موسوعة المصطلحات والمفاهيم || معجم المصطلحات

اقتصاد : رأس المال في الاقتصادي التقليدي
د. محمد عبدالمنعم الجمال


تعريف رأس المال (التقليدي):
كان آدم سميث أول من أفسح لرأس المال مكاناً بين عوامل الإنتاج وحدد معناه. وقد استعمل هذا الاصطلاح قبله كثير من الكتاب
مثل الفيزيوقراطيين وغيرهم، ولكنهم كانوا في الغالب يريدون به النقود التي تقرض بفائدة.
ولا يزال رأس المال بهذا المعنى مستعملاً عند رجال الأعمال،غذ يطلقونه على النقود أو ما يقوم مقامها مثل الأوراق المالية.
وقد اتسع معنى رأس المال بعدئذ فأصبح يراد به (الثروة التي تغل لصاحبها دخلاً).
وأخيراً أصبح التعريف المتداول له ((أنه الثروة التي أنتجت لتستخدم في إنتاج ثروة أخرى)).
وقد يتبادر إلى الذهن لأول وهلة أنه لا فرق بين التعريفين الأخيرين إذ أن كثيراً من الثروات التي تستخدم في الإنتاج هي في
الوقت نفسه مصدر دخل لصاحبها فالنقود التي يقرضها شخص إلى صاحب مصنع مثلاً تستخدم في الإنتاج، وهي في الوقت نفسه
تأتي بدخل إلى المقرض.
غير أنه من السهل ملاحظة أن هناك أحوالاً تخصص فيها الثروة للإنتاج من غير أن تأتي بنفسها بدخل، ومن أمثلة ذلك النقود التي
يخصصها صاحب المصنع لدفع أجور عماله. كما أن هناك أحوالاً تأتي فيها الثروة بدخل من غير أن تستخدم في الإنتاج، ومثال
ذلك مبلغ من النقود يقرضه شخص إلى آخر يبذره، أو دار يؤجرها صاحبها إلى شخص يسكنها. وقد أفاض في البحث في موضوع
رأس المال وتبسط في تحليله، ستانلي جيفونز في انجلترا، وكارل منجر وبوهم بفرك في النمسا، ولقد كان لآراء هذا الأخير تأثير
كبير في عالم الاقتصاد ولا سيما في الولايات المتحدة.
رأس المال من وجهة نظر الاسلام ولماذا يعتبر من عناصر الإنتاج؟
يرى بعض فقهاء الاقتصاد الاسلامي استبعاد رأس المال من عناصر الإنتاج. ومرد ذلك في رأيهم: سبب فني، وهو أن رأس المال
يعتبر في حقيقته مالاً مُنتَجاً، أي مال تم إنتاجه من قبل، وليس عنصراً أصيلاً من العنصار التي يتركب منها الإنتاج.
ومن ثم فإن رأس المال مسايرة لهذا الرأي لا يعدو أن يكون مال تم إنجازه خلال فترة سابقة، وعلى ذلك فالبحث في أمره يخرج من
إطار نظرية الإنتاج ليدخل في إطار نظرية التوزيع. ولا شك أنه يصعب التسليم بمثل هذا الرأي. فرأس المال وإن كان في حقيقته
لا يعد عنصراً أصيلاً من عناصر الإنتاج إلا أنه يعتبر ضرورة فنية في الاقتصاد الحديث.. ضرورة استلزمها ظروف التقدم في
ميادين الإنتاج، بحيث أصبح الانسان يستخدم في العملية الإنتاجية أدوات وأجهزة لا مناص له من استخدامها لإدراك مستوى معين
من الإنتاج كماً ونوعاً. لا مرية في أن راس المال يعتبر في أساسه عملاً سابقاً، أي مال تم إنجازه خلال فترة سابقة، ولكنه من ناحية
أخرى مكرس للاستخدام من جديد في تكوين أموال أخرى خلال فترة تالية.
هذا فضلاً عن أنه من الناحية الشرعية البحتة، لا يوجد في نصوص القرآن أو السنة ما يناقض هذه النظرة.. والأصل في الشريعة
الاسلامية هو الإباحة، إلا فيما ورد في شأنه نص خاص بالتحريم، وعلى مقتضى هذا النظر لا نجد مبرراً شرعياً أو فنياً لاستبعاد
رأس المال من بين العناصر التي يتركب منها الإنتاج: الطبيعة والعمل المنظم ورأس المال.

مركز الصدرين للمصطلحات والمفاهيم   || معجم المصطلحات