مركز الصدرين لحوار الحضارات والأديان

 شرفات غربية
صفات الله في منجز إستشراقي
فؤاد كاظم المقدادي


جاء تحت مادة "عقيدة محمد في الله" من دائرة المعارف الاسلامية "وقد عرّف محمد الله بأنه الملك، المنتقم الغيور، وأنه سيحاسب الناس من غير شك ويعاقبهم في اليوم الآخر، وبذا تحوّلت تلك الفكرة الغامضة عن الله الى ذات لها خطر عظيم. وينبغي لنا الآن أن نتبسّط في الكلام على هذه الذات كما تصّورها محمد، ومن حسن التوفيق ان لوازم السجع جملته على وصف الله بعدة صفات يتردد ذكرها كثيراً في القرآن "سورة الاعراف _ الآية 179، سورة بني اسرائيل_ الاية 110ـ سورة طه _ الآية 7، سورة الحشر_ الآية 24" وتبيّن شغف محمد بهذه الصفات وشدّة تمسكه بها. وكانت الفطرة السليمة هي التي دفعت المسلمين بعد محمد الى جمع هذه الصفات وتقديسها، وهذه الصفات تعبّر عن حقيقة إله محمد أحسن مما تعبر عنها الصفات التي ذكرها علماء الكلام في القرون الوسطى، وهي تعيننا كثيراً في فهم وتحديد عبارات محمد، المبعثرة المتناقضة".
وهذا الكلام في حقيقته صورة جديدة من صور دعوى التناقض في القرآن الكريم التي شدد عليها المستشرقون المساهمون في دائرة المعارف الاسلامية، وفي الرد عليهم نقول:
أ_ انكم لم تبيّنوا لنا موارد التناقض في صفات الله الواردة في القرآن الكريم، فدعواكم هذه مجملة وغامضة لا وضوح فيها.
ب_ إذا كان قصدكم من التناقض هو ما بين الصفات الكمالية المتقابلة معنىً لله سبحانه كالغفور الرحيم والمنتقم شديد العقاب، فجوابه، انكم أولاً: يجب ان تحيطوا بحقيقة عقيدة التوحيد والعدل الإلهي التي ارشد اليها القرآن الكريم في آيات الارشاد العقائدي والتي تعتبر صفات الله الكمالية عين ذاته لا شيئاً خارجاً عنها موصوفاً سبحانه وتعالى بها (سُبحانَهُ وَتَعالى عمّا يَصِفونَ)، فيها تتجلّى معرفة الكمال المطلق الذي يسعى الانسان للتكامل في طريقه المستقيم، وثانياً: إن هذه الصفات المتقابلة ليست متناقضة، لأنها تختلف باختلاف متعلّقها، فالله سبحانه وتعالى غفورٌ رحيمٌ لمن اقتضى لطفه وحكمته رحمته والمغفرة له، وهو منتقم شديد العقاب لمن اقتضى عدله وحكمته الانتقام منه وتشديد العقاب عليه، وهكذا شأن الصفات الكمالية الأخرى. فلا تناقض فيها ولا غموض.
-----------------------------
المصدر : "الاسلام وشبهات المستشرقين"
 

الرئيسية  | موسوعة الصدرين لحوار الأديان |  العودة للصفحة السابقة