(الابد) هو استمرار الوجود في أزمنة مقدّرة غير متناهية في جانب
المستقبل كما أنّ الازل استمرار الوجود في أزمنة مقدّرة غير
متناهية في جانب الماضي (الابد) مدّة لا يتوهم انتهاؤها بالفكر
والتأمّل البته (الابد) هو الشئ الذي لا نهاية له (الابداع
والابتداع)
ايجاد شئ غير مسبوق بمادة ولا زمان كالعقول وهو يقابل التكوين
لكونه مسبوقا بالمادة والاحداث لكونه مسبوقاً بالزمان والتقابل
بينهما تقابل التضادّان كانا وجود يبن بأن يكون الابداع عبارة عن
الخلو عن المسبوقية بمادة والتكوين عبارة عن المسبوقية بمادة
ويكون بينهما تقابل الايجاب والسلب ان كان احدهما وجوديا والآخر
عدميا ويعرف هذا من تعريف المتقابلين (الابداع) ايجاد الشئ
من لا شئ وقيل الابداع تأسيس الشئ عن الشئ والخلق ايجاد شئ من شئ
قال الله تعالى بديع السموات والأرض وقال خلق الإنسان
والابداع أعمّ من الخلق ولذا قال بديع السموات والأرض وقال خلق
الإنسان ولم يقل بديع الإنسان (الاباضية) هم المنسوبون إلى
عبد الله بن اباض قالوا مخالفونا من أهل القبلة كفار ومرتكب
الكبيرة موحد غير مؤمن بناء على أن الاعمال داخله في الإيمان
وكفّروا علياً رضي الله عنه وأكثر الصحابة (الاباحة) هي الاذن
باتيان الفعل كيف شاء الفاعل (الاتفاقية) هي التي حكم فيها بصدق
التالي على تقدير صدق المقدم لا لعلاقة بينهما موجبة لذلك بل لمجرد
صدقهما كقولنا ان كان الإنسان ناطقا فالحمار ناهق وقد يقال
انها هي التي يحكم فيها بصدق التالي فقط ويجوز أن يكون المقدم فيها
صادقا أو كاذبا وتسمى بهذا المعنى اتفاقية عامة والمعنى
الأول اتفاقية خاصة للعموم والخصوص بينهما فانه متى صدق المقدم صدق
التالي ولا ينعكس (الاثر) له ثلاثة معان الأول بمعنى
النتيجة وهو الحاصل من الشئ والثاني بمعنى العلامة والثالث بمعنى
الجزء (الاحصان) هو أن يكون الرجل عاقلاً بالغاً حراً مسلماً
دخل بامرأة بالغة عاقلة حرة مسلمة بنكاح صحيح (الاحسان) هو التحقيق
بالعبودية على مشاهدة حضرة الربوبية بنور البصيرة أي
رؤية الحق موصوفاً بصفاته يعين صفته فهو يراه يقيناً ولا يراه
حقيقة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم كأنك تراه لانه يراه من وراء
حجب صفاته فلا يرى الحقيقة بالحقيقة لانه تعالى هو الداعي وصفة
لوصفه وهو دون مقام المشاهدة في مقام الروح (الاحسان) لغة
فعل ما ينبغي أن يفعل من الخير وفي الشريعة أن تعبد الله كأنك تراه
فان لم تكن تراه فانه يراك (احد) هو اسم الذات مع اعتبار تعدد
الصفات والاسماء والغيب والتعينات الاحدية اعبتارها من حيث هي هي
بلا اسقاطها ولا اثباتها بحيث يندرج فيها السبب الخطرة
الواحدة (الاحتراس) هو أن يؤتى في كلام يوهم خلاف المقصود بما
يدفعه أي يؤتى بشئ يدفع ذلك الايهام نحو قوله تعالى فسوف
يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين
فانه تعالى لو اقتصر على وصفهم باذلة على المؤمنين لتوهم
أن ذلك لضعفهم وهذا خلاف المقصود فأتى على سبيل التكميل بقوله أعزة
على الكافرين (الاخلاص) في اللغة ترك الرياء في
الطاعات وفي الاصطلاح تخليص القلب عن شائبة الشوب المكدّر لصفائه
وتحقيقه أن كل شئ يتصور أن يشوبه غيره فاذا صفا
عن شوبه وخلص عنه يسمى خالصاً ويسمى الفعل المخلص اخلاصا قال الله
تعالى من بين فرث ودم لبناً خالصاً فانما خلوص اللبن
أن لا يكون فيه شوب من الفرث والدم وقال الفضيل بن عياض ترك العمل
لاجل الناس رياء والعمل لاجلهم شرك والاخلاص
الخلاص من هذين (الاخلاص) أن لا تطلب لعملك شاهداً غير الله وقيل
الأخلاص تصفية الاعمال من الكدورات وقيل الاخلاص
ستر بين العبد وبين الله تعالى لا يعلمه ملك فيكتبه ولا شيطان
فيفسده ولا هوى فيميله والفرق بين الاخلاص والصدق أن الصدق
أصل وهو الاول والاخلاص فرع وهو تابع وفرق آخر الاخلاص لا يكون الا
بعد الدخول في العمل (الارادة) مطالبة القلب غذاء
الروح من طيب النفس وقيل الارادة حبّ النفس عن مراداتها والاقبال
على أوامر الله تعالى والرضا وقيل الارادة جمرة من نار
المحبة في القلب مقتضية لاجابة دواعي الحقيقة (الارسال في الحديث)
عدم الاسناد مثل ان يقول الراوي قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من غير أن يقول حدثنا فلان عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم (الازل) استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية
في جانب الماضي كما أن الابد استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير
متناهية في جانب المستقبل (الازلي) ما لا يكون مسبوقا بالعدم
أعلم أن الموجود أقسام ثلاثة لا رابع لها فانه اما أزلي وأبدي وهو
الله سبحانه وتعالى أولا أزلي ولا أبدي وهو الدنيا أو أبدي غير
أزلي وهو الآخرة وعكسه محال فان ما ثبت قدمه امتنع عدمه (الازارقة)
هم أصحاب نافع بن أزرق قالوا كفر علي رضي الله عنه
بالتحكيم وابن ملجم محق وكفرت الصحابة رضي الله عنهم وقضوا
بتخليدهم في النار (الاستسقاء) هو طلب المطر عن طول
انقطاعه (الاستدلال) تقرير الدليل لاثبات المدلول سواء كان ذلك من
الاثر الى المؤثر فيسمى استدلالاً آنياً أو بالعكس ويسمى
استدلالاً لمياً أو من أحد الأثرين الى الآخر (الاستقرار) هو الحكم
على كليّ لوجوده في أكثر جزئياته وانما قال في أكثر جزئياته لانّ
الحكم لو كان في جميع جزئياته لم يكن استقراء بل قياسا مقسماً
ويسمى هذا استقراء لان مقدماته لا تتحصل الا بتتبع الجزئيات
كقولنا كل حيوان يحرّكٌ فكه الأسفل عند المضغ لان الانسان والبهائم
والسباع كذلك وهو استقراء ناقص لا يفيد اليقين لجواز وجود
جزئي لم يستقر أو يكون حكمه مخالفاً لما استقرئ كالتمساح فانه يحرك
فكه الاعلى عند المضغ (الاستحسان) في اللغة هو عدّ الشئ
واعتقاده حسنا واصطلاحاً هو اسم لدليل من الادلة الاربعة يعارض
القياس الجلي ويعمل به إذا كان أقوى منه سموه بذلك لانه في
الاغلب يكون أقوى من القياس الجلى فيكون قياسا مستحسنا قال الله
تعالى فلشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه (
الاستقامة) هي كون الخط بحيث تنطبق أجزاؤه المفروضة بعضها على بعض
على جميع الاوضاع وفي اصطلاح أهل الحقيقة هي
الوفاء بالعهود كلها وملازمة الصراط المستقيم برعاية حد التوسط في
كل الامور من الطعام والشراب واللباس وفي كل أمر ديني
ودنيوي فذلك هو الصراط المستقيم كالصراط المستقيم في الآخرة ولذلك
قال النبي صلى الله عليه وسلم شيبتني سورة هود إذ أنزل
بها فاستقم كما أمرت (الاستقامة) أن يجمع بين آداء الطاعة واجتناب
المعاصي وقيل الاستقامة ضد الاعوجاج وهي مرور العيد في
طريق العبودية بارشاد الشرع والعقل (الاستدراج) أن يجعل الله تعالى
العبد مقبول الحاجة وقتاً فوقتاً الى أقصى عمره للابتدال
بالبلاء والعذاب وقيل الاهانة بالنظر الى المآل (الاستدراج) هو أن
تكون بعيداً من رحمة الله تعالى وقريباً الى العقاب تدريجاً (
الاستطراد) سوق الكلام على وجه يلزم منه كلام آخر وهو غير مقصود
بالذات بل بالعرض (الاستعارة) ادعاء معنى الحقيقة في
الشئ للمبالغة في التشبيه مع طرح ذكر المشبه من البين كقولك لقيت
أسداً وأنت تعني به الرجل الشجاع ثم اذا اذكر المشبه به مع
ذكر القرينة يسمى استعارة تصريحية وتحقيقيه نحو لقيت أسداً في
الحمام واذا قلنا المنية أي الموت أنشبت أي علقت أظفارها بفلان
فقد شبهنا المنية بالسبع في اغتيال النفوس أي اهلاكها من غير تفرقة
بين نفاع وضرار فأثبتنا لها الأظفار التي لا يكمل ذلك
الاغتيال فيه بدونها تحقيقاً للمبالغة في التشبيه فتشبيه المنية
بالسبع استعارة بالكناية واثبات الاظفار لها استعارة تخييلية
والاستعارة
في الفعل لا تكون الا تبعية كنطقت الحال (الاستدراك) في اللغة طلب
تدارك السامع وفي الاصطلاح رفع توهم تولد من كلام سابق
والفرق بين الاستدراك والاضراب ان الاستدراك هو رفع توهم يتولد من
الكلام المقدم رفعاً شبيهاً بالاستثناء نحو جاءني زيد لكن
عمر ولدفع وهم المخاطب أن عمراً أيضا جاء كزيد بناء على ملابسه
بينهما وملاءمة والاضراب هو أن يجعل المتبوع في حكم
المسكوت عنه يحتمل أن يلابسه الحكم وان لا يلابسه فنحو جاءني زيد
بل عمرو يحتمل مجئ زيد وعدم مجيئه وفي كلام ابن
الحاجب انه يقتضى عدم المجئ قطعاً (الاستتباع) هو المدح بشئ على
وجه يستتبع المدح بشئ آخر (الاستنباط) استخراج الماء من
العين من قولهم نبط الماء إذا خرج من منبعه (الاستنباط) اصطلاحاً
استخراج المعاني من النصوص بفرط الذهن وقوّة القريحة (
الاستهلال) أن يكون من الولد ما يدل على حياته من بكاء أو تحريك
عضو أوعين (الاسلام) هو الخضوع والانقياد لما أخبر به
الرسول صلى الله عليه وسلم وفي الكشاف ان كل ما يكون الاقرار
باللسان من غير مواطأة القلب فهو اسلام وماواطأ فيه القلب
اللسان فهو ايمان أقول هذا مذهب الشافعي وأما مذهب أبي حنيفة فلا
فرق بينهما (الاسطقسات) هو لفظ يوناني بمعنى الأصل
وتسمى العناصر الأربع التي هي الماء والأرض والهواء والنار اسطقسات
لانها اصول المركبات التي هي الحيوان والنباتات
والمعادن (الاسم الاعظم) هو الاسم الجامع لجميع الاسماء وقيل هو
الله لانه اسم الذات الموصوفة بجميع الصفات أي المسماة بجميع
الاسماء ويطلقون الحضرة الالهية على حضرة الذات مع جميع الاسماء
وعندنا هو اسم الذات الالهية من حيث هي هي أي المطلقة
الصادقة عليها مع جميعها أو بعضها أو لا مع واحد منها كقول تعالى
هو الله أحد (الاسوارية) هم أصحاب الاسواري وافقوا النظامية
فيما ذهبوا اليه وزادوا عليهم أن الله لا يقدر على ما أخبر بعدمه
أو علم عدمه والانسان قادر عليه (الاسكافية) اصحاب أبي جعفر
الاسكاف قالوا أن الله تعالى لا يقدر على ظلم العقلاء بخلاف ظلم
الصبيان والمجانين فانه يقدر عليه (الاسحاقية) مثل النصيرية
قالوا حلّ الله في علي رضي الله عنه (الاسماعيلية) هم الذين أثبتوا
الامامة لاسماعيل بن جعفر الصادق ومن مذهبهم ان الله تعالى لا
موجود ولا معدوم ولا عالم ولا جاهل ولا قادر ولا عاجز وكذلك في
جميع الصفات وذلك لان الاثبات الحقيقي يقتضى المشاركة بينه
وبين الموجودات وهو تشبيه والنفي المطلق يقتضى مشاركته للمعدومات
وهو تعطيل بل
هو واهب هذه الصفات ورب للمتضادات (الاشمام) تهيئة الشفتين للتلفظ
بالضم ولكن لا يتلفظ به تنبيها على ضم ما قبلها أو على
ضمة الحرف الموقوف عليها ولا يشعر به الاعمى (الاطرافية) هم عذروا
أهل الاطراف فيما لم يعرفوه من الشريعة ووافقوا أهل
السنة في اصولهم (الاعتبار) ان يرى الدنيا للفناء والعاملين فيها
للموت وعمرانها للخراب وقيل الاعتبار اسم المعتبرة وهي رؤية
فناء الدنيا كلها باستعمال النظر في فناء جزئها وقيل الاعتبار من
العبر وهو شق النهر والبحر يعني يرى المعتبر نفسه على حرف
من مقامات الدنيا (الاعتراض) هو أن يأتي في أثناء كلام أو بين
كلامين متصلين معنى بجملة أو أكثر لا محل لها من الاعراب
لنكتة سوى رفع الايهام ويسمى الحشو أيضاً كالتنزيه في قوله تعالى
ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون فان قوله سبحانه
جملة معترضة لكونها بتقدير الفعل وقعت في أثناء الكلام لان قوله
ولهم ما يشتهون عطف على قوله لله البنات والنكتة فيه تنزيه الله
عما ينسبون اليه (الاعتكاف) تفريغ القلب عن شغل الدنيا وتسليم
النفس الى المولى وقيل الاعتكاف والعكوف الاقامة معناه لا ابرح
عن بابك حتى تغفر لي (الاعراب) هو اختلاف آخر الكلمة باختلاف
العوامل لفظاً أو تقديراً (الأعرابي) هو الجاهل من العرب (
الاعراف) هو المطلع وهو مقام شهود الحق في كل شئ متجليا بصفاته
التي ذلك الشئ مظهرها وهو مقام الاشراف على الاطراف
قال الله تعالى (وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) وقال النبي
صلى الله عليه وسلم ان لكل آية ظهراً وبطناً وحدّاً ومقطعاً
(الافق الاعلى) هي نهاية مقام الروح وهي الحضرة الواحدية وحضرة
الالوهية (الافق المبين) هي نهاية مقام القلب (الاقتباس) هو
ان يضمن الكلام نثراً كان أو نظماً شيئاً من القرآن أو الحديث كقول
ابن شمعون في وعظه يا قوم اصبروا على المحرمات
وصابروا على المفترضات وراقبوا بالمراقبات واتقوا الله في الخلوات
ترفع لكم الدرجات وكقوله
وان تبدّلت بنا غيرنا* فحسبنا الله ونعم الوكيل
(الالهام) ما يلقى في الروع بطريق الفيض وقيل الالهام ما وقع في
القلب من علم وهو يدعو الى العمل من غير استدلال بآية ولا
نظر في حجة وهو ليس بحجة عند العلماء الا عند الصوفيين والفرق بينه
وبين الاعلام ان الالهام أخص من الاعلام لانه قد يكون
بطريق الكسب وقد يكون بطريق التنبيه (الالتماس) هو الطلب مع
التساوي بين الآمر والمأمور في الرتبة (اولو الالباب) هم الذين
يأخذون من كل قشر لبابه ويطلبون من ظاهر الحديث سره (الأمارة) لغة
العلامة واصطلاحا هي التي يلزم من العلم بها الظن
بوجود المدلول كالغيم بالنسبة الى المطر فانه يلزم من العلم به
الظن بوجود المطر والفرق بين الأمارة والعلامة ما لا ينفك عن الشئ
كوجود الالف واللام على الاسم والامارة تنفك عن الشئ كالغيم
بالنسبة للمطر (الامر بالمعروف) هو الارشاد الى المراشد المنجية
والنهى عن المنكر الزجر عما لا يلائم في الشريعة وقيل الامر
بالمعروف الدلالة على الخير والنهى عن المنكر المنع عن الشر
وقيل الامر بالمعروف أمر بما يوافق الكتاب والسنة والنهى عن المنكر
نهى عما تميل اليه النفس والشهوة وقيل الامر بالمعروف
اشارة الى ما يرضى الله تعالى من أفعال العبد وأقواله والنهى عن
المنكر تقبيح ما تنفر عنه الشريعة والعفة وهو ما لا يجوز في دين
الله تعالى (الامامية) هم الذين قالوا بالنص الجلى على امامة علي
رضي الله عنه وكفروا الصحابة وهم الذين خرجوا على علي
رضى الله عنه عند التحكيم وكفروه وهم اثنا عشر ألف رجل كانوا أهل
صلاة وصيام وفيهم قال النبي صلى الله عليه وسلم يحقر
احدكم صلاته في جنب صلاتهم وصومه في جنب صومهم ولكن لم يتجاوز
ايمانهم تراقيهم (الانابة) اخراج القلب من ظلمات
الشبهات وقيل الانابة الرجوع من الكل الى من له الكل وقيل الانابة
الرجوع من الغفلة الى الذكر ومن الوحشة الى الانس (
الانزعاج) تحرك القلب الى الله بتأثير الوعظ والسماع فيه (الاوّلى)
هو الذي بعد توجه العقل اليه لم يفتقر الى شئ أصلا من حدس
أو تجربة أو نحو ذلك كقولنا الواحد نصف الاثنين والكل أعظم من جزئه
فان هذين الحكمين لا يتوقفان الاعلى تصور الطرفين وهو
أخص من الضروري مطلقاً (الاهلية) عبارة صلاحية لوجوب الحقوق
المشروعة له أو عليه (أهل الذوق) من يكون حكم تجلياته
نازلا من مقام روحه وقلبه الى مقام نفسه وقواه كأنه يجد ذلك حساً
ويدركه ذوقاً بل يلوح ذلك من وجوههم (الايمان) في اللغة
التصديق بالقلب وفي الشرع هو الاعتقاد بالقلب والاقرار باللسان قيل
من شهد وعمل ولم يعتقد فهو منافق ومن شهد ولم يعمل
واعتقد فهو فاسق ومن أخل بالشهادة فهو كافر (الايمان على خمسة
أوجه) ايمان مطبوع وايمان مقبول وايمان معصوم وايمان
موقوف وايمان مردود فالايمان المطبوع هو ايمان الملائكة والإيمان
المعصوم ايمان الأنبياء والايمان المقبول هو ايمان المؤمنين
والايمان الموقوف هو ايمان المبتدعين والايمان المردود هو ايمان
المنافقين (الايلاء) هو اليمين على ترك وطء المنكوحة مدة مثل
والله لا أجامعك أربعة أشهر (البارقة) هي لائحة ترد من الجناب
الاقدس وتنطفئ سريعا وهي من أوائل الكشف ومباديه (البدعة)
هي الفعلة المخالفة للسنة سميت البدعة لان قائلها ابتدعها من غير
مقال امام و(البدعة) هي الامر المحدث الذي لم يكن عليه
الصحابة والتابعون ولم يكن مما اقتضاه الدليل الشرعي (البديهي) هو
الذي لا يتوقف حصوله على نظر وكسب سواء احتاج الى
شئ آخر من حدس أو تجربة أو غير ذلك أولم يحتج فيرادف الضروري وقد
يُراد به ما لا يحتاج بعد توجه العقل الى شئ أصلاً
فيكون أخص من الضروري كتصور الحرارة والبرودة وكالتصديق بأن النفي
والاثبات لا يجتمعان ولا يرتفعان (البرهان) هو
القياس المؤلف من اليقينيات سواء كانت ابتداء وهي الضروريات أو
بواسطة وهي النظريات والحدّ الاوسط فيه لابد أن يكون علة
لنسبة الاكبر الى الاصغر فان كان مع ذلك علة لوجود تلك النسبة في
الخارج أيضاً فهو برهان لمي كقولنا هذا متعفن الاخلاط وكل
متعفن الاخلاط محموم فهذا محموم فتعفن الاخلاط كما انه علة لثبوت
الحمى في الذهن كذلك علة لثبوت الحمى في الخارج وان لم
يكن كذلك بل لا يكون علة للنسبة الا في الذهن فهو برهان انى كقولنا
هذا محموم وكل محموم متعفن الاخلاط فهذا متعفن الاخلاط
فالحمى وان كانت علة لثبوت تعفن الاخلاط في الذهن الا انها ليست
علة له في الخارج بل الامر بالعكس وقد يقال على الاستدلال
من العلة الى المعلول برهان لمي ومن المعلول الى العلة برهان اني
(البرزخ) العالم المشهور بين عالم المعاني المجردة والاجسام
المادية والعبادات تتجسد بما يناسبها اذا وصل اليه وهو الخيال
المنفصل (البرزخ) هو الحائل بين الشيئين ويعبر به عن عالم المثال
أعني الحاجز من الاجسام الكثيفة وعالم الارواح المجردة أعنى الدنيا
والآخرة (البرزخ) الجامع هو الحضرة الواحدية والتعين الأول
الذي هو أصل البرازخ كلها فلهذا يسمى البرزخ الاول الاعظم والاكبر
(البرغوثية) هم الذين قالوا كلام الله إذا قرئ فهو عرض وإذ
كتب فهو جسم (البصيرة) قوة للقلب المنوّر بنور القدس يرى بها حقائق
الاشياء وبواطنها بمثابة البصر للنفس يرى به صور
الاشياء وظواهرها وهي التي يسميها الحكماء العاقلة النظرية والقوّة
القدسية (البلاغة في الكلام) مطابقته لمقتضى الحال* المراد
بالحال الأمر الداعي الى التكلم على وجه مخصوص مع فصاحته أي فصاحة
الكلام وقيل البلاغة تنبئ عن الوصول والانتهاء
يوصف بها الكلام والمتكلم فقط دون المفرد (بلى) هو اثبات لما بعد
النفي كما أن نعم تقرير لما سبق من النفي فاذا قيل في جواب
قوله تعالى ألست بربكم نعم يكون كفرا (البنانية) أصحاب بنان بن
سمعان التميمي قال الله تعالى على صورة إنسان وروح الله حلت
في علي رضي الله عنه ثم في ابنه محمد بن الحنفية ثم في ابنه أبى
هاشم ثم في بنان (التأسيس) عبارة عن افادة معنى آخر لم يكن
حاصلا قبله فالتأسيس خير من التأكيد لان حمل الكلام على الافادة
خير من حمله على الاعادة (التأويل) في الاصل الترجيع وفي
الشرع صرف اللفظ عن معناه الظاهر الى معنى يحتمله اذا كان المحتمل
الذي يراه موافقا بالكتاب والسنة مثل قوله تعالى يخرج
الحي من الميت أن أراد به اخراج الطير من البيضة كان تفسيراً وان
أراد اخراج المؤمن من الكافر أو العالم من الجاهل كان تأويلا
(تجاهل العارف) هو سوق المعلوم مساق غيره لنكنة كقوله تعالى حكاية
عن قول نبينا صلى الله عليه وسلم وانا أو اياكم لعلى هدى
أو في ضلال مبين (التخصيص) هو قصر العام على بعض منه بدليل مستقل
مقترن به واحترز بالمستقل عن الاستثناء والشرط
والغاية والصفة فانها وان لحقت العام لا يسمى مخصوصاً وبقوله مقترن
عن النسخ نحو خالق كل شئ اذ يعلم ضرورة أن الله تعالى
مخصوص منه (التسامح) استعمال اللفظ في غير الحقيقة بلا قصد علاقة
معنوية ولا نصب قرينة دالة عليه اعتماداً على ظهور
المعنى في المقام فوجود العلاقة يمنع التسامح أي يرى ان أحداً لم
يقل أن قولك رأيت أسداً يرمي في الحمام تسامح.