بين الطاغية .. والامام
قصة الصراع بين صدام والشهيد السيد باقر الصدر
قبل ان يتواقح البعض بالدفاع عن (القاتل) .. فليستمع الى صوت (المقتول)
الحلقة الأولى
كتابات - د.رفعت سيد أحمد


خلال أيام سوف تبدأ محاكمة الطاغية صدام حسين ، وتردد أن حوالى 20 محامياً عربياً وأجنبياً سيقوموا بالدفاع عنه وبأجر كبير قال لنا أحد الذين اعتذروا عن هذه المهمة وهو الأستاذ الدكتور / عبد الله الأشعل المحامى والسفير السابق بالخارجية المصرية انهم عرضوا عليه 2 مليون دولار كبداية فقط الا انه رفض ، لأن ضميره المهنى والدينى والسياسى لا يسمح بالقيام بهكذا مهمة ملتبسه ومشبوهة !! ، رغم قيام هؤلاء بهذه المهمة لأسباب خاصة بهم ؛ الا ان ما لدى العراقيين ، والعرب من حقائق ووثائق تدين هذا الطاغية وتضعه وبجدارة ودون عناء البحث فى خانة القتلة والمجرمين نادرى المثال فى التاريخ الانسانى ، تكفى ان تجعل من يفكر – مجرد تفكير – فى الدفاع بالكلمة أو بالسلوك أو حتى بالنية عن هذا الطاغية يشعر بالعار !!
* الآن 00 وقبل أن يرفع الستار عن مشهد المحاكمة ، تعالوا نقدم للرأى العام العربى ، والدولى ، واحدة من جرائم الطاغية ، علها تزيح الغمام عن الأعين التى غشيها الزيف ، وسحر الدولار !!
* الجريمة التى نقدمها ، واحدة من نصف مليون جريمة قتل فى الحد الأدنى ارتكبها صدام حسين ونظامه البائد 00 عامداً متعمداً ، انها جريمة قتل الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر المفكر الاسلامى والداعية ، والزعيم الوطنى المتجاوز للمذهبيات بمعناها الضيق ؛ فماذا عنها؟ ماذا عن ( القاتل ) و( المقتول ) ماذا عن ( الطاغية) حياته وجرائمه ؛ والمقتول (الشهيد) ، حياته وجهاده وفكره ؟ ماذا عن اللحظات الاخيرة فى عمر الشهيد وأية رسالة تحمله قصة قتله بيد صدام نفسه 00 والذى ظل يتفاخر ويتواقح حتى وهو فى حفرته الشهيرة هارباً كالجرز بأنه لا يعرف هل قتله بيديه عام 1980 هو (الصدر) أم (القدم) ! ماذا عن هذه الملحمة التى جرت فصولها 00 كالدم 00 بين (الطاغية) 00 و(الامام) 0
(1)
الامام : قصة الميلاد 00 والعطاء
ان قصة حياة الشهيد السيد محمد باقر الصدر قصة ذات معان كبيرة ودلالات أكبر ، فقط سوف نوجز فيها لطبيعة المقام ، فالشهيد هو آية الله العظمى السيد محمد باقر بن السيد حيدر بن السيد اسماعيل الصدر الكاظمى الموسوى ، ويكنى بأبى جعفر ، باسم ابنه الأكبر 0
ولد فى مدينة الكاظمية فى بغداد سنة 1353هـ الموافق سنة 1935 م وينتمى الى عائلة الصدر المشهورة بالعلم والجهاد والتقوى ، وقد هاجرت أسرة آل الصدر العربية العريقة من لبنان الى العراق 0
ومن عائلة الصدر نذكر السيد الهادى الصدر والسيد حسن الصدر وآية الله السيد اسماعيل الصدر أخا السيد باقر الحكيم ابن السيد حيدر الصدر ، ويصل نسب الأسرة الى أسرة شرف الدين التى ينحدر منها العلامة المجاهد عبد الحسين شرف الدين مفتى جبل عامل فى لبنان وهو صاحب كتاب المراجعات والفصول المهمة فى تأليف الأمة 00 الخ 0
وأمه كريمة الشيخ عبد الحسين آل ياسين العظمى مرتضى آل ياسين والشيخ راضى ، وأسرة آل ياسين من الأسرة العربية العراقية المعروفة بالعلم والصلاح والفضيلة والتقوى 0
وفى مدينة تضم مرقدى الامامين الطاهرين موسى ابن جعفر الكاظم وحفيده الامام محمد الجواد حيث القباب والمآذن ، فى مدينة الكاظمية ببغداد وحيث يعيش علماء الدين وطلاب العلم وفى أحياء القسم القديم من هذه المدينة التى تبعد بضعة مئات من الأمتار عن نهر دجلة وفى بيت متواضع جداً ولد الامام وابتلاه الله مبكراً باليتم كالأنبياء تماماً ، فقد فقد الشهيد الصدر والده حيدر الصدر وعمره أربع سنوات ، تاركاً ولدين هما : اسماعيل ومحمد باقر الصدر ، وطفلة صغيرة تدعى آمنة " بنت الهدى " ، وقد تولى الإشراف عليهما أخوهما المجتهد المجاهد السيد اسماعيل الصدر ولقد واصل الشهيد جهاده العلمى والفكرى وخلف لنا تراثاً عظيماً من الاسهامات الفكرية المميزة والمتنوعة نذكر منها على سبيل المثال :
1 – غاية الفكر 00 فى علم أصول الفقه ويتحدث عن أصول استنباط الحكم الشرعى وقواعده0
2 – بحوث فى شرح العروة الوثقى وتتكون من أربعة مجلدات تبحث فى الفقه بأسلوب استدلال عميق 0
3 – 4 – الفتاوى الواضحة ومنهاج الصالحين 00 وهما رسالتان علميتان تعبران عن آرائه الفقهية وتحددان المجال العملى والسلوكى للفرد المسلم على ضوء الشريعة الاسلامية المقدسة0
5 – دروس فى علم الأصول 0ويتحدث فيها أيضاً عن أصول استنباط الحكم الشرعى وتحدد قواعده ومناهجه بأسلوب أكثر عمقاً واستدلالاً من كتاب (غاية الفكر) 0
6 – 7 – مباحث الدليل اللفظى وكتاب تعارض الأدلة الشرعية 00 وهما يبحثان فى علم أصول الفقه 0
9 – أحكام الحج 00 وهو بحث فقهى يحدد السلوك العملى للإنسان المسلم الذاهب لزيارة بيت الله الحرام 0
10 – "اقتصادنا" ، ويتحدث فيه عن الاقتصاد فى النظرة الماركسية وانتقد نظرية الديالكتيك بانتقادات واشكالات لم تشهد النظرية مثيلاً لها ، ثم نقد بعد ذلك الأفكار الرأسمالية وفى محاولة منه لاكتشاف النظرية الاقتصادية فى الاسلام وضع الأسس التى يقوم عليها الاقتصاد الاسلامى 00 ثم أردف بها تطبيقات للاقتصاد الاسلامى 0
11 – كتاب (الصورة الكاملة للاقتصاد فى المجتمع الاسلامى) يتحدث عن التطبيق الاقتصادى فى دولة الاسلام ، وكان كتاباه الرابع والخامس فى الاقتصاد وهما الانسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية 00 وماذا تعرف عن الاقتصاد الاسلامى 00 يرسمان صورة واضحة عن الاقتصاد
13 – وكتابه فى العقائد المعروف بـ " المرسل والرسول والرسالة " يعبر عن عمق فكرته وسعة اطلاعه وقدرته على ايصال الفكر الاسلامى الصافى الى الجماهير 00 كما ان كتابيه بحث " حول المهدى " و" بحث حول الولاية " يتحدث فيها عن أهم ناحيتين فى العقيدة الاسلامية 0
14 – وقد كتب عدة مؤلفات عن الحكومة الاسلامية 00 تحت عناوين (منابع القدرة فى الدولة الاسلامية) 0
15 – وكذلك له مؤلفات تحت عنوان (خلافة الانسان وشهادة الأنبياء) 0
16 – " فلسفتنا " وهو مرجع هام وفى الفلسفة الاسلامية المقارنة مع النظريات الفلسفية فى عالمنا المعاصر اليوم ، ويعد بحثاً عميقاً فى نقد النظريات الفلسفية وإعطاء الفلسفة الاسلامية حيويتها وروحها 0
17 – ( الأسس المنطقية للاستقراء ) وهو يعد محاولة متميزة من عالم كبير لإثبات وجود الله عن طريق الاستقراء وحساب الاحتمالات 0
18 – ( البنك اللاربوى فى الاسلام ) وفيه أعطى أسساً حقيقية لبنك اسلامى لا يقوم على أساس الربا 00 بل على أساس الأحكام الاسلامية التى تنفى الربا من المعاملات التجارية 0
19 – ومن كتبه التى تتعلق بالنظرية السياسية كتاب " الاسلام يقود الحياة " وكتاب " تصور عن دستور الجمهورية الاسلامية " وغيرها من الأعمال الهامة المتميزة 0
(2)
الحركة السياسية للامام فى مواجهة صدام وحكمه
يمكن اجمال ملامح النظرية والرؤية السياسية للامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر فى مستويين ، مستوى حركى ، ومستوى نظرى وكليهما مكملان لبعضهما البعض ، فسلوكه الثورى ضد حزب البعث واستبداد صدام حسين يتكامل مع نظريته السياسية المعادية لأى خروج عن الاسلام والداعية للعدالة والحرية والثورة ، وسوف نقدم هنا مجرد قبسات من سلوك وفكر الشهيد للتأكيد على هذا المنحى 0
أ – المستوى الحركى : نستطيع الآن وبعد أكثر من 24 عاماً على استشهاده ان نؤكد ان فكر الشهيد الصدر السياسى كان من أهم أسباب إعدامه وذلك لصلاحية هذا الفكر لكل الأمة الاسلامية ولكل مكان وكل مجتمع لأنه مستمد من الاسلام الصالح لكل زمان ومكان 0
كما لم تكن أفكاره طائفية تقتصر على الشيعة فقط ولكنها كانت لعامة المسلمين كما كان الشهيد الصدر مهتماً بكل شئون المسلمين ويجاهد من أجلهم ففى رسالة بخط يده أرسلها الى أحد إخوانه العلماء سنة 1963 يتحدث فى جزء منها عن الامام الخمينى وموقف النجف من الأحداث فى ايران يقول : (وأما بالنسبة لايران فلايزال الوضع كما كان الخمينى مبعد فى تركيا من قبل عملاء أمريكا فى ايران وقد استطاع الخمينى فى هذه المرة ان يقطع لسان الشاه الذى كان يتهم المعارضة باستمرار بالرجعية والتأخر لأن خوض معركة ضد إعطاء امتيازات جديدة للأمريكان المستعمرين لا يمكن لإنسان فى العالم أن يصف ذلك بالرجعية والتأخر ، وكتاب (اقتصادنا) صار الاتفاق على ارساله عن طريق مكتبة أمير المؤمنين العامة فى أول شحن تقوم به وسوف أكتب لكم عن ذلك اذا تحقق ، وختاماً تقبلوا اخلاصاً لا تحده الا ابعاد وجودى ودمتم ملاذا وسناداً لمخلصكم ، محمد باقر الصدر) 0
فجهاد الامام الشهيد لم يكن مقصوراً على تعبئة الجماهير المسلمة بالعراق وقيادتها ، بل تعدى الحدود العراقية ليلتقى مع كل الحركات الاسلامية فى كل أنحاء العالم الاسلامى لأن الاسلام دين عالمى يمتد أثره ودوره الى أرجاء العالم ، وقد برزت الممارسات الاسلامية الجماهيرية بشكل واضح ومنظم تحت قيادة الشهيد الصدر الذى كان منظراً وقائداً حركياً للجماهير أثناء فترة الحكم العارفى (عبد السلام وعبد الرحمن عارف) تحت قيادة الامام الحكيم (المرجع آنذاك) 0
ولكن قوى الهيمنة الغربية كانت تأبى على الحركة الاسلامية ان تنمو فأرادت وأد الوليد الجديد قبل ان يستفحل خطره خصوصاً وانهم شخصوا هذا الوليد الجديد منذ تحركه الحثيث قبل رحيلهم عن العراق سنة 1958 فباقر الصدر كان علامة بارزة فى التحرك الاسلامى فى مواجهة الاستعماريين الانجليزى والمد الشيوعى 0
وعلى مستوى الأعمال والنشاطات السياسية ، يمكن ان نذكر منها إسهامه فى تأسيس " حزب الدعوة الاسلامية " فى أواخر صيف 1378هـ / 1958م ثم خروجه من الحزب فى صيف عام 1380هـ / 1960م ، وأيضاً اسهامه فى تأسيس " جماعة العلماء فى النجف الأشرف " وإسنادها ، وكذلك إسناده لمرجعية آية الله العظمى الامام السيد الحكيم ومشاركته فى مجمل الأعمال السياسية التى كانت تتصدى لها هذه المرجعية ، وكذلك رعايته للحركة الاسلامية فى العراق بشكل عام ، ثم تصوره لتطور المرجعية الدينية وطيها للمراحل الأربع التى مرت بها والتى كانت آخرها مرحلة القيادة ، ثم تأسيسه لبذرة شورى المرجعية فى اطار مرجعيته الخاصة وطرحه لمسألة فصل العمل المرجعى وجهازه عن العمل التنظيمى الخاص (الحزب) عملياً ، ثم تطور ذلك الى فكرة فصل الحوزة العلمية بشكل عام عن العمل التنظيمى الخاص (الحزب) وتصريحاته وفتاواه بهذا الصدد التى تعبر عن موقف سياسى عملى ينطلق من جذور فكرية ، ثم موقفه بعد ذلك من دور التنظيم الاسلامى فى الحركة السياسية العامة والذى تجسد بتعيين ممثل له لدى بعض أطراف الحركة الاسلامية ، ثم تسليم بعض الأطراف الاخرى لقيادته بعد انتصار الثورة الاسلامية ، ومبادرته لتأسيس حركات ومكاتب اسلامية فى الخارج وتعيين الممثلين الوكلاء والعلماء فى مختلف المناطق بعد تصديه للمرجعية الدينية قبل ذلك (1) 0
كما التفت الشهيد الى نقطة هامة وهى تعرض المرجع للموت فقال عن هذه النقطة : " فلابد من ضمان نسبى لتسلسل المرجعية فى الانسان الصالح المؤمن بأهداف المرجعية الصالحة لئلا ينتكس العمل بانتقال المرجعية الى من لا يؤمن بأهدافها الواعية ولابد أيضاً من تهيئة المجال للمرجع الصالح الجديد ، ليبدأ ممارسة مسئولياته من حيث انتهى المرجع العام السابق بدلا من ان يبدأ من الصفر ويتحمل مشاق هذه البداية وما تتطلبه من جهود جانبية ، وبهذا يتاح للمرجعية الاحتفاظ بهذه الجهود للأهداف وممارسة ألوان من التخطيط الطويل المدى 0
ويتم ذلك عن طريق شكل المرجعية الموضوعية اذ فى اطار المرجعية الموضوعية لا يوجد المرجع فقط بل يوجد المرجع (كذات) ويوجد (الموضع) وهو المجلس بما يضم من جهاز يمارس العمل المرجعى الرشيد وشخص المرجع الصالح فى حالة خلو المركز ، وللمجلس وللجهاز – بحكم ممارسته للعمل الجماعى ونفوذه وصلاته وثقة الأمة به – القدرة دائماً على اسناد مرشحه وكسب ثقة الأمة الى جانبه 0
ولقد شدد قادة النظام البعثى الضغط على السيد الشهيد لعلمهم انه مصدر الخطر عليهم فمارسوا ضده أعمالاً ارهابية وصلت الى حد الاعتقال ، وكان ذلك بعد سنة من توليه المرجعية سنة 1971 وقد حاول النظام الظالم اعتقاله ولكن تدهور حالته الصحية جعلهم يدخلونه الى المستشفى مقيد اليدين ومربوطاً بالسلاسل ، ثم أفرجوا عنه خوفا من نقمة الجماهير التى لم يستطيعوا ان يغيروا اتجاههم رغم بقائهم فى الحكم سنتين 00 وكان هذا الاعتقال الأول ما هو الا جس لنبض الشارع الاسلامى وترهيب للإمام الشهيد الذى لم يزده الاعتقال الا صلابة تجسدت فى لقائه مع زيد حيدر (وهو عضو القيادة القومية لحزب البعث) الذى تم فى عام 1972 ، عندما كانت الأوضاع فى العراق تنذر بالانفجار بعد أن أثقل النظام الطاغوتى كاهل الشعب بالضرائب ، وكمم الأفواه بالحديد والنار ، وصادر جميع الحريات بالقوة الغاشمة ، وقبل كل ذلك كان الارهاب الدموى ضد الدعاة ، قد أثار استنكار الشعب وغضبه ، وكمحاولة من النظام الجائر لاستدراك وضعه المهزوم آنذاك ، بعثوا بعضو القيادة القومية لحزب البعث المدعو زيد حيدر الى الامام الصدر لفتح صفحة جديدة معه ومطالبته بالتساهل مع الحكومة ومجاملتها وذلك لتخفيف نقمة الجماهير على النظام وربما كان النظام البعثى يظن ان هذه الزيارة قد تلين السيد الشهيد وتثنيه عن مواصلة الجهاد فى سبيل الله (1)0
وفى لحظة التقاء مبعوث الحزب " زيد حيدر " مع السيد الصدر ، كان المبعوث المذكور يبدى عنجهية طاغية ، ظنا منه ان ذلك قد يدخل شيئاً من الرعب والخوف الى قلب السيد الجليل ، ناسياً أو متناسياً ان الصدر امام تربى فى دار الاسلام وأنه لا يخشى الا الله 0
وقد بدأ المبعوث حديثه مع الامام الشهيد عاتباً على عدم زيارته لمجلس قيادة الثورة ورئيسه أحمد حسن البكر ، فرد عليه السيد الصدر ، بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اذا رأيتم الملوك على أبواب العلماء فقولوا نعم العلماء ونعم الملوك ، وإذا رأيتم العلماء على أبواب الملوك فقولوا بئس العلماء وبئس الملوك" ثم وجه السيد الصدر لمبعوث النظام البعثى قوله: " اذا كنت أنت وحكومتك لكم سلطان على أجساد الناس فإن لى سلطاناً على أرواحهم ، وضمائرهم بإذن الله ، فعليكم ان تعرفوا من أنتم ومن أنا " ، ثم عرج بحديث طويل عن دور العلماء فى الجهاد ضد الاستعمار والغزاة مخاطباً المبعوث البعثى بقوله : " ان رجل الدين فى الاسلام غيره فى أوروبا فلا تختلط عليكم التصورات وكونوا على حذر " ، وضرب له أمثلة قريبة فى هذا الصدد ، فذكره بالمجاهد عبد الحسين شرف الدين الموسوى الذى حارب الفرنسيين ، وبقائد ثورة العشرين الشيخ محمد تقى الشيرازى وغيرهما من المراجع الذين ضربوا أروع الأمثلة فى ميادين الجهاد ، ثم تحدث الامام عن المظالم التى يقترفها حزب البعث بحق الشعب العراقى وسرد له نماذج منها ، وأخيراً خرج زيد حيدر من بيت السيد الصدر وقد خاب ظنه بما كان يتوقعه من لقائه بالسيد المجاهد الجليل " ، وتوالت بعد ذلك المحن على الحركة الاسلامية والوطنية فى العراق (كما نرصد فى المحور الثانى) وتعرضت قياداتها للاغتيال مثل عبد الصاحب دخيل والشيخ عارف البصرى – عماد الدين التبريزى – السيد نورى طعمة – السيد عز الدين القبانجى – السيد حسين جلوجان وغيرهم من الرموز الدينية والوطنية والى الحلقة القادمة 0
من أجمل الشعر
كنا اذا ذكرت بغداد فى بلد نهتز       فخراً وبين الناس نختال
واليوم فى عهد صدام اذا ذكرت          نغض حياء ففى التذكر اذلال
الشاعر الكبير الراحل / مهدى الجواهرى
  آية الله السيد محمد باقر الحكيم : نظرية العمل السياسى عند الشهيد السيد محمد باقر الصدر : مجلة المنهاج – بيروت – العدد 17 – ربيع 1421 هـ - 2000 م ص ص 228 – 230 0
  محمد العباسى : البعد الدولى لاغتيال الامام محمد باقر الصدر – دار البداية للنشر – القاهرة – 1987 ص21 وما بعدها
 

الرئيسية  | مركز الصدرين للفكر الإستراتيجي |  العودة للصفحة السابقة