موسوعة المصطلحات والمفاهيم
موسوعة
علم الحديث

د. عبد الهادي الفضلي
الحديث الموضوع

تعريفه:
الحديث الموضوع: هو المكذوب، المختلق، المصنوع.
والتسمية مأخوذة من الوضع بمعنى الاختلاق، يقال: وضع الرجل الحديث: افتراه وكذبه واختلقه.
والوثيقة العلمية التي رواها الكليني باسناده عن أمير المؤمنين (ع) صريحة في أن وضع الحديث كان على عهد رسول الله (ص).
ويبدو أنه شكّل آنذاك ظاهرة تشبه المشكلة، مما دعا رسول الله (ص) أن يكافحها وبكل قوة، وذلك لما قد ينجم عن الوضع من خطر على العقيدة والتشريع والمجتمع.
فقد جاء فيها: "وقد كُذِبَ على رسول الله (ص) على عهده حتى قام خطيباً فقال: (يا أيها الناس قد كثرت عليّ الكذابة، فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) ثم كذب عليه من بعده".
عوامل الوضع:
يمكننا أن نلخص عوامل وضع الحديث بالتالي:
1_ العامل السياسي.
2_ العامل الديني.
3_ العالم المذهبي.
4_ العامل الاعلامي.
5_ العامل الاجتماعي.
6_ العامل الاقتصادي.
7_ العامل الشخصي.
1_ العامل السياسي:
وتمثل هذا بشكل واضح في أعمال معاوية بن أبي سفيان التي قام بها من أجل توطيد أركان دولته.. وكان منها اختلاق الحديث.
ذلك أن معاوية عندما أسلم يوم فتح مكة أسلم لا عن طواعية، وإنما هو الأمر الواقع الذي استسلم له آل أمية.
فليس أمامهم لاسترجاع سيادتهم الجاهلية إلاّ أن يسايروا هذا الواقع الجديد الذي سلبهم تلك السيادة الجاهلية ليحققوا هدفهم في استرجاعها عن طريق هذه المسايرة.
وكان أول نفوذ لهم إلى ذلك، أيام أبي بكر حينما ولّى يزيد بن أبي سفيان إمرة أحد جيوش الفتوح، وهو الجيش الذي وجهه الخليفة لفتح دمشق.
ثم لما ولاّه عمر بن الخطاب ولاية دمشق، وولّى أخاه معاوية ولاية ما والاها من بلاد الشام. ولما مات يزيد بن أبي سفيان أضاف عمر ولاية دمشق إلى معاوية.
ولما ولي عثمان بن عفان ولّى معاوية ولاية الشام كلها.
وبعد مقتل عثمان استقل معاوية بولايته، وخرج عن طاعة الخليفة الشرعي علي بن أبي طالب، وشق عصا جماعة المسلمين، بما أحدثه من فتنة الحرب بين أهل العراق وأهل الشام.
ولما استتب له أمر السلطة بعد مقتل علي (ع) "تحولت الخلافة إلى ملك آل إلى صاحبه بقوة السيف والسياسة والمكايد".
ولأن معاوية كان يعلم أن لا أهلية شرعية له للخلافة لأنه من الطلقاء.
وقد أسمعه هذا غير واحد من الصحابة والتابعين بما يجسد رأيهم فيه، وموقفهم منه.
فما كان منه (أعني معاوية) إلا ان اتجه وجهة اختلاق الاحاديث التي تؤيد ملكه وحكمه، فاستقطب ذوي النفوس المريضة من المرتزقة، والآخرين الذين يريدون الكيد للاسلام والمسلمين، فوضعوا له الاحاديث في هذا.
ومن هذا الذي وضعوه: أن النبي (ص) قال: (سيليكم بعدي البر ببره، ويليكم الفاجر بفجوره، فاسمعوا وأطيعوا في كل ما وافق الحق، فإن أحسنوا فلكم ولهم، وإن أساءوا فلكم وعليهم).
وظلال الصنعة على هذا الحديث واضحة، وهي أنه اختلق ليلغي عنصر العدالة المطلوب توافره من ناحية شرعية في الخليفة، وليلغي وجوب الوقوف بوجه الحاكم الجائر حتى يعود إلى الاستقامة وتعود إلى النظام عدالته الاجتماعية.
ومع هذا كان أمام معاوية وتحقيق هدفه من تحويل الخلافة إلى ملك عضوض تتناوب على عرشه رجال أمية عقبة صلدة، تلك هي إيمان المسلمين بأن الخلافة لعلي وآله، فانبرى وبكل ما أُوتي من حول لتذليل هذه العقبة.
"روى المدائني في كتاب الأحداث، وقال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عمّاله بعد عام الجماعة: (أن برئت الذمة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب، وأهل بيته).
وكان أشد البلاء حينئذ أهل الكوفة.
وكتب معاوية إلى عمّاله في جميع الآفاق: أن لا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة.
وكتب إليهم: أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه، وأهل ولايته، والذين يروون فضائله، ومناقبه، فأدنوا مجالسهم، وقربوهم، وأكرموهم، واكتبوا إليّ بكل ما يروي كل رجل منهم، واسمه واسم أبيه، وعشيرته.
ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه، لما كان يبعث إليهم معاوية من الصلات، والكساء، والحباء، والقطايع، ويفيضه في العرب منهم والموالي.
فكثر ذلك في كل مصر، وتنافسوا في المنازل والدنيا، فليس يجيء أحد مردود من الناس عاملاً من عمّال معاوية، فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة، إلاّ كتب اسمه وقرّبه وشفعه.
فلبثوا بذلك حيناً.
ثم كتب إلى عمّاله: أن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر، وفي كل وجه، وناحية، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة، والخلفاء الأولين، ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وأتوني بمناقض له في الصحابة، فإن هذا أحبّ إليّ، وأقرّ إلى عيني، وأدحض لحجة أبي تراب، وشيعته، وأشد عليهم من مناقب عثمان، وفضله.
فقرئت كتبه على الناس، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها.
وجرى الناس في رواية ما يجري هذا المجرى، حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر.
وألقي إلى معلمي الكتاتيب، فعلّموا صبيانهم، وغلمانهم، من ذلك الكثير الواسع، حتى رووه، وتعلموه كما يتعلمون القرآن، وحتى علّموه بناتهم، ونساءهم وخدمهم، وحشمهم.
فلبثوا بذلك إلى ما شاء الله.
فظهرت أحاديث كثيرة موضوعة، وبهتان منتشر، ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة".
وقال أبن عرفة: "إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في ايام بني أمية تقرباً إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم".
2_ العامل الديني:
وأقصد بالعامل الديني _هنا _ السبب الذي دفع أبناء الأديان الاخرى لوضع الأحاديث كيداً للاسلام وانتقاماً من المسلمين.
وأظهر مظاهر هذا ما عرف في لغة المحدثين والفقهاء بـ (الاسرائيليات)، و (الغلو).. الاسرائيليات التي جاءتنا عن طريق اليهود في أحاديث موضوعة، و (الغلو) الذي وصل إلينا عن طريق النصارى في أحاديث موضوعة أيضاً.
فعندما انبثق نور الاسلام في الحجاز، وتركز في المدينة المنورة، واتخذ منها رسول الله (ص) عاصمة الدولة الاسلامية عمل المسلمون على إجلاء اليهود منها، فانتقلوا إلى الشام، وبعض منهم إلى العراق.
وكان في ذلك الوقت عدد غير قليل منهم في اليمن، فأراد هؤلاء اليمنيون أن يثأروا ليهود الحجاز، فأخذوا يفدون من اليمن إلى المدينة المنورة متظاهرين باعتناقهم الاسلام.
وكان من أبرز من وفد من يهود اليمن:
1_ كعب الأحبار:
وكان من أكابر علماء اليهود في اليمن، ويقال: إنه أسلم في زمن أبي بكر، وقدم المدينة في أيام عمر.
2_وهب بن منبه:
وكان من أكابر علماء اليهود بأساطير الأولين، ولا سيما الاسرائيليات.
نَفَذَ هؤلاء اليهود لتحقيق مآربهم عن طريق استغلال الخلافات الفكرية التي تقع بين المسلمين بدس وتسريب فكرهم الاسرائيلي مغلفاً بأحاديث مختلفة.
وقد تمثلت هذه الاسرائيليات أكثر ما تمثلت في أحاديث التجسيم.
والتجسيم _كما هو معلوم _ من الفكر اليهودي، ويتردد صداه في التوراة المحرّفة بشكل جلي.
وانبثت هذه الأحاديث في حديث أهل السنة، ودخلت أقدس كتبهم في الحديث، وهي (الصحاح).
وإليك أمثلة منها:
جاء في كتاب (أبو هريرة) للشيخ محمود ابو ريه ص 244 تحت عنوان (أمثلة مما رواه أبو هريرة) ما يلي:
أخرج البخاري ومسلم عنه أنه قال: جاء ملك الموت إلى موسى، فقال له: أجب ربك، فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها، فرجع الملك إلى الله تعالى، فقال: إنك أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت ففقأ عيني، فرد الله إليه عينه، وقال: أرجع إلى عبدي فقل له: إن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما توارت بيدك من شعرة فإنك تعيش بها سنة.
وقد أورد الثعالبي في كتابه (المضاف والمنسوب) هذا الحديث تحت عنوان (لطمة موسى)، وقال عنه: إنه من أساطير الأولين، وان ملك الموت هذا أعور.
وختم قوله بهذه العبارة: وأنا بريء من هذه الحكاية.
ومن العجيب أن يصف الثعالبي هذا الحديث بأنه من أساطير الأولين بعد أن رواه البخاري ومسلم، مما يدل على أن هذين الكتابين لم يكن لهما في القرون الأولى الاسلامية تلك القداسة التي جُعلت لهما بعد ذلك، والثعالبي _كما هو معروف _ قد مات في سنة 429ه‍‍".
"وأخرج البخاري ومسلم عنه: قال النبي (ص): تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: مالي لا يدخلني إلاّ ضعفاء الناس وسقطتهم، قال الله تبارك وتعالى للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها، فأما النار فلا تمتلىء حتى يضع رجله، فتقول: قط قط، فهناك تمتلىء، ويزوي بعضها إلى بعض".
"وروى الشيخان عنه: ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الاخير، يقول: من يدعوني فأستجيب له".
"وأخرج الشيخان عنه عن رسول الله (ص)، قال: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً، وزاد أحمد عن أبي هريرة: في سبعة أذرع عرضاً.
وهذا الحديث هو نفس الفقرة السابعة والعشرين من الاصحاح الأول من سفر التكوين (العهد القديم)، وإليك نصها: فخلق الله الانسان على صورة الله، على صورة الله خلقه، ذكراً وأنثى خلقهم".
ونحن إذا علمنا أن أبا هريرة كان من أبرز تلامذة كعب الاحبار أدركنا مصدر هذه الروايات.
قال أبو ريه: "ما كاد أبو هريرة يرجع إلى المدينة معزولاً عن ولايته بالبحرين حتى تلقفه الحبر الأكبر كعب الأحبار اليهودي، وأخذ يلقنه من إسرائيلياته، ويدس له من خرافاته.
وكان المسلمون يرجعون إليه فيما يجهلون، وبخاصة بعد أن قال لقيس بن خرشة هذه الأكذوبة: (ما من الأرض شبر إلا مكتوب في التوراة التي أنزلت على موسى ما يكون عليه، وما يخرج منه).
ومن أجل ذلك هرع أبو هريرة إليه، ليأخذ منه، ويتتلمذ عليه، وسال سيل روايتهما، ولا سيما بعد أن خلا الجو لهما، بموت عمر واختفاء درته".
وقام بمثل هذا الدور في صفوف الشيعة مَن عرفوا بالغلاة، فاستغلوا تقديس الشيعة لأهل البيت (ع)، فوضعوا أحاديث في رفعهم فوق منزلتهم.
ومن أشهر من قام ببث أحاديث الغلو بين الشيعة وفي كتب الحديث الشيعية:
1_ المغيرة بن سعيد، المعاصر للامام الباقر (ع).
روى الكشي بإسناده عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن هشام بن الحكم: أنه سمع ابا عبد الله (ع) يقول: كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي، ويأخذ كتب أصحابه، وكان أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة، فكان يدس فيها الكفر والزندقة، ويسندها إلى أبي، ثم يدفعها إلى أصحابه، فيأمرهم أن يبثوها في الشيعة، فكل ما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو فذاك مما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم".
2_ محمد بن مقلاص الأسدي الكوفي الجدع، المعروف بمحمد بن أبي زينب والمشهور بأبي الخطاب، تلميذ المغيرة بن سعيد.
"كان من أصحاب الصادق (ع)، مستقيماً في أول أمره، وقال علي بن عقبة: كان أبو الخطاب قبل أن يفسد، يحمل المسائل لأصحابنا، ويجيء بجواباتها، كذا في باب فضل التجارة من (الكافي)، ثم ادعى القبايح، وما يستوجب الطرد واللعن، من دعوى النبوة وغيرها، وجمع معه بعض الأشقياء، فاطلع الناس على مقالاتهم، فقتلوه مع تابعيه.
والخطابية منسوبون إليه، عليه وعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
وكان ما نشروه من غلو في أهل البيت (ع) غلو ارتفاع، فنسبوا إليهم أنهم آلهة، ونسبوا إليهم أنهم أنبياء، ونسبوا إليهم أنهم يعلمون الغيب علماً لدنياً (ذاتياً)، ونسبوا إليهم أنهم يعلمون بكل ما في الكون.
وقالوا: إن معرفة الامام تسقط التكليف الشرعي.
وهذه _كما تراها _ لا تعدو أن تكون صدى من أصداء الفكر المسيحي الموجود في الأناجيل المحرفة.
وبخاصة إذا علمنا أن الذين نشروا هذه الأفكار أمثال المغيرة بن سعيد وتلميذه أبي الخطاب وأتباعهما هم من أهل الكوفة.. والكوفة _كما هو معروف تاريخياً _ قامت على أنقاض الحيرة وحلت محلها حاضرة للعراق الغربي.
وفي الحيرة اجتمع على النصرانية قبائل شتى من العرب، وفي أطرافها كانت أديرة الرهبان السريان تنتشر هنا وهناك.
وكان المسلمون في الكوفة يلتقون هؤلاء، وربما تظاهر بعضهم بالاسلام للكيد والوقيعة.
وقد وقف منهم أئمة أهل البيت (ع) موقف الطرد لهم والشجب لأفكارهم، ورفضها رفضاً باتاً، وتحريم الاعتقاد بها تحريماً قاطعا.
ووقفوا من حديثهم موقف الرفض له، والتحذير من روايته، ومنعها منعاً باتاً. وفي الوثائق الروائية التي تعرب عن موقف الأئمة من هؤلاء الغلاة وغلوهم ما يلي:
_ عن ابن مسكان، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله (ع)، قال: سمعته يقول: لعن الله المغيرة بن سعيد أنه كان يكذب على أبي، فأذاقه حر الحديد، لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا، ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا، وإليه مآبنا ومعادنا، وبيده نواصينا. فوالله ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا واصطفانا، ما نقدر على ضر ولا نفع، إن رحمنا فبرحمته، وإن عذبنا فبذنوبنا، والله ما لنا على الله من حجة، ولا معنا من الله براءة، وإنا لميتون ومقبورون ومنشرون ومبعوثون وموقوفون ومسؤولون.
إن تسمية الغلاة بـ (الرافضة) كانت من قبل الامام الباقر (ع) لأنهم رفضوا قوله (ع) واتبعوا أقوال المغيرة بن سعيد.
ويبدو أن الانظمة الحاكمة التي كانت تخشى من معارضة الامامية لسياستهم الجائرة ومعاملتهم الظالمة استغلت هذا الاسم (الرافضة) لما يحمل في طياته من قيمة نقدية تساعد على التنفير والابتعاد عمن ينبذ به فسحبته على الامامية أيضاً تشويهاً لسمعتهم، وتحريضاً لبقية المسلمين على محاربتهم، بعد أن اختلقت سبباً آخر للتسمية، وهو رفضهم لخلافة أبي بكر، أو رفضهم للخروج مع زيد بن علي لأنه لم يرفض خلافة أبي بكر _كما يزعمون.
3_ العامل المذهبي
وأعني به السبب الذي دفع بعض أصحاب المذاهب الاسلامية للوضع تأييداً للمذهب، ودعماً لأفكاره ورجالاته.
ومنه:
_ ما روي عن ابن لهيعة: أنه سمع شيخاً من الخوارج يقول بعدما تاب: (إن هذه الأحاديث دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم، فإنا كنا إذا هوينا أمراً صيرنا له حديثاً).
قال الحافظ ابن حجر: هذه والله قاصمة الظهر للمحتجين بالمراسيل، إذ بدعة الخوارج كانت في مبدأ الاسلام، والصحابة متوافرون، ثم في عصر التابعين، فمن بعدهم.
وهؤلاء إذا استحسنوا أمراً جعلوه حديثاً وأشاعوه.
فربما سمع الرجل الشيء فحدث به، ولم يذكر من حدثه به تحسيناً للظن، فيحمله عنه غيره.
ويجيء الذي يحتج بالمنقطعات فيحتج به، مع كون أصله ما ذكرت".
ومن أصحاب الأهواء الفقهاء الذين يتصدون للدفاع عن مذاهبهم زوراً وبهتاناً فيشحنون كتبهم بالموضوعات، سواء اختلقوها بأنفسهم أم اختلقها الوضاعون خدمة لهم وتأييداً لهواهم.
وقد تبلغ الجرأة حد الخلط بين أقيستهم وبين أحاديث الرسول، فيضعون فيه عبارات أقيستهم التي وصلوا إليها باجتهادهم.
وغالباً ما يكون هؤلاء الفقهاء من مدرسة الرأي التي تعنى بالقياس عناية خاصة.
قال أبو العباس القرطبي: استجاز بعض فقهاء أهل الرأي نسبة الحكم الذي دل عليه القياس الجلي إلى رسول الله (ص) _كذا؟ _.
ولهذا ترى كتبهم مشحونة بأحاديث تشهد متونها بأنها تشبه فتاوى الفقهاء، ولأنهم لا يقيمون لها سنداً".
4_ العامل الاعلامي:
وأقصد منه أن يضع الواضع الحديث دعاية للدين، ومن باب الاحتساب والتقرب إلى الله تعالى.
قال ابن الصلاح في (مقدمته): "والواضعون للحديث أصناف، وأعظمهم ضرراً قوم من المنسوبين الى الزهد، وضعوا الحديث احتساباً فيما زعموا، فتقبل الناس موضوعاتهم ثقة منهم بهم، وركنوا إليهم".
وقال الشهيد الثاني في (الدراية): "والوضاعون أصناف، أعظمهم ضرراً من انتسب إلى الزهد والصلاح بغير علم، وزعم أن وضعه يقربه إلى الله تعالى، فقبل الناس موضوعاتهم ثقة بظاهر حالهم".
وقد جرأ هذا الاختلاق المشين أن ذهب بعض الكرّامية (وهم فرقة من المجسمة) إلى جواز وضع الحديث في الترغيب والترهيب.
قال الشيخ الاميني في (الغدير 5/275): "قال يحيى بن سعيد القطان: ما رأيت الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث.
وقال القرطبي في (التذكار 155): لا التفات لما وضعه الواضعون، واختلقه المختلقون، من الأحاديث الكاذبة، والأخبار الباطلة، في فضل سور القرآن، وغير ذلك من فضائل الأعمال.
وقد ارتكبها جماعة كثيرة، وضعوا الحديث حسبة كما زعموا، يدعون الناس إلى فضائل الأعمال.
كما روي عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم المروزي، ومحمد بن عكاشة الكرماني، وأحمد بن عبد الله الجويباري، وغيرهم.
قيل لأبي عصمة: من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضل سور القرآن سورةً سورة؟!
فقال: إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي محمد بن اسحاق، فوضعت هذا الحديث حسبة.
وقال (القرطبي) في ص 156: قد ذكر الحاكم وغيره من شيوخ المحدثين: أن رجلاً من الزهاد انتدب في وضع أحاديث في فضل القرآن وسوره، فقيل له: لِمَ فعلت هذا؟!
فقال: رأيت الناس زهدوا في القرآن فأحببت أن أرغبهم فيه.
فقيل (له): فإن النبي (ص) قال: (من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).
فقال: أنا ما كذبتُ عليه، إنما كذبتُ له".
5_ العامل الاجتماعي:
وأعني به ذلك السبب الرخيص المهين الذي كان يدفع تلكم الطبقة من وعاظ السلاطين إلى وضع الحديث للزلفى من حاكم أو أمير أو غيرهما بغية الحصول على مركز اجتماعي.
كما صنع غياث بن ابراهيم النخعي الكوفي، فإنه دخل على أمير المؤمنين المهدي، وكان المهدي يحب الحمام ويلعب به، فإذا قدامه حمام، فقيل له: حدّث أمير المؤمنين.
فقال: حدثنا فلان عن فلان عن فلان: أن النبي (ص) قال: (لا سبق إلاّ في نصل أو خف أو حافر أو جناح).
فأمر له المهدي ببدرة، فلما قام قال: أشهد على قفاك أنه قفا كذاب على رسول الله (ص).
ثم قال المهدي: أنا حملته على ذلك، ثم أمر بذبح الحمام ورفض ما كان فيه".
6_ العامل الاقتصادي:
وكما يرتبط العامل الاقتصادي أحياناً بالعامل الاجتماعي يرتبط أيضاً وفي كثير من الأحيان بالعامل السياسي.
وتمثل هذا بوضوح فيما قام به معاوية بن أبي سفيان، فإنه لم يكتف بما قام به من أسباب الدعاية لتوطيد قواعد مملكته الأموية "بل أحدث القصص ليعزز به أسلحة الدعاية له، ولم يكن معروفاً قبله، فسخر الألوف لذلك، وبثهم بين أرجاء البلاد، ليقصوا له، ما يشد له دولته، وما يحفظ به سلطانه، بله ما ينشرون من خرافات واباطيل، مما جلب الفساد على عقول المسلمين، وأساء ظنون غيرهم فيما بني عليه الدين، كما ذكر ذلك الاستاذ الامام محمد عبدة.
وكانت هذه القصص تعتمد الاسرائيليات وأساطير الأمم الخالية، وتتخللها الأحاديث المصنوعة.
وكان الذي يمونها بمحتوياتها أحبار وكهان اليهود الذين أظهروا الاسلام أمثال: كعب الأحبار ووهب بن منبه.
وكان لكل قاص جراية من قبل الدولة.
أما كيف كان يقوم القاص بدوره، فهذا ما أوضحه أحمد أمين في كتابه (فجر الاسلام) بقوله: "يجلس القاص في المسجد، وحوله الناس، فيذكرهم بالله، ويقص عليهم حكايات وأحاديث وقصصاً عن الامم الأخرى وأساطير، ونحو ذلك.. لا يعتمد فيها على الصدق بقدر ما يعتمد على الترغيب والترهيب.
قال الليث بن سعد: هما قصصان: قصص العامة وقصص الخاصة.
فأما قصص العامة فهو الذي إليه النفر من الناس، يعظهم ويذكرهم، فذلك مكروه لمن فعله ولمن استمعه.
وأما قصص الخاصة فهو الذي جعله معاوية، ولّى رجلاً على القصص، فإذا سلّم من صلاة الصبح جلس وذكر الله _عز وجل _ وحمده ومجّده، وصلى على النبي (ص)، ودعا للخليفة ولأهل ولايته وحشمه وجنوده، ودعا على أهل حربه وعلى المشركين كافة".
7_ العامل الشخصي:
وهو أن يتظاهر غير العالم بمظهر العالم ويعزز ذلك باختلاقه الاحاديث وروايتها. وعبر عنه في كتب علم الحديث بـ (التعالم).
"روى ابن الجوزي باسناده إلى أبي جعفر بن محمد الطيالسي، قال: صلى أحمد بن حنبل ويحيى بن معين في مسجد الرصافة، فقام بين أيديهم قاص، فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس، قال: قال رسول الله: (من قال لا إله إلا الله، خلق الله من كل كلمة طيراً منقاره من ذهب وريشه من مرجان...).
وأخذ في قصته نحواً من عشرين ورقة.
فجعل أحمد بن حنبل ينظر إلى يحيى بن معين، وجعل يحيى بن معين ينظر إلى أحمد، فقال له: حدثته بهذا؟! فيقول: والله ما سمعت هذا إلا الساعة.
فلما فرغ من قصصه وأخذ العطيات، ثم قعد ينتظر بقيتها، قال له يحيى بن معين بيده: تعال، فجاء متوهماً لنوال، فقال له يحيى: من حدثك بهذا الحديث؟!
فقال: أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.
فقال: أنا يحيى بن معين، وهذا أحمد بن حنبل، ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله!.
فقال: لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق، ما تحققت هذا إلاّ الساعة، كأن ليس يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما، وقد كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.
فوضع أحمد كمه على وجهه، وقال: دعه يقوم، فقام كالمستهزىء بهما".
كيفية وضع الحديث:
تصدى بعض من كتب في علم الحديث لبيان كيفية وضع الحديث، مفيداً ذلك من واقع الأحاديث الموضوعة.
وبيان هذه الكيفية كما يوضح قضية تاريخية، يساعد ايضاً في إلقاء شيء من الضوء لمعرفة الحديث الموضوع.
وتتلخص في أن الوضع نوع من التصرف الشخصي.
وهذا التصرف قد يكون في المتن، وقد يكون في السند:
_ في المتن:
ويكون بإحدى طريقتين، هما:
أ_ أن يضع الراوي متناً من عنده، وذلك بأن يؤلف ويصوغ من كلامه عبارات الحديث الذي يروم وضعه.
وذلك مثل الحديث المشتهر: (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم).
ب_ أن يعمد الراوي إلى مأثورة من كلام أحد الحكماء أو العلماء أو غيرهما، وينسبه إلى المعصوم.
ومثلوا له بالحكمة المشهورة: (المعدة بيت الداء، والحمية رأس كل دواء)، التي هي من حكم الحارث بن كلدة الثقفي، ونسبها الراوي الواضع إلى النبي (ص).
والمذكور في كتاب (عيون الأنباء 165) _ ترجمة الحارث بن كلدة_ : البطنة بيت الداء والحمية رأس الدواء).
فربما كان النص الأول مأخوذاً منه، وربما كان رواية أخرى له.
_ في السند:
ويكون بإحدى طريقتين أيضاً، هما:
أ_ أن يختلق الراوي سنداً لحديثه الموضوع، وذلك بأن يضع أسماء لرواة لا واقع لهم.
ب_ أن يعمد الراوي إلى سند من الأسانيد، ويحمّله متن حديثه.
إمارات الوضع:
وهي العلامات التي تكشف عن أن الحديث موضوع.
وتنقسم إلى ثلاثة أقسام، هي:
1_ ما يرتبط بالراوي، وهي:
أ_ أن يعترف الراوي نفسه، ويقر بوضعه الحديث.
نحو اعتراف أبي عصمة نوح بن أبي مريم وضعه على ابن عباس أحاديث في فضائل سور القرآن الكريم.
ب_ أن يشتهر الراوي في الأوساط العلمية بالوضع.
ج_ أن ينص في كتب الرجال الأصول على أنه وضاع.
د_ أن يوقف على قرينة خاصة تفيد أن الراوي وضاع.
2_ ما يرتبط بالسند، وهي:
أ_ أن يتألف السند من مجاهيل ووضاعين.
ب_أن يشتمل السند على وضاع.
ج_ أن يشتمل السند على أسماء لا ذكر لها في كتب الرجال.
د_ أن ينص من قبل الرجاليين على أن سلسلة السند هي سلسلة كذب.
3_ ما يرتبط بالمتن، وهي:
أ_ أن يخالف مضمون الحديث ظاهر القرآن الكريم، ولا يقبل التأويل بما يوافقه.
ب_ أن يخالف مضمون الحديث ظاهر السنة القطعية، ولا يقبل التأويل بما يوافقه.
ج_ أن يخالف مضمون الحديث بديهيات العقول.
نحو ما ذكره الدكتور الصالح في كتابه (علوم الحديث) من أنه "قيل لعبد الرحمن بن زيد: حدثك أبوك عن جدك أن رسول الله (ص)، قال: إن سفينة نوح طافت بالبيت، وصلت خلف المقام ركعتين؟ قال: نعم؟
ه‍_ أن يخالف مضمون الحديث حقائق العلم وسنن الحياة ونتائج التجارب الناجحة والمشاهدات الصادقة.
نحو ما جاء في كتاب (الهفت والأظلة)، من أن الإمام المعصوم يولد من فخذ أمه، في حديث طويل يرويه المفضل بن عمر الجعفي عن الامام الصادق (ع) نقتطف منه ما يلي:
(فقال المفضل: أخبرني يا مولاي عن ميلاد الأوصياء.
فقال الصادق: أول العجب أن أمهات الأوصياء ذكور، لا إناث.
قلت: يا مولاي، سبحان الله، كيف ذلك؟!
قال الصادق (ع): إن الملائكة هم في صورة النساء..
فقال الصادق: إن الله أنشأ أبدان الاوصياء أفخاذاً إلى الملائكة حتى يبلغوا المدى، هذا مع طهارة الملائكة، كما أخبرتك، فإذا أراد الله إظهار الامام في الظاهر، تأديباً لهذا الخلق أرسل روحاً من عنده، فيدخل في المولود الذي قد يتطهر من كل دنس، ولم يزاحمه رحم، ولكن تدخل الروح فيه تأديباً للناس، وظهوراً للحق).
و_ أن يحتوي متن الحديث اسرائيليات تخالف العقيدة الاسلامية.
نحو ما روي في الصحيحين (البخاري ومسلم): "عن أنس (رض) عن النبي (ص) قال: يلقى في النار، وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع الله قدمه، فتقول: قط، قط"..
ز_ أن يحتوي متن الحديث فكرة من أفكار الغلو.
ح_ أن يحتوي متن الحديث اسطورة من أساطير الأولين التي لا بينة على صحتها.
ط_ أن يحتوي متن الحديث منقبة أو فضيلة لشخص أو جماعة أو بلد، هو دون مستوى هذه المنقبة أو الفضيلة.
ي_ أن يحتوي متن الحديث الاشارة إلى معجزة أو كرامة في موقف لا يقتضيها ولا يتطلبها.
مبلغ الموضوعات:
والذي يتوصل إليه من مراجعة كتب الحديث لأهل السنة، وكتب الحديث للامامية، أن شيوع الوضع وانتشاره عند أهل السنة كان أكثر بكثير منه عند الامامية.
فقد رجعت إلى كتاب (الفهرست) للشيخ الطوسي فلم أعثر فيه على من نصّ على أنه وضاع مع وجود عدد من الرواة نصّ على ضعفهم.
وفي كتاب (الفهرست) للنجاشي المعروف بـ (رجال النجاشي)، وقفت على أربعة أسماء نصّ على أنهم وضاعون، وهم:
1_ جعفر بن محمد بن مالك بن عيسى بن سابور مولى أسماء بن خارجة بن حصين الفزاري الكوفي.
قال فيه (1/302_303): "كان ضعيفاً في الحديث".
قال أحمد بن الحسين (الغضائري): كان يضع الحديث وضعاً، ويروي عن المجاهيل.
وسمعت من قال: كان أيضاً فاسد المذهب والرواية".
2_ عبيد بن كثير بن محمد الكوفي.
قال فيه (2/43_44): "طعن أصحابنا عليه، وذكروا أنه يضع الحديث.
له كتاب يعرف بكتاب التخريج في بني الشيصبان، وأكثره موضوع مزخرف، والصحيح منه قليل".
3_ عبد الرحمن بن كثير الهاشمي.
قال فيه (2/44) "كان ضعيفاً، غمز أصحابنا عليه، وقالوا كان يضع الحديث.
وله... كتاب (الأظلة) كتاب فاسد مختلط".
4_ محمد بن موسى الهمداني السمان.
قال فيه (2/227): "ضعفه القميون بالغلو، وكان ابن الوليد يقول: إنه كان يضع الحديث".
وربما كان هناك آخرون في هذا الفهرست لم أوفق للعثور عليهم، إلاّ أن الذي يمكن أن يخرج به الباحث أو المراجع ان الرقم لا يتجاوز الآحاد.
وإذا رجعنا إلى كتب الرجال المطولة المتأخرة أمثال (تنقيح المقال)، و (معجم رجال الحديث) لا إخال أن الرقم يتجاوز العشرات.
بينما نقرأ في كتاب (تاريخ الاسلام) للدكتور حسن ابراهيم حسن 1/516 قول مؤلفة: "وقد جمع البخاري _على ما نعلم _ نحو 7275 حديثاً، بما فيها الأحاديث المكررة، فإذا حذفنا المكرر منها أصبح عددها نحو أربعة آلاف.
وقد اختارها البخاري _على ما قيل _ من ثلاثمائة ألف حديث.
ومن ذلك يتبين مبلغ ما وصل إليه التحريف في الحديث".
بينما لم يكن في الجانب الامامي شيء من هذا، وإنما كان العامل المؤثر في وسطهم هو العامل الديني الذي دخل بتأثيره أحاديث الغلو إلى الحديث الامامي.
ولا أستبعد أن يكون للدولتين الاموية والعباسية ضلع في ذلك بغية اتهام الشيعة بما يبرر مطاردتهم وتشريدهم وإبادتهم.
وخاصة إذا عرفنا كثرة وجود النصارى في بلاطات الحكام من أمويين وعباسيين، فقد يكون عن طريق هؤلاء، وبتآمر من الحكام نفذ الغلو، وتسرب من خلال المسارب الخفية.
ولكن موقف أئمة أهل البيت منه حدّ من تأثيره ومن وصول الحكام إلى غاياتهم، إلاّ في رقع ضيقة غير ذات بال.
المؤلفات في الموضوعات:
ويسجل لعلماء الحديث من أهل السنة مأثرة علمية جليلة هي تأليفهم في الموضوعات، وأهمها:
1_ كتاب تذكرة الموضوعات، أبو الفضل محمد بن ظاهر المقدسي (ت507ه‍).
2_ كتاب الأباطيل، أبو عبد الله الحسن بن ابراهيم الهمداني الجوزقي الحافظ (ت543ه‍).
3_ كتاب الموضوعات، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (ت597ه‍).
4_ القول المسدد في الذب عن مسند الامام أحمد، الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852ه‍).
5_ كتاب اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، الحافظ جلال الدين السيوطي (ت911ه‍).
6_ كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، أبو الحسن علي بن محمد الكتاني (ت963ه‍).
7_ تذكرة الموضوعات، جمال الدين الفتني (ت986ه‍).
8_ الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، أبو عبد الله محمد بن علي الشوكاني اليماني (ت1250ه‍).
9_ سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ناصر الدين الالباني المعاصر.
ويلاحظ: أن هذه الكتب ألفت بعد تدوين جوامع الحديث السنية من صحاح وغيرها.
ولهذا السبب لم تحاول أن تقتحم حصون الصحيحين لما لهما من تقديس في نفوس أهل السنة في هذه الأزمان المتأخرة.
ولو أنها ألفت قبل تأليف الجوامع لكان تأثيرها أقوى وفائدتها أكثر، إذ ربما حالت بين الاسرائيليات والجوامع.
ومن مؤلفات الامامية: كتاب الموضوعات في الآثار والأخبار للسيد هاشم معروف الحسني المعاصر.
---------------------------------
* المصدر: أصول الحديث

مركز الصدرين للمصطلحات والمفاهيم    || موسوعة علم الحديث