نحو دراسات مستقبلية إسلامية
 بحث في علوم المستقبل

الحلقة الثانية
كتابات - زهير الأسـدي


أنواع الدراسات المستقبلية الإسلامية
قبل أن نخوض في التفاصيل المتعلقة بالدارسات المستقبلية الإسلامية ينبغي أولاً أن نبيّن أنواع الدراسات المستقبلية ومجال تخصصها, ولأجل ذلك أقول: يمكن تبسيط الدراسات المستقبلية إلى ثلاثة أنواع تتفرع منهما حقول تخصصية كثيرة على حسب الحالات الميادين التي يراد البحث عن مستقبلها .

الأنواع الرئيسية هي :
1- الدراسات المستقبلية التنبؤية , التي تستشف احدث المستقبل من خلال النصوص الدينية ( القرآن والأحاديث الشريفة والروايات ) لتعيين محطات مستقبلية ثابتة ومؤكدة يتحرك نحوها المسار المستقبلي في خط مستقيم ابتداء من حاضرنا, و هذا النوع من الدراسة يعتمد على القدرات الفردية للباحث ,ويمكن للعارف الواصل صاحب المشاهدات ان يكون من أفضل وأصدق المستقبليين في هذا الميدان, ينفع الأمة الإسلامية بما أنعم الله عليه من علم وينصح لهم من خلال إظهار مشاهداته لصانعي القرار , وكذلك عموم الأمة من خلال اللقاءات والمحاضرات , فكما فرض الله على الأغنياء أن يدفعوا للفقراء الخمس -الزكاة -الصدقة, كذلك فرض على العلماء أن ينشروا علمهم ليستفيد منه المحرومين, وحابس العلم هنا كما حابس الأموال الشرعية عن مستحقيها كلاهما يعصي الله.
2- الدراسات المستقبلية الاستقرائية , التي تعتمد على استقراء الأحداث التاريخية الماضي والحاضر ورصد مسار الحركة التاريخية واتجاهها نحو المستقبل, لتخمين الوقائع المحتملة وكتابة التصورات ( السيناريوهات) وبيان رؤاهم عما سيحدث في المستقبل لعقد أو اثنين أو ثلاثة عقود قادمة, و هذا النوع يعتمده الإستراتيجيون وهو يتطلب فريق عمل جماعي متخصصين في العلوم السياسية والاقتصادية والتربوية ونحو ذلك .
3- الدراسات المستقبلية الافتراضية , التي تعتمد على افتراض المستقبل وخلق أحداثة بما يلاءم الأهداف والطموحات المراد تحقيقها , هذه الدراسات تخلق مساراً افتراضيا يبدأ من الحاضر وينتهي بالأهداف المراد تحقيقها في المستقبل , وهي تشبه إلى حد كبير كتابة سيناريو لفيلم يراد إخراجه على شاشة الواقع باستخدام الأدوات والشخوص والإمكانيات المتاحة , مع التوصية بتطويرها بما يلاءم  حجم ونوع الأهداف .

ويمكن بيان الفرق بين الأنواع المذكورة من الدراسات بالصورة المبسطة التالية:

الدراسة في النوع الأول تبدأ بتعيين محطة من أحداث المستقبل معلومة للباحث علم اليقين من خلال القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ( وهي كثيرة جداً , أسال الله أن يمكنني من إظهارها لأخواني المؤمنين) ورصد أحدث الحاضر المعاش واهم مفاصله , ثم رسم مسار مستقبلي ما بين الحاضر المعلوم وتلك الأحداث المستقبلية المعلومة في خطوات وتصورات من نفس جنس الأحداث وهذا المسار المستقبلي يشبه إلى حد كبير حركة صور متتابعة لشيء يتحرك من مكان إلى آخر , او حركة كائن ينمو ويتكامل شيئاً فشيئاً.
والدراسة في النوع الثاني على العكس من الأولى تبدأ برصد الأحداث المبحوثة الماضية وحركتها نحو الحاضر ثم الاستمرار بنفس اتجاه وسرعة الحركة نحو المستقبل الذي تعيّنه الحركة المبحوثة , وهو من الدراسات الأكاديمية المحضة , وعلى الرغم من واقعيته العلمية إلا أن نتائجه لا يمكن الجزم بحتميتها ما لم يأخذ بنظر الاعتبار الجوانب الغيبية لصناعة (خلق ) الأحداث , حيث ان هناك إرادة فاعلة في الوجود هي التي ترسم مسار النشأة إلى حيث تشاء وهي إرادة الله تعالى مجده الذي يقول ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (29التكوير), يمكن الاستفادة من الإيمان والنصوص الدينية لمعرفة المسار الحقيقي الأقرب للواقع في مدى انسجام حركة الأحداث المرصودة مع إرادة الخالق العظيم , والباحث كلما كان اكثر إيماناً وفهما لحكمة الله تعالى مجده كلما كانت نتائج ابحاثه اقرب إلى الدقة .

أما الدراسة في النوع الثالث وهي الدراسات الافتراضية , فتبدأ من أحداث الواقع في الحاضر المعلوم للجميع , وتخلق أحداث المستقبل خلقاً افتراضياً على حسب الأهداف المراد تحقيقها , في مسار شبه واقعي يأخذ بنظر الاعتبار الإمكانيات الواجب توفرها في سبيل تحقيق تلك الأهداف المفترضة .

ولأجل الكمال وتحقيق اكبر قدر ممكن من الفائدة للأمة , ينبغي ان تكون الدراسات المستقبلية الإسلامية جامعة للأنواع الثلاثة السالف ذكرها , وأن تتولاها كوادر متخصصة في تلك الدراسات على شكل مجموعة من فريق عمل في منظومة واحدة يكمل بعضها البعض.

السيناريو ــ الرؤيا ــ التنبؤ
يكاد يكون مصطلح "سيناريو" من أكثر المصطلحات انتشاراً في العالم ويجري استخدامه في الكثير من المجالات: الفنية والسياسية والعلمية , وهو في أصله لفظة إيطالية مشتقة من كلمة "سينا" Scena، بمعنى النظر, شاع استخدامها في أوروبا في مجال الأعمال الفنية في القرن التاسع عشر وانتقلت بعدئذ إلى باقي دول العالم وظلت تتداول  حتى ظهور علوم المستقبل في النصف الثاني من القرن العشرين في أوربا ولم يجد المستقبليون العلمانيون لفظة تعبر عن أفكارهم وآمالهم في مجال الدراسة والتخطيط أفضل من كلمة "سيناريو". وهي في السينما لا تنحصر في الجانب الروائي فحسب, بل تشمل كلَّ الجوانب الفنية الرئيسية الخاصة بخلق المشاهد, من روائية أو تسجيلية أو جمالية, وللتمييز بين شمولية السينما والسيناريو الروائي ابتدعوا كلمة "سكرين بلاي" Screen Play، للتعبير عن السيناريو الروائي ثم كلمة "سكريبت" Script، التي تعني النص الكتابي, وهناك عدة تعاريف للسيناريو الفني منها :
((1-عرّفه "لويس هرمان" Lewis Herman بأنه "خطة وصفية، تفصيلية، مكتوبة في تسلسل، يجمع بين كلٍّ من الصورة والصوت. وتقدم هذه الخطة إلى المخرج، الذي يعمد إلى تنفيذها، أي تحويلها إلى واقع مرئي مسموع".
2-وعرف "ريموند سبويتووك" Spoitook، السيناريو، من خلال تحليله لطبيعة دور الكلمة المستخدمة في كتابه، فقال: "إن السيناريو، هو تسجيل المعاني المصورة، باستخدام الكلمات، التي يمكن ترجمتها، فيما بعد، بانطباعات مصورة بوساطة الكاميرا والمخرج. وعلى ذلك، فإن السيناريو، على الرغم من اعتماده على الكلمة، في كتابته، فإنه ينشأ من الصورة أولاً".
3-وعرّفه "يوروفكين" Yorofkin "أنه فيلم المستقبل، أو بعبارة أخرى، هو الفيلم المكتوب على الورق".

4-بعد استعراض كلِّ ما تقدم، يمكن الوصول إلى تعريف آخر للسيناريو، قد يجمع بين كلِّ مميزات التعاريف السابقة، أو يغطي نقصاً، قد يشوب أحدها، وهو: السيناريو، هو التأليف أو الصياغة السينمائية لموضوع الفيلم، في شكل كتابي، يوضح تفاصيل وتسلسل الصور البصرية/ الصوتية، التي ستظهر في فيلم المستقبل.(1)

وعلى هذا فإن الباحث المستقبلي كما كاتب السيناريو السينمائي  يخلق الأحداث ويصورها بالصورة والصوت على الورق او الحاسب ويقدمها للمخرج ( صانع القرار) ليظهرها على شكل أحداث واقعية متحركة على شاشة الوجود.

ويبدو  لي إن مصطلح " سيناريو" الذي معناه النظر مرادف للفظة رؤية بمعنى التصور الذهني الراقي في  اليقظة الذي ينم عن مقدرة وتمكن من فهم المجال الذي يخوضه العقل, ومرادف للفظة الرؤيا في النوم التي تظهر للرائي احداث المستقبل التي غالباً ما تتحقق في الواقع , والرؤيا في الثقافة الإسلامية درجة من درجات النبوة  كما تقول بعض الأحاديث الشريفة  .

ولما كانت جميع المصطلحات ( سيناريو- رؤية- رؤيا - تنبؤ ) تعتمد على الصورة ولا تستغني عنها للتعبير عن الأفكار المراد إظهارها في فيلم أو واقع المستقبل, فإن الصورة ونوعيتها هي الوحدة الموضوعية الأصيلة في علم المستقبليات , كما الذرة في العلوم الطبيعة (الفيزياء والكيمياء) وكما العدد في الرياضيات , ونحو ذلك . وفي سبيل علم مستقبليات إسلامي أصيل فإننا سوف نستخدم مصطلح ( رؤية) للإشارة إلى التصورات والخطط المستقبلية المبتنية على الاسسس العلمية الأكاديمية , ونستخدم مصطلح (رؤيا) للإشارة إلى التنبؤات العرفانية والحدسية الداخلة ضمن مجال الدراسة , ومصطلح (تصورات) للإشارة إلى السيناريوهات المرسومة لمسار الأحداث في جميع تلك الدراسات.
أنواع التصورات

نستعرض هنا أنواع التصورات ( السيناريوهات) المتبعة في الدراسات الأكاديمية العالمية, وفي فرص قادمة نبين أنواع التصورات التي ينبغي إيجادها في الدراسات الإسلامية .
)) ينقسم السّيناريو- التصور-، في المجال الخططي، إلى قسمَين:
1 ـ  صنع الأزمة

وهو يمثل  التصور (السّيناريو) الإيجابي لفرض الإرادة، من خلال اختلاق أزمة معينة، يستهدف إرغام طرفها الآخر على قبول قرار ما. ويتميز هذا السّيناريو بإجراءات إيجابية فاعلة، ويفرض مواقف محددة على قيادة الطرف الآخر للغوص فيها؛ ومن خلال ذلك، تتحقق الإجراءات الفاعلة لفرض القرار المستقبلي. وقد شهد العقد الأخير من القرن الماضي - وبداية هذا القرن- العديد من صور هذا السيناريو، سواء في الخليج، أو مناطق أخرى من العالم.
2ـ مواجهة الأزمة

تتمثل في الإجراءات، السّلبية (الدفاعية)، والإيجابية (الهجومية)، الناشطة لمواجهة الأحداث، خارجية أو داخلية؛ فضلاً عن تسخير الإمكانيات، وتحديد الأسلوب، وتجنيد الأشخاص/ المنظمات، الذين سيتصدون للأزمة في مراحلها المتطورة. ويُعَدّ هذا  التصور (السيناريو) هو السّائد، ولا بدّ منه لاستمرارية الحفاظ على كيان الدول/ النظم/ المؤسسات، وعدم تعريضها لهزات عنيفة.

ويشتمل هذا السيناريو جميع المجالات الأخرى، مثل: دراسات الجدوى، والخطط المستقبلية. وقد يشمل الأسلوب، الذي يتيح تطوير الأزمة السلبية إلى أزمة إيجابية؛ لتحقيق الهدف المستقبلي.
مقومات السّيناريو

للسيناريو ثلاثة مقومات رئيسية، هي:
1- وصف وضع مستقبلي

قد يعني وصف خصائص ظاهرة، كالتطور التكنولوجي لمؤسسة ما، خلال عقدَين من الزّمان؛ أو وصفاً لنظام حكم، عام 2015، وما يتمتع به من قدرات وتأثير، إقليمي وعالمي؛ أو وصف تنظيم عسكري، يطّرد تطوُّره. وهو ينقسم إلى قسمَين:
أ- السيناريوهات "الاستطلاعية" Exploratory
يمثل فيها الوضع المستقبلي، محل الاهتمام، وضعاً مستقبلياً ممكناً Possible، أو محتمل الحدوث Probable Potential.
ويستند مخطِّط السّيناريو إلى الاتجاهات والمعطيات العامة القائمة، في محاولة لاستطلاع ما يمكن أن تسفر عنه الأحداث والتصرفات، المحتملة أو الممكنة، من تطورات، في المستقبل. ولهذا، يمكن وصف السيناريو، في هذه الحالة، بأنه " تنبؤ مشروط"، ينبثق منه عدد كبير من الاحتمالات، الناجمة عن استخدام الخيال الواسع. كما يطلق عليه، في أحيان أخرى، "السيناريو المتوجه إلى الأمام" Forward Scenarios.
ب- السيناريوهات "الاستهدافية" Normative أو "المرّجوة" Anticipatory
وهى السيناريوهات، التي تشمل، في البدء، مجموعة أهداف، ينبغي تحقيقها، مستقبلاً، وتتخذ صوراً مستقبلية متناسقة. ويعتمد مخطِّط السيناريو الأوضاع الحاضرة، لكي يكتشف المسارات الممكنة، لتحقيق الأهداف المرجوة، مستقبلاً؛ محدداً النقاط الحرجة، التي تتطلب اتخاذ قرارات أو تصرفات مهمة. ويطلق على هذه العملية "التصور العكسي" Back Casting. كما يمكن وصف السيناريو الناتج منها بأنه " سيناريو راجع/ مرجعي". كذلك يمكن الحديث عن عملية "تخطيط للسيناريو" Design Planning، بمعنى "السيناريو الخططي"؛ وليس كتابة سيناريو فقط.)) (2)

إن معظم الباحثين في الدراسات المستقبلية يعتمدون على عمل عدة تصورات (سيناريوهات)  لكل حالة مبحوثة, يتراوح عددها مابين الاثنين والأربعة , ويعتبر السيناريو الواحد للحالة مرفوض من حيث المبدأ لأنه يعد قراراً مسبقاً لحالات وأحداث لم تأت بعد, ويخالف أهم مبدأ من مبادئ علم المستقبليات و هو النمو والتطور المستمرين, وتجنبا لهدر الطاقات وتركيز الذهن لإبداع أفضل التصورات فإن الباحث يفضل العمل على عدد قليل من التصورات وهذا يساعده في إظهار براعته في صيغتها وإظهار الفوارق الأساسية فيما بينها والمقارنة بين منافعها ونفقاتها .

وفيما يلي نموذج لجدول بناء  التصورات "السيناريوهات" لعمليات المقاومة الشريفة في العراق المحتل


المجال


 في الزمان الحاضر


 التوقعات المستقبلية

الإنفاق والتجنيد لمقاومة الأحتلال


محدودة\نوعية


الاحتمال الأول: زيادة الأنفاق والتجنيد بالكامل لمقاومة الأحتلال3
الاحتمال الثاني: ثبات مستوى الإنفاق ثبات مستوى النفاق والتجنيد2

الاحتمال الثالث: لا زيادة في الإنفاق والتجنيد 1


عمليات المقاومة في الميدان


محدودة\ نوعية


الاحتمال الأول: الانطلاق بالمقاومة إلى أقصى حدودهما بما يحقق الانتصار وتحرير العراق 3
الاحتمال الثاني: زيادة محدودة في عمليات المقاومة تزيد من خسائر العدو 2
الاحتمال الثالث: بقاء الحال على ما هو عليه 1


العوامل الخارجية


متوازنة


الاحتمال الأول: تشجيع دول واحزاب ومنظمات عمليات المقامة لهزم أمريكا في العراق 3
 الاحتمال الثاني:بعض الدول والأحزاب والمنظمات تشجع علميات المقاومة2
 الاحتمال الثالث: تصاعد المؤثرات ضد المقاومة بهدف إيقافها 1


إن لكل احتمال من تلك الثلاثة في كل حقل درجة في العمليات الحسابية وهي غير ثابتة بل تتغير على حسب الحالة المبحوثة ,وهذه الأرقام هي التي سوف تستخدم لحسابات الحد الأعلى للتصورات ( السيناريوهات), وأن الهدف من الجدول أعلاه هو حصر الاحتمالات المتوقعة في المستقبل في ثلاث مستويات أساسية ( متفاءل , متوسط , متشاءم ) وقد استخدمنا في الجدول أعلاه ثلاثة عوامل هي الإنفاق والمقاومة والعوامل الخارجية لنعطي مثالاً لكيفية رسم التصورات ( السيناريوهات) المستقبلية, أما الدراسات الجادة فيجب أن تدخل فيها جميع العوامل القريبة والبعيدة المؤثرة في مسار الحالة المبحوثة وإعطاءها الدرجة المناسبة على حسب قربها وتأثيرها على مسار الحالة, وأنا أرى ان الجانب الروحي (الإيماني ) في عمليات المقاومة الجهادية من أهم العوامل على الإطلاق , والقرآن الكريم يشير إليه ويؤكده في آيات كثيرة جداً , ولسوف أدخله في الحسابات الجادة في بحوث مستقلة تتناول المقاومة العراقية المجاهدة وسبل نجاحها  إن شاء الله تعالى .

والجدول أدناه يمثل الحد الأقصى من الاحتمالات في بناء التصورات المستقبلية , هو أيضا مجرد مثال لتوضيح فكرة بناء التصورات:


التصورات (السيناريوهات)


الإنفاق والتجنيد لمقاومة الأحتلال


عمليات المقاومة في الميدان


 العوامل الخارجية


الأول


1


3


3


الثاني


2


2


2


الثالث


3


1


1


الرابع


1


3


2


الخامس


2


2


3


السادس


3


1


2


السابع


1


3


1


الثامن


2


2


3


التاسع


3


1


2

من خلال الجدول أعلاه و الأرقام –التي يجب ان تكون دقيقة- يستخلص الباحث المستقبلي ثلاثة تصورات مستقبلية للحالة المبحوثة , يعتمد عليها في رسم الخطط المستقبلية في خلق الأزمة لفرض واقع معين أو مواجه أزمة قائمة فعلاً .

 وأنا أرى أن الأحتلال الظالم في العراق والحكومة العميلة التي نصّبوها  قد خلقوا أزمات  كثيرة في العراق في الفترة التي سبقت وصاحبت الانتخابات لفرض حالات في غاية الدناءة والخبث , مثل أزمة الكهرباء وأزمة الغاز والنفط والبنزين , وأزمة المياه , وأزمة البطالة, والأزمة الإعلامية التي سبقت ورافقت الاحتلال أعادوها في الانتخابات بصورة مشابهة , فضلاً عن أزمة الزرقاوي  .

 أنصح إخواني العراقيين أن ينتبهوا لهذه الأزمات وأن يقوموا بتحليلها دونما موقف مسبق أو عاطفة لكي يدركوا حقيقة واقعهم وكيفية مواجهته بالسبل التي تضمن حريتهم وكرامتهم, أو على الأقل توفير الحد الطبيعي للعيش بإنسانية دونما أزمات , وليعلموا ان من أنجع السبل لمواجهة تلك الأزمات والتحرر منها هو الخروج للشوارع والمطالبة بحقوقهم الطبيعية والمشروعة والتعبير عن رفضهم لهذا الظلم الذي يمارس عليهم لأغراض سياسية دنيئة, يجب تعريض الأحتلال والحكومة العملية إلى أقصى درجات الضغط الجماهيري  لكي : إما أن تسقط الحكومة وتأتي اخرى أفضل منها لا تخلق أزمات , أو على الأقل لأشعارها بالحرج الشديد لكي لا تكرر مثل تلك الأزمات ولا تطيل من أمدها, والساكت على الحق شيطان اخرس يستحق ما يجري له .. ولا أظن أن شعبي يسكت.


الرئيسية  | مركز الصدرين للفكر الإستراتيجي |  العودة للصفحة السابقة