مركز الصدرين لحوار الحضارات والأديان

 شرفات غربية
اللورد هدلي يستعرض صورة الدين الحنيف
محمد كامل عبد الصمد


هناك مفكرون منصفون, لا غربيون فحسب, بل عالميون أيضاً, درسوا الإسلام دراسة عميقة فجرى في نفوسهم تيار تفهمهم له, حتى لقد أخذنا مدح الإسلام, منهم0
وهؤلاء الكتاب المفكرون ينقسمون الى فريقين :
فريق أعلن أسلامه في غير لبس ولا مراءاة, وجابه الرأي العام في بيئته بعقيدته, ثم أخذ يدعو إليها, مكرساً وقته وجهده لنشرها0
وفريق أحب الإسلام وأكتفى بمدحه, ولا ندري ماذا أسر في نفسه ؟!0
ويصف هذا الفريق "اللورد هدلي" بقوله :
" إنني أعتقد أن هناك ألافاً من الرجال -والنساء أيضاً- مسلمون قلباً, ولكن خوف الانتقاد والرغبة في الابتعاد عن التعب الناشئ عن التغيير منعهم من إظهار معتقداتهم "0
وسواء أكان هؤلاء الكتاب المفكرون اعتنقوا الاسلام وأعلنوه أمام الجميع , أم أحبوه وأعجبوا بما فيه من تعاليم ولم يجرءوا على أشهاره 000فسنذكر اراء كل واحد منهم0
* يقول اللورد هدلي ذاكراً بعض التعبيرات التي ترشد القارئ إلى سبب رفضه للمسيحية , وبالتالي سبب أعتناقه للدين الإسلامي :
" عندما كنت أقضي الزمن الطويل من حياتي الأولى في جو المسيحية, كنت أشعر دائماً أن الدين الإسلامي به الحسن والسهولة, وأنه خلو من عقائد الرومان والبروتستانت0000وثبتني على هذا الاعتقاد زيارتي للشرق التي أعقبت ذلك , ودراستي للقرآن المجيد "0
0000ثم أسمع اليه يقول :
" يجب أن أعترف أن زيارتي للشرق ملأتني أحتراما عظيماً للدين المحمدي السلس, الذي يجعل الإنسان يعبد الله حقيقة طوال مدة الحياة لا في أيام الآحاد فقط "0
ويبدي دهشته من عالمية الإسلام الذي يدعو الناس كافة إلى عبادة إله واحد , هو الله الواحد الأحد , فيقول :
" أيمكن أذن , أن يوجد دين يمكن العالم الإنساني من أن يجمع أمره على عبادة الله الواحد الحقيقي, الذي هو فوق الجميع , وأمام الجميع بطريقة سهلة خالية من الحشو والتلبيك ؟"0
ويدعو البشرية الى التفكير الصحيح لكي تصل الى الحقيقة التي وصل أليها بدلا من الافتراءات والأكاذيب التي يروجها الكثيرون عن الاسلام فيقول :" ليس في وسع الإنسان في الحقيقة إلا أن يعتقد أن مدبحي وناسجي هذه الافتراءات لم يتعلموا حتى ولا أول مبادئ دينهم وإلا لما أستطاعوا أن ينشروا في جميع أنحاء العالم تقارير معروف لديهم أنهم محض كذب واختلاق "0
ويتكلم هدلي عن محمد (ص) بإعجاب وحب فيقول :
" كان (ص) مثابراً , لا يخشى اعداءه, لأنه كان يعلم بأنه مكلف بهذه المأمورية من قبل الله ,ومن كلفه بهذا العمل لن يتخلى عنه0000لقد أثارت تلك الشجاعة - التي كانت حقاً أحدى مميزاته وأوصافه العظيمة - إعجاب وإحترام الكافرين ,وأولئك الذين كانوا يشتهون قتله 0000ومع ذلك فقد أنتبهت مشاعرنا, وازداد إعجابنا به بعد ذلك في حياته الأخيرة , أيام أنتصاره بمكة عندما كانت له القدرة والقوة على الأنتقام , وأستطاعته الأخذ بالثأر, ولم يفعل, بل عفا عن كل اعدائه000عفا بلا قيد او شرط عن كل هؤلاء الذين أضطهدوه وعذبوه 00آوى اليه كل الذين كانوا قد نفوه من مكة, وأغنى فقراءهم000عفا عن ألد اعدائه عندما كانت حياتهم في قبضة يده, وتحت رحمته0
تلكل الأخلاق الربانية التي أظهرها النبي الكريم أقنعت العرب بأن حائزها لا يكون إلا من عند الله , وأن يكون رجلاً على الصراط المستقيم حقاً ,وكراهيتهم المتأصلة في نفوسهم قد حولتها تلك الأخلاق الشريفة الى محبة وصداقة متينة"0
ثم يتابع وصفه لحياة محمد (ص) فيقول عنها :
" أنها كمرآة أمامنا تعكس علينا التعقل الراقي, والسخاء والكرم, والشجاعة والإقدام, والصبر والحلم, والوداعة والعفو, وباقي الأخلاق الجوهرية التي تكون الإنسانية, ونرى ذلك فيها بألوان وضاءة000وبما أننا في أحتياج الى نموذج كامل يفي بحاجاتنا في خطوات الحياة, فحياة النبي المقدس تسد تلك الحاجة "0
ومما هو جدير بالذكر أن للورد هدلي مؤلفات عديدة, أشهرها " رجل من الغرب يعتنق الإسلام " 0
----------------------------------------
المصدر : الجانب الخفي وراء اسلام هؤلاء
 

الرئيسية  | موسوعة الصدرين لحوار الأديان |  العودة للصفحة السابقة