الحزم علاج المتمردين ، فالدين يقول طبّق و لا تناقش


كان من ضمن ما طرحه حزب البعث الكافر المقبور من تعاليم جوفاء ما أنزل الله بها من سلطان هي مقولات وتوجيهات حاولت بها قيادات ذلك الحزب القمعي المقبور أن يغسلوا أدمغة كل منتسبيهم الذين دخلوا في ذلك الحزب،إما قسراً و قهراً أو طمعاً وتسلطاً على رقاب المستضعفين وذلك التوجيه هو((نفّذ ثم ناقش)) ولا أعرف بل وأتعجب ويستغرب معي كل العقلاء عن ما مدى جدوى النقاش بعد تنفيذ الأوامر فهم يريدون تحويل الإنسان إلى أدوات وأجهزة قمع لا تقوى على معارضتهم فيستعبدون المجتمع لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية التي رسمها لهم أسيادهم من قوى الاستكبار العالمي ومن الجدير بالذكر أن النقاش المذكور في ذيل هذا التوجيه الأخرق لم يحصل إطلاقاً ومن يناقش يعتبر إما خائناً أو متخاذلاً ،وإنما ذكر لحفظ بعض ماء وجوههم ولتأطير حزبهم الإجرامي بشيءٍ من الديمقراطية التي يتشدقون بها زوراً وبهتاناً ، وإلا بربك فهم بهذا المفهوم يقصدون ان الحزب إذا أمر أحد أتباعه أن يقتل إنساناً فعليه أن ينفذ ثم يسأل لماذا قتله أي مجرمين هؤلاء ألا سحقاً للقوم الظالمين ،وبكل شموخ وكبرياء وبشجاعة جدهِ أمير المؤمنين(ع) إنبرى لهم آية الله العظمى السيد الشهيد الصدر الثاني ساخراً وناقداً ومتحدياً لطغيانهم من على منبر الكوفة المعظم إذ قال في إحدى خطبه مشيراً إلى ذلك التوجيه: (( إذا كان البعض يقول طبِّق ثم ناقش فالدين يقول طبِّق ولا تناقش))وقد يفهم ويروّج بعض المتخبّطين في أروقة السياسة الغربية أن هذا المفهوم هو ديكتاتورية مطلقة بحسب الاصطلاح السياسي إلا أن جواب ذلك هو أن طاعة الخالق دون المخلوق طاعة مطلقة بتطبيق أوامر دينه هو التحرر بعينه من ذل العبودية للمخلوق إلى عز الطاعة للخالق،فالله سبحانه وتعالى هو خالق الخلق وهو أعلم بصنعته من حيث الضار والنافع وهو الرؤوف الرحيم بعبادهِ على عكس النظريات والقوانين الوضعية القاصرة التي يتشدق بها البعض من أحزاب ومنظمات وحكومات،ومما تقدم أردت أن أوضح أن البعض قد لا يروق له مضامين هذا البحث ونتائجه وليس ذلك وحسب بل وسيستمرون على عصيانهم بالتطاول على مقام العلماء ومثل هؤلاء لا علاج لهم إلا الردع والحزم وعلى أقل التقادير التبرؤ منهم علانية ومن على المنابر لكي لا يسيئون إلى الجهات التي ينتمون إليها فينعزلون اجتماعياً ويضمحل تأثيرهم تدريجياً بعد أن يتعّرون أمام المجتمع وتنكشف نواياهم للقاصي والداني ، لأنه يجب عقلاً وشرعاً وعرفاً عدم الانصياع والتأثر بأهواء هؤلاء الجهلة والمنافقين الذين يريدون عكس المعادلة رأساً على عقب بحيث يجعلون السفهاء والمنافقين والجهلة يقودون العقلاء والمخلصين والمثقفين ولا عذر للجميع خصوصاً بعد ان قال الشهيد الصدر الثاني(سلام الله عليه)كلمته حينما قرع أسماع الجميع بقوله ((لا تقل قولاً ولا تفعل فعلاً إلا بعد السؤال عن الحوزة العلمية))(الجمعة 42 الخطبة الأولى ) .
 


 

              

 

الرئيسية