نحو دراسات مستقبلية إسلامية
بحث في علوم المستقبل
 الحلقة الأولى
كتابات - زهير الأسـدي *
 

المقدمة

ليس صحيحا ما يقال ان علم الدراسات المستقبلية قد نشأة من الخبرات المكتسبة من الحرب العالمية الثانية, كنتيجة ضرورية للتعرف على أحداث المستقبل لتجنب التورط في حرب عالمية أخرى , بل هو علم قديم جداً قدم الإنسان منتزع بالأصالة من علم الله تعالى مجده الذي يعلم بكل دائرة الزمان من الأزل إلى الأبد , والكثير من علم الله قد نزل إلى الأرض بواسطة الروح الذي نفخه الله في آدم عليه السلام ونسبه إلى نفسه تعالى مجده (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (الحجر29) وبواسطة وحي النبوة و العرفان, حيث أول إنسان في الأرض آدم عليه السلام كان يعلم المستقبل والكثير من أحداثه, يعلم بأنه سوف يأتي زمان ويكون فيه نبي من ولده اسمه محمد يختم النبوة ويكون له شأن ومنزلة عظيمة عند الله وعند المؤمنين به , وتقول بعض الروايات أن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة 37) كانت ان الله علّمه أن يدعو باسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام .
فعند قراءتنا للقرآن الكريم نجد المئات من الآيات الشريفة تحدثنا عن المستقبل وما سوف يحدث في الأرض من أحداث وفي السموات أيضاً, بل القرآن الكريم يذهب إلى ما هو ابعد من دائرة الزمان الممكن ويخبرنا عن الآخرة وما سوف يحدث فيها من أحداث, نحو طريقة الحساب والمثول أمام عدالة الله جل شأنه , وعناصر ومفردات عالم الجنة وما فيه من نعيم مقيم, و عناصر ومفردات عالم الجحيم وما فيه من عذاب مهين ونحو ذلك .
ولو نستعرض سيرة الأنبياء عليهم السلام نجد أن النبوة قائمة على التنبؤ, أي العلم بأحداث المستقبل, ولا يوجد نبي بلا نبوة أو تنبؤ , بل جميعهم كانوا يخبرون عن نبوءاتهم والحوادث المستقبلية , ويستبقون الزمان بوضعهم الخطط والبرامج التي تحصّن الناس من الفتن والمظلات التي سوف تحدث لهم في المستقبل قبل أوانها , ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك آل بيته المعصومين عليهم السلام , قد سجلوا لنا من خلال الأحاديث الشريفة والروايات المنقولة عنهم الكثير من الأحداث التي سوف تحدث في المستقبل منذ ذلك الحين , مما يعني أنهم من علماء المستقبل , وقد اخبرونا بالتفصيل عما يحدث في الفترة التي تسبق ظهور المهدي عليه السلام والفترة المعاصرة لظهوره , وقد سجل أحد الباحثين - المعاصرين-أن هناك 3666 حديثاً للمعصومين عن المهدي عليه السلام الذي خصه الله دون غيره من الآخرين بإظهار العلوم العالية ليرفع من مكانية الأمة التي شرفها بأشرف المرسلين والكتاب الجامع لجميع الكمالات, وعلى هذا فإن علم المستقبل بدأ من آدم عليه السلام ومصدره الأصيل في الوجود الله تعالى مجده , واستمر هذا العلم من خلال النبوة والكتب المنزلة بالنزول إلى الأرض حتى خاتم النبيين وسيد المرسلين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وما زال القرآن الكريم إلى يومنا هذا يكتنز الكثير من أنباء المستقبل وحوادثه المحتومة وهي متاحة لجميع المسلمين لاكتشافها والاستفادة منها شرط أن تكون لهم قلوب تفقه ما تقرأ وعيون تبصر ما تراه . وهذا ما ندعو إليه أخواننا المؤمنين من خلال هذه الدراسة التي نرجو أن تكون خطوة نحو علم مستقبليات إسلامي أصيل وامتداد لعلم النبوة في الأرض من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وسيرة المعصومين عليهم الصلاة والسلام .
أما في الغرب فقد (بدأ علم المستقبليات بالظهور والتبلور، في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين، حينما شرع علم "التفكير من خلال النظُم" Systems Thinking ، يأخذ طريقه إلى الدراسات، السياسية والإنسانية. ثم تطور فأمسى علم "ديناميكية النظُم" Dynamics System، الذي طبقته، أول مرة، الأمم المتحدة، في "نادي روما" Club of Rome لدراسة نمو المـوارد العالمية، في أوائل الستينيات؛ وظهرت أهميته، آنئذٍ، في التحديات التي يفرضها على نماذج التفكير المعتادة لدى الفرد أو المجموعة؛ وفي مواجهة القصور، الذي تعانيه السياسات، في كافة المجالات، بالمقارنة بالتقدم في المجالات العلمية الأخرى. وهذا العلم يُعَدّ، اليوم، النظام الخامس لِما يسمَّى "المؤسسات الذكية" Fifth Discipline of Learning Organi )

وقد شهدت فترة الستينيات من القرن الماضي تطوراً ملحوظاً في علم المستقبليات بعد انتهاء ما يسمى أزمة الصواريخ السوفيتية في كوبا , وقد أعلن روبرت ماكنمارا، وزير الدفاع الأمريكي، وقتئذٍ، "أن هذه الأزمة، آذنت بنهاية عصر الاستعدادات العسكرية، وبداية عهد جديد، يسمى إدارة الأزمات , مما حفز الاستعدادات إلى الاعتماد على الدراسات الإستراتيجية , لرسم تصور كامل للأزمات والحوادث المستقبلية , وسبل مواجهتها بالإمكانيات المتاحة أو من خلال خلق إمكانيات أضافية , وقد شكلت تلك البدايات منظومة عمل تظم الكثير من العلوم أطلق عليها تسمية سيناريوهات الأحداث , لا تنحصر على الجوانب السياسية والعسكرية فحسب بل تشمل الكثير من الجوانب الأساسية بما فيها التربية والتعليم والاقتصاد, ونتيجة لتلك التطورات وتشعباتها في مفاصل الحياة المستقبلية للأمم ظهرت الحاجة الحسابات الدقيقة في دراسة الحدث المستقبلي على أمل الوصول إلى معرفة اسلوب بناء المستقبل ( الأحداث) وخلق البدائل المحتملة في مواجهة الأزمات مما يعني ان تلك المنظومات ترتبط تلقائيا بالعمل والتخطيط الاستراتيجي الطويل الأمد . وقد اهتمت بهذا العلم ( المستقبليات) بعض الدول إلى درجة انهم في السويد في عام 1973 قد جعلوا سكرتارية وزارية خاصة بعلم المستقبليات , وسارعت بعض الدول الغنية إلى تخصيص ميزانية خاصة به ساهمت بارتفاع عدد المؤسسات المتخصصة في مجالاته ليشمل العلوم التقنية وتطبيقاتها .

في هذه الدراسة سوف نتناول أهم المدارس المستقبلية وأنماط الدراسات المستقبلية , والطرق الاستقرائية , والجداول الرياضية في قراءة مسار الأحداث , وطرق رسم التصورات والتوقعات المستقبلية ( السيناريوهات) لمسار الأحداث التي تجري في الأرض , ونأمل أن نضع نماذج من السناريوهات المستقبلية للخط الإسلامي الصدري ( بصورة خاصة) لكي يستفيد منها في قيادة الأحداث القادمة التي تمهد لظهور المهدي عليه الصلاة والسلام .

أهداف الدراسات المستقبلية


لما كانت الدراسات المستقبلية لا تنحصر في مجال معين دون غيرة بل تشمل جميع الأحداث والمسائل الهامة التي يتطلع إليها الإنسان في المستقبل , فإن أهدافها تتعين على حسب المجال الذي يخوض فيه كل باحث ودرجة أولوياته وتخصصه , ويمكن أجمال الأهداف الضرورية العامة بما يلي :

1- استخدام طريقة العرفان وتزكية النفس في تدريب الكوادر العلمية المتخصصة في الدراسات المستقبلية والقريبة جداً من صانعي القرار , لضمان نزاهة العاملين في هذا المجال وخلو عقولهم من هوى النفس والرغبات وحب الدنيا والمصالح الشخصية , و يكون عملهم خالصا لله تعالى مجده ومن أجل الأمة .

2-وضع تصوّر مستقبلي، يتعين مداه على حسب أهمية المجال الذي يخوض فيه , ما بين السنة إلى عشرين أو ثلاثين سنة قادمة , يتم خلالها دراسة الغايات والأهداف والمصالح, على أن يتضمن أكبر قدر ممكن من التفاصيل وباستخدام النماذج والحسابات الرياضية .

3- تطعيم العلوم الإسلامية الأصيلة بخبرات وتقنيات العلوم الحديثة في مجال الدراسات المستقبلية مثل الرياضيات والفيزياء والحاسبات ونحو ذلك .

4- فيما يخص الأمن القومي للمسلمين يكون الاعتماد على سيناريوهات مختلفة تتضمن كل الاحتمالات الممكنة والمتصورة أيضاً, يتم خزنها في منظومات حاسبات خاصة بهذا المجال ومبرمجة على أساس رياضي دقيق وعلى مبدأ الدائرة والمركز, تكون متاحة في كل حين لصانعي القرار مع مستشارين متخصصين في المستقبليات وإن لم يتوفر فالإستراتيجيون يحلون محلهم ريثما يتم تدريب الكوادر المتخصصة .

5- دراسة الإمكانيات المطلوبة في كل مسار مستقبلي يراد تحقيقه على أن تشمل أهدافاً معروفة علمياً, وبيان متطلباته من نفقات وجهود وما يستلزم من تطوير علمي وعلمي.

تصور مبدئي


لما كانت عناصر الكون الظاهرة والباطنة تكوّن وحدة موضوعية للوجود المنتزع هويته من الله وهو تعالى مجده واحد أحد فرد صمد, فإن الدراسات المستقبلية – ومنها الإستراتيجية- الناجحة يجب ان تبتني على هذا الأساس الأصيل في الوجود ,أي ان تأخذ بنظر الاعتبار العوامل المحيطة والخارجية لكل مسار مستقبلي يراد دراسته , وربط جميع المسارات والحيثيات المدروسة بحركة العناصر المترابطة القريبة والبعيدة المتصلة أصلاً بحركة الوجود كله الذي يتحرك بحول الله وقوته إلى النشأة الآخرة, فالحدث الذي يحدث في أي بلد من البلدان أو أي مدينة من مدن الأرض , إنما هو حدث واقع على سطح الأرض والأرض جزء من المنظومة الشمسية وهذه الأخيرة جزء من منظومة المجرة والكون الكبير الذي يتحرك بحول الله وقوته, وفي النهاية لا مؤثر في الوجود إلا الله , وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين, ومن هذا التصوّر العام يمكن انتزاع تفاصيل دقيقة تخص علاقة كل حدث بما يحيطه ويتعلق به حتى على مستوى عالم المعنى والأفكار والتوجهات , حيث الصلاة والاتصال بالله تعالى مجده من أهم الأعمال التي تعيّن مصير الإنسان وهي بلا شك مسار مستقبلي نحو كمال معلوم وجوده في النشأة وفي عقل الإنسان الذي يستلم عمله من الله ومن المحيط الذي خلقه الله ,فالله هو مصدر العلم الأصيل في الوجود ( الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)) (العلق ).

والإنسان هو الوحدة الأصيلة في الوجود باعتباره خليفة الله في الأرض وحامل الأمانة , ومن تكرار هويته في مقام الكثرة يكون المجتمع , وتتعين هوية المجتمع ( اسلامي -علماني , مثقف -متخلف , غني- فقير) على حسب نوعية الفرد ,تماماً كما تتعين هوية العناصر الطبيعية على حسب ذراتها , فاجتماع ذرات الحديد مثلاً يشكل عنصر الحديد ,اجتماع ذرات الماء يشكل عنصر الماء , وهكذا بقية العناصر , وإن أي تغيير في جوهر الوحدات الصغيرة يؤدي بالضرورة إلى تغيير في الوحدات الكبيرة , فالتغيير الذي يحدث للإنسان على مستوى الفرد- وهو مسار مستقبلي بلا شك- يؤدي بالضرورة إلى تغيير على مستوى الأمة , وهذا هو معنى قوله تعالى مجده ( ..إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ .. ) (الرعد 11) القوم هم المجتمع وأنفسهم يعني الأفراد .

وعلى هذا فإن الإنسان صانع القرار – الحدث – في الأرض إنما هو عنصر من عناصر الكون مرتبط بالأرض ومحكوم بها ومرتبط بالمساء ومحكوم بها أيضاً من خلال الرابطة السببية التكوينية ومنذ يوم ميلاده ونفخ الروح فيه (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ..)(الحجر29), ولهذا تأتي أعماله وصناعته للإحداث على حسب القوانين العامة في الكون و درجة تأثيرها عليه أو تأثيره هو عليها , فالله حينما يقول حتى يغيروا ما بأنفسهم إنما يعني إصلاح الوحدة الوجودية الأصيلة المرتبطة به سببياً ومن خلال هذه الرابط يأخذ المسار المستقبلي طريقه نحو مزيد من الكمال المنتزع من هوية الله جل شأنه.

من خلال ما سبق يتضح لنا إن الإنسان يؤثر ويتأثر بالعناصر التي يتعامل معها خلال يومه المعاش في مقام الظاهر مثل التعامل مع عناصر الطبيعة والبشر والمؤسسات ونحو ذلك , و كذلك الحال في مقام الباطن حيث أنه يتأثر بالقضاء والقدر وعناصرهما الغيبية ويؤثر بهما من خلال العبادة والارتباط بالله والدعاء المستجاب فغيّير حدث محتمل أو محتوم وقوعه , إذا الإنسان يتأثر بالقدر من خلال الرابطة السببية بالمؤثر ( الله) ويؤثر هو في القدر ومسار الأحداث من خلال نفس الرابطة الأصيلة في الوجود .

أنواع الدراسات المستقبلية الإسلامية


لما كانت علاقة الإنسان بالله وبالكون سببية تكوينية فإن نتاجاته الفكرية سواء كانت في الدراسات المستقبلية أو غيرها إنما من نفس جنس العلاقة , ولهذا كانت النبوة التي يتصل بها الوحي الإلهي من أرقى أنواع المعارف والإخبار عن المستقبليات , والإمامة امتداد للنبوة مع فارق بالدرجة , والعرفان امتداد معرفي في نفس المجال مع فارق بالدرجة أيضاً, وعلى ضوء هذه الحقائق المؤكدة فإن الدراسات المستقبلية الإسلامية يجب أن تعتمد بالأساس على العرفان في إعداد الكوادر العلمية , والعرفان كما هو معلوم هو الطريقة العلمية في السير والسلوك إلى الله تعالى مجده عن طريق العبادة والإخلاص لله تعالى مجده في سبيل إرجاع الوحدة الأصيلة في الوجود ( النفس الإنسانية) إلى كمالها الذي انبثقت منه ( الله) وعند الوصول إلى الهدف ,يكون علم النفس من علم الله ويكون هو مظهر للأصل الوجودي في مقام الظاهر , وقد يتحقق هذا بصورة سريعة وأكيدة عند الجهاد في سبيل الله وفي ميدان المواجهة مع أعداء الله فيكون المجاهد مظهراً لله في مقام الظاهر يؤدي أفعاله في الأرض , والدليل على ذلك قوله تعالى مجده (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (17)الانفال ,, حيث الفعل النبيل الذي يمارسه المجاهد في قتل الكفار ورميهم ينسبه الله إلى نفسه وكأن الله هو الذي قام بذلك الفعل مما يعني أن المجاهد مظهر لله في مقام الظاهر , وهذا غاية ما يطمح إليه العارف الواصل في هذا المقام ومقامات أخرى أهمها العلم والمشاهدة والحضور .

هذا عن الاتجاهات الإسلامية في الدراسات المستقبلية الإسلامية التي نطمح إلى إيجادها في الامة ولا بأس من الإطلاع على الاتجاهات والأنماط العلمية الأخرى التي تدرس في الجامعات والمعاهد العالمية .

منها :
1-النمط الحدسي Intuitive

ويعتمد بالأساس على رؤية حدسية والخبرة الذاتية للفرد ويفتقر إلى القواعد العلمية الأكاديمية والبيانات والجداول الرياضية في التعاطي مع مسار الأحداث. التي يتوقعها الباحث ولا يجزم بتأكيدها والحدس هنا ليس إلهاماً ولا عرفانا, وإنما تقدير يراه الباحث ملائماً لبعض المسارات المستقبلية وحالاتها.
2- النمط الاستهدافي أو المعياري Normative

وهذا النمط تطويراً للنمط الحدسي من بعد ما يتجاوز القدرة الذاتية الفطرية ويستفيد من شتى العلوم الحديثة والمقررات المنهجية في العلوم النظرية والتطبيقية والرياضيات والحاسبات , في الميدان الذي يخوض فيه .
3-النمط الاستطلاعي Exploratory

يستشفّ المستقبل المحتمل أو الممكن تحقيقه، من خلال معطيات علمية وبيانات توضح العلاقة مابين العناصر المبحوثة.
4- نمط المعطيات العكسية للاتساقات الكلية Feedback Models
يركز هذا النمط في مجمل المتغيرات، في إطار موحد، يجمع بين النمطَين السابقَين، في شكل تغذية عكسية Feedback، تعتمد على التفاعل المتبادل بينهما؛ فلا يهمل الماضي الظاهر، ولا يتجاهل الأسباب الموضوعية، التي سوف تفرض نفسها، لتغيير مسارات المستقبل. كما يجمع بين البحوث الاستطلاعية، التي تستند إلى البيانات والحقائق الموضوعية، والبحوث المعيارية، التي تُوْلي أهمية خاصة القدرات الإبداعية الفردية والتخيل والاستبصار. ويمثل هذا النمط خطوة متقدمة، في المسار المنهجي للبحوث المستقبلية المعاصرة , وعندنا الجمع ما بين العرفان الدراسات الأكاديمية العلمية إنما ذروة الكمال وهو ما نطمح إليه من خلال هذه الدراسة التي نريد أن يستفيد الأخوة المؤمنون وبالذات المجاهدون في السبيل الله والممهدون لدولة المهدي المنتظر عليه السلام الذي هو القائد الشرعي الوحيد في الحاضر والمستقبل.


* باحث في علوم المستقبل
 

الرئيسية  | مركز الصدرين للفكر الإستراتيجي |  العودة للصفحة السابقة