خَلَفت (السِّوريالية) (الدَّاديّة) Dadaism باعتبارها الحَلقة
التالية من حلقات (التعبيرية) expressionism. وقد نَحَتَ هذه
التسمية الناقدُ الفرنسي والمؤلف المسرحي غيوم أبوللينير في وصف
مسرحية (ثَدْيا تيريزياس) البعيدة عن الواقعية، ثم وصف به مَعرِضاً
للوحات مارك شاغال خلال موسم 1911 ـ 1912. غير أن الزمرة التي
تبنّت الاسم باعتباره عَلَماً عليها بدأت عام 1924، وهي السنة التي
صدر فيها بيان السورياليين الذي كتبه الفيلسوف أندريه بريتون والذي
جاء فيه أنها (حركة آلية نفسية بحتة يستطيع المرء من خلالها أن
يعبر شفوياً أو تحريرياً أو بالتشكيل أو بأية وسيلة أخرى عن
اختلاجات الفكر الانساني دون خضوع للمنطق أو التزام بالقيم
الجمالية أو الخُلُقية المتعارف عليها).
وقد استخدمت السوريالية أول ما استخدمت في الحقل الأدبي ومنه
انتقلت إلى الفن التشكيلي وأصبحت تعني إسباغ رؤى العقل الباطن
والأحلام والأخيلة المسرفة على العمل الفني، متحللة من قيود العقل
الواعي والتقاليد الشكلية المألوفة. وقد ارتبط الفنان سلفادور دالي
بهذه الحركة في عام 1929 وأصبح أحد طلائعها، حتى وصفت صوره بأنها
(صور فوتوغراقية حالمة مرسومة باليد، مزودة برسوم من مختلف أنواع
المخاوف المرضية والأوهام والعقد النفسية وغيرها من عناصر علم نفس
الشواذ).
