مركز الصدرين للدراسات السياسية || المقالات السياسية

الجمهورية الإسلامية بين منطق الثورة ومنطق الدولة


لا يزال الكثيرون في العالم يعملون على تسجيل النقاط على الجمهورية الإسلامية في عملية موازنة بين الجمهورية في بدايتها عندما كانت ثورة وفي واقعها عندما تحولت إلى دولة، حتى إنّ بعض المتحمسين جداً الذين لا يستطيع الإنسان ان يتهمهم في اخلاصهم يحاول أن يسجل على العهد الجديد أنه ابتعد عن الخط الثوري للإمام.. من أين جاءت هذه الأفكار؟ هذا ما نريد أن نبحثه لننزل إلى الواقع.
نحن نعرف أن الإمام الخميني (رضوان الله عليه) الذي انطلقت الثورة من عقله ومن روحه على أساس ما كان يعيشه من حركيه الإسلام و حيويته وشموليته وانفتاحه وواقعيته، منذ البداية كان تفكيره بالدولة وقد كان أول فقيه كتب بالطريقة الحوزوية «الحكومة الإسلامية».. كانت الحكومة الإسلامية هاجس فكره وهاجس حياته لذلك كانت استراتيجية ان تتحقق الدولة الإسلامية، الدولة هي كل شيء لديه لأنه كان يعيش معنى الدولة في الإسلام خلال الفقه الذي كان يدرسه والذي كان يكتبه والذي كان يفتي به لأنّه كان يرى أنّ ديناً يملك هذا الفقه الشمولي الذي لا يترك صغيرة أو كبيرة الا ويضع لها حكماً شرعياً و حلاً اسلامياً لا يمكن أن يكون منعزلاً عن حركة الإنسان في الحياة.
وهكذا كان يرى أنّ الكثير من الذين يعملون على أن يحركوا الإسلام في النطاق الفردي من الفقهاء ويبعدونه عن النطاق العام في الحركة الإنسان الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية و ما إلى ذلك كانوا لا يعيشون معنى الإسلام في رحابته وفي سعته ولا يعيشون معنى أنْ يعيش الناس في خط الإسلام. كانوا يكتفون بالفقه الفردي، أما الفقه الجماعي فهو الذي ينظر إلى الأمة كوحدة وينظر إلى قضاياها كوحدة من دون أية تجزئة بين موقع و موقع آخر.
من خلال ذلك كانت الدولة هاجسة وكانت الثورة تمثل حركة من أجل الدولة لم يكن يفكر في الثورة كحالة وجدانية شعورية شعبية تجتذب انتباه الآخرين وتجتذب كل تأييدهم وكل صرخاتهم و صيحاتهم، لم يكن يفكر بهذه الطريقة، كان يفكر كيف يمكن أن يحقق الدولة في كل حركته بقطع النظر عمَّا إذا كان الناس يرجمونها بالحجارة أو كان الناس يقدمون لها الورد، كانت القضية تتحرك في هذا الاتجاه ومن هنا من داخل قوانين الدولة فيما هو القانون الإسلامي في الفقه الإسلامي أخذ منه قانون الثورة فلم يكن قانون الثورة بعيداً عن الخطوط التي تتحرك فيها الدولة لأنه كان إنساناً مسلماً يجد أن من الضروري أن نحرك الأحكام الإسلامية في حركة الثورة كما تركزها في حركة الدولة أو في واقع الدولة، ومن هنا كان يجتهد للثورة كما يجتهد للدولة وكان يريد من الثائرين أن يقفوا عند حدود الله كما كان يخطط للعاملين في خط الدولة أن يقفوا عند حدود الله لأن المسألة لم تكن مسألة شخصية يبحث فيها عن ذاته بل كانت مسألة يعيش فيها معنى العبادة لله في كل حركته في الثورة وفي الدولة.
ومن هنا فقد كان يعتبر أن بداية الثورة تنطلق في حركة الدعوة وهذا ما جعله يمارس مسألة الدعوة إلى الإسلام والى عمق هذا التداخل بين الإسلام و بين الحياة، كان يتحدث عنه في أبحاثه الحوزوية ووجد طلاب الحوزة في قم أولاً وفي النجف ثانياً، وجدوا فيه نموذجاً جديداً من الفقهاء يتجاوز الأجواء التقليدية التي يتحرك فيها الفقهاء عندما يبحثون الفقه والاصول، كان يحرك السياسة الإسلامية في مفردات ابحاثه الفقهية والاصولية وكان يعمل على أساس ان ينطلق الفقه من موقع الوعي لدوره ولحركته في العالم.
كانت التربية الإسلامية التوحيدية تعمل على أن تفرغ قلب الإنسان من كل قوة غير الله ليكون الله واحد في قلبه ولا يكون معه أحد، ليدخل الإنسان في توازن وليفهم الإنسان من خلال إيمانه بالله ليفهم سنن الله في الكون، ليفهم السنن التاريخية التي تحكم حركة التاريخ والسنن الكونية التي تحكم النظام الكوني والسنن الموجودة في داخل حياة الإنسان التي تحكم المسار الإنساني، وبذلك يتحرك الإنسان مع الله ليفهم الكون أكثر وليفهم التاريخ أكثر وليفهم الإنسان أكثر وليفهم الحياة أكثر وهذا ما كان يمثّل هاجسة الإمام الخميني (رضوان الله عليه) لقد رأيته وسمعته في سنة من سنين الإحتفال بذكرى الثورة وهناك أكثر القادة وهناك الوسط الدبلوماسي كلّه وهو يحدثهم ليقول ليس لي شيء من ذلك، الله هو الذي نصر والله هو الذي أعطى وإذا كان هناك شيء فهو من الأمة من الشعب، لقد فقد إحساسه بذاته من خلال إحساسه بربه وإحساسه بإمته.
لم تكن ثورته ثورة مزاجية أو انفعالية، كانت مدروسة من خلال الاسلوب القرآني الذي يعمل على أن يقدّم لك المستكبرين في نقاط ضعفهم، كيف قدّم لنا فرعون؟ كيف قدّم لنا عاد؟ كيف قدم كل هؤلاء الذين كانوا يعيشون الاستكبار حتى خيل لبعضهم أنه في موقع الإله، كيف هم في نقاط ضعفهم وكيف هم المستضعفين في نقاط قوتهم، من أجل أن يعيش الإنسان واقعية ضعف هؤلاء في مواقع الضعف وقوة هؤلاء في مواقع القوة، لذلك قد يخيل للناس أنّ الثورة الإسلامية عندما اطلقت شعار الموت لأمريكا او الموت لروسيا الاتحاد السوفيتي آنذاك أو الموت لبعض الدول الأوربية التي كانت تقف في خط المواجهة والموت لإسرائيل، ربما كان الناس يعتبرونها شعارات حماسية تنطلق بفعل الحماس وبفعل الانفعال، و لكنّها في الواقع كانت مدروسة، لم تكن منطلقة من عدم وعي قوة كل هذه الدول ولكن الناس كانوا يخافون من أنفسهم عندما يفكرون بمواجهة هذه الدول، لقد أضعفونا بالمستوى الذي أصبحوا يعيشون في داخل عقولنا بحيث يخاف الإنسان عندما يفكر بمواجهتهم يخاف من نفسه أن يضبط متلبساً بأنه يخطط للمواجهة.
كان هناك احتلال فكري وسياسي للإنسان في داخلنا ومن هنا كانت هذه الشعارات التي يعتبرها البعض فضفاضة كانت حركة من أجل طرده من ساحتنا {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} عندما تكون مستعمراً في عقلك فما قيمة أن تكون مستقلاً في كل أرضك!! إنّ المستعمر يدخل إلى أرضك من خلال فكرك لتتقبله على أساس أن يمثّل فكرك بعد أن تطرده من الساحة، لذلك ما يعانيه الكثيرون من الثائرين الذين يثورون أو يتحركون في عملية استقلال أو تحرير، إنَّهم يفكرون بمسألة التحرير على مستوى الجغرافيا ولا يفكرون بالتحرير على مستوى العقل والوعي والثقافة والإنسان في ذاته، أرض حرة لا قيمة لحريتها أمام إنسان مستعبد في فكره وقلبه وحياته.
كان الإمام (رضوان الله عليه) وهو يحرِّك الثورة كان يتحدث للناس بعد أن بدأت الدولة، إننا لا نريد أن نقاطع العالم، كان يقف ضد الذين يتحدثون إنه لابد لنا من ان لا ننشيء علاقات مع المستكبرين وأن علينا ان لا نستقبل السفراء ولا نستقبل الدبلوماسيين ولا نستقبل السياسيين وما إلى ذلك، كان يقول لهم في حديث مع سفراء الدولة: إننا لا نريد ان ننعزل عن العالم بل نحن نعمل على أساس أن ننفتح على العالم وعلى أساس أن نقيم علاقات مع العالم، و لكن ان نقيم علاقات مع العالم على طريقتنا ومن خلال فكرنا ومن خلال القواعد الفكرية التي ننطلق فيها، لذلك من يتصور أن معنى أن تكون ثورياً إسلامياً أو تكون حركياً إسلامياً هو أن تعيش العقدة التي تعزلك عن الآخرين بحيث لا تنشىء أية علاقات دبلوماسية أو اقتصادية أو ثقافية أو ما إلى ذلك، هذا إنسان لا يفهم الإسلام ولا يفهم معنى الثورية. كنت أُعبر بطريقة النكتة لبعض الناس الذين كانوا يتحدثون في الساحة السياسية ونحن كنّا نتحدث عن الانفتاح أنّه لابد أن ننفتح مع كل الذين نلتقي معهم في مرحلة، نحن إسلاميون وننفتح على الماركسيين وننفتح على القوميين والاشتراكيين والوطنيين، اذا كانت هناك مرحلة نلتقي فيها وليس معنى الانفتاح أن تعطي شرعية لمن تنفتح عليه، ليس معنى الانفتاح أن نتحدث عمّن تنفتح عليه وتلتقي به وتنشىء علاقة معه، إنّه يمثل خط الشرعية السياسية أو خط الشرعية الثقافية أو الاجتماعية أو ما إلى ذلك، ذلك الله أراد للناس أن تلتقي مع بعضها البعض، معنى ذلك هو أن تعيش مع الآخر لأنك لن تستطيع في كثير من الحالات أن تعيش وحدك خصوصاً أن العالم أصبح يمثل قرية واحدة في اقتصاده و سياسته وأمنه فاذا انعزلت عن العالم فإنك تعزل نفسك ولا تعزل العالم لذلك كنت أقول لهم إن سياستكم سياسة انغلاق.
ولهذا فإنني لا أعتبر أن العهد الجديد في إيران ولاسيما بعد تحول الثورة إلى دولة وبعد غياب الإمام الخميني أنا لا أعتقد أن العهد الجديد قد ابتعد عن الخط الثوري الذي انطلق فيه الإمام ولم يبتعد عن طبيعة المفردات التي كانت تؤكدها الثورة، نحن الآن عندما ندرس الواقع في إيران ونحن لا ندّعي أنه واقع معصوم، ليس هناك واقع معصوم في العالم، لكن عندما ندرس الواقع الموجود نجد أن إيران انفتحت اقتصادياً على أوربا وعلى اليابان وعلى الصين وعلى دول أخرى ككوريا الشمالية وما إلى ذلك قد انفتحت على كل هذه الدول و بدأت في التحرك القوي في الانفتاح على روسيا على أساس أن هناك حصاراً أميركيا يريد أن يسقطها من الداخل إلا أن القيادة درست في هذا المجال أن المعركة بينها وبين امريكا ليست هي معركة المفردات الاقتصادية، كأن تقوم أميركا بحبس الأرصدة الإيرانية الموجودة هناك عندها، أو انّها لا تمكِّن شركة أمريكية من أن تستثمر هذا البئر البترولي او ذاك او انها تعمل على تطويره وما إلى ذلك، بل المسألة بينها و بين امريكا هي ان امريكا تريد لإيران ان تسقط سياسياً تحت تأثير الضربة الامريكية الحماسة، الضربة السياسية او الاقتصادية، و مسألة حرية الموقع أو حرية القرار في إيران تعتبر من الأمور التي تمثّل معنى الدولة بكاملها، لذلك إيران تريد أن تبقى مصرّة على أن يكون قرارها بيدها على أن لا تسقط تحت تأثير الضغوط الدولية التي ربما تضغط اقتصادياً فتضطرها إلى أن تعطي بيدها إعطاء الذليل وقد تضغط أمنياً، من هنا فهي تتحرك في العالم لتفتش عن أية ثغرة في الجدار الاستكباري لتنفذ منها لتشيء علاقة هنا وعلاقة هناك لتخفف من هذا الحصار ولتخفف مما تتحدث عنه أمريكا وهي مسألة الاحتواء الامريكي لإيران بحيث أنها تعمل على أساس ان تجعلها في دائرتها ولذلك فأنّ الأساس الذي وضعه الإمام الخميني (رضوان الله عليه) وهو عدم الخضوع للاستكبار العالمي وعدم السقوط تحت تأثيره وهذا المبدأ لا يزال موجوداً الآن فإيران حتى الآن لم تسقط سياسياً تحت تأثير أي محور من المحاور السياسية الموجودة في العالم.
ربما يتحدث البعض بأن هناك مواقع إسلامية موجودة في العالم وهي تتحرك وتجاهد وإيران لا تقف معها وقفة علنية صريحة بارزة فهل خذلت إيران، هل بدأت الدولة تفقد منطقها على إيران على أساس أنها خذلت الحركة الإسلامية فلم تعمل على أساس مساعدتها ومساندتها وما إلى ذلك؟ بعض الناس يفكر بهذه الطريقة ولكننا عندما ندرس المسألة ولا نريد أن نفشي أسراراً عندما ندرس المسألة نجد أن التزامات إيران بالحركة الإسلامية لاتزال بأعلى قدر من القوّة ولكن من خلال قدراتها في المضمون وفي الشكل، ان اعلامها لا يزال يعاني من أجل أنه إعلام يتجاوز في كثير من الحالات بعض خطوط الدولة لمصلحة الحركات الإسلامية في هذا المجال.
وإذا كان الاعلام يتحدث بهذه الطريقة فنحن نعلم ان إيران تدعم الكثير من الواقع الإسلامي بطريقتها الخاصة مما لا مصلحة لأحد ان يتحدث عنه ونحن نعرف الآن أن القضية الفلسطينية هي القضية التي لا تجد غير إيران داعما لها.
وأنا أحبُّ أن أتكلم لكم عن معلومات أنه طرح على إيران من مواقع دولية كبرى بأننا مستعدون ان نمنحكم ما تشاؤون من المساعدات الاقتصادية، تسلحوا كما تريدون حتى ربما تبلغ المسألة السلاح النووي ولكن بشرط اسكتوا عن مسألة التسوية، ليس المطلوب منكم ان تصالحوا إسرائيل ولكن المطلوب منكم ان تجمّدوا نشاطكم في دعم المقاومة الإسلامية في لبنان ودعم المقاومة الإسلامية في فلسطين ودعم حركات التحرر الأخرى الفلسطينية وليست هناك مشكلة، ليس المطلوب منكم ان تصالحوا إنما أن تهادنوا ومع ذلك تحمّلت القيادة الإسلامية في إيران أن تهزّ الدولة بحسب هذا المصطلح لمصلحة الثورة لأنها كانت لا تعتبر أنّ الثورة تعيش في مراحل إيران ولا تزال تعتبر أن الثورة تنفتح على العالم و لكن اساليبها تختلف، كانت مرحلة الإمام الخميني بحسب الظروف السياسية الموضوعية في المنطقة وفي العالم تسمح بالكثير من الوسائل ومن الأساليب ومن الشعارات ومن الصراع المرير بما لا تسمح للمرحلة، ليست القضية أنّ هناك انحرافاً عن الخط ولكن هناك مرحلة تختلف عن هذه المرحلة كليّة.
ليس معنى أن تكون ثورياً أن تقفز عن مرحلتك، أن تقفز عن ظروفك الموضوعية، إنّ الظروف الموضوعية تماماً بالنسبة للإنسان كالجسد، هل تستطيع أن تقفز فوق جسدك؟ الظروف الموضوعية هي جسدنا الذي نتحرك به والذي ننطلق به ولذلك نحن نعتبر أن المرحلة اختلفت ولذلك لابد لك عندما تريد أن تحرك ثوريتك لابد لك أن تحركها بحسب الوسائل التي تملكها في هذه المرحلة وبحسب الأساليب التي تملكها في هذه المرحلة أيضاً.
بقيت إيران وحدها في العالم ضد اسرائيل التي تعتبر أنّ مواجهة اسرائيل دين تدين به وليس مجرد شعار سياسي وهذا من الأمور التي لا تزال الدولة تهتز تحت تأثير منطق الثورة التي لا تزال إيران تعيشه، لأنّ إيران تعتبر أنّ معنى أن تعترف باسرائيل هي أن تنحرف عن إسلامها لأنّك لا يمكن أن تكون مسلماً كما هو الإسلام ويعترف بشرعية من لا شرعية له، بشرعية أن يغتصب شعب أرض شعب، لهذا هذه المسألة ليست من الأمور التي يمكن أن يتسامح فيها.
لهذا فإننا نلاحظ أنّ إيران بالنسبة إلى القضايا الأساسية لا تزال تتحرك لتهز الدولة في بعض حالاتها أمام استراتيجية الثورة، ولا تزال تحرّك ثوريتها في المسألة الإسلامية في العالم بالوسائل التي تملكها سواء كانت وسائل سرية أو علنية ونحن نعرف أنّ إيران تعاني مشاكل اقتصادية معينة لا تستطيع ان تنفتح فيها اقتصادياً على كثير من المواقع الإسلامية في العالم.
لذلك نحن نتصور أنّ إيران لا تزال تعيش في صراع مرير صعب مع الولايات المتحدة الامريكية ولا تزال تعيش في مشاكل مع أوربا ولا تزال تعيش في مشاكل قد تصعب تارة وتسكن تارة أخرى في محيطها الذي يتحرك من حولها وهي تحسب حساب ذلك كله في هذا المجال ولا تزال إيران مع الحركة الإسلامية في العالم، و لا تزال إيران صديقة لحركات التحرر ولا تزال إيران تعمل في الداخل على أن تكون ساحتها ساحته يملك فيها الإنسان ان يقول رأيه بحرية، وأنا أزعم الحرية حرية لممارسة السياسية مع بعض التحفظات الموجودة في إيران ليست موجودة في المنطقة وأن الجمهورية الإسلامية لم تلغ شعبها، لم تصادره، الصحف هناك تنتقد رئيس الجمهورية وتنتقد الدولة في كل خططها الاقتصادية وخطب الجمعة تنتقد الدولة والشعب ينتقد ولا نعرف أنّ إنساناً اعتقل لأنّه انتقد دولة، على الأقل أنّا لا أعرف ذلك بشكل دقيق.
إننّا ندعو كل العاملين في الشأن السياسي وفي الشأن الإسلامي الحركي أنْ يدرسوا تجربة الجمهورية الإسلامية لأنّها تمثل تجربة غنية في مضمونها الفكري وفي اسلوبها العملي وفي كل تجاربها التي تتحرك فيها سواء على مستوى حركتها الاقتصادية في الداخل أو على حركتها السياسية والثقافية في الخارج، إنّها سفينة تعيش فوق أمواج متلاطمة ولكننا نتصور أن الربّان الذي يقود السفينة يملك كيف يقودها إلى شاطيء الأمان.

الدراسات السياسية  || المقالات السياسية || الكتب السياسية