البيان التأسيسي
لحزب الصدرين الإسلامي


بسم الله الرحمن الرحيم

(( ولتَكُنْ مِنْكُم أُمَّة يَدْعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف ويَنْهون عن المنكر وأولئك هُمُ المفلحون )) ( آل عمران / 104 )
أيها الشعب العراقي المظلوم ................................
يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية ...........................
أيتها الإنسانية المضطهدة ..................................
أيها المستضعفون في الأرض أينما كنتم ...................

في خِضَمِّ السجالات والمراودات والصراعات الفكرية التي تعيشها الإنسانية والتي تخفي بين ثناياها في كثير من الأحيان مطامعاً دنيوية وأهدافاً إستكبارية قائمة على ظلم العباد ونهب ثروات البلاد وما تَرتَّبَ على ذلك من مضاعفات خطيرة على مستقبل الإنسانية وعلى مختلف الأصعدة والمستويات ، كان لا بُدَّ للإسلام المحمدي الحقيقي الأصيل أنْ يقول كلمته الفصل لإنقاذ البشرية من هذا الشتات الفكري والتخبط الأهوج ولنزيح ما لحق من غبار وتشويه وتضليل عن الوجه الناصع والحقيقي للفكر الإسلامي المشرق فنقدم البديل الأصلح بتقديم رؤية فكرية سياسية إسلامية ناضجة مُستلهمة من المفاهيم الفكرية والقيم الإنسانية العليا التي نادى بها كل المصلحون من الأنبياء والمعصومين ولكي نثبت للإنسانية بأنَّ الفكر الإسلامي المشرق قادر على تلبية متطلبات الحياة المعاصرة وفي كل عصر ومصر وعلى مختلف الأصعدة والمستويات وبما يكفل رفاهية وإزدهار الشعوب ، وإيماناً منا بالدور الرسالي والإنساني الملقى على عاتقنا ووفاءً منا لتضحيات علمائنا وقادتنا وشهدائنا و بعد التوكل على الله وحده ، عقدنا العزم على تأسيس وتشكيل حركةً فكرية سياسية إنسانية بهيئة تنظيم سياسي واضح المعالم ومن الموجبات التي دعتنا إلى ذلك هو ما يلي :

1- إمتثالاً لقوله تعالى (( ولتَكُن مِنْكُم أُمَّة يَدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف ويَنْهون عن المنكر وأولئك هُمُ المفلحون))(آل عمران /104 ) ولقوله تعالى (( وما كانَ المؤمنونَ لِيَنفِروا كافَّة فلولا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنهُم طائفَةٌ لِيَتَفَقَّهوا في الدين ولِيُنْذِروا قَوْمَهُم إذا رَجَعوا إليهم لَعَلَّهم يَحْذَرون )) ( التوبة / 122) .

2- نريد لهذا التنظيم السياسي أنْ يمثِّل حركةً فكرية إنسانية تسعى إلى إعداد المجتمع إعدادا إنسانياً وفكرياً حتى يصل إلى المستوى الذي يؤهّله لإستيعاب وإستقبال الأطروحة الآلهية المهدوية العادلة التي سيجسدها القائد المعصوم المنقذ المنتظر والذي تؤمن به كافة الأديان على مختلف طوائفها فلا ينحصر نشاط هذا الحزب في المجال السياسي بل نريد له أنْ يكون إمتداداً لحركة المصلحين من الأنبياء والأوصياء المعصومين والعلماء العاملين المخلصين و لا نريد له أنْ يكون حزباً سياسياً تقليديا .

3- لأنني أعتقد بأنَّ الحلقة الأساسية المفقودة لسلسلة الشروط الواجبة لظهور دولة الحق والعدل المنتظر هو عدم وجود النُخَب القيادية الكافية التي ترتقي إلى المستوى الذي يؤهلها بأنْ تُمَثِّل حلقة الوصل بين القيادات العليا التي ستنضوي تحت لواء القائد المعصوم المنقذ المنتظر وبين الجماهير والتي ستقود الإنسانية على ضوء الأطروحة الآلهية المهدوية العادلة وتأسيس هذا التنظيم هو محاولة إعداد لإنتاج وتكوين هذه النُخَب القيادية .

4- إنَّ هذا التنظيم هو عملية إحتضان للكفائات الفكرية التي هُمِّشَت وأُقصيَت وعلى مختلف الأصعدة والمستويات والتي إنْ لم تجد مَنْ يحتويها ويتبنى عملية تفعيل طاقاتها فإنها إما أنْ تنعزل عن العمل الإسلامي الإجتماعي والسياسي أو ستنضوي تحت ألوية أحزاب إسلامية أخرى قد لا تتناغم مع رؤى ومناهج الفكر الصدري الأصيل و الأدهى والأمرّ أنَّ هذه الطاقات قد تنضوي تحت ألوية إتجاهات منحرفة وعند ذاك نكون نحن الذين قد دفعناهم إلى ذلك لأننا لم نوفر لهم البديل الأصلح .

5- لأنَّ التنظيم السياسي هو صيغة قانونية ووسيلة معاصرة نستطيع من خلالها التحرك في أوساط المجتمع بشكل قانوني ومن دون عوائق وبما يتناغم مع تطور الحركة الإجتماعية .

ولقد تأخَّرنا بهذا الطرح والإعلان عن التأسيس إلى أنْ يخبت سعير الانتخابات وتبرد حمى التلاهث وراء المناصب الدنيوية الزائلة لكي يتضح للجميع بأن الهدف المرجو من تأسيس هذا الحزب هو أجلُّ وأعظم من هذه الرؤى القاصرة والآفاق الضيقة ، وذلك لأننا نرى بأن حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا على مستويين :

المستوى الأول / مستوى الظلم الذي وقع على الإسلام والإنسانية والوطن من الداخل والخارج ولأكثر من ألف وأربعمائة عام .
المستوى الثاني / مستوى المساحة الكبيرة من الحرية التي هيأها لنا البارئ عزَّ وجل ليرى ماذا نصنع بعد أن أزال عنا الطاغوت المقبور وأصبحت الفرصة ممكنة لإثبات ما كُنّا ندَّعيه والله تعالى يقول لنا : بسم الله الرحمن الرحيم (( ثُمَّ جعلناكُم خَلائفَ في الأرض مِنْ بَعدِهم لِنَنْظُرَ كيفَ تَعملون ))(يونس /14 ) ،
وأوجز الملامح و المعالم الرئيسية لهذا التنظيم بما يلي :

أولاً / إسم الحزب – حزب الصدرين الإسلامي .

ثانياً / شعار الحزب – الإسلام : المنقذ المنتظر للإنسانية .

ثالثاً / أهداف الحزب :
1 – تقديم و تحكيم الفكر الإسلامي المشرق بصورته الواقعية وعلى مختلف الأصعدة والمستويات .
2 - الإرتقاء بالإنسانية إلى المستوى الذي يؤهّلها لإستيعاب وإستقبال الأطروحة الآلهية المهدوية العادلة المرتقبة و المقترن تجسيدها مع ظهور القائد المعصوم المنقذ المنتظر.
3 - المطالبة بحقوق الشعوب المضطهدة والمستضعفين في الأرض إمتثالاً لقوله تعالى (( ومالكم لا تُقاتِلون في سبيل الله والمستضعفين ))(النساء / 75 ) .
4 - وضع الحجر الأساس وتشكيل النواة المركزية لتأسيس وتجسيد أطروحة المرجعية الدينية المؤسسة .
5 - أنسنة المجتمع بتبني آيديولوجية الإسلام .

رابعاً / المرجع الشرعي الرئيسي والوحيد للحزب هو الفيض المقدَّس السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قَدَّسَ الله خَفّيُه ) ، لأنه الأعلم في علم الأصول ، ولثراء وشمولية وضخامة المادة الفقهية والأصولية التي خلفها والتي تكفي لمعالجة كافة القضايا المعاصرة ، و لإستثمار الرصيد العاطفي و الإطمئنان القلبي الذي خلفه في الأمة إضافة إلى قرب زمان رحيله .
خامساً / المرجع الفكري للحزب هما كلاً من :
1) المفكرالإسلامي الكبير السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس)
2) المفكر الإسلامي الكبيرالشيخ الشهيد مرتضى مطهري(قدس)
لأنهما خير مَنْ قَدَّم الفكر الإسلامي المشرق في العصر الحديث بمناهج فكرية حديثة ومعاصرة وبدراسات موضوعية مقارنة مع الإتجاهات الفكرية المختلفة .
سادساً / يرجع الحزب في المستحدثات ضمن منطقة الفراغ الفقهي إلى المكتب الفقهي للحزب الذي يستنبط الموقف الشرعي المناسب للحزب على ضوء التراث الفقهي والأصولي للشهيد الصدر الثاني ( قَدَّسَ الله خَفيُّه ) .
سابعاً / يتبنى الحزب مفهوم الديمقراطية في أحكام المباحات و لإختيار أحد البدائل من الإجتهادات المشروعة التي تحتاجها الأمة في المستحدثات ضمن منطقة الفراغ الفقهي أما في باقي أحكام الإسلام الشرعية الأربعة وهي ( الواجب – المحرم – المستحب – المكروه ) فلا يحقُّ للحزب إتخاذ مواقفاً مخالفة لأحكام الإسلام إمتثالاً لقوله تعالى ((وما كانَ لِمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللهُ ورسولُهُ أمراً أنْ يكونَ لهمُ الخِيَرَةُ مِنْ أمرِهم ومَنْ يَعْصِ اللهَ ورسولَهُ فقد ضَلَّ ضلالاً مُبيناً )) ( الأحزاب / 36)
ثامناً / يتبنى الحزب نظرية ( الإتجاه والدعم الموضوعي ) والتي تعني إجمالاً بأنَّ الحزب يجب أنْ يدعم وبكل طاقاته كل أطروحة تكمن فيها المصالح العليا للإسلام والإنسانية والوطن بغضِّ النظر عن مصادر تلك الأطروحات إمتثالاً لقول أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) الذي يقول ((لا تنظر إلى مَنْ قال وأنظر إلى ما قال )) وكذلك لقوله (ع ) ((إعرِف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال )) وكذلك لقوله (ع) (( خذ الحكمة ولو من أهل النفاق )) .
وبذلك ستنبني مواقف الحزب على أساس المبادئ الإسلامية الكريمة والقيم الإنسانية العليا وأُسس المواطنة العادلة وليس على المصالح الحزبية والقومية والطائفية المحدودة الأفق والقصيرة المدى .
سنبقى نمثّل عيون الشعب على الحكام للوقوف بوجه الظلم أينما يكون ، فنحن نؤمن بقيادة المجتمع قيادةً فكرية وروحية وإنما أطَّرنا هذا التوجّه بتأسيس هذا الحزب لأنها الوسيلة المعاصرة والقانونية التي تتيح لنا رفع أصوات الشعوب للمطالبة بحقوقهم ، ونحن نعرف ما هي الآليات والوسائل التي توصلنا إلى السلطة ولكننا أبناء علي بن أبي طالب صلوات الله عليه الذي يقول (( قد يَرى الحُوَّلُ القُلَّبُ وَجهَ الحيلة ودونها حاجزٌ من أمر الله ونهيه فيدَعُها رأيَ العَيْن وينتهزُ فُرصَتَها مَنْ لا حَريجةَ له في دين )) وهو الذي يقول (صلوات الله عليه ) ((أتريدونني أنْ أطلب النصرَ بالجور ، لا يُطاع الله مِنْ حيثُ يُعصى ))


بسم الله الذي لا إله إلا هو ..............................
وبإسم الإنسانية المضطهدة .............................
وبإسم الشهيدين الصدرين الخالدين.....................

نعلن عن تأسيس حزب الصدرين الإسلامي ليصدح بصوت الحق مطالباً بحقوق المستضعفين وليمثّل صوت العدالة الإنسانية وضميرها الحي الذي يقف بوجوه كل الطغاة .

اللهم إنا أعلنّا ....................
اللهم إنّا أسَّسْنا ..................
اللهم فإشهَد وتَقبَّل ...............


أسعد تركي
22/12/2005م
www.alsadrain.com

alsadrain@alsadrain.com

asad@alsadrain.com

ibn@alsadrain.com

ashiq@alsadrain.com

alsadrain@yahoo.com


الهاتف المحمول في بغداد – 009647902245524
 

              

 

الرئيسية