مركز الصدرين للتقريب بين المذاهبالإسلامية

مواجهة التكفير والاحتلال


(إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (الانبياء/92).لم يناد في الاسلام بشيء كما نودي بالوحدة، ولم يدع الاسلام أمته بشيء كدعائه لعبادة الله سبحانه وتعالى وتوحيده، لانهما الاساس في كل عمل ونتاج لبناء الفرد الصالح، والمجتمع الرسالي الهادف. وهما الرسالة المودعة لدى الانسان، عليه حفظها ونشرها للبشرية كافة؛ لتكون الامة الاسلامية الشاهد الوسط بعد اتباعها الاسوة الحسنة المتمثلة بشخص النبي الاكرم محمد(ص) الهادي لهذه الامة.وكلما جاء من تأكيد في كتاب الله وسنة رسوله(ص) على الوحدة والتوحيد هو للحفاظ على التماسك والاخوة الدائمة المستمرة بين ابناء الامة، والابتعاد عن كل ما يفرقهم ويمزقهم، مهما كانت الظروف قاسية والآراء مختلفة، لان الفرقة تؤدي الى الهزيمة والهلاك، والخروج عن عبودية الرحمن، وسيطرة قوى الشر، وهذا ما يصبو الاستكبار العالمي إليه بمختلف قواه واتجاهاته المتعدة؛ باستخدام كل الوسائل الاعلامية والعسكرية والامنية.فالى متى يبقى العالم الاسلامي مسرحاً للقوى المتجبرة، وقتل الابرياء والمجاهدين في سبيل الله الساعين الى طرد المحتلين والصهاينة، والامة غير قادرة على ردع العدو الغاصب؟ والى متى نرى قتل الابرياء والعزل في البلاد الاسلامية على ايدي عناصر تدّعي الاسلام من أي طائفة كانت بدلا من استهداف المحتل، والاسلام منهم براء؟ والى متى نشاهد بوادر تكفير واتهام بالارهاب بين الحركات المجاهدة نفسها ، وفي اقطار اسلامية متفاوتة، (6)ونسيان العدو الغاصب؟ والى متى تبقى بعض المجاميع التكفيرية الشاذة عن الجادة الوسطى تحت قيادة أنصاف العلماء في الاساءة الى ساحة الاسلام وتصرفات لاتمت إليه بصلة، ولا تحترم آراء العلماء الصريحة الداعية الى نبذ الخلاف بين المسلمين، وتوحيد الكلمة، وبذل أقصى الجهود لانهاء الاحتلال وتحرير المقدسات وحماية المسجد الاقصى والمحافظة على العتبات المقدسة في العراق وغيره.فان آراء المذاهب الاسلامية صريحة بعدم جواز تكفير أي فئة من المسلمين تؤمن بالله سبحانه وتعالى وبرسوله (ص) واركان الايمان وأركان الاسلام، ولا تنكر معلوماً من الدين، فهؤلاء مسلمون يحرم دمهم وعرضهم ومالهم، وايضا لا يجوز لأحد أن يتصدى للافتاء دون مؤهلات علمية معينة ودون التقيد بمنهجية المذاهب، وان يدعي الاجتهاد ويستحدث رأياً جديداً، ويقدم فتاوى مرفوضة ، تخرج المسلمين عن قواعد الشريعة وثوابتها، وما أستقر من مذاهبها . ولذا يجب التصدي للمذاهب والاتجاهات الفكرية المعاصرة التي تتعارض مع مقتضيات الكتاب والسنة. فكما لايسوّغ الافراط لا يجوز التفريط؛ بقبول كل دعوة ولو كانت مريبة.فالمسلمون اليوم مدعوون للوقوف بفطنة وحذر امام كل التحديات الداخلية والخارجية، خوفاً من السقوط في الفتنة، التي يكون فيها الرابح أعداء الاسلام لا غير.وندعو الجميع الى عدم الاصغاء للنعرات الطائفية المشتتة من أية مجموعة وحركة كانت، واي شخصية مهما كانت فهذه الدعوات مرفوضة اساسا في الاسلام.فيا ابناء الامة الاسلامية تعالوا لسنتعيد الاخوة الاسلامية، ورفع شعار الوحدة، والوقوف في صف واحد امام كل التحديات الاستكبارية، وإخراج المحتل الاسرائيلي والامريكي من الاراضي الفلسطينية والعراقية والافغانية وغيرها. وطرده بإرادة شعوبنا واتحادنا ووعينا وعدم السقوط في فخ الاختلاف الهدام، ونعود مرة أخرى لنكون آذانا صاغية لقوله تعالى:(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الحجرات:10).  

مركز الصدرين للتقريب بين المذاهب الإسلامية