(شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحاً والذي
أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا
تتفرقوا فيه...) الشورى/ 13.
(فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل...) الأحقاف/ 35.
(فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي) العنكبوت/ 26.
أولاً: إن السيد محمد حسين فضل الله يصرح بأن لوطاً (ع) من
((الأنبياء))، وأنه يرتبط بالوحي .. بيد أنه لم يكن نبياً عالمياً
مثلما كان أولو العزم من الرسل، بل كان نبياً محلياً، حيث يقول:
((إن إبراهيم (ع) من أولي العزم، يعني هو رسول الله إلى الناس
جميعاً، وكان يرسل ... أشخاصاً أنبياء محليين .. فهناك أنبياء
محليون، هؤلاء الأنبياء المحليون لا يرتبطون بالوحي مباشرة، وإنما
يرتبطون بالوحي العام)).
ولهذا يرى أن الأنبياء على أقسام، فهناك ((أنبياء ضِيَع وقُرى))
وأنبياء عالميون كأولي العزم، وهناك أنبياء مسؤولون ومستقلون،
وأنبياء تابعون، وقد كان لوط (ع) تابعاً لإبراهيم، وكان ((إبراهيم
(ع) مسؤول لوط (ع) )).
ثانياً: إن مقولة (النبوة المحلية) لا تنفي أصل النبوة والرسالة،
بل تنفي عالميتها وشموليتها.
ثالثاً: إن مقولة (الوحي العام) لا تنفي الوحي مطلقاً، بل تنفي
الوحي الخاص الذي هو بمعنى وحي الشريعة والكتاب والمنهاج، فإن
النبوة العامة قد يطلق عليها الوحي العام، لمساوقة النبوة للوحي،
باعتبار أن الوحي عبارة عن الإدراك والتلقي من الغيب، بينما النبوة
هي الحالة التي يتخذها الانسان منه لنفسه. راجع: الميزان/ 2/ 131
أما الوحي التشريعي، بمعنى ((نزول الشريعة)) فإنه مختص بأنبياء
الله العظام: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (ع)، ولذلك سموا
بأولي العزم، كما في رواية العيون عن أبي الحسن الرضا (ع): ((إنما
سمي أولو العزم أولي العزم لأنهم كانوا أصحاب العزائم والشرائع،
وذلك أن كل نبي كان بعد نوح (ع) كان على شريعته ومنهاجه، وتابعاً
لكتابه إلى زمن إبراهيم الخليل، وكل نبي كان في أيام إبراهيم كان
على شريعة إبراهيم ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلى زمن موسى ... فهؤلاء
الخمسة أولو العزم، وهم أفضل الأنبياء والرسل (ع)...)). راجع:
الميزان/ 2/ 145
وهذا ما يوافق ظاهر القرآن الكريم، حيث يظهر من الآيات المباركة أن
التشريع يختص بأولي العزم من الرسل فحسب: (شرع لكم من الدين ما وصى
به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن
أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) الشورى/ 13.
يرى العلامة الطباطبائي في ميزانه أن ما ذكرناه من اختصاص الشرائع
بأولي العزم الخمسة ((لا ينافي نزول الكتاب على داود (ع) (وآتينا
داود زبورا) النساء/ 163، ولا ما في الروايات من نسبة كتب إلى آدم
وشيث وإدريس، فإنها كتب لا تشتمل على الأحكام والشرائع)). الميزان/
2/ 142.
نعم، قد يكون تعبير ((الوحي المباشر)) موهماً، بقوله: ((هؤلاء
الأنبياء المحليون لا يرتبطون بالوحي المباشر))، بيد أن تكملة
الجملة يوضح المقصود حينما يقول: ((وإنما يرتبطون بالوحي العام))،
فقد جعل الوحي المباشر مقابل الوحي العام .. وليس مقابل الوحي غير
المباشر أو اللاوحي.
كما جاء في تفسير (من وحي القرآن) تعبير: ((الرسول الفرعي)) في
الحديث عن لوط ويونس (ع) في سورة الصافات: ((هذان رسولان فرعيان من
عباد الله المؤمنين، أرسلهما الله إلى مجموعات محدودة معينة من
الناس لتغيير الواقع الكافر أو الضال)).
وجاء تعبير الوحي الإلهي في تفسيره لقول لوط (ع): (إني لكم رسول
أمين) الشعراء/ 162 ((فيما أحمله من رسالة الله، كما أوحى بها الله
إليّ دون زيادة ونقصان)).
وتحت عنوان (لوط يحاور قومه من موقع الرسالة)، يقول السيد في
تفسيره لقصة لوط في سورة الشعراء الآيات: 160 ـ 175: ((وهذا نبي
آخر جاء برسالة الله إلى قومه ليواجه الانحراف الأخلاقي الذي
يتميزون به في سلوكهم الجنسي الشاذ المذكر)).
وقد فسّر في كتابه التفسيري (من وحي القرآن) ـ أيضاً ـ قصة لوط في
سورة الصافات تحت عنوان: (لوط الرسول)!
ـ مقولة: الأنبياء المحليون والأنبياء العالميون
إن القرآن الكريم قد استعرض عدداً من الأنبياء المحليين .. الذين
أرسلوا إلى قرى معينة وضيع محدودة، فكانت نبوتهم محددة في رقعتها
الجغرافية.
ولقد أرسل لوط (ع) إلى (سدوم) والقرى المجاورة لها، ولم تتعد نبوته
تلك المساحة الجغرافية.
القرآن الكريم: لوط (ع) والمؤتفكات
يحدثنا القرآن الكريم عن الأنبياء المحليين في العديد من آياته
المباركة .. فقد أرسل يونس (ع) (إلى مئة ألف أو يزيدون) الصافات/
147، وهود (ع) إلى قوم عاد في الأحقاف، وهي منطقة بشمال اليمن:
(واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف) الأحقاف/ 21، وصالح (ع) إلى
قوم ثمود في منطقة الحجر في شمال غرب الجزيرة العربية وشمال شرق
البحر الأحمر: (ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين) الحجر/ 80، وأرسل
شعيب (ع) إلى مدين في شمال شرق البحر الأحمر: (وإلى مدين أخاهم
شعيباً) هود/ 84، ولوط (ع) إلى (سدوم) ـ على ما في التواريخ
والتوراة وبعض الروايات ـ والقرى المجاورة لها، وقد سماها الله في
كلامه بـ(المؤتفكات) بقوله تعالى: (وقوم إبراهيم وأصحاب مدين
والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا
أنفسهم يظلمون) التوبة/ 70، وقوله: (والمؤتفكة أهوى) النجم/ 53،
وقوله: (وجاء فرعون ومَن قبله والمؤتفكات بالخاطئة) الحاقة/ 9، ومن
المعروف أن ((المؤتفكات وهي القرى المنقلبات على وجهها ـ من ائتفكت
الأرض إذا انقلبت ـ قرى قوم لوط جعل عاليها سافلها)) الميزان/ 9/
337
ويذكر السيد في تفسيره: (( (والمؤتفكات) وهي القرى التي انقلبت
أهلها، وهم قوم لوط، (أتتهم رسلهم بالبينات) )). من وحي القرآن/
11/ 161
ويظهر من قوله تعالى: (ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا
مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين) العنكبوت/ 31، أن
القريى التي كان فيها لوط (ع) قريبة من المدينة التي كان فيها
إبراهيم (ع)، بقرينة اسم الاشارة (هذه) في الآية.
الروايات: طبقات الأنبياء (ع)
إن الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) تؤكد أن الأنبياء على طبقات
ومستويات، فهناك أنبياء قد أرسلوا إلى قرية صغيرة لا يتجاوز عدد
بيوتها الأربعين، بل هناك أنبياء لا يتجاوزون أنفسهم، بينما هناك
أنبياء قد بعثوا إلى شرق الأرض وغربها، جنّها وإنسها.
الرواية الأولى: في أصول الكافي في باب طبقات الأنبياء: ((محمد بن
يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبي يحيى الواسطي، عن هشام بن سالم
ودرست بن أبي منصور، عنه قال: قال أبو عبدالله (ع) الأنبياء
والمرسلون على أربع طبقات:
1 ـ فنبي منبّأ في نفسه لا يعدو غيرها.
2 ـ ونبي يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعانيه في اليقظة، ولم
يُبعث إلى أحد، وعليه إمام، مثل ما كان إبراهيم على لوط (ع).
3 ـ ونبي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاني الملك، وقد أرسل إلى
طائفة قلّوا أو كثروا كيونس ... (وأرسلناه إلى مائة ألف أو
يزيدون)، وعليه إمام.
4 ـ ونبي يرى في نومه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة، وهو إمام مثل
أولي العزم.
وقد كان إبراهيم (ع) نبياً وليس إماماً حتى قال الله تعالى: (إني
جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي) بأنه يكون في ولده كلهم: (قال
لا ينال عهدي الظالمين) أي: مَن عبد صنماً أو وثناً لا يكون
إماماً)). أصول الكافي/ 1/ 174 ـ 175
ذكر هذا الحديث الصفار في (بصائر الدرجات) بإسناده عن محمد بن
هارون، عن أبي يحيى الواسطي، عن هشام بن سالم ... إلخ. راجع: بصائر
الدرجات/ 108 ـ 109
وقد نقل العلامة المجلسي في (بحار الأنوار) الحديث عن (بصائر
الدرجات)، ثم علّق عليه قائلاً: ((بيان: لعل التشبيه بلوط (ع) في
محض كون الإمام عليه، فإنه (ع) قد عاين الملك وبُعِث إلى قومه)).
بحار الأنوار/ 11/ 55، راجع: ن.م/ 22/ 206
وذكره كذلك الشيخ المفيد في (الاختصاص). راجع: الاختصاص/ 22 ـ 23
وقد سجلت هذا الحديث في طبقات الأنبياء كتب التفسير الروائية
المعتبرة كتفسير كنز الدقائق، ونور الثقلين، وغيرهما.
الرواية الثانية: الكليني في روضة الكافي بإسناده عن علي بن
إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن الفضيل، عن أبي
حمزة، عن أبي جعفر (ع)، وهي رواية طويلة ومفصلة، جاء في إحدى
فقراتها: ((وإن الأنبياء بعثوا خاصة وعامة، فأما نوح فإنه أرسل إلى
مَن في الأرض بنبوة عامة ورسالة عامة، وأما هود فإنه أرسل إلى عاد
بنبوة خاصة، وأما صالح فإنه أرسل إلى ثمود قرية واحدة وهي لم تكمل
أربعين بيتاً على ساحل البحر صغيرة، وأما شعيب فإنه أرسل إلى مدين
وهي لا تكمل أربعين بيتاً ...)).
الرواية الثالثة: جاء في كتاب (كامل الزيارت) لابن قولويه، عن
الإمامين أبي عبدالله وعلي بن الحسين (ع)، قالا: ((مَن أحب أن
يصافحه مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي فليزر قبر أبي عبدالله
الحسين (ع) في النصف من شعبان، فإن أرواح النبيين (ع) يستأذنون
الله في زيارته فيؤذن لهم، منهم خمسة أولو العزم من الرسل. قلنا:
مَن هم؟
قال: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد (صلى الله عليهم).
قلنا له: ما معنى أولو العزم؟
قال: بعثوا إلى شرق الأرض وغربها، جنها وإنسها)). كامل الزيارات/
179 ـ 180
وفي الحديث دلالة على أن الأنبياء الآخرين غير أولي العزم لم
يبعثوا إلى العالم كله .. بل بعثوا إلى مناطق محدودة، ومدن وقرى
معينة.
الشهيد الصدر: الأنبياء (ع) بين هموم البشرية وهموم القبيلة
وعلى ضوء تلك الآيات والروايات الآنفة وغيرها يقول المرجع الشهيد
محمد باقر الصدر (قده) في محاضرته القيمة: (التغيير والتجديد في
النبوة): ((من الأسباب التي يمكن أن يقام على أساسها التغيير في
النبوة، هو أن تكون الرسالة التي هبطت على النبي محدودة باعتبار
محدودية نفس النبي، وإن كان مفهوماً عاماً، إلا أن هذا المفهوم
العام على ما يقول المناطقة، يصدق على أفراده بالتشكيك.
هناك على ما تقول الروايات نبي للبشرية، ونبي للقبيلة، وهناك نبوات
تختلف من حيث السعة والضيق باختلاف طبيعة النبي نفسه، باعتبار
مستوى كفاءة القيادة الفكرية والعملية في شخص النبي)).
من هذا المنطلق يرى السيد الشهيد أن ((محدودية الكفاءة القيادية في
المجالين الفكري والعملي مما يؤثر في تحديد الرسالة التي يحملها
النبي)).
ويرى المرجع الشهيد أن هذه الحقيقة واضحة وجلية، حيث يقول: ((ومن
الواضح أن الأنبياء كغير الأنبياء، يتفاوتون في درجات تلقيهم
للمعارف الإلهية عن طريق الوحي من قبل الله سبحانه، ولهذا كانت بعض
الرسالات محدودة بحكم قابلية الأنبياء أنفسهم، حيث إن هذا النبي
ليس مؤهلاً لأن يحمل هموم البشرية على الاطلاق، وفي كل زمان ومكان،
بل هو مهيأ لأن يحمل هموم عصره فقط، أو هموم مدينته فقط، أو هموم
قبيلته فقط، لأن ذلك الشخص الذي يحمل هموم البشرية على الاطلاق،
ويعيش مشاكلها على الاطلاق، ليكتوي بنارها على الاطلاق، ليس إلا
الدرجة العالية إلى الله سبحانه وتعالى من الأنبياء والأوصياء)).
أهل البيت، تنوع أدوار ووحدة هدف/ 37
مقولة: إبراهيم (ع) إمام لوط (ع)
إن الآيات المباركة والروايات لتؤكد تبعية لوط (ع) لإبراهيم (ع) من
حيث المسؤولية حتى أن الروايات تصرح بإمامة إبراهيم للوط، كما مرّ
معنا، والتدبر في الآيات والروايات يفيدنا هذه الحقيقة، وذلك من
خلال:
أولاً ـ لوط (ع) أول مَن آمن بإبراهيم (ع) وهاجر معه
(فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم)
العنكبوت/ 26.
والذي قال: ((إني مهاجر ..)) هو إبراهيم (ع) كما هو واضح من
السياق، بعدما نجاه الله من نار النمرود، فكانت عليه برداً
وسلاماً.
وقد جاء في رواية الكافي: ((فأخرجوا إبراهيم ولوطاً معه لا يفارقه
وسارة))، ((فسار إبراهيم حتى نزل أعلى الشامات، وخلّف لوطاً (ع)
أدنى الشامات)). الكافي/ 8/ 370
ثانياً ـ مجادلة إبراهيم (ع) في قوم لوط (ع)
(فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يحادلنا في قوم لوط * إن
إبراهيم لحليم أواه منيب * يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر
ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود) هود/ 74 ـ 76.
لماذا يجادل إبراهيم (ع) ملائكة العذاب في قوم لوط؟ ما هي العلاقة
بينهم وبينه؟ ولماذا أخبرت الملائكة إبراهيم (ع) بما سيحل بأولئك
القوم؟
ونقرا في سورة العنكبوت قصة المجادلة كذلك: (ولما جاءت رسلنا
إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا
ظالمين * قال إن فيها لوطاً قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله
غلا امرأته كانت من الغابرين) العنكبوت/ 31 ـ 32.
وتحدثنا الروايات عن تفصيل تلك المجادلة: ((... فقال لهم إبراهيم:
لماذا جئتم؟ قالوا: في إهلاك قوم لوط. فقال لهم: إن كان فيها مائة
من المؤمنين أتهلكونهم؟ فقال جبرائيل (ع): لا. قال (ع): فإن كان
فيها خمسون؟ قال: لا. قال: فإن كان فيها ثلاثون؟ قال: لا. قال: فإن
كان فيها عشرون؟ قال: لا. قال: فغن كان فيها عشرة؟ قال: لا. قال:
فإن كان فيها خمسة؟ قال: لا. قال: فإن كان فيها واحد؟ قال: لا.
(قال إن فيها لوطاً قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا
امرأته كانت من الغابرين).
قال الحسن بن علي: لا أعلم هذا القول إلا وهو يستبقيهم. وهو قول
الله ـ عزوجل ـ (يجادلونا في قوم لوط) )). الكافي/ 5/ 546 ـ 547،
راجع: كنز الدقائق/ 10/ 141
ثالثاً ـ التزامن بين البشرى والعذاب
السياق القرآني واضح في أن هناك علاقة بين بشرى إبراهيم (ع) بالولد
ونبأ عذاب قوم لوط (ع): (فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى
يجادلنا في قوم لوط * إن إبراهيم لحليم أواه منيب) هود/ 74 ـ 75.
جاء في تفسير العياشي عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (ع)، قال:
إن الله تبارك وتعالى لما قضى عذاب قوم لوط وقدّره، أحب أن يعوذ
إبراهيم من عذاب قوم لوط بغلام عليم يسلي به مصابه بهلاك قوم
لوط)). الميزان/ 10/ 329
لماذا يسلي إبراهيم (ع) بمصابه بهلاك قوم لوط (ع)؟
وجاء في علل الشرائع فعن أبي بصير في حديث طويل، منه: ((قال: ولم
يزل لوط وإبراهيم يتوقعان نزول العذاب على قومهم. فكانت لإبراهيم
وللوط منزلة من الله ـ عزوجل ـ شريفة. وأن الله ـ عزوجل ـ كان إذا
أراد عذاب قوم لوط أدركته مودة إبراهيم وخلته ومحبة لوط، فيراقبهم
فيؤخر عذابهم.
قال أبو جعفر (ع): فلما اشتد أسف الله على قوم لوط وقدّر عذابهم،
وقضى أن يعوض إبراهيم من عذاب قوم لوط بغلام عليم فيسلي به مصابه
بهلاك قوم لوط)). راجع: علل الشرائع/ 548 ـ 550، راجع: كنز
الدقائق/ 6/ 217
ورواية الكافي عن الإمام الصادق (ع) تصرح بإمامة إبراهيم (ع) للوط
(ع): ((وعليه إمام مثل ما كان إبراهيم على لوط (ع) )). الكافي/ 1/
174 ـ 175
*المصدر : مراجعات في عصمة الانبياء من منظور قراني