الدين الإسلامي دين إعلامي بطبيعته، لأنه يقوم على الإفصاح والبيان
بعكس الأديان الأخرى، كاليهودية مثلاً، التي لا تختص برسالة،
وتتذرع بالكتمان والسرية(1). ولا أدل على ذلك من قول الله عز وجل
(إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه
للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. إلا الذين
تابوا واصلحوا وبينوا أولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم).
(البقرة/ 159-160).
وبذلك نرى أن أهمية الإعلام الإسلامي تكمن في تصحيح مفاهيم الإسلام
والدعوة إلى مبادئه السمحة، وقيمه الأصلية النافعة، بطريقة علمية
وعملية وفنية، لتكون هذه القيم منهاج حياة كل مسلم في بيته وعمله،
ومع إخوانه وأقاربه، وفي معاملاته وعاداته وتقاليده، وعبادته. لذا
ليست قاصرة على أجهزة إعلام دينية متخصصة، بل هي خطة عمل كل أجهزة
الإعلام في الدول الإسلامية، وهي مضامين ومحتويات رسائلها
الإعلامية مهما اختلفت أشكالها وقوالبها وتنوعت أساليبها ووسائلها،
فهي مضامين صالحة لكل زمان وكل مكان، تؤدي إلى النتائج المرجوة
منها والتي هي هدف الإعلام المفيد في أقرب وقت ممكن.
كما تكمن أهمية الإعلام الإسلامي في الذود عن الإسلام والدفاع عنه
ورد المعتدين الذين خلت لهم الساحة، وسنحت لهم الفرصة بغيبة
الإعلام الإسلامي عن ميدان الإعلام. "إن أية دعوة مهما كانت من
السمو، لا يمكن أن تجتذب إليها الأنصار إلا إذا كان لها (إعلام).
وقد الإعلام في العصر الحديث، مكاناً يجعله في الدرجة الأولى من
الأهمية، ويعرف ذلك المسلمون ولكنهم لا يعملون به فيما يتعلق بنشر
الإسلام. وإذا كان الإسلام ينتشر فإنه ينتشر بقوته الذاتية، رغم
الهجوم عليه ورغم العقبات التي تعترض طريقه"(2).
فالإعلام الإسلامي يجب أن يوضح حقائق الإسلام، وقيمه التي قضى
المسلمون ـ قبل غيرهم ـ على معظمها، وشوهوا صورها ببعدهم عنها،
وبسلوكهم سلوكيات مضادة لها. يقول الدكتور عبد الحليم محمود، في
ذلك: "إن الغربيين يستمدون فكرتهم عن الإسلام من مجرد رؤيتهم
للمسلمين، فإنهم يرون المسلمين متخاذلين ضعفاء أذلاء، مستكينين،
فرقت بينهم الأهواء والشهوات، وقعدت بهم الصغائر، وانصرفوا عن
عظائم الأمور. وأصبحوا مستعبدين مستذلين، ولو كان الإسلام ديناً
قوياً، لما كان المسلمون هكذا. والغربيون ينظرون إلى المسلمين في
العصر الحاضر ناسين شيئين:
أولهما: أن المسلمين حالياً متمسكين بالإسلام وصلتهم به تقريباً
صلة اسمية فقط.
ثانيهما: ينسون ماضي المسلمين العظيم، وقوتهم، أيام كانوا متمسكين
بالإسلام.
ولأن المسلمين أيضاً يكتبون عن الإسلام كتابات متناقضة، تعرضه
بصورة غير منسجمة، وتبين أنه دين مليء بالاختلافات، مما يجعل
الأجانب يشكّون فيه ولا يفهمونه. فالإسلام في حاجة إلى عرضه عرضاً
ميسراً سهلاً قوياً"(3).
وهذه هي مهمة الإعلام الإسلامي، نشر المفاهيم الدينية، والقيم
الإسلامية الصحيحة بالأسلوب الفني الجذاب، حتى يظهر الإسلام على
صورته الحقيقية، وحتى يؤدي الإعلام أيضا رسالته بطريقة صحيحة،
لأنها مستمدة من مصدر صحيح.
وقد حاول أعداء الإسلام أن يظهروا أن الإسلام لا يصلح لأن يقدم عبر
وسائل وأجهزة إعلام العصر الحديث، كما حاولوا أن يظهروا أنه ضد
التطور والتقدم، وضد الوسائل والأساليب الحديثة، غير أن هذا محض
افتراء ومجرد تقولات لا نصيب لها من الصحة، وقد ساعدهم على ذلك
غفلة المسلمين وانبهارهم بالحضارات الزائفة البراقة، وتناسيهم لما
يمتلكون من ثروات إعلامية إسلامية هائلة، مما أدى إلى غيبة الإعلام
الإسلامي عن الميدان وانفراد أعداء الإسلام بساحة الإعلام يشهرون
من خلالها بالإسلام ومبادئه السمحة وقيمه الأصيلة النبيلة، ويتجنون
عليه وعلى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
وقد فعل أعداء الإسلام ذلك لأنهم أدركوا أن الإسلام قوة دولية
عظيمة، تزلزل كيانهم، وتهدد وجودهم، فبدأوا يشنون الحملات المضادة
للإسلام، وقد حدث مثل هذا قديماً مع الكفار في مكة ومع المنافقين
في المدينة. وسوف نرى أن الممارسة الصحيحة للإعلام الإسلامي كانت
وراء دحر هؤلاء وإحباط مخططاتهم وكيدهم، في ذات الوقت الذي كانت
فيه السبب في انتصار الإسلام والمسلمين وانتشار دعوتهم.
وقد عاد أعداء الإسلام، وجاء عليهم زمان غاب فيه الإعلام عن
الساحة، واختفى فيه من الميدان، فانتهزوا الفرص، بعد أن أخذوا منه
مبادئ الممارسة الصحيحة للإعلام، وبدأوا مستخدمين وسائلهم
المستحدثة وأساليبهم الرخيصة المبتذلة المغرية، بدأوا يحاولون
إبعاد المسلمين عن ماضيهم وعن دينهم.
يقول الأستاذ "جب" المستشرق الإنكليزي، حين يستعرض أنجع الوسائل
لتغريب المسلمين تغريباً حقيقياً، يهضمون فيه الحضارة الغربية، حتى
تصبح فيهم شيئاً ذاتياً، لا مجرد تقليد للغرب، يقول: "وللوصول إلى
هذا التطور الأبعد، الذي تصبح الأشكال الخارجية بدونه مجرد مظاهر
سطحية، يجب ألا ينحصر الأمر في الاعتماد على التعليم في المدارس،
بل يجب أن يكون الاهتمام الأكبر منصرفاً إلى خلق رأي عام، والسبيل
إلى ذلك هو الاعتماد على الصحافة". ثم يستطرد المستشرق الإنكليزي
"جب" مقرراً "إن الصحابة هي أقوى الأدوات الأوروبية وأعظمها نفوذاً
في العالم الإسلامي". كذلك يبدي ملاحظة عن النتائج الرهيبة لهذا
الغزو فيقول: "إن النشاط التعليمي والثقافي عن طريق المدارس
العصرية والصحافة، قد ترك في المسلمين من غير وعي منهم ـ أثراً
جعلهم يبدون في مظهرهم العام لا دينيين إلى حد بعيد، وذلك خاصة هو
اللب المثمر في كل ما تركت محاولات الغرب لحمل العالم الإسلامي عن
حضارته من آثار"(4).
وقد صدق المستشرق الإنكليزي "جب" حيث أصبح كلامه حقيقة واقعة في
حياة شعوب البلدان الإسلامية. تقول الدكتورة إجلال خليفة مقررة
ذلك: "تتعدد وتتباين التحديات التي تواجه الإعلام الإسلامي
والمواطن المسلم، وأخطر هذه التحديات في الواقع هي في نظري
التحديات الداخلية والتي تحيط بالإنسان المسلم عن قرب، وتصافح عقله
ووجدانه وروحه وإحساسه صباح مساء، وأهم هذه التحديات الداخلية في
العالم الإسلامي هي:
ـ التمزق الذي يسود الوطن الإسلامي والتشاحن والتناحر الذي نشاهده
بين بعض قادة الدويلات الإسلامية وتوجيه أجهزة الإعلام للسب والقذف
وهدم غيرهم من أبناء المجتمع الإسلامي، دون أي نشاط ضد أعداء
المسلمين.
ـ انصراف أجهزة الإعلام عن مخاطبة جماهير المسلمين من واقع
احتياجاتها الإعلامية فحوالي90% من المادة المذاعة والمنشورة تبعد
بعداً تاماً عن عقائد الجماهير الإسلامية وتهدم ما تبنيه المادة
الإعلامية القليلة المرتبطة بالقيم الإسلامية والتي لا تتعدى 4% من
مجموع ما يوجه إلى الجماهير من برامج أجهزة الإعلام على اختلافها،
حتى أن إعلامنا المسجدي المعاصر يعيش أجيال مضى على فنائها مئات
السنين، وإنما تحتاج جماهير المساجد إلى من يعاصر قضايا العصر
ومشكلات الأجيال الحالية، وتبدد الظلام الديني الذي تحيطها به
أجهزة الإعلام الإلحادية والمعادية لعقيدتنا الإسلامية، والتي تعمل
على تشكيك المسلم في معتقداته وفي آراء قادته وأئمته من سبق منهم
ومن بقي بينهم.
ـ عزل مناهج التعليم في المدارس المختلفة عن جوهر الدين الإسلامي
مع أن الدين الإسلامي يتناول الإنسان منذ كان نطفة وطفلاً وصبياً
ويافعاً وشاباً ورجلاً وشيخاً وحتى حياته الأخرى فيما بعد الوفاة،
يتناوله سلوكياً وروحياً وعقلياً وعقائدياً وفكرياً وتكويناً
علمياً مع الإحاطة بكل ما يقع عليه، ويقع عليه بصره وأحاسيسه ويحسه
ويتخيله. وبذلك يتكون التلميذ والطالب بأسلوب أقرب إلى الاضطراب
النفسي والجهل بما يدور حوله، وبما يشاهده مما يجب أن يتعلمه،
فالعلم الذي لا يقرب إلى الله سبحانه ليس بعلم، والأمثلة على ذلك
كثيرة في الواقع الذي نعيشه.
ـ فصل تعليم الدين الإسلامي عن الحياة وأمور الدنيا والعمل على
حصره على ما بعد الحياة والوجود الدنيوي، وبذلك تخرج مناهجنا
التربوية والاقتصادية والسياسية والثقافية ناقصة، بل باطلة
ومضطربة، وما نعمله اليوم نهدمه في الغد لفشله بحجة التعديل، وبذلك
تمر الأيام ونحن نرجع إلى الوراء، إلى ما قبل بزوغ نور الإسلام
لنعيش ونحن في نهاية القرن العشرين وبدء القرن الخامس عشر للهجرة
النبوية الشريفة في العصور الجاهلية الأولى، بل في أسوأ من تلك
العصور المظلمة.
ـ وإلى جانب ذلك كله هناك عزل المسجد عن معالجة شئون المسلمين،
واقتصاره على تأدية الصلاة، ولم ينشأ المسجد لذلك فقط. وإنما أنشأ
الرسول صلى الله عليه وسلم المساجد للنظر فيما يعيّن للمسلمين من
أمور وقضايا، تحل باجتماع أهل الرأي من المسلمين في صلاة الجماعة،
ولوجود إمام يوجه شعب المسجد إلى ما يريده الله من الإنسان في
وجوده من الحياة على الأرض، وكيف يكون عاملاً للإصلاح، والصلاح
لنفسه، ولمن حوله من إنسان وحيوان ونبات وجماد، لأنها جميعاً
يكفيها فخراً أنها من صنع الخالق جلت قدرته.
ـ سيادة الإعلام الفاسد في ربوع الوطن الإسلامي لعمله على إبراز
نشاط النماذج الفاسدة من بني البشر، وإهمال الإعلام عن القدرة
الحسنة للإنسان المسلم بغرض العمل على انحلال المجتمع وإشاعة
الفوضى والتسيب والفساد في أركانه، وهدم قيمه الإسلامية"(5).
مما سبق يتضح لنا أهمية الإعلام الإسلامي، ويتضح لنا ما حدث
للمسلمين من خسائر من جراء غيبة الإعلام الإسلامي عن الميدان، وقد
انتهز أعداء الإسلام هذه الفرصة وبدأوا حربهم للإسلام وقيمه
ومبادئه، وذلك خوفاً من انتشاره وسيادته مما يؤدي إلى اندحارهم
واختفاء سلطانهم. لذا بدأوا حملاتهم الشعواء ضد الإسلام ورجاله
ومبادئه، وساعدهم على ذلك المسلمون أنفسهم "إن أكبر خطأ يرتكبه
الإعلام الإسلامي لكل من يعمل فيه من دعاة وخطباء وأئمة وصحفيين
وإذاعيين وناشرين وكتاب، وعلماء ومعلمين، وفنيين وغيرهم، أن
ينعزلوا بأنفسهم عن أخطار الاتصال الجماهيري، تاركين أفراد الأمة
يسقطون صرعى في الهوان المتكرر، والإلحاد المدبر والتخطيط الشيطاني
المدمر، إن سكوت الإعلاميين المسلمين، واعتصامهم بأبراجهم العاجية
وصمتهم إزاء ما تقوم به كتائب الظلام وجند الشيطان، يعتبر تخاذلاً
ونكوصاً. فلابد من التصدي، وفضح النفاق، وكشف الخداع وإظهار الزيف.
فالمسلمون أمة شديدة البأس وليس صمتها على المنافقين والمشركين
دليل تصديقها لأباطيلهم"(6).
ودور الإعلام الإسلامي ورجاله إنما هو دراسة الإسلام كمنهج،
والإيمان به والغيرة عليه وعلى مبادئه السمحة القويمة، والتحمس
لنشرها. وبذلك تمتلئ بها البرامج والمقالات والأخبار والمسلسلات
والتمثيليات وكل ما يصدر عن أجهزة إعلام الدول الإسلامية، مكتوبة
ومسموعة ومرئية، خاصة في هذا العصر الذي أصبحت المدنية المادية فيه
يثبت فشلها في حل مشكلات البشرية يوما وراء يوم، وأصبح الاتجاه
العقلاني فيه ينادي بالعودة إلى الروحانيات والالتجاء إلى الدين.
وإذا كان هناك قلة من حكماء المفكرين أصبحوا يرون الآن أنه لا
إنقاذ للبشرية إلا بالعودة إلى الدين، فقد كان لزاما على إعلامنا
أن يلتقط هذه الشهادات المخلصة، ويؤيدها، ويناقشها من واقع الإسلام
وتاريخه، وعبره وأحداثه. وإذا كان هؤلاء الحكماء يذكرون العودة إلى
الدين ولم يحددوا ديناً بالذات، فقد وجب علينا الإثبات، أن الإسلام
هو الدين الوحيد الصالح للبشر، والمهيمن على ما سبقه من التشريعات،
والمبرأ من كل شك لحقها زيفاً أو تزويراً، فالعالم قد أصبح حقيقة
يعاني إفلاساً روحياً. والمنصفون من حكمائهم أصبحوا يدينون عقائدهم
التي تهتز تحت مجهر الحقائق، ويرحبون بأي جاد يشدهم إلى حقيقة
الإسلام. والزاد الذي نقدمه لهم قليل حتى يبدون كل الحفاوة حين
يقعون على سطور كتاب في تاريخنا من أمثال إشراقات ابن رشد، ومدرسة
الأندلس وإبتداعات العلوم والرياضة.
هم يرون أن هذه الأفكار وغيرها التي بنت عليها أوربا حضارتها إنما
جاءت من أصول وينابيع الإسلام. وهذه هي مهمة إعلامنا، التركيز
بإخلاص على تقديم وعرض هذه الينابيع بالأسلوب العصري، فالإسلام
يواكب كل عصر بأسلوب علمه، ويحل له مشاكله بأسلوب تطوره.
هذا هو دور الإعلام الإسلامي، وهذه هي مهمته، وهي في الحقيقة مهمة
كل مسلم غيور على دينه، فالإعلام الإسلامي ليس فقط واجب من يكتبون
في الصحف أو يعملون في الإذاعات وأجهزة الإعلام المعروفة، وإنما
واجب كل مسلم، غير أنه يجب على كل إنسان مسلم بحسب قدراته
واستطاعته وما أوتي من قدرة وعلم ووسيلة. فتبليغ الإسلام والإعلام
عنه واجب على المسلم في بيته وعمله ومع أصدقائه، وواجب على أئمة
المساجد بالأسلوب المفضل واللهجة المستحبة، لا بلهجة الجفاف
والغلظة: فقد أمر عز وجل بحسن عرض القول. قال تعالى: (ادع إلى سبيل
ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن) وقال تعالى:
(قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) وقال
تعالى موحها الأمر للجميع: (وقولوا للناس حسنا).
كما أن الإعلام الإسلامي أيضاً واجب على كل العاملين في أجهزة
الإعلام الخاصة بالاتصال الجماهيري والمنطلقة من الدول الإسلامية
جميعها لتعبر عن روح الإسلام في الخبر الصادق والإعلان المفيد
والتمثيلية الهادفة ذات المستوى الراقي والمضمون المفيد، والبعيدة
عن الإسفاف والخلاعة والترخص والابتذال.
والإعلام الإسلامي له وظائف وأهداف يرمي إليها لتكوين المفاهيم
الصحيحة لدى جماهير المستقبلين له في كل مكان من أنحاء العالم،
ولغرس القيم والمبادئ الصحيحة السليمة التي تفيد الناس في دنياهم،
حيث تنظم شؤونهم وأحوالهم المعيشية وتنظم علاقة البشر ببعضهم
البعض، كما تنظم أيضاً علاقة البشر بخالقهم سبحانه وتعالى وترشدهم
إلى الغذاء الروحي المتمثل في العبادات والتي تؤدي إلى الاستقرار
النفسي في الدنيا وإلى السعادة الأبدية الخالدة في الحياة الآخرة.
وحينما نتحدث عن الإعلام الإسلامي ودوره وأهميته في نشر الإسلام
ومبادئه فنحن لا ننكر قيمة الأديان الأخرى وأهميتها، غير أن لكل
شريعة من الشرائع ولكل دين من الأديان توقيت محدود وأنه يصلح لها
هذا الدين وتلك الشريعة وتصلح هي بدورها له. وهذه الأمة التي تعيش
هذا العصر وإلى أن تقوم القيامة لا ينصلح حالها إلا بالدين
الإسلامي الذي ارتضاه الله عز وجل لها وارتضاها له، قال تعالى:
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام
دينا).
ومن هنا تظهر بجلاء أهمية الإعلام الإسلامي في الإعلام عن هذا
الدين والإقناع له، لتعم السعادة البشرية جميعها ولتنقشع غشاوات
الظلام وليبدد نور الإسلام ظلمات المادية والإلحادية ومذاهبها
المقنعة تحت مسميات كثيرة براقة وزائفة، حسبنا أنها تثبت فشلها
يوما وراء يوم. وهذه هي مهمة الإعلام الإسلامي ودور رجاله في إنقاذ
البشر جميعاً وإسعادهم بالإسلام ونوره قولاً وعملاً.
---------------------
عن الأسس العلمية والتطبيقية للإعلام الإسلامي
الهوامش
------------------------------------------------
(1)دكتور إبراهيم إمام، الإعلام الإسلامي، مرجع سابق، ص8-9.
(2)دكتور عبد الحليم محمود، أوروبا والإسلام، مطابع الأهرام
التجارية، القاهرة، 1973، ص41.
(3)المرجع السابق، ص42-44.
(4)عبد الستار فتح الله سعيد، الغزو الفكري والتيارات المعادية
للإسلام، جامعة الإمام محمد بن مسعود، مؤتمر الفقه الإسلامي،
السعودية، 1396ه، ص47.
(5)دكتوره إجلال خليفة، مجلة الفن الإذاعي الصادرة عن اتحاد
الإذاعة والتلفزيون بالقاهرة، العدد 94، مارس 1982 ص12،13،19.
(6)دكتور إبراهيم أمام، الإعلام الإسلامي، مرجع سابق، ص43.
----------------------------------------------
المصدر: الاسس العلمية والتطبيقية للعلام الاسلامي