مركز الصدرين للتقريب بين المذاهب الإسلامية

الوحدة والتقريب
في فكر الشهيد الإمام الصدر
محاولة استكشاف منهج
 الدكتور عبد الجبار شرارة
 


الإمام الشهيد الصدر قدس سره عالم رباني، ومجتهد ورع، وعبقري فذ، كان عطاؤه زاخراً لا حدود له، وكانت أمنيته الكبرى، أن يرى شريعة الله تعالى تحكم الوجود والحياة الإسلاميّة، وقد بذل روحه الطاهرة من أجل تحقيق هذا الهدف العظيم.
لقد أغنى الإمام الشهيد الصدر قدس سره، المكتبة الإسلاميّة، بدراسته المبتكرة (1)، وأمد الفكر الإسلامي المعاصر، بأسباب القوة والمنعة، لمواجهة تحديات العصر الحضارية، ورفد النهضة الإسلاميّة، والصحوة الإسلاميّة  والمباركة، بعناصر الحيوية والاستمرار، حتّى ليصح القول: إنّ  الإمام الشهيد الصدر قدس سره كان أطروحة الإسلام المتجدد. يدلك على ذلك أنّه  قدس سره، قد نهض بمسؤوليات فكرية وجهادية، بما لم ينهض بمثله إلاّ القلائل في تاريخ الإسلام المجيد. كان في جهادٍ متواصلٍ، وسعيٍ دائبٍ، من أجل تحرير وعي الأمة المسلمة، من أطروحة الغرب الكافر، وتحرير مستقبلها من هيمنة الاستكبار العالمي
وعملائه؛ فلقد امتلك مقومات (البطولة التاريخية)، وأسباب القدرة على تهيئة مستلزمات وشروط النهضة الشاملة. فهو مثل (الاستجابة الواعية)، للتحدي الغربي، ليس على مستوى تزييف (2). (الأطروحة الغربية)، ونقدها، بل بتقديم البديل الفكري والنظري (3). أيضاً. واستطاع على مستوى التخطيط والممارسة، العمل على سد الثغرات أمام النفوذ الاستكباري، وإحباط قدراتهم الستراتيجية، في محاولة تعويق النهضة، التي بدأت معالمها تلوح في الأفق.
إنّ  الرصد الدقيق لمجمل حركة الإمام الشهيد الصدر قدس سره، يكشف عن أنّه  صاحب (تفكير ستراتيجي)، يعمل في كلّ الاتجاهات، بقدرة غير اعتيادية، فهو يسعى إلى زج الأمة الإسلاميّة  كلها، في مواجهة شاملة، مع قوى الاستكبار العالمي. إذ ينشط الوعي الإسلامي، ويستقطب المثقفين، ويحرك الجماهير بلغة خطاب متميز(4)، ويسعى إلى تربية جيل من العلماء، وإنضاج القدرات الاستنباطية، بإصلاح مناهج الحوزة (5)، ويستشرف آفاق المستقبل، فيقدم صيغة متطورة لمؤسسة المرجعية الدينية (6)، قادرة على استيعاب حركة الأمة، ومستقبل الوعي فيها. ويؤسس حركة إسلامية(7)، ناشطة، يوفر كلّ الإمكانات اللازمة لنموها، واتساعها، وامتدادها إلى الوسط العلمائي والحوزوي ثم لا يكتفي بكل ذلك، حتّى يلقي بثقله المرجعي والفكري، من أجل إنجاح تأسيس دولة إسلامية، بعد نجاح الثورة الإسلاميّة  التي فجرها الإمام الراحل الخميني قدس سره. إذ يقدم
مشروع دستورها ونظرية العمل والاقتصاد(8).
لقد ظل الإمام الشهيد الصدر قدس سره أميناً على تحمل تلك المسؤولية، يخطط لوحدة المواجهة الإسلاميّة  الكفوءة الشاملة ن إزاء وحدة قوى الكفر العالمي، حتّى سفك من اجل ذلك دمه (9)، واستبيحت حرمته المقدسة، فنال رضى الله عنه درجة الشهادة ـ وسام استحقاق وتقدير ـ لا خلاصه وتفانيه من أجل الإسلام العظيم.
إنّ  ما يعنينا دراسته هنا، من جوانب هذه الشخصية الربانية العظيمة، هو: أطروحته ومنهجه الذي نحاول اكتشافه في مجال (المشروع التوحيدي والتقريبي)، الذي ابتدأ على يد رواد النهضة الإسلاميّة  المعاصرة، ورجالاتها الكبار.
ولذلك ستتناول هذه الدراسة، عرضاً ومعالجة للخطوات والأبعاد التي تضمنها منهج الإمام الشهيد قدس سره نقدم بين يدي ذلك نبذة مختصرة، عما قطعه رجال (التوحيد والتقريب) في هذا المجال، وما آل إليه الأمر الآن.
نبذة تاريخية عن الوحدة ومشروع التقريب بين المذاهب الإسلاميّة:
لعل من المناسب أولاً أن نتعرض بصورة موجزة على ما كان عليه دعاة التقريب والوحدة، وما قدموه من برامج، وما سلكوه من مناهج لنتبين من خلال ذلك منهج الإمام الشهيد الصدر قدس سره ومدى تميزه وشموليته كما حاولنا استكشافه.
إنّ  المنهج الذي سار عليه دعاة التقريب والوحدة كان قد تمثل عند الرواد
الأوائل (10) من أمثال الشيخ جمال الدين، وتلميذه الإمام الشيخ محمّد عبده بإصدار النداءات، وحث الأمة على ضرورة التمسك بالوحدة.
وعلى الرغم من أهمية ذلك في تلك الأوقات والأزمان، إلاّ أن انشغال الشيخ وتلميذه بالحركة الإصلاحية العامة في أوساط الأمة ربما حال دون طرح برنامج محدد في هذا الصدد. وقد حصل ببركة تلك الحركة الإصلاحية تطور مهم، عندما تصدى مجموعة من العلماء من مختلف المذاهب، وتنادوا لتأسيس دار ومنتدى في القاهرة، يهتم بمشروع التقريب بين المذاهب فتم تأسيس (دار التقريب في القاهرة)، ونتج عن ذلك إنجاز مهم تمثل في استقطاب أبرز الشخصيات العلمية والفكرية الإسلاميّة (11) من أمثال المرجع الديني الإمام البروجردي، والإمام محمّد الحسين كاشف الغطاء، والإمام السيد شرف الدين الموسوي وكلهم من الشيعة. كما استقطب علماء الأزهر الكبار من أمثال الشيخ عبد المجيد سليم، والشيخ محمّد أبو زهرة، ثم شيخ الجامع الأزهر الشيخ محمود شلتوت الذي عبر عن جديته وحماسه بإصدار فتواه الشهيرة (12) بصحة التعبد على مذهب الإمامية الاثني عشرية. وقد تم إدخال دراسة الفقه الإمامي في برامج التدريس في الأزهر الشريف (13). وتمخض عن (دار التقريب) مجلة علمية رصينة هي (رسالة الإسلام)، كانت
تعبر عن أطروحة التقريب، وصدر منها أكثر من ستين عدداً على مدى عشرين سنة، وكان لها أثر و دور في إحداث وعي متزايد في الأوساط المثقفة والمؤمنة بأهمية الوحدة.
إنّ  هذه الحركة الناشطة في دعوة التقريب دب إليها الوهن، وأوشك أن يلفها الخمود لولا أن قيض الله تعالى لهذه الأمة مفجر الثورة الإسلاميّة الإمام الراحل روح الله الخميني قدس سره فأعاد إليها الحياة، إذ تبنى الدعوة إلى الوحدة الإسلاميّة  (14)، ودعا إلى التآلف والاتحاد لمواجهة قوى الكفر العالمي، وتبنى خليفته من بعده السيد القائد علي الحسيني الخامنئي هذه الدعوة الصادقة، فبادر(15) إلى تأسيس (مجمع التقريب بين المذاهب الإسلاميّة) ليكون منطلقاً في تعزيز مسيرة التقارب والوحدة.
وقد بدأ نشاط هذا (المجمع) ينصب على عقد الندوات السنوية على مستوى العالم الإسلامي، وإصدار النشرات لتقوية الاتجاه التقريبي، ثم توج أعماله بإصدار مجلة (رسالة التقريب) (16)، لتكون منبراً حراً ومعبراً صادقاً عن منهج التقريب.
إنّ  المحاولات التقريبية الجادة التي قام بها العلماء والمفكرون المخلصون قد حققت نتائج مهمة على مختلف الأصعدة، ففي مجال الدراسات الفقهية والكلامية كادت الدراسات المقارنة تسود في الأوساط الحوزوية والأكاديمية، وفي ذلك ما فيه من جدوى وثمار حقيقية، تتمثل في تفهم كلّ اتباع مذهب مباني ومتبنيات المذهب الآخر.
ولعل من المناسب أن نشير هنا إلى أن هذا الاتجاه العلمي في الدراسة المقارنة كان فقهاء الأمة الأوائل قد سبقونا إليه، إذ نجد مبادرة، علم الهدى الشريف المرتضى في (الانتصار)، والشيخ الطوسي في (الخلاف)، والعلامة الحلّي في (التذكرة)وكلهم من إجلاء
فقهاء الإمامية، وتلمسناه على نحو آخر في المغني لابن قدامه، وفي بداية المجتهد لابن رشد الحفيد هذا في المتقدمين ، أما في العصور المتأخرة وفي عصرنا الحالي فقد بادر إليه الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء في تحرير المجلة، والعلامة محمّد تقي الحكيم في الأصول العامة، وتلمسناه في الدراسات الجامعية التي أشرف عليها أساتذة الأزهر، وظهر في الموسوعات الفقهية (17) أخيراً.
وأما على الصعيد السياسي فقد كانت هناك مواقف سياسية تنم عن المشاعر الإسلاميّة  الصادقة، وتدل على الحرص على كيان الإسلام السياسي مهما كان لونه المذهبي، كما حصل هذا مثلاً في إفتاء علماء الإمامية في الربع الأول من هذا القرن العشرين بوجوب الجهاد لحماية الحكم السني(18) في الدولة العثمانية. ومثل ذلك كان موقف كثير من العلماء السنة (19) في دعم وإسناد الجمهورية الإسلاميّة. وكل ذلك يدل على أهمية وجدوى (المشروع التقريبي) وضرورة تنشيطه، واتخاذ الخطوات العلمية والعملية لإنجاحه.
أبعاد وخصوصية منهج الإمام الشهيد الصدر رضى الله عنه
ينطلق الشهيد الصدر قدس سره في منهجه العام من حقيقة بسيطة، مفادها أن نجاح أي مشروع إنّما  يتوقف على كون القائمين عليه مؤمنين كلّ الإيمان بأحقيته وجدواه(20)، لأن مثل هذا الإيمان يقود بالضرورة إلى الإخلاص والجدية، ويستتبع ذلك بالضرورة أيضاً الدقة في التخطيط والحرص في المتابعة، كما يحفز على الأخذ بكل مبادرة جادة، واهتبال كلّ فرصة سانحة، والتفتيش عن أية إمكانية متوفرة تخدم الهدف الأساس للمشروع ولا تتقاطع مع أغراضه الحيوية.
إنّ  الوعي العميق بهذه الحقيقة جعل الإمام الشهيد الصدر (  وهو يستشعر ويستحضر خدمة الإسلام العظيم ـ طلباً لمرضاة الله تعالى ـ، جعله يتميز في كلّ فعالياته وأنشطته وحركته المباركة بالجدية والحيوية في الإعداد، والتخطيط، والمتابعة، والاشتراك الفعلي (21) لتنفيذ المشاريع الكبرى والخطيرة، التي حمل على عاتقه أعباء مسؤوليتها.
ولو حاولنا استكشاف منهج الإمام الشهيد في الوحدة والتقريب بين المذاهب الإسلاميّة  لوجدنا إيمانه قدس سره الراسخ، ووعيه العميق بأهمية الوحدة الإسلاميّة، وخطورتها ليس على صعيد المواجهة مع الخصوم الآيدلوجيين والتقليديين فحسب، وإنّما  بضرورة تميز الأمة المسلمة ككيان حضاري إزاء الكيانات الأخرى. إنّ  ذلك الإيمان والوعي الراسخين دفعاه إلى التأكيد على ضرورة تغليب الحرص على الكيان الإسلامي والغيرة عليه (22)، بل هو يدعو إلى ضرورة تنظيف  مشاعرنا من الغيرة على المصالح الخاصة (كيانات مذهبية أو أفراد) لحساب الغيرة على الكيان الكلي للإسلام.
إنه قدس سره يرى أن المحنة التي تواجه الأمة كبيرة وكبيرة جداً، وهي تتعلق بمصيرها وبمستقبلها، ولذا لابد من وحدة المشاعر إزاء وحدة المحنة، ويفلسف ذلك قائلاً:
"لأن اختلاف الشعور يؤدي لا محالة إلى اختلاف الموقف الذي يتخذه الممتحن تجاه محنته، إذ تبعاً لنوعية الشعور سوف يتخذ الموقف المطلوب وفقاً لذلك الشعور.." (23).
ثم يضرب مثلاً على ذلك من واقع المحنة في العراق، ويأخذ نموذجاً لذلك محنة الصراع بين العرب والأكراد ـ وهي المحنة التي تعرض لها الشعب العراقي في مرحلة من تاريخه المعاصر ـ، ويعبر الإمام الشهيد عن هذه المسألة تعبيراً حذراً ودقيقاً إذ يقول "هناك محنة يعيشها العراق منذ سنين وسنين، محنة صراع مسلح بين أخوين مسلمين
الشمال، بين بعض العرب وبعض الأكراد"(24).
ثم ينتقل للتدليل على صحة التحليل والاستنتاج السابق قائلاً: " إنّ  شعور بعض الناس إزاء هذه المحنة أنها كلفته ولده، كلفته أخاه، كلفته صديقه، وعليه فهو يعيش المحنة على هذا المستوى ويشعربها بهذه الدرجة، وموقفه إزاء ذلك أن يهرب أخاه،.. أن يتهرب من واجبات القانون حتّى لا ينخرط في مأساة من هذا القبيل.. ولا يرى له واجباً من وراء ذلك، وأخرى يتعمق هذا الشعور أكثر فأكثر فيكون شعوره شعوراً إقليمياً على أساس أن أبناء البلد الواحد يتصارعون ويتنازعون فيما بينهم، وهذا الشعور والانفعال الإقليمي تجاه المشكلة يؤدي إلى اتخاذ موقف أوسع من الموقف الأول، إلى موقف يفكر فيه أنّه  كيف يعيد الصفاء والسلام إلى أبناء البلد..، وقد يكون شعوره أعمق من هذا وذاك، قد يشعر بازاء المحنة أنها نتاج عدم تطبيق شريعة الله تعالى على هؤلاء المسلمين.. إنّ  عدم تطبيق شريعة الله هو الذي أدى إلى تعميق التنافس بين الأخ وأخيه، حتّى ولدت مشكلة بين هذا وذاك.. حينئذ سيولد هذا الشعور موقفاً يختلف عن الشعور السابق والأسبق.." (25).
إنّ  الشهيد الصدر ـ كما يظهر هنا ـ قد امتلك وعياً عميقاً انطلق منه في حركته المباركة ومسيرته المظفرة، وعياً كونياً شمولياً قاده إلى ابتكار الوسائل والأساليب الأكثر قدرة على الوصول إلى الأهداف الحيوية في مشروعه النهضوي الكبير.
ولقد شخص الإمام الشهيد أهمية وحدة الشعور، التي ينبغي أن تقود إلى وحدة الموقف عند الأمة إزاء قضاياها المصيرية، ورأى ضرورة الاستعلاء على حالة التمحور حول الذات (شخصية كانت أم مذهبية أم إقليمية)، والارتقاء إلى مستوى الاهتمام بالكيان الكلي للأمة.
وإذا كان ذلك كله شرطاً ضرورياً ومدخلاً أساسياً لنجاح البرنامج الطموح والمشروع النهضوي، فإن الذي يعيننا الآن تبين أبعاد منهجه في المشروع التقريبي.
أوّلاً: الدعوة إلى زج الأمة الإسلاميّة  في حركة جهادية واحدة.
إنّ  الشهيد الصدر قدس سره كان يرى ضرورة زج الأمة المسلمة في حركة جهادية، تقف فيها وجهاً لوجه أمام قوى الكفر العالمي. وكان ( يرى ضرورة تصدي علماء الأمة ومفكريها وطليعتها وجماهيرها لقوى ومخططات الاستكبار العالمي.
إننا نجد في نداءات الإمام الشهيد قدس سره ما يعبر عن هذا الاتجاه بوضوح ن فقد قال قدس سره موجهاً نداءه إلى الشعب العراقي بعد احتدام المواجهة مع عملاء الاستكبار العالمي: قال (أيها الشعب العراقي إني أخاطبك في هذه اللحظة العصيبة من محنتك وحياتك الجهادية بكل فئاتك وطوائفك، بعربك وأكرادك، بسنتك وشيعتك، لأن المحنة لا تختص مذهباً دون آخر ولا قومية دون أخرى. وكما أن المحنة هي محنة كلّ الشعب العراقي فيجب أن يكون الموقف الجهادي والرد البطولي والتلاحم النضالي هو واقع كلّ الشعب العراقي.." (26).
وقال في موطن آخر:
"إنّ  الطاغوت وأولياءه يحاولون أن يوحوا إلى أبنائنا البررة من السنة، أن المسألة مسألة شيعة وسنة، ليفصلوا السنة عن معركتهم الحقيقية ضد العدو المشترك.." (27).
وفي ضوء ذلك كله: فإن الأمة المسلمة ـ بجميع طوائفها ومذاهبها ومفكريها عندما يكونون في خندق واحد إزاء قوى الاستكبار العالمي، فإن ذلك من شأنه بالضرورة أن يخلق حالة من التقارب والوحدة، ويكون كفيلاً بتذويب الجليد وردم الهوة.
إنّ  الشعور بالمصير المشترك، والوقوف في وجه العدو المشترك (كأمة واحدة) له أعمق الأثر في إحداث وعي عميق بضرورة تقليص أسباب الخلاف والاختلاف والارتقاء إلى حالة الانسجام والألفة.
ومما ينبغي ملاحظته في هذا الصدد، أن الإمام الشهيد الصدر قدس سره عندما يطرح
رؤية، يكون هو أول المبادرين إلى العمل والتبني والأخلاص قال  "إني منذ عرفت وجودي ومسؤوليتي في هذه الأمة، بذلت هذا الوجود من أجل السني والشيعي على السواء، ومن أجل العربي والكردي على السواء، حيث دافعت عن الرسالة التي توحدهم جميعاً، وعن العقيدة التي تضمهم جميعاً، ولم أعش بفكري وكياني إلاّ للأسلام طريق الخلاص وهدف الجميع"(28).
إنّ  أهمية حركة الأمة ككل لا تكمن أهميتها فيما ذكرناه فحسب، بل هي في منظور الإمام الشهيد شرط أسياسي لأنجاح أي تنمية وأي معركة شاملة ضد التخلف، لأن حركتها تعبير عن نموها ونمو إرادتها وانطلاق مواهبها الداخلية. وحيث لا تنمو الأمة لا يمكن أن تمارس عملية تنمية، فالتنمية للثروة الخارجية والنمو للأمة يجب أن يسيرا في خط واحد"(29).
ولم يكتف الإمام الشهيد بالدعوة إلى زج الأمة في عمل جهادي ضد قوى الاستكبار العالمي، وما يكون لذلك من أثر مباشر ومهم في تقارب وتآلف واتحاد طوائف الأمة، بل وجدنا السيد الشهيد الصدر قدس سره يتجه إلى تأسيس حركة إسلامية تتبنى الإسلام عقيدة ونظام حياة، وتستند في برنامج عملها إلى قواعد الشريعة ومبادئها، التي هي محل إيمان جميع المسلمين، وتقر مبدأ رجوع كلّ مكلف إلى من يراه أهلاً للتقليد، ويتسع صدرها إلى احتضان جميع المسلمين لزجهم في حركة الجهاد المقدس.
ومن هنا واستناداً إلى هذه الأطروحة، والى التربية الجهادية والروحية التي قام بها الإمام الشهيد الصدر قدس سره في أوساط هذه الحركة الإسلاميّة  المباركة لا تجد في أدبياتها ونشراتها، كما لا نجد في مواقفها أثراً للون المذهبي والخصوصية المذهبية)، بل نجد الانطلاق من أفق الإسلام الأرحب فكراً وسلوكاً ومواقف2.
ثانياً: القيام بدراسات وبحوث فقهية وفكرية تتسم بنزعة التقريب والوحدة:
يحسن أولاً أن نشير هنا إلى أن كثيراً من العلماء والفضلاء والباحثين قدموا دراسات علمية رصينة في مجال العقيدة والتاريخ، والفقه والأصول، التزموا فيها بأصول البحث العلمي وقواعده، وناقشوا أخطر الموضوعات بروح موضوعية وبنفس تقريبي واضح (31)، وكل ذلك أسهم بلا شك في خدمة هدف التقريب والوحدة، إلاّ أنّه  ربما يلاحظ أن كثيراً من الموضوعات الهامة ذات الطبيعة العقائدية والتاريخية الأكثر حساسية وخطورة بقيت في معظمها بعيدة عن التناول العلمي الموضوعي الجاد، إما خشية من إثارتها لما تحمله من حساسية خاصة، أو لأن تناولها بعيداً عن مداخلات (الموروث) وعن إطار (القناعات الخاصة) أمر ليس بالسهل اليسير ، وربما تكون مثل هذه الموضوعات أيضاً اختياراً جدياً لمدى مصداقية الباحث العلمي في قدرته على الانفتاح الوجداني على ما توصله إليه نتائج البحث النزيه.
ولقد وجدنا كثيرين على مدى التاريخ يتصدون لمثل هذه الموضوعات أو يحاولون معالجتها، ولكنهم لم يستطيعوا الإفلات من الاستجابة الواعية أو غير الواعية إلى الموروث أو القناعة المزمنة، ولا أراني بحاجة إلى إيراد الشواهد على ذلك فهي كثيرة في مجال الدراسات الكلامية والفقهية والتاريخية وغيره(32).
إنّ  المتأمل في الدراسات والبحوث التي أنجزها الإمام الشهيد الصدر قدس سره يجد مصداقية (التقريب والوحدة) فهو قد انطلق أوّلاً في دراساته ومعالجاته لأكثر القضايا خطورة وحساسية من أفق الإسلام، وما تمليه مقتضاياته وروحه ومنطقه العام.
وهو ( لم ينطلق في دراساته من مبدأ التسالم على (نصوص) معينة يقتضي منطقها ومنطوقها تثبيت (المطلب، بل كان منطلقه أوّلاً من الأفق الأرحب، أي منطق الأشياء
ومنطق الشريعة ومقاصدها (33)، ثم يكون الاحتكام إلى (النصوص) في مرتبة تالية، على أن تستبعد التمحلات والتأويلات البعيدة، وتلاحظ تلك النصوص ضمن ظروفها وملابساته(34).
لقد كان وعي الإمام قدس سره عميقاً أيضاً عندما أنجز عدة بحوث ودراسات في حقول المعرفة الإسلاميّة، تهدف إلى تأسيس قناعات مشتركة بين أبناء الإسلام، أو تثبت أسس ومقررات شرعية مقبولة تصح منطلقاً لقيام دراسات ذات سمة تقريبية.
ونلاحظ في هذا الصدد مثلاً دراسته العميقة حول مسألة الخلافة، ومعالجته لهذا الموضوع الذي يعد من أكثر الموضوعات حساسية وخطورة، نجده يترسم تلك الخطوات، وينطلق من تلك الأسس، فيبتعد عن المعالجة التقليدية المتوارثة عبر قرون متطاولة، ويبحث المسألة بأسلوب علمي رصين، وبنفس هادى محايد، وينطلق من أفق الإسلام ومنطقه، وما يفرضه منطق العلم بطرح الافتراضات المحتملة واختبارها، مستنطقاً حقائق الواقع ومشهور الوقائع.
إنّ  الدارس والمتأمل في كتاب الشهيد الصدر قدس سره الذي صدر تحت عنوان (بحث حول الولاية) (35) سيلاحظ ـ الدارس ـ أن الروح التي سادت في هذا البحث، والطريقة التي اتبعت في معالجته، وأسلوب المناقشات العلمية الهادئة، تكشف عن مصداقية النفس والنزعة التقريبية.
وتقع في هذا الإطار أيضاً المعالجات والدراسات التي أنجزها الإمام الشهيد الصدر قدس سره، والتي تتصل بالقضايا الإسلاميّة  المعاصرة والإشكالات الفكرية التي تواجه المسلمين عموماً، سواء في نطاق (نظرية المعرفة) كما في دراسته (فلسفتنا) " والأسس
المنطقية للاستقراء)، أم في المجال الاجتماعي والاقتصادي كما في كتابه (اقتصادنا) و(البنك اللاربوي في الإسلام)، أم في مجال التفسير والفقه، ولديه عشرات البحوث (36).
إنّ إقدام الإمام الشهيد على مثل هذه المعالجات والدراسات يحقق هدفاً مزدوجاً، إذ هو في نفس الوقت الذي يقدم إلى مثقفي الأمة زاداً فكرياً نضيجاً لمواجهة التحديات الحضارية والفكرية الغربية، فإن ذلك يتضمن بالضرورة تحقيق أرضية مشتركة، وقناعات مشتركة يتحرك عليها المسلمون الواعون، وينطلقون منها جميعاً في عملية المواجهة، وفي بلورة المواقف الموحدة أو الحلول العملية لإشكاليات الحياة المعاصرة.
إنّ  كلّ ذلك لا يحقق وحدة الكفر والموقف فحسب، وهو أمر بحد ذاته يصب في هدف التقريب والوحدة، بل يؤدي بالضرورة إلى تقليص أسباب الخلاف والاختلاف.
في أكثر المسائل والقضايا حيوية وخطورة، والتي تهم الأمة الإسلاميّة  وتتعلق بمستقبلها السياسي والاجتماعي في ظل الحاكمية الإسلاميّة  بالأخص إذا لاحظنا أن الإمام الشهيد قدس سره قد أفاد في بلورة النظرية الاقتصادية والمذهب الاقتصادي في الإسلام، من الاجتهادات الأخرى في المدارس الفقهية الإسلاميّة.
وقد أشار (37) قدس سره إلى ذلك، ودعا إلى هذا اللون من الدراسة التي تنفتح على الآخرين، وتفيد من نظراتهم وبحوثهم واجتهاداتهم، بل ذهب في هذا المجال إلى ما هو أهم عندما أسس مقولة حيوية قائلاً: "إنّ  أي موقف للشريعة الإسلاميّة  يحتوي على أكثر من اجتهاد، يعتبر نطاق البدائل المتعددة من الاجتهاد المشروع دستورياً، ويظل اختيار البديل المعين من هذه البدائل موكولاً إلى السلطة التشريعية التي تمارسها الأمة على ضوء المصلحة العامة.." (38).
إنّ  هذه المقولة التأسيسية تعد بحق خطوة كبيرة جداً في مسيرة وحدة الأمة وفي
المشروع التقريبي، إذ هو قدس سره يرى عدم حصر موقف الشريعة في نطاق اجتهاد معين في مثل هذه المواضيع الأساسية في حياة الأمة، وأن الاجتهادات تعتبر مشروعة دستورياً، والسلطة التشريعية هي التي تختار (الاجتهاد المعين على أساس من مصلحة الأمة ككل.
ثالثاً: المشاريع الواعدة وأهميتها في التقريب والوحدة.
لقد نهض الإمام الشهيد قدس سره بأعباء ومسؤوليات جسام، وأسهم في وضع اللبنات الأساسية لمشاريع عديدة، بل وقدم أطروحة بناءة في أكثر من مجال، تصب كلها في هدف حيوي، هو توحيد الأمة في إطار كيان متميز لا يستعير من الآخرين ولا يقلدهم، بل له أصالته وشخصيته الحضارية.
وقد أعطى كلّ وقته من أجل إنجاز جملة من تلك المشاريع، وكان في تقديره قدس سره أن ينجز مشاريع أخرى بدأ يوضع لبناتها الأساسية، وهي تصب في الهدف ذاته. ولعل من أهم تلك المشاريع هو مشروع الدستور الإسلامي للدولة الإسلاميّة، ومشروع فقه المعاملات أو القانون المدني.
وتنبع أهمية هذه المشاريع من صلتها بالحياة العملية للمجتمع المسلم، وبمستقبل الأمة الإسلاميّة  وكيانها السياسي المستقل في ظل حاكمية الإسلام المرتقبة. وقد وجد الإمام الشهيد الصدر قدس سره الفرصة مواتية بعد نجاح الثورة الإسلاميّة  في إيران، فقدم لمحة فقهية عن مشروع دستور الجمهورية الإسلاميّة. والمتأمل في لوائح ومواد هذا المشروع، يجد الروح الإسلاميّة  العامة، واستشراف الأفق الإسلامي، والنظر إلى الأمة المسلمة ككيان واحد وحالة موحدة، مع الأخذ بنظر الاعتبار خصوصية (إيران) باعتبار المشروع ناظراً إلى هذه الجهة.. فعلى سبيل المثال، نجد في إحدى مواد الدستور المقترح ما يلي:
"إنّ  الأمة هي صاحبة الحق في الرعاية وحمل الأمانة، وأفرادها جميعاً متساوون في هذا الحق العام أمام القانون، ولكل منهم التعبير من خلال ممارسة هذا الحق عن آرائه وأفكاره وممارسة العمل السياسي بمختلف أشكاله، كما أن لهم جميعاً حق ممارسة شعائرهم الدينية والمذهبية، وتتعهد الدولة بتوفير ذلك لغير المسلمين من مواطنيها الّذين
يؤمنون بالانتماء السياسي إليها...".
وجاء في مادة أخرى:
"للجمهورية الإسلاميّة  الإيرانية أهداف تاريخية بحكم رسالتها ومسؤوليتها العظيمة، وهي أهداف تقوم على أساسها خطوطها السياسية ومناهجها في مختلف المجالات، ففي الداخل تهدف إلى:
1 ـ تطبيق الإسلام في مختلف المجالات.
2 ـ تجسيد روح الإسلام بإقامة مبادئ الضمان الاجتماعي، والتوازن الاجتماعي، والقضاء على الفوارق بين الطبقات. في المعيشة، وتوفير حد أدنى كريم لكل مواطن، وإعادة توزيع الثروة بالأساليب المشروعة، وبالطريقة التي تحقق المبادئ الإسلاميّة  للعدالة الاجتماعية.
3 ـ تثقيف المواطنين على الإسلام تثقيفاً واعياً، وبناء الشخصية الإسلاميّة  العقائدية في كلّ مواطن، لتتكون القاعدة الفكرية الراسخة التي تمكن الأمة من مواصلة حمايتها للثورة.
وأما في الخارج ـ أي في نطاق العلاقات الدولية فيقترح الإمام الشهيد أن تكون أهداف الدولة الإسلاميّة  هي:
1 ـ حمل نور الإسلام ومشعل هذه الرسالة إلى العالم كله.
2 ـ الوقوف إلى جانب الحق والعدل في القضايا الدولية، وتقديم المثل الأعلى للإسلام من خلال ذلك.
3 ـ مساعدة كلّ المستضعفين والمعذبين في الأرض، ومقاومة الاستعمار وبخاصة في العالم الإسلامي الذي تعتبر إيران جزءاً لا يتجزء منه".
إنّ  هذه المبادئ والمواد الدستورية التي يصوغها الإمام الشهيد الصدر (، تعد إسهامة جدية في إقامة دولة إسلامية حديثة على أساس الإسلام ويُعد هذا المشروع نموذجاً رائعاً لما يجب أن تتبناه الأمة الإسلاميّة  وقواها الطليعية في مستقبل حياتها السياسية. وهو يشكل بالتالي قاعدة رصينة مشتركة تلتقي عندها الأمة الإسلاميّة 
وتتوحد بمقتضاها.
هذا ما يتعلق بالقانون الدستوري، أما ما يتعلق بمشروع القانون المدني، فقد كان هاجساً رئيسياً عند الإمام الشهيد الصدر قدس سره ينبه إليه مراراً (39).
ويتحين الفرص لإنجازه، وله نظرات وآراء مبثوثة في كثير من بحوثه الفقهية وتعليقاته، وبخاصة في كتابه (اقتصادنا).
ولا يخفى ما في إنجاز مثل هذا المشروع من ثمار عظيمة وجدوى حقيقة على صعيد وحدة الأمة، من خلال مبادئ التعامل، وقيام الحياة اليومية على أساس شريعة الإسلام.
بالأخص إذا لاحظنا المنهج الذي جرى عليه قدس سره في تأصيل النظريات وتقرير الأحكام، وهو منهج يقوم على مبدأ "البدائل الاجتهادية)، والإفادة من آراء فقهاء الأمة وعلمائها، والانفتاح على الآراء النضيجة. قد قدم الإمام الشهيد قدس سره (اقتصادنا) كنموذج على ذلك.
إنّ  ما يمكن أن نخلص إليه بعد هذا العرض السريع للخطوات والمشاريع التي قام بها الإمام الشهيد الصدر قدس سره، هو تميز المنهج الذي اتبعه عن سائر المناهج الأخرى بالشمولية والأصالة والعلمية وأن ترسم مثل هذا المنهج الذي حاولنا استكشاف جوانب منه، وإكمال الأشواط التي قطعها في هذا المجال سيحقق الأهداف العظمى المقصودة من المشروع التقريبي والوحدوي المبارك.
 
___________________________
1  ـ راجع: الأسس المنطقية للاستقراء فقد عالج الشهيد الصدر المسألة بطريقة لم يسبقه إليها سابق.
2  ـ راجع كتبا "فلسفتنا" في تزييف ونقد الفكر الغربي المادي، وراجع "اقتصادنا" الجزء الأول في مناقشة الأطروحة الماركسية في الاقتصاد، والأسس الاقتصادية للفكر الرأسمالي..
3  ـ راجع "اقتصادنا" الجزء الثاني إذ يطرح الإمام الشهيد النظرية الاقتصادية والمذهب الاقتصادي الإسلامي، وراجع أيضاً: البنك اللاربوي في الإسلام" الأطروحة البديلة لحل المعاملات المصرفية.
4  ـ راجع "رسالتنا" ما كان يكتبه الإمام الشهيد في افتتاحية الأضواء، راجع مباحث الأصول / العلامة السيد كاظم الحائري / الجزء الأول من القسم الثاني ص 73، نشر مكتب الأعلام الإسلامي / قم 1417 هـ.
5  ـ راجع: دروس في علم الأصول "ج 1 / ص 18 / مؤسسة النشر الإسلامي / قم ـ 1410 هـ.
6  ـ راجع: مباحث الأصول / تقريرات أبحاث الشهيد الصدر قدس سره  بقلم العلامة السيد كاظم الحائري / الجزء الأول من القسم الثاني / المقدمة / ص 94 ـ 98.
7  ـ مباحث في علم الأصول / ج 1 من القسم الثاني / السيد الحائري / ص 141.
8  ـ راجع مباحث الأصول / ج1 من القسم الثاني / ص 68. الإسلام يقود الحياة ألف منه ست حلقات في سنة 1399 هـ بمناسبة نجاح الثورة الإسلاميّة  وهي:
أـ لمحة فقهية تمهيدية عن مشروع دستور الجمهورية الإسلاميّة  في إيران.
ب ـ صورة عن اقتصاد المجتمع الإسلامي (ج) خطوط تفصيلية عن اقتصاد المجتمع الإسلامي (د) خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء (هـ) منابع القدرة في الدولة الإسلاميّة  (و) الأسس العامة للبنك في المجتمع الإسلامي.
9  ـ المصدر السابق ص 164. استشهد قدس سره 23 / جمادي الأول 1400 هـ ولم يحضر دفنه سوى الحجة السيد محمّد صادق الصدر، وقد شوهدت آثار التعذيب الوحشي المروع على بدنه ورأسه الشريف.
10  ـ رسالة الإسلام العدد الثاني السنة الأولى 1368 هـ / 1949 م ـ إصدار دار التقريب كلمة التحرير محمّد محمّد المدني.
11  ـ راجع مجلة (رسالة الإسلام) الطبعة الجديدة ـ إصدار مجمع البحوث الإسلاميّة  للأستانة الرضوية، ومجمع التقريب بين المذاهب الإسلاميّة  ـ مؤسسة النشر في الأستانة الرضوية 1411 هـ المقدسة بقلم الشيخ محمّد آيت الله واعظ زاده خراسانى الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب.
12  ـ مجلة رسالة التقريب العدد الأول ص 129. قال فضيلة العلامة الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر "إنّ  مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية، مذهب يجوز التعبد به شرعاً كسائر المذاهب السنية" وراجع نص الرسالة في إيران من الداخل فهمي هويدي ص 327.
13  ـ راجع إيران من الداخل فهمي هويدي ص 330 نشر مركز الأهرام للترجمة والنشر / ط 3 / 1949م.
وكان آخر عدد قد صدر في رمضان / 1392 هـ / 1972 م.
14 ـ راجع البحث القيم الذي نشره الكاتب خالد توفيق بعنوان "قضايا الوحدة ومشكلات التجزئة" في فكر الإمام الخميني رضى الله عنه مجلة التوحيد العدد (6) السنة العاشرة محرم وصفر 1413 هـ  إعداد منظمة الإعلام.
15  ـ مجلة رسالة الإسلام العدد الأول ـ الطبعة الجديدة ـ المقدمة بقلم الشيخ آيت الله واعظ زاده خراسانى.
16  ـ صدر العدد الأول من مجلة رسالة التقريب في رمضان المبارك سنة 1413 هـ وقد صدر منها لحد الآن أربع أعداد.
17  ـ راجع الموسوعة الفقهية الصادرة عن وزارة الأوقاف في الكويت.
18  ـ مباحث الأصول الحائري ص 152، نداء الشهيد الصدر قدس سره.
19  ـ قضية وقوف كثير من علماء ومفكري أهل السنة مع الجمهورية الإسلاميّة  حقيقة معروفة للجميع.
20  ـ مباحث الأصول ص 77.
21  ـ راجع مباحث الأصول السابق ص 88، ص 58 ـ 66، وراجع ص 77.
22  ـ المحنة الإمام الشهيد الصدر انتشارات ذو الفقار قم.
23  ـ المصدر السابق ص 26.
24  ـ المحنة الإمام الشهيد الصدر: 26.
25  ـ  المصدر السابق: 27 ـ 28.
26  ـ مباحث الأصول الحائري: 151.
27  ـ المصدر السابق: 151.
28  ـ مباحث الأصول الحائري: 151.
29  ـ اقتصادنا الشهيد الصدر ط 2 ـ 1408: 13.
30  ـ رسالتنا، نشر دار الكتاب الإسلامي قم.
31  ـ راجع مجلة رسالة الإسلام بأعدادها الستين كمثل على ذلك، وراجع مثلاً كتاب المراجعات العلامة عبد الحسين شرف الدين، وكتابات الشيخ شلتوت شيخ الجامع الأزهر، وتحرير المجلة كاشف الغطاء، والفقه الإسلامي وأدلته الدكتور الزحيلي وغيرهم كثير.
32  ـ راجع فجر الإسلام احمد أمين المصري، وراجع كتابات إحسان ظهير إلهي، وراجع أيضاً محب الدين الخطيب في خطوطه العريضة الشيخ  لطف الله الصافي.
33  ـ راجع اقتصادنا ص 421 إلى ص 423 الطبعة الثانية المجمع العلمي للشهيد الصدر/ 1408هـ.
34  ـ المصدر نفسه ـ دراسة رائعة لكيفية التعامل مع النص ص 1404 فما بعدها.
35  ـ بحث حول الولاية الشهيد الصدر قدس سره، طبع مقدمة لكتاب الدكتور عبد الله فياض تاريخ الإمامة وأسلافهم من الشيعة إصدار مطبعة أسعد 1970، ونشرته دار التعارف بيروت سنة 1977 م، ونشر في القاهرة بعنوان آخر بإشراف السيد طالب الرفاعي سنة 1977.
36  ـ راجع مباحث الأصول: 67 ـ 69.
37  ـ اقتصادنا السابق: 34 المقدمة، وراجع 423.
38  ـ لمحة فقهية عن مشروع دستور الجمهورية الإسلاميّة  ص 13، طبع قسم الإعلام الخارجي لمؤسسة بعثة ـ طهران.
39  ـ راجع مباحث الأصول: 62.
 
 
 

مركز الصدرين للتقريب بين المذاهب الإسلامية