السيد مقتدى الصدر في طاعته و دعمه للمرجعية و العلماء ..



حاولت قوى الاستكبار العالمي وعن طريق أجهزتها المخابراتية توجيه المجتمع نحو الهدوء والسكينة لإمتصاص أي زخمٍ ثوري محتمل للجماهير وذلك عن طريق وضع إسفين بين الحوزة التقليدية التي تهتم بالدرس والعبادات والتي تنأى بنفسها عن المسلك السياسي والقيادة المباشرة والميدانية للأمة وبين الحوزة الحركية التي تؤمن بولاية الفقيه العامة لجميع شؤون المسلمين سواء كانت شؤوناً سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو علمية وغيرها بل وحاولت هذه الدوائر الإمبريالية وعن طريق الحكام الطغاة المتسلطون على رقاب الأمة قسراً وقهراً أن تزرع الفتن بين هذين الاتجاهين بأساليب شتى لا يسع المقام لذكرها وهم بذلك يطبقون نظرية الاستكبار والتسلط البريطاني التي تقول((فَرِّقْ تَسُدْ)) ولكن النظرة الثاقبة لعلماؤنا الأعلام حالت دون تحقيق تلك المخططات الماكرة وستستمر هذه المحاولات ولكن هيهات لهم تحقيقها بسبب وجود المخلصين من أمثال السيد مقتدى الصدر الذي كان له في الشهيدين الصدرين أسوة حسنة في إحباط تلك المحاولات الماكرة والخطط الخبيثة وخير دليل على نظرته الثاقبة لحقيقة الأعداء هو دعمه المستمر للمرجعية وإسناده للعلماء وذلك في مناسبات عديدة وخاصةً من على منبر الكوفة المعظم في خطب صلاة الجمعة المقدسة إذ يقول في إحدى خطبه : (( لابد لنا من نبذ كل ما لا يرضي الله وأن نكون مطيعين لله أولاً ولمراجعنا وقياداتنا ولا نعصي لهم أمراً وأن نترك كل ما هو يثير مشاعر الآخرين وأن لا نؤذي أحداً على الإطلاق ونكون إخوة مع الجميع وأن نرضى بما قسم الله لنا فإنه ورد لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه ولنكن من المتورعين وما من ورع أنفع من تجنب محارم الله والكف عن أذى المؤمن ولا عيش أهنأ من حُسن الخلق ولا مال أنفع من القنوع ولا جهل أضرّ من العجب ولا تخاصم العلماء ولا تحاربهم فإذا طبقت هذا كنت ورعاً وإذا لم تطبقه فأْذَنْ بحربين الأولى وهي المهم حربٌ من الله ورسوله وأهل بيته والحرب الثانية مني فمن أراد أن يكون بنّاءاً مفيداً لوطنهِ وبلدهِ ولدينهِ وعقيدتهِ يجب أن لا يتعدى حدود الله ومن يتعدها فسوف يلقى منا ما لا يرتضيه لو صح التعبير فلقد ملأتم قلبي قيحاً وإن لكل شخص مدى لصبرهِ فإنْ لم تركنوا إلى الله وأحكامه ووصاياه فإني مفارقكم إلى يوم غير معلوم فو الله ما ذهبت إلا من بعض التصرفات التي تصدر من بعض المحسوبين علينا وعليكم وما رجعت إلا لنفس السبب وسيكون سبباً لتكرارها وإني لبلغت وأفرغت ذمتي وإن لم تجدوني فأسألكم الدعاء وإعلموا أن بُعدي عنكم إذا أنتم لا تطيعون هو طاعة لله وبقائي معكم وأنتم عاصين إعانة للأثم ومعصية لله ولرسوله وإذن لا يمنعني أحد لا يمنعني أحد من طاعتهِ جل جلاله وعلا مكانه هو ألأول والآخر والباطن والظاهر إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)) (الجمعة /68) ،
وفي مقام آخر لخطبة أخرى من خطب الجمعة قام السيد مقتدى الصدر بتحديد هوية الذين يشتمون العلماء ويتطاولون على مقامهم الرفيع وشخَصَ أبعاد وتداعيات هذه الظاهرة الخطيرة،إذ يقول(( إن الكثير سواءٌ من داخل هذا التيار أو خارجه يحاولون عزل هذا التيار عن العالم كله بأن يعتدي بهتافاتٍ أو بقولٍ أو بفعلٍ على الناس أجمعين ووصلت الحالة إلى البلدان حيث لم يكتفي بالأشخاص ومَنْ يفعل ذلك منكم فهو يضّرني وبالتالي فهو عدوٌ لي وبالتالي فهو عدوٌ لهذا التيار الصدري ويشّوه سمعة علمائه الناطقين المجاهدين ولن أرضى بهذا على الإطلاق وهذا ينطبق على الجميع ولا أحدد أحداً،وسيحال إلى القضاء الشرعي إذا فعل أحدكم هذا وإذا لم ينصاع فهو خارجٌ عن هذا التيار ولن يحسب علينا بعد ذلك على الإطلاق))(الجمعة67) ،
وفي معرض مجموعة نصائح كان قد قدّمها السيد مقتدى الصدر إلى أنصارهِ من جيش الإمام المهدي(عج) دعا فيها إلى طاعة المراجع وإلى التآخي مع كافة أفراد المجتمع وإلى الانفتاح على جميع التيارات والأحزاب والشرائح الاجتماعية الأخرى من مكونات الأمة إذ يقول( فيا جيش الإمام (عج) هُبّوا لتصفية نفوسكم وأطلب منكم أن تتآخوا مع أخوانكم من جميع التيارات والأحزاب وكل المسميات،وذلك لأننا في حرب سياسية أيضاً،ففوتوا الفرصة على الأعداء رجاءاً،وأن نتسابق مع الزمن لكي نوحد الجهود والأعمال، فما وقع من صدمة سياسية ضد الإسلام لابد لنا من تداركها، وكونوا مطيعين للمراجع الأعلام ولا تفعلوا فعلاً ولا تقولوا قولاً إلا بعد مراجعة الحوزة،وهَذبوا ألسنتكم......................))
مقتدى الصدر/ 20ربيع الثاني/ النجف الأشرف /


 

              

 

الرئيسية