تكوين تنظيم على مستوى العالم العربي يستند إلى مفهوم
"المتحد القومي الإسلامي" ويتكون من القواعد الدنيا للمجتمع في الحي والقرية والدسكرة والمزرعة، ويتصاعد تدريجياً إلى أن تتكون له أمانات عامة وقيادات إقليمية وقومية، إما من أسفل إلى أعلى أو من أعلى إلى أسفل.
أن تتولى مؤسسات المجتمعات الأهلية في العالم العربي: الأحزاب والحركات السياسية والنقابات والإتحادات المهنية والثقافية والرياضية والجامعات، تشكيل نفسها، وتتنامى في شبكة تمتد عمودياً وأفقياً بحيث تشمل كل القطاعات. لا أميل إلى فكرة التنظيم، بل أقول: يمكن لمؤسسات المجتمع الأهلي وهي ما ذكرته (نقابات وأحزاب وجمعيات كبرى ثقافية واجتماعية... كل مؤسسات المجتمع الأهلي مع الجسم الديني وعلماء الدين ومن إليهم والجامعات) أن تخلق لنفسها الشكل التنظيمي داخل أي مجتمع مما يتناسب مع خصوصية ذلك المجتمع على المستويات الوطنية، ولا بد من التعاون بين جميع القوى على خلق هذا التيار الموجود أصلاً بصورة كامنة.
إن هذا التيار موجود بصورة مستكنة، بصورة كامنة... الإلتزام بعداء الكيان الصهيوني ومقاطعته ثابت في نفس الإنسان العربي فضلاً عن الإنسان المسلم، لم يتغير حتى الآن من الموقف النفسي والضميري عند الناس العاديين، إسرائيل لا تزال عدواً والمشروع الصهيوني لا يزال العدو، ولكنا بحاجة إلى تفعيله وتحصينه من الإختراق وإلى تشكيل الأدوات التي يتحرك بها ويتحرك من خلالها في مواجهة خطوات وإجراءات التطبيع.
كيف نحدد الصيغة للقيام بهذا الواجب؟
نقول أولاً: موضوع "المتحد القومي الإسلامي" القائم على المصالحة الإيجابية وليس السلبية، أفكارنا حول المتحد القومي الإسلامي أعتقد أنها أصبحت متداولة لكن يفيد إجمالها الآن.
نعني بقولنا: "المصالحة الإيجابية وليس السلبية": المصالحة الإيجابية هي تعاون على عمل مشترك السلبية هي الكف عن الآخر. إن ما نطمح إليه حينما نقول: "متحد قومي اسلامي" هو الإشتراك والإنخراط في عمل واحد مشترك وليس مجرد الكف عن حالة العداء والمواجهة التي سادت العالم العربي كله منذ الأربعينات وتمت وظهرت بأبشع صورها في الخمسينات والستينات وما تلاها ربما إلى الآن.
وحيث إن لكلا التيارين: التيار الإسلامي والتيار القومي، الأطر والبنى التنظيمية، (التيار القومي يتكون من أُطر، وله بنى تنظيمية في أحزابه وحركاته، وكذلك التيار الإسلامي)، فإني أقترح تشكيل لجنة متابعة أو هيئة أو أمانة عامة _لا أعرف المصطلح المناسب _ لدرس الإطار التنظيمي للمتحد على المستويات الوطنية، ومن هم على المستوى الإقليمي، والمستوى القومي العام. يمكن أن نفكر في شمال أفريقيا إطاراً، والخليج إطاراً، وبقية الشرق الأوسط إطاراً، يعني العالم العربي المشرقي عدا منطقة الخليج.
المتحد يستدعي ويهدف إلى إيجاد حالة مصالحة بين التيارين. وقلت: مصالحة إيجابية، أي يكون هناك اشتراك وانخراط كامل في مشروع واحد الآن هو مشروع مقاومة الطبيع. بهذا نكون قد أنجزنا الصلح داخل الأمة بين المجموعات السياسية وكبرى هذه المجموعات التيار القومي بكل تنوعاته والتيار الإسلامي بكل تنوعاته.
----------------------------------------
المصدر: التطبيع بين ضرورات الانظمة وخيارات الأمة