مركز الصدرين للتقريب بين المذاهب الإسلامية

قالوا في التقريب

فضيلة الشيخ أحمد حسن الباقوري(رحمه الله):

(إن قضية السنة والشيعة هي في نظري: فضية إيمان وعلم معاً، فإذا رأينا أن نحل مشكلاتها على ضوء من صدق الإيمان وسعة العلم فلن تستعصي علينا عقدة، ولن يقف أمامنا عائق.
أما إذا تركنا للمعرفة القاصرة واليقين الواهي أمر النظر في هذه القضية والبت في مصيرها فلن يقع إلاّ الشر، وهذا الشر الواقع إذا جاز له أن ينتمي إلى نسب أو يعتمد على سبب فليبحث عن كل نسب في الدنيا، وعن كل سبب في الحياة، إلاّ نسباً إلى الإيمان الصحيح، أو سبباً إلى المعرفة المنزهة.
نعم، قضية علم وإيمان.
فأما أنها قضية علم فإن الفريقين يقيمان صلتهما بالإسلام على الإيمان بكتاب الله وسنة رسوله، ويتفقان اتفاقا مطلقاً على الأصول الجامعة في هذا الدين فيما نعلم، فإن اشتجرت الآراء بعد ذلك في الفروع الفقهية والتشريعية فإن مذاهب المسلمين كلها سواء في أن للمجتهد أجره، أخطأ أم أصاب..
وعندما ندخل مجال الفقه المقارن ونقيس الشقة التي يحدثها الخلاف العلمي بين رأي ورأي أو بين تصحيح حديث وتضعيفة نجد أن المدى بين الشيعة والسنة كالمدى بين المذهب الفقهي لأبي حنيفة والمذهب الفقهي لمالك أو الشافعي.
وأما أنها قضية إيمان: فإني لا أحسب ضمير مسلم يرضى بافتعال الخلاف وتسعير البغضاء بين أبناء أمة واحدة ولو كان ذلك لعلة قائمة. فكيف لو لم تكن علة قط؟!
كيف يرضى المؤمن ـ صادق الصلة بالله ـ أن تختلق الأسباب اختلاقاً لإفساد ما بين الأخوة، وإقامة علائقهم على اصطياد الشبه، وتجسيم التوافه، وإطلاق الدعايات الماكرة، والتغرير بالسذج والهمل )(1).
_____________________

1 ـ عن مجلة رسالة الإسلام: المجلد التاسع سنة 1376هـ.


* قال الإمام الشهيد مرتضى المطهري (رحمه الله) :

من البديهي أنّ مراد العلماء والمفكرين المسلمين من الوحدة الإسلاميّة هو ليس صهر المذاهب المتعددة في مذهب واحد أو الأخذ بنقاط التقاء المذاهب المختلفة وترك نقاط خلافها ، حيث إنّ ذلك ليس معقولاً ولا منطقياً ولا مطلوباً وهو بالأساس غير عملي ، وإنّما مرادهم يكمن بضم المسلمين في صف واحد لمواجهة عدوهم المشترك.


* قال الإمام الغزالي:

سمعت واحداً من هؤلاء يقول في مجلس علم ك إنّ للشيعة قرآناً آخر يزيد وينقص عن قرآننا المعروف ! فقلت له : أين هذا القرآن؟

إنّ المصحف واحد يطبع في القاهرة ، فيقدسه الشيعة في النجف أو في طهران ، ويتداولون نسخه بين أيديهم وفي بيوتهم دون أنّ يخطر ببالهم شيء بتة إلاّ توقير الكتاب ومنزله ـ جل شأنه ـ ومبلغه ـ صلى الله عليه وآله وسلم فلم الكذب على الناس وعلى الوحي؟

ومن هؤلاء الأفاكين من روج أنّ الشيعة أتباع علي ، وأن النيين أتباع محمّد ، وأن الشيعة يرون علياً أحق بالرسالة ، أو أنها أخطأته إلى غيره ، وهذا لغو قبيح وتزوير شائن.

مركز الصدرين للتقريب بين المذاهب الإسلامية