مركز الصدرين لحوار الحضارات والأديان

 قصة إسلامهم
رئيس بعثة تنصيرية: كل شيء على ما يرام وسأعتنق الإسلام
محمد كامل عبد الصمد


تعرضت بعثة تنصيرية رفيعة المستوى للفشل الذريع بسبب اعتناق رئيسها للدين الإسلامي، والذي تعرض لمحاولات مستميتة من قبل البعثة التنصيرية بهدف إبعاده عن اعتناق الإسلام، والتي وصلت إلى حد التهديد بالقتل... وترجع قصة هذا الخبر عندما إختارت منظمة التنصير بألمانيا الغربية "جى ميشيل" لكي يكون رئيساً للبعثة التنصيرية في الصومال، بجانب عمله كطبيب لأمراض العيون..
كانت بعثة تنصيرية اتخذت في خطتها مشروع تنصير القرن الافريقي، على أن تكون الصومال هي نقطة الانطلاق لعمليات التنصير.. وقد اتخذت هذه البعثة مشروعاً خيريّاً كستار تخفي من ورائه نشاطها المشبوه.. وكان هذا المشروع هو علاج أمراض العيون كي تنفذ من خلاله إلى المواطنين والتأثير عليهم بترغيبهم في الديانة المسيحية.
وبعد خمسة أشهر تلقت المنظمة تقارير تفيد بتفانيه في عمله كطبيب.. وإهماله للشق الآخر من مهمته، وهو التنصير.. فتلقى "جي ميشيل" برقية من رئاسة المنظمة تطلب منه ضرورة ذهابه إلى إنجلترا لقضاء فترة تدريبية لمدة شهر، ثم السفر منها إلى "تنزانيا".
وفي انجلترا تعرّف "جي ميشيل" على صديق مسلم من الصومال يدعى "محمد باهور" الذي وطد علاقة صداقته معه، وحدث أن دعاه ذات يوم لزيارة منزله... الذي يتحدث عنها قائلاً:
"بعد أن تعرفت على صديق مسلم من الصومال اسمه "محمد باهور" دعاني إلى زيارة منزله، فلبيت دعوته، وكان الترحيب من أسرته... وأثناء الزيارة فوجئت برجل يتكلم الإنجليزية بطلاقة مدهشة.. وعلمت أنه والد "صديقي محمد"، وفرحت به، وتمنيت أن أجذبه إلى الدين المسيحي حتى تتحقق عملية التنصير.. وبدأت مع هذا الرجل عملية جذبه للمسيحية بالحديث عنها معه.. وهو ينصت إليّّ بإصغاء تام، توقعت اقتناعه بما أقول، وبالتالي سيكون مفتاح "التنصير في المنطقة كلها".
ويسترسل رئيس البعثة التنصيرية حديثه بقوله:
"بعد أن أسهبت في الكلام عن المسيحية كدين لا يرقى في مكانته أية ديانة أخرى، وأنا أتعرض لعظمة الإنجيل والمسيح عيسى ابن الله.. فوجئت بوالد صديقي ممسكاً بنسخة من القرآن في يديه وسألني أتعرف هذا الكتاب.. فابتسمت ولم أجب، خشية إثارته أو التلميح له بمهمتي، ولكن أحسست أن هذا الرجل يدرك ما يدور بعقلي، فمنحني فرصة الخروج من المأزق.. وبدأ هو يتحدث عن الإنجيل وعن المسيح... ومن خلال حديثه أدركت تماماً أن المسلمين جميعاً يحبونه ويعترفون به، وخصوصاً أن الإسلام ذاته يدعو إلى الإيمان به وبغيره من الرسل والأنبياء، بل جعل ذلك من دعائم الإيمان بالإسلام.
ثم طلب مني والد صديقي أن أوجه له أي سؤال في الإنجيل أو في القرآن... فقلت له: كيف؟! قال: في القرآن كل شيء".
ويصمت "جي ميشيل" برهة وهو يستعيد حكايته مع الإسلام التي نُسجت خيوطها الاولى من خلال زيارة لصديقه والتقائه بوالده الذي أصغى إليه وهو يحاول أن يجذبه للمسيحية، ثم تعقيب والد صديقه على ما سمعه منه، وإفاضته في الحديث عن الإسلام في سلاسة ويُسر يستسيغه العقل والتفكير المنطقي.
ثم يستطرد قائلا:
"وتعددت زياراتي لوالد صديقي.. وكنت مُراقباً من أفراد البعثة الذين طلبوا مني عدم الذهاب إلى هذا المنزل، وفوجئت بعد ذلك بقرار نقل صديقي، ثم اعتقاله بدون سبب... أما بالنسبة لي فقد طلبوا مني الانتقال إلى "كينيا" لقضاء اجازة ممتعة على حد تعبير منظمة التنصير... ووصلتني رسالة ساخنة من والدي يطالبني فيها بالعودة إلى ألمانيا بأسرع ما يمكن".
ولكن "جي ميشيل" رئيس بعثة التنصير رفض الاستجابة لتعليمات رئاسته في المانيا.. كما رفض الاستجابه لطلب والده.. فكتب هذه البرقية إلى كل منهما:
"اطمئنوا تماماً.. كل شيء على ما يرام، وسأعتنق الإسلام".
وعكف "جي ميشيل" على دراسة الإسلام وتفهم تعاليمه وأركانه التي حث عليها.. بعدها أعلن اعتناقه للإسلام، وقام بتغيير اسمه إلى "عبد الجبار".
واستمر "عبد الجبار" في الصومال يؤدي رسالته كطبيب مسلم يعرف حق الله وحق مرضاه، ويعامل الناس بآداب الإسلام التي تحلّى بها في سلوكياته وأخلاقياته.
-------------------------------
المصدر : الجانب الخفي وراء إسلام هؤلاء
 

الرئيسية  | موسوعة الصدرين لحوار الأديان |  العودة للصفحة السابقة