحبَّة :
كُنّا قد نأيْنا بأنفسنا عن التصدّي المباشر لقيادة الساحة السياسية العراقية مع أننا نعلم ونمتلك الصيغ والوسائل والآليات والقواعد الجماهيرية التي توصلنا إلى السلطة ، ولكننا أبناء عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه الذي يقول (( قَد يَرى الحُوَّلُ القُلَّبُ وَجْهَ الحيلة ودونها حاجزٌ مِنْ أمْرِ الله وَنَهْيِه فَيَدَعُها رأيَ العَيْن ويَنتَهِزُ فُرصَتها مَنْ لا حَريجَةَ له في الدين )) ، ولأننا نؤمن بقيادة الإنسانية قيادَةً فكريةً ، روحيَّةً ، إجتماعية ، فهذا ما تَعلَّمناه مِنْ إمامنا أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب صلوات الله عليه الذي أُقْصِيَ مِنْ موقعه الإلهي الذي نَصَّت عليه السماء في خلافة رسول الله ( صلوات الله عليه وآله ) ، فَمَعَ أنَّه كان يُمَثِّل القائد الشرعي للإنسانية ، إلاّ أنَّه لم يَتصدّى بعدَ إقصائه إلاّ حينما زَحَفَت إليه الأُمَّة طالبةً الإنقاذ ،حينها قال صلوات الله عليه ((لَوْلا حضور الحاضر ولزوم الحُجَّة بوجود الناصر ، ولولا أنْ تدكاككتم عليَّ دَكّاً دَكّا ، لألقَيْتُ حابلها على غاربها ، ........ أَلا إنَّ خَصْفَ نَعْلي هذا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إمْرَتِكم إلاّ أَنْ أُقيمَ حَقَّاً أو أدفعَ باطلا )) ، ثُمَّ إننا نرى ونعتقد بأنَّ التصَدي للساحة السياسية هو واجبٌ كفائي بحسب إصطلاح الفقهاء ، فإذا تَصَدّى لها العدد الكافي والمؤتمن ، سقط وجوبه عن الآخرين ، وكُنّا نَظنّ بأَنَّ العدد الكافي والمؤتمن هو مَنْ تَصَدّى لذلك الأمر ، إلى أنْ ظهرَ لنا خلاف ذلك ، فكان لِزاماً علينا التَصَدّي لرفع أصوات هذه الأُمَّة المستَضعَفة والشعب العراقي المظلوم ، فلكل ما تقدَّم ووفاءً منّا لدماء علمائنا وقادتنا وشهدائنا ، وحفاظاً على جهودهم وتضحياتهم ، وحرصاً منّا على مستقبل الحركة الإسلامية وحفاظاً على مكانة ومقام العنوان الإسلامي في نظر ونفوس الجماهير ، فإننا نرى وجوب التصدّي المباشر من جديد ، ولنشكّل ضغطاً سياسياً وإجتماعياً على هذه القوى السياسية عسى أنْ يُثيب رشد هؤلاء الساسة ، ليعودوا إلى أحضان شعبهم وأمتهم ، ولذلك نخاطب اليوم إبتداءً سيادة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، فنقول له : أَمِنَ العدلِ يا مالكي أنَّ المدن التي إرتقيتم إلى هذه المواقع في سدَّة الحكم بسبب تضحيات وجهود أبنائها وشهدائها أمثال مدينة شعلة الصدرين ومدينة الصدر المنوَّرة أنْ يكون جزائها الهاونات النهارية والمداهمات الليلية ، فإنْ كُنْتَ لا تدري وأنت القائد العام للقوات المسلّحة فتلك مصيبةٌ وإنْ كُنْتَ تدري فالمصيبة أعظمُ ، بينما في قبال ذلك نرى وعبر بعض الخُدَع التي يروّج لها بعض الساسة من هنا وهناك والتي تتمظهر أحياناً على شكل دعوات طيبة للمصالحة والتسامح ، نرى إطلاق سراح أحفاد آكلة الأكباد من الخوارج والنواصب ، والإبقاء على معتقلي الخط الصدريّ النزيه الذين لم يكن لهم جرمٌ سوى أنْ قالوا ربّنا الله ودافعوا عن وطنهم ومقدّساتهم ولذلك نطالب بإسمكم أيّها الأخوة الإطلاق الفوري عن كل معتقلي الخط الصدري ، وحذار من البركان الهادئ لأبناء الشهيدين الصدرين العظيمين فإنك يا مالكي قد أوصلتَ رسالة إلى المجتمع بأن مَنْ يرفع سلاحه يتمُّ إطلاق سراح معتقليه ، فإتقِ الله وأطلق سراح معتقلي الخط الصدري ، وأخاطب القيادات المتصدّية لقيادة الساحة السياسية العراقية ، برلمانيين كانوا أم جهات تنفيذية ، أخاطبكم بما قاله أبو عبد الله الحسين صلوات الله عليه (( إذا لم تكونوا أصحاب دين فكونوا أحراراً في دنياكم )) وإذا لم تكونوا أحراراً في دنياكم فكونوا أذكياء لأن مستقبلكم السياسي مرهونٌ بصوت الناخب العراقي الذي إنْ رآكم صامتين على هذا الوضع المأساوي الذي يمرُّ به الشعب العراقي المظلوم فلن يقيم لكم بعد الآن وزناً ، فضلاً عن أنه قد يقلب الطاولة عليكم في أيّة لحظة من اللحظات ويزيحكم عن المواقع والمكاسب التي إكتسبتموها بدمائه وتضحياته ، وإلى عامة الأمة أخاطبهم وأقول :
يا أبناء رسول الله وأمير المؤمنين ...................
يا أبناء أبا بكر وعمر ...............................
أخاطبكم جميعاً كما خاطبكم الأب الكبير للعراق الحديث السيد الشهيد محمد باقر الصدر سلام الله عليه في إحدى ندائاته الأخيرة الثلاث حينما قال (( أنا معك يا أخي و ولدي السُنّي بقدر ما أنا معك يا أخي و ولدي الشيعي ، أنا معكما بقدر ما أنتما مع الإسلام .....)) وكما خاطبكم الفيض المقدس السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قَدَّسَ الله خفيّه حينما صدح بصوت الإسلام الحق من على منبر الكوفة المعظَّم بقوله : (( ليس المهم في العمل والتفكير أنْ نجعل الشيعيين سُنِّيين أو أنْ نجعل السُنِّيّين شيعيّين ، بل المهم التمسّك بالدين المشترك وهو الإسلام ، والوقوف ضدّ العدوّ المشترك وهو الكفر والإلحاد ......)) ، فثوبوا إلى رشدكم ، مِنْ أين أتيتم بهذه المصطلحات الطائفية المقيتة ، حاولوا أنْ تجرّبوا ميدانياً زيارة أحد القيادات السياسية التي تتأرجحون على أثر تصريحاتهم الطائفية المقيتة ، فأنا على يقين بأنكم ستجدون الحُجب الكثيرة التي تحول دون لقائه ، ولذلك يجب أنْ يكون واضحاً لديكم بأنه لطالما لعبت هذه القوى السياسية ، الحاكمة منها والمعارضة ، الأدوار الرئيسية في كل الأزمات الطائفية والحروب الأهلية والتي تقف من ورائها المخططات الإستراتيجية لقوى الإستبداد والإستعباد و الإستكبار والإستهتار العالمي ، فالغالبية العظمى من الفئات السياسية غالباً ما تتمترس وتتخندق وتتعسكر بطائفة معينة لرفع أسهمها وأوزانها السياسية ، مستغلين مشاعر الجماهير و إنتمائاتهم الطائفية ليتسلّقوا من خلالها إلى السلطة تحقيقاً لمصالحهم الشخصية والفئوية والحزبية ، والذي إنْ دَلَّ على شيء إنما يدلّ على الخواء الفكري والإفلاس الجماهيري لهذه الفئات السياسية ، وأنا أريد هنا أن أضع حدّاً لبعض التهم الرخيصة والزائفة وأجلوا الغبار عن حقائق تأريخية غفل وتغافل عنها الجميع ، وهذه التهم التي يُنعًت بها أبناء رسول الله وأمير المؤمنين بإنتمائهم وإنتسابهم إلى الفُرس ، هل تعلمون بأن المنظومة الإسلامية المتكونة من المذاهب الرئيسية الخمسة ، وهي كلّ من المذهب الحنفي والحنبلي والمالكي والشافعي والجعفري ، هل تعلمون بأن ثلاثة من أصل الأربعة مذاهب التي يعتقد بها وينتمي إليها إخواننا أبناء العامة هم من الفرس ، وهل تعلمون بأن العالم أبو حنيفة النعمان والذي يرجع إليه الغالبية العظمى من إخواننا هو فارسيُّ الأصل وهذا مجمع عليه ومشهور ، وهل تعلمون كم من أصحاب الصحاح الستة هم من الفرس ، وهي ليست تهمة تستدعي الخجل أو توجب التنكّر ، فالفرس أصحاب حضارة في التأريخ ، ثم أنظروا الآن كيف أنَّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمثّل الداعم الرئيسي والأساسي والعمود الفقري للقضية العربية المركزية في فلسطين ،
وأنظروا في قبال ذلك إلى أدعياء العروبة من الأعراب الخوارج و النواصب الذين ترفرف على بلدانهم النجمة الإسرائيلية ولم يتحسَّسوا من ذلك بل كان جلَّ خوفهم وخشيتهم من الأوهام المريضة التي سموها ب ( الهلال الشيعي ) الموجودة في عقول بعضهم أمثال ربيب المملكة المتحدة ملك الأردن إلى أنْ وصل به الأمر هو وملك السعودية ورئيس مصر أنْ يدينوا المقاومة الإسلامية الحقَّة في لبنان المتمثلة بحزب الله المجاهد في الأيام الأولى للمواجهات مع العدو الإسرائيلي لتجريد المقاومة من عمقها العربي والإسلامي كمقدمة لتوفير الغطاء الكافي لإجتياح الكيان الصهيوني للبنان الحبيب ، ولكن بصمود المقاومين الأشاوس والمواقف المشرفة للشعوب العربية المناضلة بدأ يتراجع هؤلاء الحكام عن مواقفهم التآمرية ، ولكن مع ذلك كان أفضل ما صدر من أحدهم وتحديداً ملك الأردن هو أنه أعلن قبل يومين بأنه تضامناً مع الشعب اللبناني فأنه سيوقف فعاليات مهرجان جرش ، وهي فعاليات للَّهو والغناء تقام عندهم كل عام على ما سمعت ، يا لَه من موقف مشرف !!!! ،
أيها الأحبة بينما إخوانكم من أبناء رسول الله وأمير المؤمنين الذين ينتمون إلى مذهب الإمام جعفر الصادق ( ع ) ، مَن هو جعفر الصادق ؟
إنه بن الإمام محمد الباقر ( ع) ، مَنْ هو محمد الباقر ؟
إنه بن الإمام عليّ السجّاد ( ع ) ، مَنْ هو عليّ السجّاد ؟
إنه بن الإمام الحسين الشهيد (ع) سيد شباب أهل الجنَّة ، مَنْ هو الحسين الشهيد ؟
إنه بن عليّ بن أبي طالب (ع ) ، ومن هو عليّ بن أبي طالب ؟!!!
إنه سيّد العرب بنصّ رسول الله حينما قال :
(( يا عليّ أنا سيد ولد آدم وأنت سيّد العرب )) ،
إذن هؤلاء الذين تتَّهمونهم بأنهم فرس هم سادة العرب ، فثوبوا إلى رشدكم وحذار من الفتنة الطائفية المقيتة التي تروّجون لها ،
وأتوجه بالخطاب إلى قوى الإستبداد والإستعباد والإستكبار والإستهتار العالمي المتمثّلة بالإدارة الأمريكية وعلى رأسها جورج بوش وأقول له :
أظَنَنْتَ يا بوش حين أَخَذْتَ علينا أقطار الأرض وآفاق السماء ، أنَّ بكَ على اللهِ كرامةً وأنَّ بنا عليه هواناً ، فما حكمكَ إلا عدد وما جَمْعُكَ إلا بَدَد فَكِدْ كَيْدَك وإسعَ سَعْيَك وناصِبْ جَهْدَك ، فوالله لن تمحوَ ذِكْرَ الشهيدين الصدرين ولن تُميتَ فِكْرَهما ، لأنَّها حضارةُ الصَدْرَيْنِ التي تُمَثِّلُ الإمْتِداد الطبيعيّ لِحَضارةِ الحُسَيْنِ ومَلْحَمَة عاشوراء المُبارَكة ،
وإلى رئيس الماكنة العسكرية الأميركية دونالد رامسفلد مثلما تعلَّمَ أجدادك من أجدادنا لا بأس أنْ تتعلَّمَ منّا بعض فنون الحرب التي سنهديها لكم لكي لا تتورطون أكثر بمحاربة أبناء رسول الله وأمير المؤمنين ، إعلم إنْ لم تكن تعلم بأن أكبر وأشرس القوى العسكرية النظامية لا تستطيع الصمود والمواجهة في حرب المدن أمام مقاتلي الشوارع إذا كان لهؤلاء المقاتلين عمقاً إستراتيجياً في مجتمعهم المحيط بهم يساعدهم في الإيواء والمراقبة والإنسحاب المنظم والدعم المادي والمعنوي ، وهذه النتيجة والنظرية قد خَلُصَ إليها آرنتسو تشي جيفارا في بوليفيا ، فبعدما حرَّرَ كوبا هو وزميله فيدل كاسترو من الدكتاتور باتيستا بمجاميع بسيطة وبفترة زمنية قياسية مقارنةً بجيش باتيستا وإمكاناته ، ذهب بعدها إلى بوليفيا وأعدم هناك لأنه لم يكن له عمقاً وإمتداداً وإنتمائاً راسخاً في المجتمع البوليفي كما حصل في كوبا ،
وإلى المقاومة الإسلامية في لبنان :
إلى سيد المقاومة السيد المجاهد حسن نصر الله حفظه الله و نصره وأيَّده :
أقول له ولإخوانه : مثلما لامَكَ هؤلاء الرعاديد المتآمرين المتخاذلين كانوا قد لاموا أخاك مقتدى الصدر حينما قالوا بأنه هو مَنْ جَرَّ الحرب إلى المقدَّسات في النجف الأشرف وما كان ذنبه سوى أنْ دافع عن أرضه وشعبه ووطنه ومقدَّساته ، وكانوا قد لاموا جدَّك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه ، فلهذا الإشكال بأنَّكَ أنتَ مَنْ سبَّبتَ وإفْتَعَلْتَ هذه الحرب والأزمة هنالك جذرٌ تأريخي ، فحينما تَصَدّى أمير المؤمنين صلوات الله عليه في معركة صفّين إلى الإنحراف الذي قاده معاوية بن أبي سفيان وأصحابه لعنة الله عليهم أجمعين حينما خرجوا على إمام زمانهم ، كانت هنالك فئة من المسلمين وقفت على الحياد أرادت رؤية مَنْ الذي يقتل عمار بن ياسر رضوان الله تعالى عليه لكي تعرف مَنْ هي الفئة الباغية ، وأسفاً على الأمة التي لم تعرف أحقّية أمير المؤمنين إلا بقتل عمار بن ياسر ، فلمّا قتل أصحاب معاوية عمار بن ياسر أصبح يقيناً لدى هذه الفئة المحايدة بأنَّ معاوية وأصحابه هم الفئة الباغية إمتثالاً لقول الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله (( يا عمار تقتلك الفئة الباغية )) ولكن معاوية وبمكره أجاب : إنَّ عليّ بن أبي طالب هو الذي قتل عمار بإخراجه إلى الحرب ، نفس الإشكال التأريخي يورده هؤلاء المتآمرين اليوم على المقاومة الإسلامية في لبنان في معركة الأمة المصيرية التي يقودها حزب الله المجاهد ضد الكيان الصهيوني ، وكان أول مَنْ جاوب معاوية أحد أصحابه ومن ثم جاوبه أمير المؤمنين صلوات الله عليه بقوله : بأنه إذا كان الأمر كذلك يكون رسول الله صلوات الله عليه وآله هو الذي قتل عمه الحمزة رضوان الله تعالى عليه بإخراجه إلى معركة أُحُد ، وبذلك يسقط عنك هذا الإشكال يا سيد المقاومة ،
أيها الأخوة إبتداءً نعلنُ الآن بإسمكم الدعم الكامل للمقاومة الإسلامية في لبنان المتمثّلة بحزب الله والسيد المجاهد حسن نصر الله ( نصره الله ) ونعلن وندعوا إلى المقاطعة الإقتصادية على كل الدول التي تدعم الكيان الصهيوني مادياً أو سياسيا أوعسكرياً أو إقتصادياً أو إعلامياً ،
ونعلن بأنه في حالة إجتياح الكيان الصهيوني للبنان أو في حالة قيام الكيان الصهيوني بأيّ عدوان على الجمهورية الإسلامية في إيران أو على سورية الشقيقة فأن مكاتب مؤسستنا في الوطن العربي وفي أوروبا وفي أميركا سوف تتحول إلى مكاتب لإستقبال المتطوعين من الفدائيين والإستشهاديين لتضرب المصالح الإسرائيلية وكل الدول الداعمة لها ، ليس حُبّاً بثقافة الموت وإنما حفاظاً على القيم الحضارية والإنسانية التي لن يبقى لها أثرٌ بعد ذلك الطغيان الهمجي والبربري وإعلموا أيها الأخوة وليعلم العالم العربي والإسلامي بأنّ مَنْ عقر ناقة ثمود رجلٌ واحد فَعَمَّهُمُ الله بالعذاب لِما عمّوه بالرضا والصمت والتخاذل ،
وفي هذه المناسبة التأريخية أرى من الواجب عليّ بأنْ أحذّر الإنسانية على مختلف إتجاهاتها وإنتمائاتها الفكرية والعقائدية ومختلف مكوناتها الإجتماعية بأن قوى الإستبداد و الإستعباد و الإستكبار و الإستهتار العالمي التي كانت في الأمس القريب تنتقد وتتصدى لتصدير الثورة الفكرية الإسلامية التي نادى بها ودعا إليها السيد روح الله الموسوي الخميني سلام الله عليه ، تجيز لنفسها اليوم تصدير بل و قيادة ما يسمى ب(الثورة الديمقراطية) قيادة ميدانية مباشرة وفرضها بالقوة ، بعد أن تخلَّت عن إستراتيجيتها السابقة المتمثلة بتنصيب الدكتاتوريات على الشعوب قسراً وقهراً من خلال عملائها وأذنابها ، وإنها اليوم تتبنى نظرية ( الفوضى المنتظمة ) أو بتعبير آخر اللاإستقرار المسيطر عليه ، لأن الإستقرار السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي التام للأمم والبلدان يزيل الذرائع ويرفع الحجج التي تتذرع وتتحجج بها هذه القوى للتدخل في شؤون ومصائر ومقدرات وثروات تلك الأمم والشعوب ، وفي ذات الوقت تمنع من حدوث الفوضى الكاملة وتعمل بكل قواها لتحول دون حدوث لا إستقرار غير مسيطر عليه لكي لا يعصف بمخططاتها أو ينتج عن ذلك بروز قيادات شعبية ورموز وطنية تقود ذلك الشعب وتلك الأمة لقيادة ثورة شعبية عارمة تغرّد خارج سرب قوى الإستبداد والإستعباد والإستكبار والإستهتار العالمي وغير خاضعة لموازين المعادلات السياسية الدولية وبالتالي تفقد تلك القوى إمتيازاتها ومصالحها السياسية والإقتصادية والدينية الإستراتيجية ، ولأن الفوضى المنتظمة واللا إستقرار المسيطر عليه يجعل كلا قطبي المعادلة السياسية في كل البلدان وأعني بهما قطب النظام وقطب المعارضة يدوران في فلك تلك القوى وبحالة إحتياج دائم لغطائها الدولي ودعمها اللوجستي (( إنَّ فرعون علا في الأرض وجَعَلَ أهلها شِيَعا )) (القصص/ 4 ) ،
أيها الأحبَّة :
مطالب المؤتمر نوجزها بما يلي :
1- الإسراع في تطبيق وتحديد حدود فدرالية المحافظات التي لا يُخشى بها على الوطن من التقسيم ، فيكون أبناء كل محافظة مسئولين عن حمايتها وأمنها فأهل كل محافظة أدرى بشعابها , إضافة إلى أنه كلما كانت الوحدة الإدارية أصغر كانت عملية إنمائها وتطويرها أيسر وأسرع ، ومراقبة ومحاسبة القائمين على إدارتها أدق .
2 - تفعيل الملف القضائي والإسراع بالقصاص من المجرمين لردع الظالمين وإطلاق سراح الأبرياء منهم .
3- فصل مهام وزارة الداخلية التي هي المسئول الأول عن الأمن الداخلي عن مهام وزارة الدفاع التي تكون مسئولة عن حماية الوطن من الأخطار والتدخلات الخارجية كما هو متعارف عليه دولياً ، لأن هذا التداخل جعل المنظومة الأمنية فاقدة للمركزية ويوفر الأرضية الخصبة للفساد الإداري وضياع المتآمر والمُقصّر والمسئول عن التدهور الأمني الحاصل .
4- إطلاق سراح معتقلي الخط الصدري الذين لم يكن جرمهم إلا أن قالوا ربنا الله ودافعوا عن وطنهم ومقدساتهم .
5 – نطالب بالوقف الفوري لعمليات الإعتقال العشوائي والمداهمات الليلية التي تقوم بها قوات الإحتلال بالإشتراك مع الحرس الوطني على أبناء مدينة شعلة الصدرين ومدينة الصدر المنوّرة ، ونطالب بتسليم الملف الأمني لهاتين المدينتين إلى قوى الأمن الداخلي من أبناء العراق الغيارى .
6- تشكيل لجنة وزارية مختصة من قبل وزارة التجارة بإشراف رئاسة مجلس الوزراء لنقل الحصص التموينية الخاصة بالعوائل التي هجرت قسرا بسبب التوترات الطائفية المقيتة إلى أماكن سكناهم الجديدة .
7- تشكيل لجنة وزارية مختصة تستقبل العوائل التي هجرت دورها لكي تحدث حالة تراضي فيما بينها بعد تقدير أسعار الدارين للتراضي بين أصحابها فلا نعتقد بإمكانية عودة كل صاحب دار إلى داره بعد الدماء التي سالت ظلما وعدوانا وجهالة
8- توفير كرفانات سريعة لإنتشال النساء والأطفال والشيوخ من العوائل التي هجرت قسرا وإنقاذهم من حَرّ تموز القاتل وإخلاء القسم الآخر منهم المتواجد في المدارس وخصوصا بعد اقتراب الامتحانات التكميلية في الدور الثاني .
ثانيا / فيما يخص المقاومة الإسلامية في لبنان /
1 – إبتداءً نعلن الدعم الكامل للمقاومة الإسلامية في لبنان المتمثّلة بحزب الله والسيد المجاهد حسن نصر الله ( نصره الله ) ونعلن وندعوا إلى المقاطعة الإقتصادية على كل الدول التي تدعم الكيان الصهيوني مادياً أو سياسيا أوعسكرياً أو إقتصادياً أو إعلامياً .
2 – نعلن بأنه في حالة إجتياح الكيان الصهيوني للبنان أو في حالة قيام الكيان الصهيوني بأيّ عدوان على الجمهورية الإسلامية في إيران أو على سورية الشقيقة فأن مكاتب المؤسسة في الوطن العربي وفي أوروبا وفي أميركا سوف تتحول إلى مكاتب لإستقبال المتطوعين من الفدائيين والإستشهاديين ليس حُبّاً بثقافة الموت وإنما حفاظاً على القيم الحضارية والإنسانية التي لن يبقى لها أثرٌ بعد ذلك الطغيان الهمجي البربري وليعلم العالم العربي والإسلامي بأنّ مَنْ عقرَ ناقة ثمود رجلٌ واحد فَعَمَّهُمُ الله بالعذاب لِما عمّوه بالرضا والصمت والتخاذل .

أيها الأحبَّة :
أشكر لكم حضوركم المبارك سائلاً الله العلي القدير أنْ يتقبَّلَ مِنّا ومنكم ، وإلى شهداء الأمة العربية والإسلامية الذين ماتوا وهم على حبّ محمد وآل محمد لا سيّما علمائنا الأعلام وأخصُّ بالذكر المفكر الإسلامي الكبير وباعث نهضة الأمة السيد روح الله الموسوي الخميني والمفكر الإسلامي الكبير فيلسوف القرن العشرين السيد الشهيد محمد باقر الصدر والمفكر الإسلامي الكبير الفيض المُقَدَّس محمد محمد صادق الصدر والمفكرة الإسلامية الكبيرة الشهيدة العلوية الثائرة آمنة حيدر الصدر وإلى شهداء المقاومة الإسلامية في لبنان وإلى شهداء جيش الإمام المهدي في النجف الأشرف ، إليهم جميعاً نهدي ثواب قراءة سورة الفاتحة مسبوقةً بالصلاة على محمد وآل محمد .