الاستراتيجية الامريكية في العراق
المرحلة الاخيرة
الاهداف الرئيسية للاستراتيجية الامريكية في العراق
كتابات - صلاح التكمه جي


خلاصة البحث أن اهم أهداف المشروع الأمريكي في العراق(حرب الارهاب في العراق) في المرحلة الحالية ، يمكن إن نستقرءها من خلال تصريحات مسؤولي البيت الأبيض الأمريكي ، بالأمور التالية :
1. العراق حجر الزاوية في عملية التغيير الثقافي : اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية ، أن معركة الارهاب في العراق ،هي معركة حضارية، لترسيخ مفاهيم و قيم العولمة الجديدة ،و أن العراق هو المنطلق و حجر الزاوية في عملية التغيير الثقافي في الشرق الاوسط و العالم، ففي محاضرة لوزيرة خارجية امريكا( كوندليز رايس) في بريطانيا بالشهر السابع لسنة 2003 ، وفي مقارنة لها بين إحداث الحرب العالمية الثانية و 11 سبتمبر فقد ذكرت (مثلما تحولت ألمانيا الى حجرة الزاوية لأوروبا فيما يتعلق بضمان عدم شن حرب، فإن عراقا مختلفا سيصبح نوعا من حجر الزاوية لشرق أوسط مختلف لن تظهر فيه إيديولوجيات الكراهية».وركز مسؤول كبير في الادارة الامريكية في مقابلة له بتاريخ 31\7\03 والذي تحدث شريطة عدم الافصاح عن هويته،( ان استراتيجية طويلة المدى تنشر فيها الولايات المتحدة ،قيمها عبر العراق ومنطقة الشرق الاوسط ،بالضبط كما حولت اوروبا في النصف الثاني من القرن العشرين). وطبقا لهذه الخطة فإن الالتزام الاميركي تجاه العراق والشرق الاوسط سيكون اكثر كلفة مما ذكرته الادارة للرأي العام والعالم قبل بدء حرب العراق.
واوضح المستشار قائلا «ان الهدف الاعظم للولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 هو انتشار قيمنا وافكارنا، ان قيمنا وامننا متداخلة، كما كان في اوروبا، ولكنها مرتبطة بالشرق الاوسط ايضا». خدمة «واشنطن بوست خاص بـ«الشرق الاوسط»2/8/
2. العراق منطلق لسلام العالمي و امن الولايات المتحدة الأمريكية: معركة الولايات المتحدة الأمريكية مع الحركات الإسلامية ، اعتبرتها معركة ارهاب للعالم المتحضر ، يستهدف امن الولايات المتحدة الأمريكية و السلام العالمي وقد ذكر بول وولفويتز، مساعد وزير الدفاع الاميركي قال بتاريخ 27\7\03 في مقابلة مع شبكة «ان. بي. سي» التلفزيونية الأميركية أن «معركة ضمان السلام في العراق هي الآن المعركة المركزية في الحرب العالمية ضد الإرهاب، وهذه التضحيات لن تجعل فقط الشرق الاوسط أكثر استقرارا، وانما ايضاً بلادنا اكثر امنا». كذلك، قال نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ان العراق «سيصبح مثالا للشرق الاوسط بأكمله» وبالتالي «سيساهم مباشرة في امن اميركا واصدقائنا». وقال الرئيس بوش، ، في مؤتمر صحافي في اوغست2003 ان «ظهور عراق حر وسلمي امر هام لاستقرار الشرق الاوسط، وشرق اوسط مستقر امر هام بالنسبة لامن الشعب الاميركي».* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»2/8/3 وجدد الرئيس الأميركي جورج بوش في خطابه الاذاعي الاسبوعي بتاريخ 5\7\3 (ان ما تقوم به بلاده هو الدفاع عن الأمن الأميركي بالاضافة الى الدور الاوسع الموكل اليها في الخارج.) وهذا يؤكد ان العراق اصبح عند القرار الأمريكي مرتبط في امن الولايات المتحدة الأمريكية
3. أسلحة دمار الشامل العراقية وأسترايجية الحرب الوقائية (الحرب الاستباقية) ضدالارهاب: اعتمدت الولايات المتحدة الأمريكية بعد إحداث 11 سبتمبر على سياسة مختلفة عن السابق هي أن المعلومات البسيطة حول أسلحة الدمار الشامل العراقية هي سبب كافي للاعتماد على الإستراتيجية الجديدة إلا وهي سياسة الحرب الوقائية (الحرب الاستباقية) ضد الإرهاب فقد قال الرئيس جورج بوش في خطاب «حالة الاتحاد» يتلخص على وجه التحديد في ان الولايات المتحدة «لا تحتمل الانتظار» حتى يصبح الخطر العراقي «وشيكا». فبعد حوالي 12 عاما من محاولات حمل العراق على الوفاء بوعوده بالالتزام بقرارات الأمم المتحدة، صدر القرار النهائي رقم 1441 الذي نص بوضوح على منح العراق فرصة أخيرة للالتزام بهذه القرارات، عند ذلك فقط قررت الولايات المتحدة اتخاذ خطوة ضد العراق. هل توفرت معايير الخطوة الاستباقية؟ العالم صبر كثيرا على صدام حسين.
وقال الرئيس بوش في سينسناتي، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2003.«يمكن أن يقرر العراق في أي يوم إعطاء الأسلحة البيولوجية أو الكيماوية لأية مجموعة إرهابية أو للإرهابيين كأفراد. وبالتالي فإن التحالف مع الإرهابيين يمكن أن يمكن العراق من الهجوم على أميركا دون أن يترك اية بصمات».* خدمة «واشنطن بوست»، خاص بـ«الشرق الأوسط»22/7/3 .
4. نفط العراق و علاقته بنمو اقتصاد المنطقة و العالم : إحدى أهم الأهداف المهمة ،في استراتيحية الحرب الارهاب على العراق ، هي قضية النفط و النمو الاقتصادي في العالم و ارتباطه باقتصاد العراق في نظر البيت الابيض الامريكي ، فقد ذكر الرئيس الامريكي في خطاب الاتحاد بتاريخ 11\10\3 «نتبع استراتيجية واضحة قوامها اولاً قيام قوات التحالف بمطاردة الارهابيين وبقايا اتباع صدام الذين يقاومون بيأس منح الحرية للشعب العراقي. وثانياً الالتزام بتوسيع التعاون الدولي في مجال اعادة اعمار وأمن العراق. وثالثاً: العمل عن قرب مع القادة العراقيين وهم يحضرون لوضع مسودة للدستور وبناء مؤسسات المجتمع المدني والتحرك قدماً نحو انتخابات حرة».
وقد ركز على موضوع الاقتصاد بشكل مركز في هذا الخطاب حيث ذكر ان العراقيين بمساعدة الولايات المتحدة بدأوا بشق الطرق وبناء السكك الحديد والموانئ. واكد انه بالعمل مع مجلس الحكم العراقي «نقوم بوضع نظام جديد يسمح للمستثمرين الاجانب بالاستثمار من اجل مستقبل العراق». واشار الى المساعدة في اعادة استخراج النفط بنحو مليوني برميل يومياً عوائده للشعب العراقي مباشرة.وحث المجتمع الدولي على مساعدة الشعب العراقي لبناء اقتصاده واعادة اعماره.
وابلغ العراقيين بقوله: «في ظل استراتيجيتنا ستكون في العراق مراكز توظيف لمساعدة العراقيين في العثور على فرص العمل». وقال انه سيتم اقامة مراكز كومبيوتر وبرامج لتدريس اللغة الانجليزية، مما يمكن العراقيين المشاركة في الاقتصاد العالمي.
وكرر التاكيد على ان عراقاً مستقرا وديمقراطياً ومزدهراً لن يكون بعد الآن ارضاً لانطلاق الارهاب والعدوان»، وشدد على «ان عراقاً حراً سيكون مثالاً لقوة الحرية في الشرق الاوسط كافة».وحول أهمية النفط العراقي عند السياسين الامريكين فقد ذمر باول وزير خارجيةالامريكية: ان القوات الاميركية، اذا وقعت الحرب ستقوم بحماية آبار النفط العراقية، التي وصفها بانها «ملك الشعب العراقي». وأضاف ان بلاده تنظر في احتمال زيادة انتاج النفط العراقي، اكثر مما ينص عليه برنامج النفط مقابل الغذاء وذلك «لتوفير الاموال اللازمة لإعادة البناء بعد الحرب».ومضى قائلا: «ان قوات التحالف ستقوم بحماية آبار النفط لضمان انها لمصلحة الشعب العراقي، ولضمان عدم تدميرها او تخريبها من قبل النظام وهو يتهاوى ويسقط ويذكر احد المحللين الاسترتيجين دانيال يرجين، زميل معهد أبحاث الطاقة في كمبردج يقول منتقدو الاستعدادات الأمريكية لحرب على العراق إن الحرب مجرد ذريعة وإن السبب الحقيقي هو العطش الغربي للنفط. دانيال ييرجين يبحث هذه المزاعم. يمثل النفط رمزا كبيرا للنقاش الحالي بخصوص الأزمة العراقية إذ كيف يمكن استبعاده؟ لكن تمحيص تلك القضية يكشف عن وجهتي نظر مختلفتين تماما. ويرى البعض أن أزمة العراق قد افتعلت في الأساس لكي تضع الولايات المتحدة وبريطانيا وصناعة النفط الدولية أياديها على نفط العراق.
5. تدويل شان العراق : من أهم الأهداف الرئيسية للإستراتيجية الأمريكية في العراق هو تدويل العراق بكل إمكاناته المادية و البشرية الكبيرة وجعله سيادته و موارده خارج نطاق نطاق حدود التطرف الإسلامي ،حيث لوحظت مؤشرات كثيرة عند الباحث الاستراتيجي الامريكي ، بتلازم العراق و نظامه السابق و الحركات الإسلامية الأصولية ،و لهذا عبئت الإدارة الأمريكية اكثر عدد من دول العالم ضمن قوات التحالف و أخيرا اكد الرئيس الاميركي جورج بوش في خطابه الاسبوعي الذي تزامن مع الذكرى الاولى لبدء الحرب مع العراق (ان الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان قرارا صائبا، وان العراق أصبح بفضلها مثالا للشرق الأوسط، واعادة بنائه أصبحت مسؤولية دولية.) وقال بوش ان «مساعدة العراق في ان يصبح امة حرة مسؤولية عالمية ودول العالم تفي بمسؤولياتها». وأكد «ان عزم تحالفنا قوي (..) لن نسلم العراق ابدا الى إرهابيين ينوون تدميرنا. لن نخذل الشعب العراقي الذي وضع ثقته فينا. ومهما تطلب الأمر فسوف نقاتل ونعمل لضمان نجاح الحرية في العراق». وقالت مصادر دبلوماسية في الامم المتحدة أمس ان الضغوط الدولية على الولايات المتحدة قد تدفع واشنطن الى الموافقة على إصدار قرار جديد من مجلس الأمن يعزز مسؤوليات الأمم المتحدة.
وقالت هذه المصادر ان مطالبة رئيس وزراء اسبانيا المنتخب بدور اكبر للأمم المتحدة في العراق وتهديده باعادة النظر في استمرار بقاء القوات الاسبانية في العراق بعد تسليم السلطة الى العراقيين بداية يوليو (تموز) المقبل، يعززان الاتجاه الرامي الى إصدار قرار دولي جديد يوكل للامم المتحدة مهمات إضافية في العراق يجعلها تبدو كما لو أنها المسئول الرئيسي عن ادارة المرحلة الانتقالية. ورحب نائب وزير الدفاع بول وولفويتز في حديث لمحطة (سي.ان .ان) التلفزيونية الأميركية بإمكانية بقاء القوات الاسبانية في العراق في اطار قرار دولي. وقال «اننا نشعر ان مثل هذا القرار سيساعدنا لاننا نسير في هذا الاتجاه». المصدر : واشنطن: «الشرق الأوسط»21\4\4 . وقال الرئيس المرشح للانتخابات الرئاسة الأمريكية كيري حيث ذكر برده على جواب المراسل التلفزيوني عندما ساله، كيف سيرد على الناخبين القلقين من وقوع تغير في الطاقم القيادي خلال الحرب ضد الإرهاب (إن إدارة بوش بحاجة إلى التوجه للعالم وأن تقول له نحن لن نفرض سلطتنا في تشكيل الحكومة الجديدة. نحن سيكون عندنا سلطة دولية ستساعد على تشكيل حكومة جديدة في العراق». خدمة «نيويورك تايمز» و«لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط11/4/4 . وقال بوش في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني الزائر توني بلير بتاريخ 3\4\4«انا ورئيس الوزراء عازمان على خيارنا: العراق سيكون حرا، العراق سيكون مستقلا، العراق سيكون بلدا مسالما، ولن نتراجع امام الخوف والترهيب».
من جهته، أكد بلير عزمه على مواصلة اعادة اعمار العراق، مشيرا الى ان للامم المتحدة «دورا محوريا» في التطور الديمقراطي في العراق.
وقال ان «الامم المتحدة ستلعب دورا مركزيا، كما تفعل الآن، في صياغة برنامج وآلية لعملية الانتقال السياسي وصولا الى ديمقراطية تامة».
واضاف ان بريطانيا والولايات المتحدة ستطلبان من مجلس الامن الدولي اصدار قرار جديد حول العراق قبل 30 يونيو (حزيران).
واشاد الرئيس الاميركي بمقترحات الموفد الخاص للامم المتحدة الاخضر الابراهيمي حول نقل السلطة الى العراقيين.
على الصعيد ذاته أكد بلير، بعد اجتماع عقده مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان في مقر اقامة السفير البريطاني بنيويورك على الحاجة الى قرار جديد يصدر عن مجلس الأمن لدعم عملية الانتقال السياسي في العراق. وأوضح بلير «ان الظروف في المستقبل القريب تتطلب قرارا جديدا من مجلس الأمن يسمح لنا بطريقة ما بالتخطيط باتجاه السياسة الانتقالية في العراق». ولم يكشف بلير عن عناصر مشروع القرار الجديد. وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قد اكد في بداية الأسبوع الحالي أيضا على الحاجة الى قرار جديد من مجلس الأمن، وقال «أود رؤية قرار من الأمم المتحدة لمساعدة الدول الأخرى لكي تقرر مساهمتها في العراق».4/4/4نيويورك: واشنطن ـ: جريدة «الشرق الاوسط»
و في الختام نأمل من هذا البحث أن قد استعرضنا بشكل موجزملامح الاستراتيجي الأمريكي للفترة الحالية والذي كان عنوانها الرئيسي هو ( حرب الارهاب في العراق)، وبلاشك ان توجد تفاصيل كثيرة لحقيقة الصراع ،الذي يجري حاليا في العراق ، تستحق الدراسة والمتابعة والتي لم تنجر في هذا البحث ، خصوصا ان صفحات المعركة لم تنتهي والاحداث تتسارع يوميا في العراق ، و بين الحين و الاخر تظهر تطورات جديدة تتغير على ضوئها الاستراتيجية الامريكية ، ولهذا من الاهمية دراسة تفاصيل معركة الارهاب في العراق بكل صفحاتها ، ووضع حلول ناجعة لخلاص الشعب العراقي من تأثيراتها ، والتي باتت تهدد كيان المجتمع العراقي بكل طوائفه و اعراقه .
واخيرا أرجو انه قد تم تقديم جهد وثائقي بسيط للحرب التي حدثت في العراق خصوصا ونحن على اعتاب الذكرى الثانية لسقوط النطام البائد ، علما انه توجد مواضيع اخرى ستلحق بهذا البحث ولكن ستعرض بشكل مستقل . املا من اخوتي الكرام ان يزودونا بكل ملاحظاتهم عن البحث و في الختام لا يسعنا الا ان نتمنى للعراقنا الحبيب ، ان يتخلص من كارثة هذه الحرب حتى يتنعم بالامان والاستقرار .

الرئيسية  | مركز الصدرين للفكر الإستراتيجي |  العودة للصفحة السابقة