يشير العلم إلى نسق من المعرفة المنظمة التي يتم التوصل إليها من
خلال الملاحظة المنتظمة الدقيقة، والدراسة الواقعية أو
التجربة، للتوصل إلى قوانين عامة لتفسير الظواهر طبيعية كانت أم
اجتماعية. فيمثل العلم كما ترى Selltiz استراتيجية أو منهجاً
لتفسير الظواهر في ميدان تخصصه.
ويرى David Dressler - Carns أن العلم ـ إلى جانب كونه منهجاً
يستخدم مجموعة من العمليات والأساليب والإجراءات،
للتوصل إلى قوانين عامة لتفسير الظواهر ـ يمثل هيكلاً من المعرفة
المنظمة عن العالم الواقعي في صورة تفسيرات عامة وقوانين.
وتمثل هذه التفسيرات العامة أنساقاً من التعميمات المترابطة
منطقياً، تمكننا من التنبؤ بحدوث الوقائع والتحكم في بعض العوامل
التي تؤدي إلى حدوثها من خلال معرفتنا بطبيعتها عن طريق استخدام
المنهج العلمي.
ويمكن إجمال الأهداف الرئيسية للعلم، فيما يلي:
1 ـ الوصف: يهدف العلم إلى وصف الحقائق بدقة تعكس حقيقة وجودها في
الواقع.
2 ـ الفهم: إن الوظيفة التفسيرية للعلم، بتوضيحها للارتباط المنطقي
بين مجموعة من المتغيرات، تقدم تصوراً منتظماً للظاهرة
موضوع الدراسة من خلال ما تعبر عنه هذه المتغيرات.
3 ـ التنبؤ Prediction: يشير التنبؤ إلى المعرفة المسببة لحدوث
ظاهرة معينة بناءً على معرفة بيانات سابقة يعتمد عليها في
تحديد ذلك. فالعلم من خلال دراسته للظواهر لا يقف عندما يدرسه من
مفردات جزئية، بل يسعى إلى التوصل إلى تعميمات تفسيرية
للتنبؤ بالدراسة. والتنبؤ باعتباره مبنياً على التعميم يوضح
الطبيعة الاحتمالية للعلم.
4 ـ التحكم أو الضبط: إن العلم من خلال وظيفته التفسيرية التنبؤية
وتصويره الموضوعي للواقع في جوهره، لا يساعد الباحث
على معرفة هذا الواقع وفهمه فحسب، بل يمكنه أيضاً من التحكم فيه
والسيطرة عليه.
