موسوعة المصطلحات والمفاهيم || موسوعة الإعلام والتبليغ

الفكر الاسلامي والقضية الفلسطينية
منير شفيق



ثمة شبه إجماع في مواقف العلماء والمفكرين الإسلاميين في رفض الوجود الإسرائيلي ومعارضة الاعتراف للدولة الإسرائيلية بحق الوجود. ويمكن اعتبار تصريح السيد محمد حسين فضل الله معبراً عن هذا الإجماع حين يؤكد سنظل نرفض إسرائيل وجوداً ونرفض إسرائيل أمناً ونرفض إسرائيل سياسة وسنظل نرفضها حتى لو قبلها العالم حتى لو لم يبق إلا صوتنا وثمة إجماع على اعتبار قضية فلسطين إسلامية، وأن تحرير فلسطين لا يكون إلا عن طريق الاسلام، والجهاد الاسلامي. وقد أخذوا على الثورة الفلسطينية عدم إقامة قضيتها وجهادها على أساس الاسلام. وكان ثمة إجماع إسلامي، منذ البداية، على ضرورة مواجهة المؤامرة الصهيونية لغرس كيان إسرائيلي في فلسطين طوال الثلاثين عاماً السابقة لأواخر العقد السابع من القرن الرابع عشر للهجرة، أواخر العقد الخامس من القرن العشرين. ففي داخل فلسطين كانت حركة عز الدين القسام الاسلامية. وكانت قيادة الثورة الفلسطينية بزعامة عالم ديني هو الحاج أمين الحسيني. وكان شعار الجهاد في سبيل الله والوطن يدوى مع الثوار في الجبال وتحت أعواد المشانق. أما خارج فلسطين فقد أنشأ الإمام حسن البنا حركة الإخوان المسلمين على روح الجهاد في فلسطين وترجم ذلك عملياً بإرسال الكتائب التي زاد عددها على اثنى عشر ألفاً في 1948 ـ 1989، وقد أبلوا بلاء حسنا. وسقط منهم الشهداء. والجرحى مما أحرج سلطات الملك فاروق المتخاذلة فطوقت قواعدهم وإعادتهم بالقوة من أرض فلسطين ثم صدرت قرارات حل جمعية الإخوان المسلمين. وبدأت عمليات المطاردات والاعتقالات والتعذيب ووصلت أوجها باغتيال الإمام حسن البنا الذي اكن في تلك اللحظات قد حول الحركة الاسلامية إلى حركة جماهيرية نشطة.
أما الاتجاه الاسلامي الذي تعبر عنه مجلة الطليعة الاسلامية فقد حدد ارتكازه ضمن ثلاثة منطلقات:
1 ـ رؤية واعية لبناء الذات الاسلامية المناضلة بعد تخليصها من كل شوائب تغريب السنوات وآثار الهجمة الغربية الشرسة.
2 ـ الوحدة: وحدة الحركة الاسلامية: ووحدة الأمة الاسلامية ووحدة الوطن الاسلامي.
3 ـ حشد كل الطاقات الفكرية والسياسية والبشرية من أجل مواجهة مركزية الهجمة على أمتنا المتمثلة في الكيان الصهيوني على أرض فلسطين رافعين الشعار المشروع: القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للحركة الاسلامية المعاصرة.
يحدد الدكتور بشير موسى (أحمد صادق) الصراع الاسلامي الراهن في مواجهة إسرائيل باعتباره حلقة متصلة في سلسلة الصراع ضد الحملات الصليبية والغزو الاستعماري. ويرى أن العدو الإسرائيلي الراهن هو العلو الثاني الذي جاء في القرآن، فإسرائيل تمثل تصعيداً لمنهجية الصراع والباطل في حياة الانسان. وهي تحقيق واقعي لذروة المنهج الصراعي المضاد للاسلام. وهي تمثل من جهة أخرى خطراً مباشراً ويومياً على الشعب الفلسطيني المسلم منذ أن قامت على أرضه وانطلقت منها للتوسع في أرض إسلامية أخرى، وهي تكرس بهذا كل واقع التجزئة القائم على أرض الوطن الاسلامي، وتسعى لاذكاء الفروقات المذهبية والأثنية والإقليمية وفق نظريتها حول الشكل الفسيفسائي للمنطقة، ثم إنها تشكل خطراً على مجموعة الأمة الاسلامية من خلال كونها جزءاً هاماً من الاستكبار العالمي وحارساً لمصالحه ضد المسلمين والمستضعفين في الأرض. إنها ركيزة الهجمة الغربية وأهم وسائلها لتدمير البعد الأيديولوجي للانسان المسلم من خلال نشر التغريب وإبعاد الانتماء الاسلامي.
أما الاتجاهات الاسلامية المجاهدة في لبنان، وبعد نجاح تجربتها في الجهاد الاسلامي ضد قوات المارينز الأمريكية في بيروت، والاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان فقد رأت ضرورة مواصلة هذا الجهاد حتى تحرير المسجد الأقصى وكل فلسطين انطلاقاً من أرض نوبي لبنان التي يجب أن تكون منطلقاً لبدء الجهاد الاسلامي لتحرير فلسطين.
------------------------------------
المصدر : الفكر الاسلامي المعاصر والتحديات


 

مركز الصدرين للمصطلحات والمفاهيم   || موسوعة الإعلام والتبليغ