موسوعة المصطلحات والمفاهيم || معجم المصطلحات

علم النفس : المنهج



يخطئ كثير من الناس عندما يظنون أن (المناهج) تعني ما يدرسه الطلاب على مقاعد الدراسة من مواد دراسية مشمولة بكتب مدرسية توزع على الطلاب في بداية السنة الدراسية.
ان مفهوم (المناهج) أوسع بكثير من ذلك حتى أن علماء هذا العلم لم يتفقوا على تعريف معين لها. لكن مع ذلك فهم يتفقون على أن المناهج أوسع من أن تحصر في نطاق ضيق من التعليم، بل على العكس من ذلك بأن المناهج تشمل كل ـ لاحظ ـ كل شيء يتصل بالعملية التعليمية، سواء كان ذلك الاتصال اتصالاً مباشراً أو غير مباشر. ولنتعرف الآن على شيء مما قاله علماء هذا العلم في تعريفهم له.
ما هي المناهج؟
إن مصطلح (منهج)، شأنه شأن الكثير من كلمات الإنجليزية، له معان أو استعمالات مختلفة كثيرة. وهذه الاستخدامات المختلفة توجد حتى في كثير من كتابات التربويين المختصين بالمناهج حتى إنه ليصعب التوفيق بين هذه الاستعمالات المختلفة التي تبدو في كتاباتهم.
وبالرغم من أن أولئك المختصين قد حاولوا في سبيل الوضوح أن يحددوا حدوداً تقيد معنى كلمة (منهج) إلا أنهم لا زالوا غير متفقين بشأن الأشياء أو الأسس التي تؤخذ بعين الاعتبار عند صياغة تعريفات لهذه الكلمة تستند إلى قدر من الشرعية والمصداقية.
حيث يرى هنسون إن مصطلح منهج أتى أصلاً من كلمة لاتينية تعني ميدان أو حلبة السباق، لكن عندما تستخدم هذه الكلمة في التربية فإنها بلا ريب تأخذ معنى ودلالة مختلفان بيد أنه تبعاً للصورة التقليدية التي كانت سائدة في أذهان كثير من الناس، فإن هذه الكلمة كانت تعني قائمة بالمقررات الدراسية التي يدرسها الطلاب. ولكن مع مرور الزمن، توسع هذا التعريف متخذاً عدة معان إضافية. وبالرغم من ذلك فإنه يمكن القول بأن مطوري المناهج الذين لديهم رؤية واضحة جلية لهذه المعاني المتعددة فإنه بمقدورهم أن يقوموا بنطاق أوسع من الأنشطة لتطوير المناهج ـ والأنشطة المتعلقة ـ أكثر من أولئك الذين تعوزهم النظرة الجلية لتعريفات المنهج المتعددة خاصة في المجالات التربوية.
ويعرف تابا المنهج بأنه (خطة للتعلم) ويستأنف مفسراً بقوله: يحتوي المنهج في العادة على قائمة بالأهداف العامة والخاصة له، كما أنه يحتوي على كلام عن كيفية اختيار وتنظيم المحتوى الذي فيه، وهو كذلك إما أن يشير ضمناً أو يتحدث صراحة عن طرق تدريسية وتعليمية معينة سواء حتم ذلك طبيعة الأهداف أم طريقة تنظيم المحتوى. وفي نهايته نجد برنامجاً لتقييم نتائجه أو مخرجاته التعليمية (أي إلى أي مدى تحققت الأهداف المرجوة منه؟).
المنهج كبرنامج للدراسة:
في بداية استخدام هذا المصطلح في التعليم الأمريكي، كان (المنهج) يعني برنامجاً للدراسة، فمثلاً يقرر لنا إنه عندما يُطلب من الشخص العادي أن يصف منهجاً ما فإنه على الأغلب سيذكر لنا قائمة من المواد أو المقررات الدراسية. هذا المفهوم للمنهج منتشر في كثير من أدلة الدراسة في شتى الجامعات والكليات، والتي كثيراً ما تذكر مجموعة من المقررات التي تدرّس في أي برنامج دراسي من البرامج المتوفرة بالجامعة أو الكلية.
المنهج كوثيقة:
بعض التربويين يعرفون المنهج حسبما يقتضي الغرض منه، والذي هو تحسين التعليم بالدرجة الأولى، فعلى سبيل المثال، نجد أن جيمس مكدونالد قد عرف المنهج على أنه (مهام/ إجراءات مخططة أو معدة مسبقاً لغرض التعليم).
بينما يرى فوشي إن مثل هذا التعريف يتضمن أن المنهج هو مجرد وثيقة لأننا نرى مثلاً أنه عندما يقوم مجموعة معتبرة من الناس بزيارة ميدانية لمدرسة أو معهد معين، فإن بعض أعضاء هذه المجموعة ربما يرغب الاطلاع على منهج مادة العلوم مثلاً، وهو عندما يبدي هذه الرغبة فإنه يتوقع من مدير المدرسة أن يريه ورقة رسمية تشرح أو تفصل (منهج) أو برنامج مادة العلوم في تلك المدرسة.
المنهج كتجارب أو خبرات مخططة:
وأما بالنسبة لفريق آخر من التربويين، فإن مصطلح المنهج يعني لديهم التجارب أو الخبرات المخططة أو المعدة للمدرسة. فمثلاً نجد الكساندر (1966م) يفرق بين الواقع الحقيقي للأنشطة التعليمية في المدرسة وبين ما هو مخطط أو مفترض أصلاً أن تقوم به من أنشطة. ولنا أن نتأمل القول بأن (المنهج ينتظم كل الفرص التعليمية التي تقدمها المدرسة) مقابل القول بأن (خطة المنهج هي الإعداد والتنسيق المسبق للفرص التعليمية المقدمة لشريحة معينة من المتعلمين).
كذلك نجد أن كلاً من (Saylor) و(Alexander) يقولان بأن دليل المنهج هو خطة مكتوبة للمنهج.
كما يرى نفس هذه الرؤية جمع آخر من التربويين بأن المنهج هو مجموعة من الخبرات. ومن هذا الفريق نجد (Smith, Stanley & Shores) الذين يرون أن المنهج عبارة عن مجموعة متوالية من الخبرات الممكن تحصيلها والتي أعدتها المدرسة سلفاً لغرض تعليم الطلاب طرق التفكير والعمل الجماعي.
بينما يرى (Caswell & Campell) أن المنهج هو كل الخبرات التي يحصل عليها الطلاب مع إرشاد المعلم لهم.
ويمكن ـ عزيزي القارئ ـ أن نصل إلى خاتمة تعريف المنهج كما وصفها (Doll, 1989) بأن المنهج الىن قد أصبح يعني بصورة عامة كل الخبرات التي يتلقاها الطلاب تحت رعاية المدرسة.
وعموماً فإن في أوسع استخدام لهذا المصطلح، فإن (المنهج) يستخدم بصورة اعتيادية من قبل المختصين بالمناهج على طريقتين: الأولى ليشيروا بصورة عامة إلى خطة لتعليم الطلاب، والثانية ليعنوا به برنامجاً أو مجالاً معيناً للدراسة.
فالمنهج بوصفه خطة لتعليم الطلاب غالباً ما يشار له بكلمة (المنهج) على الاطلاق. لكن في الوقت الراهن، لا يزال هناك خلاف بين المختصين فيما يتعلق بمكونات تلك الخطة. وعلى أية حال فإن المنهج كخطة تعليمية للطلاب يعتبر جزءاً لا يتجزأ من محتوى ذلك المجال الأوسع المسمى (المنهج). ان المنهج بوصفه مجالاً للدراسة، شأنه شأن معظم التخصصات الأخرى، يتحدد ببعض المعايير، فمنها:
أ ـ نطاق المواضيع التي يهتم بها (أي البنية الجوهرية للمنهج).
ب ـ طرق البحث والممارسات التي يتبعها (أي البنية التنظيمية التي يتبعها).


 

مركز الصدرين للمصطلحات والمفاهيم   || معجم المصطلحات