الحمد لله رب العالمين وأفضل
الصلاة وأتم التسليم على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين
وعلى أصحابه الأوفياء المخلصين ،
و لأي الأمور
تُدفَنُ ليلاً - بِضعة المصطفى ويُعفى ثَراها
أثار الشاعر في هذا البيت حقيقة
تأريخية تعامى وتغافل عنها المؤرخون لأسباب سياسية وطائفية معروفة
، وهذه الحقيقة تؤكد أحقيَّة أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين في
قيادة الإنسانية ومدى الظلم والإضطهاد الذي تعرّضوا له بعد إستشهاد
رسول الله صلوات الله عليه وآله ، ومهما حاول البعض لترقيع وتجميل
الصورة البشعة والقاسية التي أُقصي بها أمير المؤمنين وأبنائه
المعصومين عن حقهم ومكانتهم ومنصبهم الذي نَصَّت عليه السماء ، إلا
أنَّ خفاء قبر الزهراء البتول بضعة النبي الأعظم صلوات الله عليه
وآله ضَلَّ يصرخ بوجه الزيف والخداع والتضليل الذي مورس على
الإنسانية وعلى الأمة الإسلامية خاصة ، ونحن في الوقت الذي ندعوا
فيه إلى لملمة شتات الأمة وتضميد جراحاتها كما علَّمنا أمير
المؤمنين صلوات الله عليه حين تعرض إلى مؤآمرة إقصائه عن منصبه في
خلافة رسول الله صلوات الله عليه وآله فقال (( لأسالمَنَّ ما
سَلِمَتْ أمور المسلمين )) ، إلا أنَّنا ندعوا إلى إعادة قراءة
التأريخ بتمعّن وإنصاف وموضوعية وإن كان في ذلك مشقَّة على البعض
من جهة ، وتَعرّض لمصالح قوى الإستعباد والإستكبار والإستهتار
العالمي وأذنابهم من الحكام الطغاة من جهة أخرى ، و ندعوا إلى
الوحدة القائمة على الحقيقة وليست الوحدة القائمة على المجاملات
التي أوصلت الأمة إلى أن تكون هيكلاً فارغ المحتوى وكياناً خائر
القوى ، ليكون البناء من بعد ذلك شامخاً وثابتاً وراسخاً على أسسٍ
سليمة ،
ونحن اليوم وبقلوبٍ ملؤها الحزن والأسى وعيونٍ يكاد يجفُّ ماؤها
وبقلوب تكاد تحترق بنيرانها و بصدور ثائرةٍ يكاد يُزلزلُ بركانها ،
نتقدّمُ بأحرّ التعازي إلى الإنسانية جمعاء وإلى الأمة الإسلامية
خاصة وإلى القائم المنقذ المهدي المنتظر لمناسبة ذكرى إستشهاد
جدَّته الزهراء البتول ، أمُّ أبيها وبضعته التي يؤذيه ما يؤذيها ،
لذا و تجبيراً لضلع الزهراء المكسور إرفعوا أصواتكم ضد الظلم
والطغيان بالصلوات على محمد وآل محمد .
اللهم بحقِّ فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها وبالسرّ المكنون المستودع
فيها وبضلعها المكسور ظلماً وعدواناً ، نسألك أنْ تحشرنا مع محمد
وآل محمد في الدنيا والآخرة ولا تُفَرّق بيننا وبينهم طرفة عين
أبدا ، والحمد لله ربّ العالمين الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي
لولا أن هدانا الله .
نسخة منه إلى :
ـ مركز الصدرين لحوار الحضارات والأديان
ـ مركز الصدرين للتقريب بين المذاهب الإسلامية
ـ مركز الصدرين للدراسات السياسية
ـ مركز الصدرين للفكر الإستراتيجي
ـ الحفظ مع الأوليات
