مِنْ نتائج شتم العلماء


يَندر جداً أن نقرأ لمؤرخٍ منصف كان قد بحث في التاريخ السياسي لأمير المؤمنين(ع) بل ولكل الأئمة المعصومين(ع) لأننا نعرف أن كل الإمكانات المادية والإعلامية كانت بيد السلطات المعادية لمحمد وآل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) والتي كانت تُسَخَر وعّاظ البلاط الملكي ليقدموا ويؤرخوا الحقائق بما يتناسب مع مخططاتهم الإستكبارية وأحلامهم المريضة أملاً بالبقاء في السلطة واستمرار دوام ملكهم الباطل ، إذ أن أغلب المؤرخين يشيرون وبصلافة وتضليل واضح إلى نقد أمير المؤمنين(ع)في فترة حكمه التي لم تتضمن فتوحات خارجية إلا من كان منصفاً وأشار إلى سبب ذلك وهو أن الإمام علي بن أبي طالب(صلوات الله عليه)رأى أن الأمة الإسلامية تحتاج إلى فتوحات داخلية أي يجب إعادة بناء المنظومة الإسلامية من الداخل اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وفكرياً بحيث ينتقل الإسلام فكراً وروحاً كما أراد له رسول الله(ص) أي أن يكون كل مسلم في أية بقعة في الأرض ينتقل إليها يمثل إسلاماً يمشي على الأرض لا أن يتم غزو البلدان عسكرياً بالقوة والإكراه فتأثير ذلك سرعان ما يزول،هذا من جهة ومن جهة أخرى أن المنافقين كانوا قد أشعلوا فتيل الحرب الداخلية التي شغلت أمير المؤمنين (ع) عن الفتوحات الخارجية ومن هذا أقول أن ظاهرة شتم العلماء كما أسلفنا أنها تؤدي إلى تعسكر المجتمع الإسلامي وتكتله وتقسيمه إلى فئات،كل فئةٍ تدعو إلى مراجعها أو إلى قياداتها السياسية الإسلامية مما يهيئ الأرض الخصبة لنشوب حرباً داخلية وهذه الحرب وإن لم تكن ظاهرياً مسلحة أو عسكرية كما يعبرون فإنها تؤدي إلى نفس النتيجة ،وهي انفراط مواطن قوة الأمة الإسلامية وبذلك تتهَيَّأ الفرص أمام الأعداء وما أكثرهم اليوم من خوارج ونواصب وقوى استكبار صهيونية الذين يتحيَّنون الفرصة المناسبة للإنقضاض علينا كُلٌّ على حِدة فلماذا يجتمعون على باطلهم ونتفرق عن حقنا والله سبحانه وتعالى قد أكد على هذا المضمون الذي يدعو إلى الالتزام بطاعة الله ورسوله ونبذ التفرقة التي تؤدي إلى إضعاف شوكة المسلمين إذ يقول جل جلاله((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال:46) .
 


 

              

 

الرئيسية