تواجه الأمة وهي على أبواب القرن الميلادي الجديد تحديات داخلية
تتلخص في : التفرق والاختلاف ، والبطالة والفقر والجوع ، والوهن
والعمالة والخيانة ، والتبذل والانحلال الخلقي ، كما يواجهها
تحديات خارجية تتبلور في الأطماع في ثروات الأمة ومواقعها ،
والتآمر على الأمة وحصار شعوبها، والأحقاد الصليبية والجشع
الصهيوني ، والغزو الثقافي ، غير أن ثمة ومضات مضيئة في الأجواء
القاتمة تتمثل في انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران ، وانتصار
الثورة الإسلاميّة في السودان ، وبروز حماس وحزب الله ، واليقضة
العربية والصحوة الإسلاميّة ، وبشائر النصر الإلهية وأمام هذه
الحالة تتحمل الأمة الإسلاميّة واجبات نبذ الخلافات بين الحكام ،
والتكامل السياسي والاقتصادي بين المنظومة الإسلاميّة ، والنهوض
بعملية التثقيف والتعليم والتوعية.
__________________________________
*ـ باحث ومفكر فلسطيني.
(159)
ومضات مضيئة في الأجواء القاتمة
المبحث الأول ـ انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران
كان الإسلاميون جماعاتٍ متفرقة في العالم العربي والإسلامي ، بل
إنهم كانوا جماعات متفرقة في كلّ قطر من أقطارهم . لا تربطهم أمنية
؛ ولا يوحدهم هدف ، مع أنهم يزعمون أن هدفهم واحد؛ وأن أمنيتهم
واحدة وأنهم يصبون إلى إقامة حكم الله في البلاد ؛ وتطبيق شرع الله
على العباد.
وطال الأمر وهم كذلك ، لا تتحقق غاية ؛ ولا ترفرف لهم راية ؛ حتّى
بعث الله الإمام الراحل ـ آية الله الخميني رحمه الله فانتهج ، منذ
أن نطق لسانه بالدعوة إلى الإسلام العظيم ، وبدأ بيانه في توضيح
شرعه الحكيم ، انتهج منهجاً متميزاً ؛ واختط خطة فريدة. وذلك أنّه
لم يقتصر ـ كغيره من علماء المسلمين ـ على الوعظ والإرشاد رغم
أهميتهما العظمى ؛ ولكنه أضاف إليهما ـ ومنذ اللحظة الأولى ـ دعوة
المسلمين إلى رص الصفوف ؛ والتكاتف ، كما دعا إلى نبذ الخلاف ؛
وترسيخ الائتلاف .
ولقد مكنه الله من ذلك ؛ بما وهبه من مواهب متميزات ؛ كالقيادة
الفذة ، والعلم الشامل ، والفقه العميق ، والخبرة الواسعة والنظرة
الثاقبة ، إلى جانب الشخصية القوية ، والذكاء النادر ، والتواضع
الجم ، وما إلى ذلك من مؤهلات سياسة الأمم ؛ وقيادة الجماهير.
وظل الإمام ـ رحمه الله سنوات طويلة ؛ يبشر الناس يمنهجه ، ويدعو
الأمة إلى طريقته ؛ حتّى كان من نتاج ذلك ؛ أن أشرقت في إيران
أنوار ثورة إسلامية شعبية ، التفت حولها الجماهير ؛ رغم ما واجهها
من العواصف والأعاصير.
هذه الثورة التي فجرها الشعب لا بالسيوف ولا بالخناجر ؛ ولكن
(160)
باحتجاجات الأصوات وهتافات الحناجر ـ تهاوت أمامها أركان نظام
الشاه ، وهي تزحف ضد الفساد في كلّ اتجاه وانصهر في بودقتها الناس
كلّ الناس ، وسبح في تيارها المجتمع كلّ المجتمع.
وقد صور ذلك أحد الكتاب المغاربة بإيجاز حين قال : «لم تكن الثورة
الإسلاميّة انقلاباً عسكرياً ، ولا انتفاضة شعبية عفوية ، أو ثورة
نخبة أو طائفة ، أو إيعازاً من الخارج ، ولكنها كانت ثورة جماهيرية
واسعة ، شملت الأبعاد الأفقية والعمودية للمجتمع» (1).
وما كان ذلك ليحدث لولا أن أراد الله ؛ فهيأ الإمام القائد لأن
يوجه الجماهير بأحاديثه ومحاضراته ووعظه وإرشاداته ؛ مضمناً إياها
هدفه السامي الذي يسعى إليه ، ومن ذلك قوله : «يا جموع المسلمين ؛
هاهو (ذا) الإسلام العزيز يستنجد بكم أينما كنتم ، وعلى الجميع
السعي إلى تلبية دعوته ، للتعويض عما لحق به على يد سلاطين الظلم ،
خاصة خلال الخمسين عاما الماضية ؛ من الحكم البهلوي المعادي
للإسلام والشعب» (2).
وفي موضع آخر من هذا النداء يقول الإمام رحمه الله : «على الجميع
يمختلف اتجاهاتهم وانتماءاتهم ؛ أن يعلموا أن النصر مستحيل ؛ إلاّ
بالاعتماد على الإسلام ، والاستظلال براية التوحيد والقرآن»(3).
ووضعنا أيدينا على قلوبنا في تلك الأيام ، حتّى لا تقفز من الفرحة
إلى خارج الأجسام ، فقد تحققت للمسلمين الغاية ، ورفرفت لهم أخيراً
هذه الراية . وسهرنا ـ نحن المسلمين ـ في كلّ مكان ؛ نتابع
انتصارات تلك الثورة وإنجازاتها في كلّ ميدان .
وذلك أن الإمام رحمه الله اعتبر انتصار الثورة هو المرحلة الأولى
من مراحل هذا الكفاح المرير ، وذلك في خطبته التاريخية أمام
الجماهير المليونية التي خفت
(161)
لاستقباله التاريخي في مطار طهران في الثاني والعشرين من يناير:
كانون الثاني سنة 1979 م ، وفي تلك الخطبة يقول الإمام رحمه الله :
«إنني أقدم شكري هنا لجميع فئات الشعب الأبي وشرائحه ، من جامعيين
وتجار وكسبة ، وطلاب وأساتذة جامعات ، وقضاة ومحامين وموظفين وعمال
وفلاحين . فقد بذلتم ما استطعتم ، وانتصرتم بوحدتكم ، وهذا النصر
هو المرحلة الأولى»(4).
وهكذا بدأ البناء في مختلف الميادين ، حتّى بلغ شأناً عظيماً .
وهاهي ذي الجمهورية الإسلاميّة في إيران اليوم ؛ تمثل دولة إسلامية
ترتجف عند ذكر اسمها فرائص الأعداء ، وتطرب لسماع صوتها قلوب
الأحباء والأصدقاء والمسلمين في جميع الأنحاء.
لأن الأعداء ـ بما يغشى نفوسهم ضد المسلمين من حقد وانحياز ـ لا
يستسيغون أن يروا في أي قطر من أقطارنا مثل هذا الإنجاز.
أما الأحباء والأصدقاء والأشقاء ؛ فينظرون إلى إنجازات الثورة
الإسلاميّة في إيران ـ بإعجاب شديد ، ويتمنون على الله أن يروا
منها المزيد .
ولا يتسع المجال هنا للحديث عن هذه الإنجازات ؛ فانتصار الثورة هو
المقصود بهذا المبحث ، أما نجاحها في التربية والميدان الثقافي ،
ونجاحها في البناء الإنساني والأخلاقي ، وفي ترسيخ أفكار الوحدة
بين أبناء العالم الإسلامي ، بل ونجاحها في الميدان السياسي
والاقتصادي والصناعي والتجاري والفني والعلمي وغيرها ، وفي إعداد
جيش قوي يحمي حدود البلاد من الأعداء ، ويكون قوة ضاربة للأمة
الإسلاميّة جمعاء .. فهذه موضوعات نستذكرها هنا للاستمتاع
والاستبشار ، لا للغوص في تفصيلاتها ، لأن ذلك يحتاج إلى الموسوعات
الكبار.
وأخيراً ؛ فإن انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران ـ هو من الومضات
المضيئة
(162)
في الأجواء القاتمة ، والغيوم المتراكمة ، التي تتلبد بها سماء
الأمة الإسلاميّة ، وهي تودع القرن الميلادي العشرين ؛ وتستعد
لاستقبال القرن الحادي والعشرين .
عسى أن يكون انتصار هذه الثورة في هذا القرن ؛ مبشراً بانتصار
ثورات إسلامية في أقطار أخرى ؛ في القرن القادم بإذن الله .
المبحث الثاني ـ انتصار الثورة الإسلاميّة في السودان كان السودان
قبل أن يتداركه الله بثورة الإنقاذ الإسلاميّة ؛ في نهاية شهر
يونيو: حزيران 1989 م ؛ مسرحاً لاستبداد رؤسائه ، وتناحر أبنائه .
وكان الإسلاميون يراقبون هذا الاستبداد وذلك التناحر ؛ بمزيد من
الحرقة والأسى . لأن الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية
والعسكرية ؛ لم تكن تساعدهم على بدء الإصلاحات التي كانوا ينوونها
للبلاد .
فتناحر زعماء الأحزاب على كراسي الحكم ؛ والحالة الاقتصادية
المتردية ؛ والانقلابات العسكرية المتوالية ؛ كانت تحز في نفوس
الإسلاميين ، فتزيدهم استعجالاً في التربية في صفوف الشعب ؛
والتغلغل في صفوف الجيش والشرطة ؛ والمزيد من ضم العناصر الوطنية ؛
وتدريب العناصر الأمنية.
وبوعي غير مسبوق في الحركات الإسلاميّة المعاصرة ؛ أخفى الإسلاميون
السودانيون نواياهم لأكثر من ثلاثين عاماً . وعملوا في صمت تام ،
وبحرص شديد ، وسط تلك الأمواج المتلاطمة من المناحرات السياسية؛
والانقلابات العسكرية.
ولما كان السودان هو المفتاح الحقيقي للقارة الإفريقية ؛ فقد لعبت
المخابرات العالمية بشكل عام ؛ والأمريكية منها بوجه خاص ـ على
إبقائه في جوّ من
(163)
تصارع الأفكار والمبادئ غير الإسلامية من ناحية ؛ وفي جو من تناحر
الأحزاب السياسية ، وتوالي الانقلابات العسكرية من ناحية أخرى.
وكان كلّ هذا يجري ؛ والمسلمون يربون ويدربون ، ويعدّون ويستعدون،
وعين الله ـ سبحانه ـ ترقبهم وترعاهم ؛ وتهديهم وتسدد خطاهم . كما
كان قدر الله ـ جل شأنه ـ يحميهم من بطش الأحزاب الفكرية ، التي
كانت تنفث سمومها في البلاد.
ومن بين هذه الأحزاب التي كانت تنخر في السودان ؛ كنخر السوس في
الأخشاب ؛ كان الحزب الشيوعي السوداني ؛ الذي كان من أقوى الأحزاب
الشيوعية في العالم . وذلك بما توفر له من دقة في التنظيم ، وقدرة
على اقتناص الفرص ؛ واستيعاب العناصر ، إلى جانب الأجواء
الاجتماعية التي يسودها الفقر والحاجة ، وهي الأجواء التي تنمو
فيها الأفكار الشيوعية الانتهازية.
ووجد الإسلاميون الفرصة مؤاتية لإعلان أهداف ثورتهم هذه ، وأبرزها
إنقاذ الشعب السوداني من التأخر والشقاء ، والدفع به إلى ميادين
التقدم والبناء ، في جوّ من صون الكرامة ، وإطلاق الحرية ، وعدم
إراقة الدماء.
ولذلك فقد تسابق الناس ـ على اختلاف توجهاتهم السياسية ؛
وانتماءاتهم الفكرية والمذهبية ـ لتأييد هذه الثورة ؛ والانضواء
تحت لوائها ، لقناعتهم التامة بصدق ندائها وتميز أدائها.
وتوجهت أنظار العالم ـ كلّ العالم ـ إلى السودان . وأخذت تراقب هذا
الغرس المتميز في طعمه ولونه وتنظر إلى هذه الحكومة الجديدة ؛ التي
تنادي بما لم تكن تنادي به سابقاتها من الحكومات ، والتي تمارس غير
ما كانت تمارسه سابقاتها من الثورات.
فإصلاح الفساد؛ والدفاع عن البلاد ، وإرساء العدل والمساواة
والحرية؛
(164)
وتنمية الموارد الاقتصادية ، وتشجيع العلم والعلماء ؛ وفتح
الجامعات في مختلف الأنحاء ، ونبذ الخلاف والاختلاف بين الأشقاء
والأصدقاء أجمعين ؛ والدعوة إلى تنشيط الأخوة وتقوية الصلات بين
العرب والمسلمين.
ثم نشر الوعي الديني ونبذ الخلافات المذهبية ؛ تمهيداً لقيام
الوحدة الإسلاميّة . ثم المشاركة الفعالة مع العرب والمسلمين في حل
قضاياهم الآنية والمصيرية ؛ والوقوف معهم صفاً واحداً أمام
التحديات الأجنبية ؛ والمؤامرات العدوانية كلّ ذلك وكثير غيره ؛
كان مدعاة لأن تتوجه أنظار كلّ العالم إلى السودان.
أما المخلصون من العرب والمسلمين ؛ فقد كانت نفوسهم تهتز من
السعادة والفرح والسرور؛ وهم يرون فجراً في قطر من أقطارهم قد أشرق
، وأملاً من آمالهم قد تحقق . فإذا كانت عناية الله ـ سبحانه ـ قد
أدركت المسلمين في آسيا ؛ ففجرت لهم الثورة الإسلاميّة في إيران ؛
فها ذي عناية الله ـ جل شأنه ـ تدرك المسلمين في أفريقيا ؛ فتفجر
لهم ثورة الإنقاذ الإسلاميّة في السودان.
وأما الملوك والرؤساء ؛ فقد وضعوا أيديهم على قلوبهم ؛ خشية أن
يتكرر ذلك بين شعوبهم ، فتعاملوا مع النظام الجديد بحذر شديد.
وأما الأعداء والمتربصون ؛ والصهاينة والصليبيون ؛ فقد ذهلوا لما
جرى في تلك البلاد ؛ واستيقظت في نفوسهم الأحقاد ، وأخذوا يحيكون
ضد السودان المؤامرات ؛ ويمارسون معه أخسّ الممارسات ، والتي كان
آخرها الاعتداء الأمريكي المشؤوم ؛ على مصنع الدواء في الخرطوم .
ومن خير ما يلخص الحديث عن ذلك الهجوم الصفيق ؛ كلمات في مقدمة
كتيب عن القصف الأمريكي لمصنع الشفاء قال كاتبها : «لقد قامت
الإدارة الأمريكية بهذا العدوان على السودان ؛ بدون مسوغات قانونية
أو أخلاقية.
(165)
الأمر الذي يمثل استهتاراً خطراً بكل القيم الحضارية ، واستهانة
بمعاني الإنسانية وخرقاً صريحاً وفاضحاً للأعراف والقوانين
الدولية».
ولكن ثورة الإنقاذ الإسلاميّة في السودان ؛ لم تعد تعبأ بهذه
الممارسات الهمجية من أعداء الأمة الإسلاميّة ، ومضت ترسي
مرتكزاتها المختلفة ؛ بخطى ثابتة؛ وعزائم شديدة ، وهمم قوية . ومن
أهم هذه المرتكزات على الصعيد الداخلي ، كفالة الحرية والمساواة
والعدالة الاجتماعية بين جميع المواطنين ـ مسلمين وغير مسلمين ـ
وذلك بحسب ما ورد في المواد (11 ، 20 ، 21 ، 24 ، 25 ) وغيرها من
دستور البلاد.
المبحث الثالث ـ حماس الفلسطينية ، وحزب الله اللبناني:
ومن النقاط المضيئة الأخرى ؛ حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) في
فلسطين ، و(حزب الله ) الإسلامي في لبنان . وهما حركتان متشابهتان
بل متطابقتان في أغلب الأمور إن لم يكن في مجملها.
فكلتاهما نشأت من رحم هذه الأمة ، وهي تحمل همومها ، وتطمع أن تزيل
غيومها وهي أيضاً تدافع عن وجودها ، وتقوي من صمودها.
وكلتاهما نشأت في العقد التاسع من القرن العشرين الميلادي . فقد
نشأ (حزب الله) عقب الاجتياح الصهيوني للبنان سنة 1982 م. ونشأت
(حماس) مع انفجار الانتفاضة الشعبية في فلسطين سنة 1987 م ،
وبالتحديد في 4/ 12/1987 م ؛ كما جاء في بيانها الجماهيري الذي وزع
في قطاع غزة بفلسطين في ذلك التاريخ (انظر ـ حماس ـ المسيرة
المباركة ـ من إصدارات مجلة فلسطين المسلمة).
وكلتا الحركتين تعمل ـ عسكرياً وسياسياً ـ على مقاومة الاحتلال
(166)
الصهيوني ؛ بهدف طرده من فلسطين ومن جنوبي لبنان.
كتب (حزب الله) في التعريف بنفسه ؛ على الصفحة الخاصة به في
(الإنترنت) ما ترجمته:
ومعنى ذلك : «حزب الله هو حركة إسلامية مقاتلة من أجل الحرية ، وقد
وجدت هذه الحركة بعد الاجتياح العسكري الإسرائيلي للبنان سنة 1982
م، والذي نتج عنه في الحال قيام مجموعات المقاومة لتحرير الأراضي
المحتلة ، وطرد القوات الإسرائيلية المعتدية».
أما (حماس) فقد كتبت في المادة السادسة من ميثاقها ما نصه : «حركة
المقاومة الإسلامية ، حركة فلسطينية متميزة ، تعطي ولاءها لله ،
وتتخذ من الإسلام منهج حياة ، وتعمل على رفع راية الله على كلّ شبر
من فلسطين» (5).
أما النشأة فقد حددها الشيخ أحمد ياسين ـ الأب الروحي للحركة ـ في
رده على سؤال للتلفزيون الإسرائيلي مساء يوم 23/9/1989م ، وهو :
متى نشأت حماس ؟ فقال الشيخ : «في بداية الانتفاضة ـ في ديسمبر
1987م (6).
وكذلك في رده على سؤال آخر هو : كم جناح كان في الحركة ؟ فقال
الشيخ : «حماس حركة سياسية . أما الجناحان العسكري والأمني؛ فقد تم
إنشاؤهما قبل الانتفاضة. ولكن حماس شيء جديد»(7).
ومن ذلك يتبين بوضوح ؛ أن الهدف الأساسي للحركتين واحد؛ وهو مقاومة
الصهاينة المعتدين ؛ وطردهم من الجنوب اللبناني ومن فلسطين .
ولكنهما يتميزان عن غيرهما من فصائل المقاومة الأخرى ؛ بأنهما
يحملان مشروعاً حضارياً إسلامياً يقوم في المنطقة ، ويكون نواةً
لوحدة إسلامية شاملة.
ولذلك يصر كلّ منهما في أدبياته وإصدارته وبياناته؛ على الوحدة
الوطنية، وعدم الدخول في صراعات جانبية لا تخدم الهدف الأساسي لكل
منهما ، وعلى
(167)
تضعيف صف المحتلين.
وقد صدقت الحركتان في بذل أقصى ما في وسعهما من تضحيات لمقاومة
الأعداء، ومن تقديم كواكب المعتقلين والشهداء ، وخير أمثلة على ذلك
المهندس (يحيى عياش) رحمه الله قائد كتائب عز الدين القسام؛ الجناح
العسكري لحركة (حماس) ، إلى جانب عدد كبير من خيرة أبناء الشعبين
الفلسطيني واللبناني.
أما المعتقلون في سجون الاحتلال وعملائه ؛ فهم آلاف من الشيوخ
والشباب، كان على رأسهم ـ إلى وقت قريب ـ رمز المجاهدين في فلسطين
الشيخ (أحمد ياسين) حفظه الله ورعاه.
على أن استشهاد أولئك الرجال ؛ واعتقال هؤلاء الأبطال ؛ هو الذي
يعطي المقاومة حماسها المتجدد ؛ ووقودها المستمر ، فلا تنام عيون
جنود الاحتلال، ولا يهدأ لهم ـ بحمد الله ـ بال.
وهكذا تكون الحركتان المباركتان ؛ حماس الفلسطينية ، وحزب الله في
لبنان ؛ من الومضات المضيئة في أجواء أمتنا ، وهي تودع قرناً
وتستقبل قرناً آخر من الزمان .
المبحث الرابع ـ اليقظة العربية ، والصحوة الإسلاميّة
يظهر أن العرب والمسلمين ـ بعد هذه السنوات الطوال من النوم العميق
ـ قد بدأوا يستيقظون . وهو استيقاظ محبوب ومطلوب ؛ لتحقق الأمة
أهدافها ومآربها ، قبل أن تجتاح الأعاصير مضاربها والحقيقة أن دعاة
الأمة لم يملوا من توجيه صيحاتهم على كلّ صعيد وفي كلّ اتجاه ، على
أمل أن يحدث هذا الذي نراه.
فعلى الصعيد العربي ؛ كتب أحدهم في صحيفة الرأي الأردنية اليومية
(عدد
(168)
6/9/1998م) يقول : «سألني : كيف ترى حال الأمة في القرن القادم؟
قلت : إذا لم نبادر إلى تغيير أوضاعنا بمجملها ؛ ووضع خطواتنا
الصحيحة على الطريق الصحيح؛ والخروج من هذا التيه الذي يلفنا
جميعاً ، فإن القرن القادم سوف يستقبلنا ببدلاتنا السموكن السوداء
؛ وربطات أعناقنا الصغيرة ـ البابيون ـ ليزرعنا حول الموائد نقدم
الطعام والشراب للجالسين حولها ؛ وحين ينتهي الساهرون من طعامهم ؛
نزدرد نحن بقايا الطعام ، ثم ننظف الصحون ونرتب المكان ونكنس الأرض
، ونذهب بعد ذلك لننام ملء جفوننا».
وكتب آخر في صحيفة الثورة السورية اليومية (عدد 18/3/1999م) يقول :
«تواجه الأمة العربية هذه الأيام ؛ صعوبات كبيرة في التعاطي مع
الأوضاع الإقليمية الراهنة، وفي التعامل مع الاستحقاقات الدولية
القريبة منها والبعيدة ، نتيجة ما تعانيه من حالة الوهن والضعف
والانقسام والصراعات ؛ التي باتت تهدد حاضر ومستقبل العرب جميعاً
في مشرق الوطن الكبير أو في مغربه».
وكتب آخر في مجلة الأسبوع العربي (عدد 10 أغسطس: آب 1998م) يقول:
«سئم العرب عموماً الخلافات ؛ إلى درجة أن أمنية الناس العاديين ؛
باتت: الوفاق».
وكتب الدكتور أنيس صايغ في مؤلفه (نصف قرن من الأوهام ـ ص 6) يقول
: «الحقيقة التي ندرك ونعيش (وربما نتعايش معها) أن فلسطين ضاعت
... لكن هناك حقيقة مقابلة ؛ وهي أن الانتصار على العدو ليس
مستحيلاً ، وأن إمكانات الأمة تكفي لاسترجاع الأرض وعودة الشعب
وممارسة الحق».
وأما على الصعيد الإسلامي؛ فإن الكلام أقل ؛ ولكن التركيز أكثر ،
والتوجيه أعم ، والبعد أعمق ، والمعالجة أدق ، والتأثير أشد ،
والاستنهاض أقوى. قال الإمام آية الله الخميني رحمه الله في إحدى
خطبه الجماهيرية : «إن هناك الكثير من الحقائق
(169)
التي يجب أن تقال ؛ وهي أكثر مما تتصورون ؛ فبلادنا وإسلامنا
معرضان للخطر» (8).
وقال الإمام الشهيد الشيخ حسن البنا رحمه الله : «ستقوم إسرائيل ؛
وستظل قائمة إلى أن يبطلها الإسلام ؛ كما أبطل ما قبلها» (9).
وقال الشيخ أمجد الزهاوي ـ رحمه الله : «إن العالم الإسلامي يحترق
، وعلى كلّ منا أن يصب ولو قليلاً من الماء ، ليطفئ ما يستطيع أن
يطفئه دون أن ينتظر غيره»(10).
وقال الشيخ محمّد الغزالي رحمه الله : «لقد قرأت أنباء مؤتمرات
عربية وإسلامية كثيرة ، اجتمعت لعلاج مشكلة فلسطين ، فكنت أدع
الصحف جانباً ؛ ثم أهمس إلى نفسي: هناك خطوة تسبق كلّ هذا ؛ خطوة
لا غنى عنها أبداً ؛ هي أن يدخل المسلمون في الإسلام» (11).
وكان لهذه النداءات والتوجيهات ؛ الأثر العميق في إيقاظ حسَّ الأمة
ـ عربية وإسلامية ـ ، ودفعها إلى مراجعة مواقفها ، ونبذ خلافاتها ،
والتنبه إلى مؤامرات أعدائها.
ومن أبرز ما تنبهت إليه الأمة ضرورة الوحدة ، فهي العامل الأكبر
للنصر. قال الإمام الخميني رحمه الله ؛ في أحد توجيهاته للجماهير
المسلمة : «علينا جميعاً أن نعي أن الوحدة هي العامل الأكبر
للنصر»(12).
وتنبهت الأمة ـ كذلك ـ إلى أن القدس هي جوهرة إسلامية غالية ، لا
يجوز التفريط فيها ، ثم إن استنقاذها يعني استنقاذ المسجد الأقصى
المبارك ، قبلة المسلمين الأولى ؛ ومسرى رسولهم ـ صلى الله عليه
وآله ـ بل يعني استنقاذ كلّ شبر في فلسطين . وإن في التنبه العربي
والإسلامي لأخطار تهويد القدس ، وأخطار استمرار احتلالها ـ ما يبشر
بالتوجه الجديد والنصر الأكيد . نشرت مجلة
(170)
الأمان اللبنانية الأسبوعية (عدد 12/3/1999م) تقريراً جاءها من
فلسطين المحتلة بعنوان «الانتهاكات الإسرائيلية في القدس ؛ آخذة في
التصاعد».
كما نشرت اللجنة العليا للاحتفالات بيوم القدس العالمي لسنة 1999مـ
أقوالاً لعدد من قادة العالم الإسلامي ، تذكر الأمة بواجبها المقدس
، تجاه تلك البقاع المقدسة . قال الإمام آية الله الخميني رحمه
الله عن يوم القدس العالمي : «إنه اليوم الذي يجب أن ننهض وتنهضوا
فيه لإنقاذ القدس» . وقال آية الله الخامنئي ـ حفظه الله ـ منوهاً
بالكيان الصهيوني الدخيل : «يوم القدس يوم التعبئة المستمرة
للجماهير ، لإزالة هذه البقعة السوداء من خارطة العالم الإسلاميّ».
وقال الشيخ أحمد ياسين ؛ الأب الروحي لحركة المقاومة الإسلاميّة
حماس ؛ رحمه الله : «القدس معيار قوتنا وضعفنا ، وهاهي القدس
أمامنا ، تشهد على ما نحن فيه» وأخيراً قال الشيخ راشد الغنوشي ـ
رئيس حركة النهضة الإسلاميّة بتونس ـ رحمه الله : «القدس آية من
الكتاب ، فمن ضيعها فقد ضيع الكتاب».
إن اليقظة العربية ؛ والصحوة الإسلاميّة ؛ هما من الومضات المضيئة
في أجوائنا القاتمة ، وهما المبشران بما ستشهده أوطاننا من تطورات
وانتصارات في مختلف الميادين ، في القرن الميلادي القادم بإذن رب
العالمين.
المبحث الخامس ـ المستقبل لهذا الدين
إن البشارات بنصر الله لهذا الدين ؛ ومنه على المسلمين بالتأييد
والتمكين ! بشارات كثيرة ـ والحمد لله . ولكن هناك شروطاً يجب أن
تتحقق في الفرد وفي الأمة كليهما ؛ لكي تتحقق تلك البشارات.
وأول هذه الشروط وأهمها ؛ التزام المنهج الإسلامي اعتقاداً وسلوكاً
وتطبيقاً في الحياة الخاصة والعامة. فعلى المستوى الفردي ؛ يجب على
المسلم أن يعبد
(171)
الله كأنه يراه ؛ فإن لم يكن ؛ فإن الله يراه وهذا يعني أن تكون
العبادة صادقة وخالصة ، لأنها تحت المراقبة الربانية. قال الدكتور
عبد الكريم زيدان : «والإنسان لا يستطيع أن يصوغ حياته بهذه
الكيفية ؛ إلاّ إذا كان المجتمع الذي يعيش فيه منظما بكيفية تسهل
عليه هذه الصياغة» (13).
إذن يتعين أن يكون من لوازم هذه العبادة الفردية ؛ كون الفرد
المسلم تحت تصرف الأمة الإسلاميّة في تنفيذ واجباتها تجاه المنهج
الرباني . تلك الواجبات التي تتمثل في أمور كثيرة ، ولكنها ليست
عسيرة ، ولا مستعصية التنفيذ، وهي ـ إن نفذت كما يحب الله ورسوله ـ
أصبحت الأمة حرية بنصر الله الذي تعهد به في اكثر من موقع في كتابه
الكريم.
يقول سبحانه: ﴿... وما النصر إلاّ من عند الله العزيز الحكيم﴾
(14). ويقول : ﴿... ولينصر الله من ينصره ، إن الله لقوي عزيز﴾
(15). ويقول أيضاً : ﴿... وكان حقاً علينا نصر المؤمنين﴾ (16).
ونحن نعتقد أن الأمة الإسلاميّة في هذه الأيام ـ لكي تستنزل نصر
الله المبين ـ عليها أن تنفذ عدداً من الواجبات كما نعتقد أنها
مقدمة على ذلك ـ بإذن الله ـ نتيجة حتمية لهذه الصحوة المباركة
التي نلمسها في كلّ اتجاه.
وأبرز هذه الواجبات بإيجاز يقتضيه الحال
1 ـ نبذ الخلافات بين حكامها ؛ ووقف تدهور العلاقات بين شعوبها.
والاهتمام بالوحدة بين أقطارها ، والتقريب بين مذاهب أبنائها .
تطبيقاً لقول الله جل شأنه : ﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء
بعض ، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ويقيمون الصلاة ، ويؤتون
الزكاة ، ويطيعون الله ورسوله. وأولئك سيرحمهم الله . إن الله عزيز
حكيم﴾ (17).
(172)
ويحضرني في هذا المجال قول القائل:
«اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض ، عالم
الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ،
اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط
مستقيم» (18).
2 ـ التعاون السياسي والاقتصادي والعلمي بين شعوبها ؛ بهدف الوصول
إلى الاكتفاء الذاتي ومن باب أولى التعاون العسكري بين قادتها.
فالأمة مستهدفة الوجود والخيرات والمقدسات ، والعسكريون هم الدروع
التي تحمي ذلك ، وعليهم أن يرصوا صفوفهم ويوحدوا كلمتهم ، وينمّوا
وعي جنودهم بقضايا الأمة المصيرية وخاصة في فلسطين ، فهم العمق
المطلوب لتحريرها.
يقول خالد مشعل ـ رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية
(حماس) : «لا يمكن حسم الصراع مع العدو ؛ بمعزل عن العمق العربي
والإسلامي» (19).
3 ـ تفعيل دور المسجد بحيث يصبح مقر تعبد جماعي ، ومركز توجيه
ديني، ومنارة إشعاع ثقافي وإعلامي بهدف العمل على تغيير واقعنا
الأليم ، فالمسجد هو صاحب الدور الأساسي في ذلك ، ولكن المسلمين قد
عطلوه ، واستبدلوا به مراكز توجيه أخرى، ليس لها قوته ، ولا تؤدي
رسالته.
وصدق الدكتور عبد الحليم عويس ؛ حين شخص ما نعانيه في هذا المضمار
بقوله : فالمشكلة التي يواجهها العرب والمسلمون منذ إدراكهم للهوة
الحضارية التي تفصلهم عن العصر ؛ أنهم لم يستطيعوا وضع شروط
التفاعل الحضاري ؛ وسنن الله في التغيير ؛ موضع تطبيق» (20).
4 ـ تفعيل دور المرأة والشباب من أبناء الأمة ، ومنحهم الفرص
الكافية للمشاركة في الحياة العامة فكم من كفاءات معطلة من هؤلاء
وهؤلاء ! وإن كان
(173)
التعطيل في الجانب النسائي أكثر وأخطر. قال أحد كتاب الغرب ـ مع
اختلاف في المنظور بين ما نريده وما يريده : «إن توسيع امتيازات
النساء ؛ هو المبدأ العام لكل تقدم اجتماعي» (21).
5 ـ نشر التعليم والثقافة الدينية والدنيوية بين مختلف طبقات الأمة
، وعدم قصرها على أبناء الذوات ، أو على القادرين من أبناء
الأثرياء.
6 ـ إنشاء نظام تكافل اجتماعي على أسس إسلامية ، لتعليم المحتاجين،
وإطعام الجائعين ، وإغاثة الملهوفين ، وإيواء المهجرين والمشردين ،
ومداواة المرضى من المسلمين.
7 ـ التصدي للإعلام المغرض ، والفن الفاسد ، والأدب الماجن ،
وحماية أجيال المسلمين من آثارها الفجعة ؛ وسمومها الناقعة قال آية
الله الخامنئي حفظه الله ـ في كلمة وجهها إلى المؤتمر الذي أقيم
بطهران في 25/11/1984م، تكريماً للشاعر الإيراني الشيخ مصلح الدين
الشيرازي رحمه الله بمناسبة مرور ثمانية قرون على ولادته ، قال :
«وللآداب والفنون ـ باعتبارها وسيلة لتبيان أسمى الأفكار
الإسلاميّة ـ موقع متميز في التاريخ الإسلامي ، وينبغي أن يكون لها
موقع مماثل اليوم أيضاً » (22).
8 ـ العمل على إحقاق حقوق الشعوب المسلمة المضطهدة ، في كوسوفا وفي
كشمير وفي غيرهما ، والانتصار للأقليات المسلمة في العالم ،
والإسهام في رفع الظلم عن المظلومين ـ مسلمين وغير مسلمين.
9 ـ العمل على تحرير القدس وفلسطين والمسجد الأقصى المبارك ،
وحماية المقدسات الإسلاميّة من أي عدوان.
10 ـ نشر العدل والمساواة والحرية ، ومختلف الحقوق الإنسانية التي
تضمنها الشريعة الإسلاميّة وبناء العلاقة بين الحاكمين والمحكومين
على
(174)
أساس من الثقة والتفاهم والمودة والتعاون من خلال القيم
الإسلاميّة.
11 ـ إعداد مراكز للدعوة الإسلاميّة في العالم ، وتأهيل الدعاة
المناسبين لها ، في ضوء قوله تعالى : ﴿أدع إلى سبيل ربك بالحكمة
والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن..﴾ (23).
وهذا يقتضي التعايش السلمي ؛ وانتهاج الحوار البناء مع أصحاب
المعتقدات غير الإسلاميّة .
12 ـ إعلان الجهاد في سبيل الله ، بهدف الدفاع عن هذه الإنجازات ضد
الّذين يطمعون في عرقلتها ، أو يعملون على منع الأمة من الوصول
إليها ، وبهدف حماية هذه المكتسبات من الّذين يعتدون عليها .. هذا
فضلاً عن حماية الأمة ذاتها ، وحماية خيراتها ومقدساتها.
والله جل شأنه قد تكفل بنصر أمة هذه مواصفاتها الخيرة ، وتلك
مسيرتها النيرة ..قال سبحانه : ﴿وعد الله الّذين آمنوا منكم وعملوا
الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الّذين من قبلهم وليمكنن
لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً . يعبدونني
لا يشركون بي شيئاً . ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون﴾ (24) .
نتضرع إلى الله أن يوفق الأمة إلى صالح الأعمال ؛ وأن يحقق لها ما
تصبو إليه من آمال . والصلاة والسلام على النبي الأمين ، وعلى آله
وأصحابه أجمعين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
(175)
__________________________________
1 ـ مجلة «العالم» اللندنية، عدد 6 مارس: آذار 1999م.
2 ـ تاريخ إيران السياسي المعاصر ، للدكتور سيد جلال الدين المدني
ـ طهران ، ص 312.
3 ـ المصدر السابق ، ص 312 ـ 313.
4 ـ المصدر السابق ، ص 414.
5 ـ ميثاق حركة المقاومة الإسلاميّة حماس ـ ص 9.
6 ـ انظر : أحمد ياسين «أسطورة التحدي» ـ المركز العالمي للبحوث
والدراسات ـ واشنطن ، ص 83.
7 ـ المصدر السابق ، ص 84.
8 ـ تاريخ إيران السياسي المعاصر ، ص 91.
9 ـ ميثاق حركة المقاومة الإسلاميّة ـ حماس ، ص 3.
10 ـ المصدر السابق ، ص 3.
11 ـ قذائف الحق للشيخ محمّد الغزالي ، ص 208.
12 ـ تاريخ إيران السياسي المعاصر، ص 415.
13 ـ انظر كتاب «الفرد والدولة في الشريعة الإسلاميّة» ـ الدكتور
عبد الكريم زيدان ـ مؤسسة الرسالة ببيروت ، ص 9 ـ 10.
14 ـ آل عمران: 126.
15 ـ الحج: 40 .
16 ـ الروم: 47.
17 ـ التوبة: 71.
18 ـ تنبيه الدعاة المعاصرين إلى الأسس والمبادئ التي تعين على
وحدة المسلمين ـ ص 6.
19 ـ مجلة فلسطين المسلمة ، عدد مارس 1999 م ـ ذو القعدة 1419 هـ.
20 ـ انظر: مجلة التاريخ الإسلامي ، أبريل: آذار 1997 م، ص 246.
21 ـ انظر : صحيفة الرأي الآخر السودانية ، عدد 9/3/1999م.
22 ـ الأدب والفن في التصور الإسلامي ، المستشارية الثقافية
للجمهورية الإسلاميّة الإيرانية في لبنان ، ص 108.
23 ـ النحل: 125.
24 ـ النور: 55.