موسوعة المصطلحات والمفاهيم || معجم المصطلحات

الاغتراب- الضياع أو الألينة-
عبدالوهاب الكيالي



يطلق عليه أيضاً تعبير الضياع أو الألينة. وهو فقدان الجوهر أو السقوط في التبعية. مصدر الكلمة لاتيني يعني جعله آخر بمعنى فقدان الذات المميزة. والاغتراب عند العرب ترك العشيرة والوطن. يحتل مفهوم الاغتراب موقعاً مركزياً في الفلسفة الألمانية عند هيغل وفيورباخ، ومصدره عندهم ديني، أم عند كارل ماركس فهو اجتماعي وسياسي واقتصادي: ففي الحالة الأولى (الاغتراب الاجتماعي) ينقسم المجتمع إلى فئات وطبقات حاكمة مسيطرة (وهي أقلية) ومحكومة مقهورة (وهي أغلبية) والسبيل إلى الخلاص من هذا الوضع هو الثورة. وبالنسبة للاغتراب السياسي فيأخذ صورة خضوع الفرد لتأثير السلطة الطاغية ويصبح مجرد أداة في يد قوة خارجة عنه. أما الاغتراب الاقتصادي فهو استعباد عملية الإنتاج الانسان والطبقة العاملة التي تصبح آلة بيد الطبقة الرأسمالية المستغلة، وهنا يفقد العامل الصلة الحية بينه وبين عمله. وهذا ما يولد نتائج نفسية ومادية بعيدة الأثر. والحل هو الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج.
وهناك اغتراب من نوع آخر هو اغتراب الانسان الخاضع للاستعمار فعلاوة على الاغتراب الناتج عن تحوله إلى سلعة بحكم الاستغلال الرأسمالي كما هو الحال في الغرب الصناعي فهناك الاغتراب والقهر الجماعي الناتج عن الخضوع الشامل للمستعمر وتعاليه العنصري واحتلاله الثقافي وسحقه للشخصية الحضارية ولحرية (الأهالي) وانسانيتهم من جميع الوجوه، وبالامكان تسمية هذا النوع من الاغتراب بالاغتراب الشامل.


 

مركز الصدرين للمصطلحات والمفاهيم   || معجم المصطلحات