مركز الصدرين لحوار الحضارات والأديان

 رياح الإسلام
ثمانية إكتشافات نُحِلت للغربيين عن المسلمين
صبيح صادق


نسب اكتشاف الجاذبية الى العالم الاوربي سير اسحق نيوتن (1642 _ 1727م) مع أن المسلمين سبقوه الى هذا الاكتشاف فتحدث الكثير من العلماء المسلمين عنها أمثال ابن سينا وابن خردذابه والادريسي... يقول ابن خردذابه "الارض جاذبة لما في ابدانهم (الناس من الثقل لأن الارض بمنزلة الحجر الذي يجتذب الحديد". وقال الادريسي في كتابه نزهة المشتاق ".. والارض جاذبة لما في أبدانهم من الثقل بمنزلة حجر المغنطيس الذي يجذب الحديد"(1).
واكتشف المسلمون كروية الارض وحركتها حول الشمس ولكن أوربا نسبته الى العالم الاوربي كوبرنيكس ومجدت اسمه تمجيداً كبيرا _وهو يستحق ذلك بلا شك _ ولكن العلماء المسلمين كانوا أحق بهذا التمجيد.. فالمسعودي أثبت ذلك في كتابه مروج الذهب بقرون كثيرة قبل اكتشاف أوربا لها. يقول المسعودي في برهانه على كروية الارض: "ان الشمس إذا غابت في اقصى الصين كان طلوعها على الجزائر العامرة في بحر اوقيانوس الغربي. واذا غابت في هذه الجزائر كان طلوعها في أقصى الصين، وذلك نصف دائرة الارض"(2).
وذهب الادريسي الى "ان الارض مدورة كتدوير الكرة"(3).
وقال العالم المسلم ابن رسته في كتابه الاعلاق النفيسة ان الارض "على مثال الكرة والدليل على ذلك أن الشمس والقمر وسائر الكواكب لا يوجد طلوعها ولا غروبها على جميع من في نواحي الارض في وقت واحد، بل يرى طلوعها على المواضع المشرقية من الارض قبل طلوعها على المواضع المغربية وغيبوبتها" (4).
واكتشف المسلمون نظرية العدوى ولكن هذا الاكتشاف الخطير ينسب مرة أخرى الى أوربا، مع أن الخطيب البغدادي كان أول مكتشف لهذه النظرية في رسالته الشهيرة في الطاعون فقد ناقش ذلك بصورة علمية بعيدة عن الاعتقادات الخاطئة.. يقول الخطيب البغدادي "ان وجود العدوى مقرر بالخبرة والدراسة وشهادة الحواس، وبالاخبار المتعمدة عن انتقالها بالثياب والاوعية والاقراط وانتقالها بواسطة أشخاص من منزل واحد واصابة مرفأ سليم ممن يصلون اليه من بلاد موبوءة".
واكتشف ابن النفيس الدورة الدموية الصغرى التي نسب فضل اكشافها الى الطبيب الاوربي ميخائيل سرفيتوس حتى جاء الدكتور الطهطاوي الذي قدم اطروحته لكلية الطب في جامعة فرايبورغ وأثبت فيها أن العالم العربي أبن النفيس هو المكتشف الاول للدورة الدموية الصغرى لاسرفيتوس!.
كما سبق الطبيب المسلم علي بن عباس المجوسي الطبيب الاوربي هارفي، في وصف الدورة الدموية في الاوعية الشعرية، عندما تكلم عن وظيفتي الانقباض والانبساط من وظائف الجسم الحيوية في كتابه كامل الصناعة الطبية...
واكتشف الادريسي منابع النيل التي بقيت قروناً عديدة مجهولة لدى العلماء الاوربيين حتى اكتشفها سبيك وغرانت، فنسب الاكتشاف الى اوربا بينما اكتشفها الادريسي قبل ذلك بقرون وصور ذلك في خارطته المحفوظة في متحف سان مرتين في فرنسا فبين بحيرتي فكتوريا نيانزا والبرت نيانزا. ووصفهما في كتابه نزهة المشتاق(5).
ونسب الى والاس انه أول من أثبت قاعدة "سطوح الماء كروية كسطوح اليابسة" وفي الحقيقة ان الكندي هو أول من قام باثباتها..
وسبق ابن طفيل علماء أوربا في اكتشافه ان المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم يقول ابن طفيل "والعالم المحسوس وان كان تابعاً للعالم الالهي شبيه الظل به فانه مع ذلك قد يستحيل فرض عدمه. وانما فساده ان يبدل لا ان يعدم بالجملة..".
وذهبت أوربا الى ان البحث العلمي التجريبي لم يبدأ الا في عصر النهضة الاوربية ونسبت هذا الفضل الى العالم الاوربي فرنسيس بيكون، على أن الحقيقة تؤكد أن المسلمون قد سبقوه في هذا المجال.. وكان جابر بن حيان هو الرائد الاول للبحث العلمي التجريبي إذ أخضع جميع بحوثه للتجربة التي يسميها (التدريب) واتبع الاسلوب العلمي في جميع كتبه.. يقول جابر "من كان دربا كان عالما حقا، ومن لم يكن دربا لم يكن عالما وحسبك بالدربة في جميع الصنائع ان الصانع الدرب يحذق وغير الدرب يعطل". وقال: "وملاك هذه الصنعة العمل. فمن لم يعمل ولم يجرب لم يظفر بشيء ابداً". وبين في كتابه الخواص الكبير منهجه في هذا الكتاب "يجب ان تعلم انا نذكر في هذه الكتب خواص ما رأيناه فقط دون ما سمعناه أو قيل لنا وقرأناه، بعد ان امتحناه وجربناه، فما صح أوردناه وما بطل رفضناه، وما استخرجناه نحن أيضاً وقايسناه على أقوال هؤلاء القوم" (6).
ــــــــــــــــ
1_ نزهة المشتاق في اختراق الآفاق: الادريسي _ ص 3 مطبعة روما _ ايطاليا.
2_ مروج الذهب: المسعودي _ الجزء الاول _ ص 86 _ تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد _ الطبعة الثانية _ مطبعة السعادة 1958م.
3_ نزهة المشتاق: الادريسي _الجزء الأول_ ص 7 _ المعهد الايطالي للشرق الادنى والاقصى _ 1970_ ايطاليا.
4_ الاعلاق النفيسة: ابن رسته _ المجلد السابع _ مطبعة بريل (ليدن) 1891.
5_ وصفة الادريسي في كتابه نزهة المشتاق _ الجزء الاول _ ص 33 _ طبعة المعهد الايطالي.
6_ الخواص الكبير: جابر بن حيان _ مختارات جابر تحقيق المستشرق بول كراوس _ ص 232.
------------------------------------
المصدر: مجلة "آفاق عربية" ببعض التصرف
 

الرئيسية  | موسوعة الصدرين لحوار الأديان |  العودة للصفحة السابقة